شِعر

شِعر

منذ 3 أيام

في مدحِ المَولى أبي الفضل العبّاس عليه السلام


في مدحِ المَولى أبي الفضل العبّاس عليه السلام
قِوامُ مُصحَف الشّهادة
شِعر: الشيخ محمّد حسين الأصفهاني قدّس سرّه


قصيدة لآية الله الشيخ محمّد حسين الأصفهاني الكمباني (ت: 1361 هجريّة) من ديوانه (الأنوار القدسيّة)، وهي في مدحِ قمر بني هاشم، أبي الفضل العبّاس عليه السلام، تقدّمها «شعائر» في أجواء ذكرى ولادته العطِرة، مقرونةً بالتّهنئة والتبريك.


أبو الإباءِ وابنُ بَجدة اللِّقا  رَقى من العَلياءِ خيرَ مُرتقَى 
ذاك أبو الفضلِ أخو المَعالي سلالةُ الجلالِ والجمالِ
شِبْلُ عليٍّ ليثِ غابةِ القِدمْ «ومَن يُشابه أباه فما ظَلَمْ»
صِنو الكريمَين سليلَي الهُدى عِلماً وحِلماً شرَفاً وسُؤدَدا
هو الزّكيُّ في مدارجِ الكَرَمْ هو الشّهيدُ في معارجِ الهِمَمْ
وارثُ مَن حاز مواريثَ الرُّسُلْ أبي العقولِ والنّفوسِ والمُثُلْ
وكيف لا وذاتُه القدسيّةْ مجموعةُ الفضائل النّفسيّةْ 
عليه أفلاكُ المعالي دائرةْ  فإنّه قُطْبُ محيطِ الدّائرةْ
له من العَلياء والمآثِرِ ما جلَّ أن يخطرَ في الخواطِرِ
وكيف وهو في عُلوِّ المَنزلةْ كالرُّوح من نقطة باءِ البَسملةْ 
وهو قوامُ مصحفُ الشّهادةْ  تمَّت به دائرةُ السَّعادةْ 
وهو لكلِّ شِدَّةٍ ملمَّةْ  فإنّه عَنقاء قافِ الهِمَّة 
وهو حَليفُ الحقِّ والحقيقةْ  والفَرْدُ في الخِلْقةِ والخَليقةْ 
وقد تجلَّى بالجمالِ الباهرِ  حتّى بدا سرُّ الوجودِ الزّاهرِ 
غرَّتُه الغرَّاءُ في الظُّهورِ  تكادُ أن تغلبَ نورَ الطُّورِ  
وفي سماءِ المجدِ والفَخارِ  بالحقِّ يُدعى قمر الأقمارِ 
بل في سماءِ عالَمِ الأسماءْ  كالقَمر البازِغِ في السَّماءْ 
بل عالمُ التّكوين من شعاعِهْ  جلَّ جلالُ اللهِ في إبداعهْ 
سرُّ أبيه وهو سرُّ الباري  مَليكُ عرش عالمِ الأسرارِ 
أبوه عينُ الله وهو نورُها  به الهدايةُ استنارَ طورُها 
فإنّه إنسانُ عيْنِ المعرفةْ  مِرْآتُها لكلِّ اسمٍ وَصِفَةْ
ليس يدُ الله سوى أبيهِ  وقدرةُ الله تجلَّت فيهِ  
فهو يدُ الله وهذا ساعدُهْ  تُغنِيك عن إثباتِه مَشاهِدُهْ 
فلا سوى أبيِه للهِ يدْ   ولا سواه لأبيه عَضدْ 
له اليدُ البيضاءُ في الكِفاحِ  وكيف وهو مالكُ الأرواحِ 
يمثّلُ الكرّارَ في كرّاتِهِ  بل في المعاني الغُرِّ من صفاتِهِ 
صولتُه عند النِّزال صولتُهْ  لولا الغلوُّ قلتُ جلَّتْ قدرتُهْ 
هو المحيطُ في تجوُّلاتِهْ  ونقطةُ المركزِ في ثَباتِهْ 
سطوتُه لولا القضاءُ الجاري  تقضي على العالَم بالبَوارِ 
وراسمُ المَنون حدُّ مفردِهْ  والفرقُ بعدَ الجَمع من ضربِ يدِهْ 
بارِقُهُ صاعقةُ العذابِ   بارقةٌ تَذهبُ بالألبابِ 
بارقةٌ تحصدُ في الرّؤوسِ  تزهقُ بالأرواحِ والنّفوسِ  
واسَى أخاه حينَ لا مُواسي  في موقفٍ يُزلزِلُ الرَّواسي 
بعزمةٍ تكاد تسبقُ القَضا  بسطوةٍ تملأُ بالرُّعب الفَضا  
دافَعَ عن سبطِ نبيِّ الرّحمةْ  بِهِمَّةٍ لا فوقَها مِن همَّةْ  
بهمَّةٍ مِن فوقِ هامةِ الفَلَكْ  ولا ينالُها نبيُّ أو مَلَكْ 
واستعرضَ الصّفوفَ واستطالا  على العِدى ونكَّسَ الأَبطالا 
لفَّ جيوشَ البَغي والفسادِ  بنشرِ روحِ العَدلِ والرّشادِ 
كرَّ عليهم كرّةَ الكرّارِ  أوردَهم بالسّيفِ وردَ النّارِ 
آثرَ بالماءِ أخاه الظَّامي  حتّى غدا معترَضَ السِّهامِ  
ولا يهمُّه السّهامُ حاشا  مَنْ همُّه سقايةُ العَطاشا 
فجادَ باليمينِ والشَّمالِ   لنُصرةِ الدّينِ وحفظِ الآلِ 
قام بحملِ رايةِ التّوحيدِ  حتّى هوى من عَمَد حديدِ  
والدِّينُ لمّا قُطِعتْ يداهُ  تقطَّعت مِن بعده عُراهُ 
وانطَمستْ من بعده أعلامُهْ  مذْ فَقَدَتْ عميدَها قوامُهْ 
وانصدعتْ مهجةُ سيِّدِ البَشرْ  لقتلِه وظَهْرُ سبطِه انكسَرْ 
وبان الانكسارُ في جبينِهْ  فاندكَّت الجبالُ من حنينِهْ 
وكيف لا وهو جمالُ بهجتِهْ   وفي محيّاهُ سرورُ مُهجتِهْ  
كافلُ أهلِه وساقي صِبْيَتِهْ  وحاملُ اللِّوا بعالي همَّتِهْ  
واحدة لكنّه كلُّ القوى  وليثُ غابِه بطفِّ نينوى 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات