مراقبات

مراقبات

منذ يوم

أنتَ ضيفُ الله إعداد: «شعائر»



أبرز خصائص «خطّ الإمام»
لم تلتقِ القلوب المؤمنة على مصطلح «خطّ الإمام» إلَّا لأنّها وجدت فيه التّجلِّي الأفضل لسيرة النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، وأهل بيته المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
كانت العبادة في سيرتِهم الأصل الحاضر أبداً في صراط ﴿لِيعبدون﴾. كان النّبيّ صلّى الله عليه وآله كثير الصّلاة، والصّوم، وتلاوة القرآن الكريم، دائمَ الذّكر ﴿..قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم..﴾ آل عمران:191 وكذلك كان أهل البيت عليهم السلام.
على هذا تعاقبت سِيَرُ أجيالِ الصّحابة والتّابعين وسائر الأبرار من المؤمنين، وفي طليعتِهم فقهاءُ الأمّة عبر القرون، ولم ينتقل موقع «المراقبات» والأعمال العباديّة المؤقَّتة بأوقاتٍ محدَّدة، إلى خلفيّة الإهتمام وأقصى قَعْر الذّاكرة، إلَّا جرّاء الحملات الثّقافيّة المُتمادية على هذه الأمّة، والتي نتجَ عنها كلُّ الحملات العسكريّة والأمنيّة والإقتصاديّة وغيرها.
مع الإمام الخميني أدرَكَت الأمّة أنَّ سيرتَه تجلٍّ بارزٌ لِسيرة النّبيّ وآله، وتواصلٌ لا قطْع فيه ولا شائبة قطعٍ مع سِيَر المؤمنين عبر الأدوار والأحقاب.
أدرك أهل صلاة اللّيل وصلاة جعفر، والذّكر الكثير، والنّوافل، وأهل رجب وشعبان، وشهر رمضان، وأهل الحرارة التي لا تبرد في قلوب المؤمنين على سيّد الشهداء، أنَّ إسلام الإمام الخميني -من بين كلّ الطّروحات الحميدة باسم الإسلام- هو الأكملُ والأشمل.
في هذا الجوّ طُرِح مصطلح «خطّ الإمام». وكان من الطّبيعيّ جداً أن تتعدّد المشارب، وتتشعَّب المسارب والدّوافع في مجال الإستجابة لهذا الشّعار، وتشمل حتّى غير المتديّنين، وهذا ما حصل في البدايات على الأقلّ.
كثيرون هم الذين ساروا مع الموج السّياسي الذي تلاطم بعد انتصار الثّورة الإسلاميّة في إيران، ورفعوا شعار «خطّ الإمام» ومنهم «كيانوري» رئيس الحزب الشّيوعي الإيراني.
وكثيرون هم المتديِّنون -داخل إيران وخارجها- الذين التزموا هذا الشّعار بوحي قناعاتهم الدّينيّة، إلَّا أنّهم لم يلتقطوا جميعاً سرّ «خطّ الإمام»، فإذا هم خطوطٌ شتّى ﴿..كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون﴾ المؤمنون:53. الإصلاحيّون. المحافظون. جماعة «روحانيّون» وجماعة «روحانيّت». اليمين. اليسار. الإعتدال. المقلِّدون للإمام، والملتزمون لخطِّه ونهجه دون تقليد. الثّابتون في خطّه مع وليّ الأمر الإمام الخامنئي. والمُقيمون على خطّه ونهجه دون البيعة العمليّة لوليّ الأمر بعد الإمام.
كان المرجع الدِّيني النّوعي الشّهيد السّعيد السيّد محمّد باقر الصّدر، سبّاقاً إلى التقاط سرّ الذَّوبان في الإمام الخميني، وسبّاقاً إلى الجهر بالدّعوة إلى الذّوبان في هذا السّرِّ الخميني الأصيل، حين قال: «ذوبوا في الخميني بقدر ما ذاب هو في الإسلام».
سرّ «خطّ الإمام» هو الأصالة والجامعيّة، أو فقُل «الأصالة المكتملة» في مقابل الأصالة التجزيئيّة الإنتقائيّة.
أبرز خصائص ذوبان الخميني في الإسلام، أنَّه من مدرسة العمل بالإسلام، لا من مدرسة التّنظير للإسلام والكلام عنه، وأبرزُ خصائص الإسلام العملي، أو العمل بالإسلام، حسنُ الإقتداء بسيّد النّبيّين وأهل بيته صلّى الله عليه وعليهم، في تغليب العبادة العمليّة بمعنى الصَّلاة والصَّوم وقراءة القرآن، والذّكر والوِرد على كلّ الأبعاد العمليّة الأخرى، رغم أنّ معنى العبادة يُمكن أن يشمل حتّى المباحات التي يُؤتى بها بنيّة القربة للإستعانة بها على المزيد من طاعة الله تعالى، وعبادتِه سبحانه.
هذا هو خطّ ﴿واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين﴾ الحجر:99، خطّ «الجهاد الأكبر» الذي يُرجع إليه من ميادين الجهاد الأصغر. خطّ الأعمال العباديّة المؤقّتة الموزّعة على مساحة العمر والزّمن، التي أراد الله تعالى أن تكون في طليعة الإهتمام، وواجهة الثّقافة وجوهرها. ينظّم المؤمن سائر أعماله على ساعتِها، مراعياً التّدرّج، ليتحقَّق الإيغال برفق: «إنَّ هذا الدّين متين، فَأَوْغِلْ فيه بِرِفْق».
ما تقدّم -وما سبقه في العدد الماضي- هو بعضُ الكلام عن مسوّغات بل ضرورات مزيد العناية بباب «مراقبات»، وتظهير موقع «المراقبة» من عمليّة التّثقيف بالإسلام، وهو لا يحمل أيّ ادِّعاء بتطبيق هذا المنهج. والله خير الشَّاهدين. «إعادة»


 

شهرُ رمضانَ المبارك
أنتَ ضيفُ الله
___إعداد: «شعائر»___

يَجدر بالمؤمن –لا سيّما في شهر رمضان المبارك- التّنبُّه إلى ضرورة دوام المراقبة، والإتيان بالأعمال العباديّة المذكورة في أمّهات المصادر المتخصّصة؛ مثل (مصباح المتهجّد) للشيخ الطّوسي، و(إقبال الأعمال) للسيّد إبن طاوس قدّس سرّهما، وهو ما يجد ثبتاً مكثّفاً به في هذه الصفحات.
يلحظ القارىء الكريم إحالاتٍ من باب «مراقبات» إلى بابٍ آخر يرِد فيه العمل المُعيّن، أو إحالاتٍ إلى كتاب (مفاتيح الجنان) -باعتباره من أشمل الكُتُب المختصّة وأكثرها تداولاً- للمحدّث الشيخ عبّاس القمّي، مع ذكر المصدر التفصيلي.


يستهلّ الشّيخ الطّوسي قدّس سرّه في (مصباح المتهجّد) تصنيفَ عبادات السّنة بذكرِ أعمال شهر رمضان المبارك، فيقول: «نبدأ أوّلاً بعمل شهر رمضان، لأنَّ المشهور من روايات أصحابنا أنَّ شهر رمضان أوّلُ السّنة، وإنّما جُعِلَ المحرّم أوّل السّنة اصطلاحاً، وعليه بُنِيَ سنوُّ الهجرة، ونحن نرتّب على المشهور من الرّوايات إنْ شاء الله تعالى».

 

الأعمال العامّة
الأَدعِيَة

أوّلاً: الأدعية التي تُقرَأ في كلِّ يومٍ من أيّام شهر رمضان:

1- دعاء (يا عليُّ يا عَظيم) بعد كلّ فريضة:
يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ، يا غَفُورُ يا رَحِيمُ، أنْتَ الرَّبُّ العَظيمُ الَّذي ليْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ البَصيرُ، وهَذا شَهرٌ عَظَّمْتَهُ وكرَّمْتَهُ وشَرَّفْتَهُ وفَضَّلْتَهُ عَلى الشُّهورِ، وهُوَ الشَّهْرُ الَّذي فَرَضْتَ صِيامَهُ عَلَيَّ، وهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أنْزَلْتَ فِيهِ القُرآنَ، هُدىً لِلنَّاسِ وبَيِّناتٍ مِنَ الهُدَى والفُرْقَانِ، وَجَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ القَدْرِ وجَعَلْتَها خَيْراً ِمْن ألْفِ شَهْرٍ، فَيَا ذا المَنِّ ولا يُمَنُّ عَلَيْكَ، مُنَّ عَليَّ بِفَكاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، فِي مَنْ تَمُنُّ عَليْهِ، وأدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
2- دعاء (أللَّهُمَّ أدخِلْ على أهل القبور السّرور..)، وَرد في ثوابه أنّ من دعا به في شهر رمضان بعد كلّ فريضة غفرَ الله له ذنوبَه إلى يوم القيامة. (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان العامة)
3- دعاء (أللَّهُمَّ ارزقني حجَّ بيتك الحرام..)، يُقرأ بعد كلِّ فريضة. (المصدر السابق)
4- (أللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ ابْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً) يَقرأ هذا الدّعاء في جميع أوقات الشّهر، وكيف كان حالُه؛ قائماً أو قاعداً أو ساجداً كما في الرّواية عن المعصوم عليه السلام.
5- الأدعية المختصّة بكلّ يوم من الشهر. (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان الخاصة)
6- ويُستحبّ أن يدعو في كلّ يوم بهذا الدعاء: (أللّهمّ هذا شهر رمضان الذي أنزلتَ فيه القرآن..) .(مفاتيح الجنان، أعمال أيام شهر رمضان العامّة)
7- التّسبيحات العشر اليوميّة.. (راجع: باب «يذكرون» من هذا العدد)

ثانياً: الأدعية التي تقرأ في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان
1- دعاء الإفتتاح.
2- دعاء (أللَّهُمَّ إنّي بك ومنك أطلب حاجتي)، ويُعرف بدعاء الحجّ. (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان العامة)، وعن الشيخ الكفعمي أنّه يُدعى به في كلّ يومٍ (نهار) من شهر رمضان.
3- دعاء (أللَّهُمَّ ربّ شهر رمضان..)، وقد ورد في ثوابه: «مَن قال هذا الدُّعاء في كلّ ليلة من شهر رمضان غُفرت له ذنوب أربعين سنة». (المصدر السابق)
 قال السيد ابن طاوس في (إقبال الأعمال): «ومن وظائف كلّ ليلة أن يبدأ العبدُ في كلّ دعاءٍ مبرور، ويختم في كلّ عمل مشكور، بذكر مَن يعتقد أنّه نائب الله جلَّ جلاله في عباده وبلاده، وأنّه القيِّم بما يحتاج إليه هذا الصّائم، من طعامه وشرابه وغير ذلك من مراده، من سائر الأسباب التي هي متعلّقة بالنّائب عن ربِّ الأرباب، وأن يدعو له هذا الصّائم بما يليق أن يُدعى به لمثلِه، ويعتقد أنَّ المنّة لله جلَّ جلالُه ولنائبه، كيف أهَّلاه لذلك ورفعاه به في منزلته ومحلّه». (يريد السيّد قدّس سرّه الإشارة إلى أنّ لكلّ يومٍ خفيراً من الخُفراء)

ثالثاً: الأدعية التي تُقرَأ في أسحار شهر رمضان

1- دعاء السّحَر: عن أبي حمزة الثُّمالي: «كان عليّ بن الحسين سيّد العابدين صلوات الله عليهما يصلّي عامّة اللّيل في شهر رمضان، فإذا كان السَّحر دعا بهذا الدّعاء: إلهي لا تؤدِّبني بعقوبتك..». (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان العامّة)
2- دعاء البهاء: (أللّهمّ إنّي أسألُك من بهائك بأبهاه..)، وقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام في فضلِه: «لو علم النّاس من عِظَم هذه المسائل عند الله وسرعة إجابتِه لِصاحبِها لاقتَتلوا عليه بالسّيوف..»، وهو دعاؤه عليه السلام في أسحار شهر رمضان المبارك. (المصدر السابق)
3- دعاء إدريس عليه السلام وهو دعاءٌ جليل، وأوّله: (سبحانك لا إله إلّا أنت، يا ربَّ كلّ شيءٍ ووارثَه..) (أنظر: «لولا دعاؤكم» من هذا العدد)
4- ويُدعى أيضاً في السَّحر بهذا الدُّعاء: (يا عُدَّتي في كُربَتي، ويا صاحبي في شدّتي..) (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان العامّة)
5- دعاء (يا مفزعي عند كربتي..)، وهو غير الدّعاء في الفقرة 4 السابقة. (المصدر السابق)
6- تسبيح (سبحان مَن يعلمُ جوارحَ القلوب..) (المصدر السابق)

الأعمال العامّة

الصّلوات

1- صلاة ركعتين يُؤتى بها في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان، بالحمد مرّة والتوحيد ثلاث مرّات، فإذا سلّمتَ تقول: «سبحانَ مَن هو حفيظٌ لا يَغفل، سبحانَ مَن هو رَحيمٌ لا يَعجَل، سبحانَ مَن هو قائمٌ لا يَسهو، سبحانَ مَن هو دائمٌ لا يلهو». ثمّ تسبِّح بالتّسبيحات الأربع (سبحان الله والحمدُ لله ولا إلهَ إلّا الله واللهُ أكبر) سبع مرّات، ثمّ تقول: «سُبحانَك سُبحاَنك سُبحانَك يا عظيمُ اغفِر ليَ الذنبَ العظيم»، ثمّ تصلّي على النبيّ وآله عشر مرّات، وفي ثوابها أنّ الله تعالى يغفر لمصلّيها سبعين ألف ذنب..
2- صلاة الألف ركعة. (أنظر: «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد)
3- الصلوات المخصوصة. (أنظر: «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد)
4- صلاة لرؤية ليلة القدر. (أنظر: «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد)


الأعمال العامّة
عند الإفطار

 عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينتقص منه شيء، وما عمل بقوّة ذلك الطعام من برّ». [أي له أجرُ صيام الصّائم، وأجرُ العمل الصّالح الذي قَوِيَ عليه بعد تناول الإفطار]
 وعن الإمام الرضا عليه السلام: «فطرك أخاكَ الصَّائم أفضلُ من صيامِك».
* ومن الأذكار الخاصّة بساعة الإفطار:
1-
يُستحبّ قراءة سورة (القدر) عند الإفطار، استحباباً مؤكّداً.
2- في (إقبال الأعمال): قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام:
«
يا أبا الحسن، هذا شهرُ رمضان قد أَقبل، فاجعل دُعاءَك قبل فطورك، فإنَّ جبرئيل عليه السلام جاءني فقال: يا محمّد، مَن دعا بهذا الدُّعاء في شهر رمضان قبل أنْ يفطر، استجابَ اللهُ تعالى دعاءَه، وقَبِل صَوْمَه وصلاتَه، واستجابَ له عشرَ دعوات، وغَفَر له ذنبَه، وفرَّج همَّه، ونفَّس كُربتَه، وقضى حوائجَه، وأَنجحَ طَلِبتَه، ورفعَ عملَه مع أعمال النّبيّين والصدِّيقين، وجاء يوم القيامة ووجهُه أَضوأ من القمر ليلة البدر، فقلت: ما هو يا جبرئيل؟ فقالَ قُلْ:
أللَّهمَّ رَبَّ النُّورِ العَظيمِ، ورَبَّ الكُرسيِّ الرَّفيعِ، ورَبَّ البَحرِ المَسْجُورِ، ورَبَّ الشَّفْعِ الكَبيرِ والنُّورِ العَزيزِ، ورَبَّ التَّوْراةِ والإنْجيلِ والزَّبُورِ والفُرْقانِ العَظيمِ. أَنتَ إِلَهُ مَن في السَّماواتِ وإِلَهُ مَنْ في الأرْضِ لا إِلَهَ فيهما غَيْرُكَ، وأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ في السَّماواتِ وجبَّارُ مَنْ في الأرضِ لا جَبَّارَ فِيهِما غَيْرُكَ، وأَنتَ مَلِكُ مَنْ في السَّماواتِ ومَلِكُ مَنْ في الأرضِ، لا مَلِكَ فيهِما غَيْرُكَ، أَسْأَلُكَ باسمِكَ الكَبيرِ، ونُورِ وَجْهِكَ المُنيرِ، وبِمُلْكِكَ القَديمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ باسمِكَ الذي أَشْرَقَ بِهِ كلُّ شيءٍ، وبِاسمِكَ الذي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ والأرضُ، وبِاسمِكَ الذي صَلُحَ به الأَوَّلونَ، وبِهِ يَصْلُحُ الآخِرونَ، يا حيُّ قبلَ كلِّ حَيٍّ، ويا حيُّ بعدَ كُلِّ حَيٍّ، ويا حَيُّ لا إلَهَ إلَّا أنتَ صَلِّ على مُحمّدٍ وآل مُحمّدٍ، واغْفِرْ لي ذُنُوبي، واجْعَل لي مِن أَمري يُسْراً وفَرَجاً قريباً، وثبِّتْني على دِين مُحمَّدٍ وآل مُحمَّدٍ، وعلى هُدى مُحمَّدٍ وآل مُحمَّدٍ، وعلى سُنَّةِ مُحمَّدٍ وآلِ مُحمَّدٍ عليهِ وعليهم السَّلامُ، واجْعَلْ عَمَلي في المَرْفُوعِ المُتَقَبَّل، وهََبْ لي كمَا وَهبْتَ لِأَوليائِكَ وأهلِ طاعَتِكَ، فإنِّي مُؤمِنٌ بك، ومُتَوَكِّلٌ عليكَ، مُنيبٌ إليكَ مع مَصيري إليكَ، وتَجْمَعُ لي ولِأهلي ولِوُلْدي الخَيْرَ كُلَّهُ، وتَصْرِفُ عنِّي وعن وُلْدِي وأهلي الشرَّ كُلَّه، أنْتَ الحَنَّانُ المَنَّانُ بَديعُ السَّماواتِ والأرْضِ، تُعطي الخَيْرَ مَن تَشاءُ، وتَصْرِفُهُ عَمَّن تَشاءُ، فَامْنُنْ عليَّ بِرحمتِكَ يا أَرحَمَ الرَّاحِمينَ
».
3- مصباح المتهجّد: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله إذا أفطر، قال: «أللّهمَّ لك صُمْنا وعلى رزقك أفطَرنا فتقبَّله منّا، ذَهب الظَّمأُ وابتلَّت العُروقُ وبَقِيَ الأجر».

الأعمال العامّة

فضيلةُ السّحور
 عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «تسحَّروا ولو بِجُرَعِ الماء، ألَا صلواتُ الله على المُتسحِّرين».
 وعنه الله صلّى الله عليه وآله: «السّحور بَرَكة، فلا تدَع أمّتي السّحور ولو على شقّة تمر».
 وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: «مَن قرأ سورة القدر عند فطوره وعند سحورِه، كان في ما بينهما كالمتشحِّط بِدَمِه في سبيل الله تعالى».


الأعمال الخاصّة
اللّيلة الأولى

مصباح المتهجّد
: المعوّل في معرفة شهر رمضان على الرُّؤية، فإذا رأى الإنسانُ الهلالَ أو قامت برؤيته بيِّنة عادلة، وجب عليه الصَّومُ من الغد.
* ومَتى رأى الهلال استحبَّ له:
1- أن يقرأ ما رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «أللَّهُمَّ أَهِلَّه علينا بالأمْنِ والإيمان، والسَّلامةِ والإسلامِ، والعافيةِ المجلّلة، والرِّزقِ الواسعِ ودفعِ الأسقام، أللَّهُمَّ ارزُقنا صيامَهُ وقيامَهُ وتِلاوةَ القرآنِ فيه، أللَّهُمَّ سَلِّمه لنا وتَسلَّمه منّا وسَلِّمنا فيه».
2- يُستحبُّ الغسل في اللّيلة الأولى، وفي الحديث أنّه يقي من «الحَكّة» مدّة عام.
3- البدء بالإكثار من تلاوة القرآن الكريم.
4- دعاء الجوشن الكبير، فقد ورد الحثّ الشديد على قراءته في هذه اللّيلة، وبعضُ ثواب داعيه أن يُقال له: «أُدخل الجنّة بغير حساب».
5- زيارة سيّد الشهداء عليه السلام: عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن جاءه عليه السلام خاشعاً مُحتسباً مُستقيلاً مُستغفراً، فشهد قبرَه في إحدى ثلاث ليال من شهر رمضان: أوّل ليلة من الشّهر أو ليلة النّصف أو آخر ليلة منه، تساقطت عنه ذنوبُه وخطاياه التي اجترحَها، كما يتساقط هشيمُ الورق بالرِّيح العاصف..».

* ومن سائر أعمال اللّيلة الأولى:
6- الأدعية:
أ- دعاء اللّيلة الأولى المروي عن الإمام الصادق عليه السلام، وأوّله: (أللّـهُمَّ اِنَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَكَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرآنُ، وَجُعِلَ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيِّناتِ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ، فَسَلِّمْنا فيهِ وَسَلَّمْهُ لَنا..» (الدعاء بتمامه في آخر أعمال شهر شعبان من كتاب مفاتيح الجنان).
ب- دعاء الإمام الجواد عليه السلام بعدما فرغ من صلاة المغرب: (أللَّهُمَّ يا من يَملك التَّدبير وهو على كلِّ شيءٍ قدير..). (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان الخاصة)
ج- دعاء الإمام السجّاد عليه السلام عند دخول شهر رمضان، وهو من أدعية الصحيفة السجادية، وأوّله: «ألْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ..».
د - قراءة سائر الأدعية المذكورة في (مفاتيح الجنان) تحت عنوان: (المطلب الثاني: في أعمال شهر رمضان الخاصّة: الليلة الأولى..)
7- الصّلوات:
أ‌- عن أمير المؤمنين عليه السلام: «مَن صلَّى في أوّل ليلة من شهر رمضان أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وخمس عشرة مرّة (قل هو الله أحد)، أعطاه الله ثواب الصدِّيقين والشُّهداء، وغفرَ له جميعَ ذنوبِه وكان يومَ القيامة من الفائزين».
ب‌- صلاة ركعتين، في كلّ ركعة الفاتحة وسورة (الأنعام)، ويسأل الله تعالى أن يكفيه ويقيه من المخاوف والأسقام.
ج- البَدء بصلاة الألف ركعة. (أنظر: «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد)

الأعمال الخاصّة
اليوم الأوّل

1- أن يغتسل في ماءِ جارٍ ويصّب عَلى رأسه ثلاثين كفّاً مِن الماء، فإنّ ذلِكَ يورث الأمن مِن جميع الآلآم والأسقام في تلكَ السّنة كما في الرّواية عن أمير المؤمنين عليه السلام.
2- أن يغسل وجهه بكفٍّ من ماء الورد لينجو مِن المذلّة والفقر، وأن يصّب شيئاً مِنهُ على رأسه ليأمَن مِن السّرسام (مرض يُصيب قشرة الدّماغ) كما في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام.
3- أن يؤدّي ركعتَي صلاة أوّل الشهّور والصدقة بعدهما. [ركعتان: في الأولى الحمد مرّة وثلاثين مرّة سورة التوحيد، وفي الثانية الحمد مرّة وثلاثين مرّة سورة القدر] هذه الصّلاة وردّ الحثّ على أدائها في بدايات جميع الشهور الهجريّة، وفي الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام: «تشتري به سلامةَ ذلك الشّهر كلّه»، وتنبغي الملاحظة أنّ من شروطها إتْباعُها بالصّدقة ولو بالقليل المتيسّر.
4- أن يَقول إذا طلع الفَجْر: «أللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ، وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. أللَّهُمَّ أَعِنّا عَلى صِيامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنّا، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا، وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ».
5- عن الإمام الكاظم عليه السلام: «من صلّى عند دخول شهر رمضان بركعتين تطوُّعاً، قرأ في أوّلهما أمّ الكتاب [الفاتحة] والفتح [إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً] وفي الأخرى ما أحبّ [أي الفاتحة وأي سورة شاء]، رفع الله عنه السُّوء في سَنَته، ولم يَزَل في حِرز الله إلى مثلها من قابل».
6- أن يدعو بالدّعاء الوارد في الصحيفة السجّاديّة وأوّله: «ألْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ..»، وقد مرّ في أعمال اللّيلة الأولى.
7- الدعاء المروي عن الإمام الكاظم عليه السلام: «أللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دانَ لَهُ كُلُّ شَيء..»، ومن ثوابه أنّ مَن قرأه لَمْ تصبه في ذلِكَ العام فتنة ولا ضلالة ولا آفة تضّر دينه أو بدنه، وصانَه الله تعالى من شرّ ما يحدث في ذلك العام من البلايا. (مفاتيح الجنان، أعمال شهر رمضان الخاصّة)

الأعمال الخاصّة
اليوم السّادس
(إقبال الأعمال): في مثل هذا اليوم كانت بيعة الإمام الرضا عليه السلام بولاية العهد، وتُستحَبُّ فيه، صلاةُ ركعتين: «كلّ ركعة بالحمد مرّة وبسورة الإخلاص خمساً وعشرين مرّة، لِأَجْل ما ظهرَ من حقوق مولانا الرضا عليه السلام فيه».

الأعمال الخاصّة

اللّيالي البِيض
أوّلاً: الليلة الثالثة عشرة
هي أُولى اللّيالي البِيض، ومن مستحبّاتها:
1- الغسل: وهو مستحبُّ في كلّ ليلة مفردة من شهر رمضان المبارك.
2- صلاة أربع ركعات: كلّ ركعتين بتسليمة، في كلّ ركعة الحمد مرّة التوحيد خمساً وعشرين مرّة.
3- صلاة اللّيالي البيض من أشهُر رجب وشعبان وشهر رمضان، المرويّة عن الإمام الصادق عليه السلام؛ ليلة الثالث عشر ركعتين، وليلة الرابع عشر أربع ركعات، وليلة الخامس عشر ستّ ركعات، في كلّ ركعة الحمد مرّة وسوَر (يس) و(المُلك) و(التوحيد)، كلّ سورة منها مرّة.
ثانياً: ليلة النِّصف من شهر رمضان
1- الغسل.
2- زيارة الإمام الحسين عليه السلام: عن الإمام الصادق عليه السلام: «..مَن صلّى عند قبره [الإمام الحسين] ليلة النّصف من شهر رمضان عشر ركعات من بعد العشاء -من غير صلاة اللّيل- يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) عشر مرّات، واستجار بالله من النّار، كَتَبه الله عتيقاً من النَّار، ولم يَمُت حتى يَرى في منامه ملائكةً يُبشِّرونه بالجنّة، وملائكةً يؤمِّنونه من النَّار».
3- صلاة مائة ركعة: بفاتحة الكتاب مرّة والتوحيد عشر مرّات في كلّ ركعة، ورُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّ مَن صلّاها أَهبط اللهُ إليه عشرة من الملائكة، يَدرؤون عنه أعداءَه من الجِنّ والإنس، وأَهبط إليه عند موته ثلاثين ملَكاً يؤمِّنونه من النَّار.


الأعمال الخاصّة
الأيّام البِيض
دعاء المجير: وأوّله: «سبحانكَ يا الله، تعاليتَ يا رَحمن، أجِرْنا من النّار يا مُجِير..»، تُستحبّ قراءة هذا الدعاء في الأيام البيض من شهر رمضان، وبعض ثوابه -كما في الرواية- غفرانُ الذُّنوب، وشفاء المريض، وقضاء الدَّين، وكشْفُ الكَرب. (مفاتيح الجنان، الباب الأول، الفصل السادس)
يوم النّصف (ولادة الإمام الحسن عليه السلام)
* في هذا اليوم من السّنة الثانية للهجرة كانت ولادة الإمام المجتبى، أبي محمّد، الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام، وهو من الأيّام الشريفة، وللصدّقة والبرّ فيه فضلٌ كثير. (أنظر: «الملف» من هذا العدد)

الأعمال الخاصّة
اللّيلة السابعة عشرة

ليلة مباركة جدّاً، وفي يومها تقابل جيشُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وجيش كفّار قريش في معركة بدر، وكان ذلك أعظمَ فتوح الإسلام، ولذلك قال علماؤنا: يُستحبُّ الإكثار من الصَّدقة والشكر في هذا اليوم، وللغسل والعبادة في ليلته أيضاً فضلٌ عظيم.

الأعمال الخاصّة
ليالي القَدر

مصباح المتهجِّد: رُوي عن أحد الصادقَين عليهما السلام، أنّه قال: «في ليلة تسع عشرة يكتَبُ وفد الحاج وفيها يفرَق كلُّ أمرٍ حكيم، وليلة إحدى وعشرين فيها رُفع عيسى وقُبض وصيُّ موسى وفيها قُبِض أمير المؤمنين عليه السلام، وليلة ثلاث وعشرين وهي ليلة الجُهَنِي وحديثُه: أنّه قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله: إنَّ منزلي ناءٍ عن المدينة، فمُرْني بليلةٍ أدخل فيها، فأمرَه بليلةِ ثلاث وعشرين».
 قالَ العلّامة المجلسي: «إنَّ أفضَل الأعمال في هذه اللّيالي هُوَ الاستغفار، والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرَة، للنّفْس وللوالدَين والأقارَب وللإخوان المؤمنين، الأحياء منهم والأموات، والذِّكر والصَّلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسَّر».
 ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه اللّيالي الثلاث.


الأعمال الخاصّة
أيّامُ القَدر
 روى الشيخ الصّدوق في (الأمالي) عن الإمام الصّادق عليه السلام أنّه قال: «صبيحةُ يومِ ليلةِ القَدر مثل ليلةِ القدر، فاعمَل واجتَهِد».
 علّق السيّد إبن طاوس قدّس سرّه على هذه الرّواية المتقدّمة وما يُشبِهُها معنىً، فقال: «واعلَم أنّ الرّواية من عدّة جهات عن الصّادقين عليهم أفضلُ الصلوات، عن الله جلَّ جلالُه، أنّ يومَ ليلةِ القدر مثل ليلتِه، فإيّاك أن تهوّن بنهار تسع عشرة، أو إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، وتتّكل على ما عملتَه في ليلتِها وتستكثرَه لمولاك، وأنت غافلٌ عن عظيم نِعمتِه، وحقوقِ ربوبيّتِه».
 وقال العلّامة المجلسي: «وينبغي أن تُراعي حرمةَ أيّام ليالي القَدر والإشتغال فيها بالعبادة وتلاوة القرآن المجيد والدُّعاء، فَقد رُوي بأسناد معتبرة أنَّ يَوم القَدر مثلَ ليلتِه».
 

الأعمال المُشتركة
ليالي القدر
* دعاء المصحف الشريف: خذ المُصحف فَدَعْه عَلى رأسِك وَقُلْ: (أللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا القُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيْهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ).
ثمّ قُلْ عَشرَ مرّات: (بِكَ يا اللهُ)، وعَشر مرّات: (بِمُحَمَّدٍ)، وعَشر مرّات: (بِعَليٍّ)، وعَشر مرّات: (بِفاطِمَةَ)، وعَشر مرّات: (بِالحَسَنِ)، وعَشر مرّات: (بِالحُسَيْنِ)، وعَشر مرّات: (بِعَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ)، وعَشر مرّات: (بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ)، وعَشر مرّات: (بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد)، وعَشر مرّات: (بِمُوسَى بْنِ جَعْفر)، وعَشر مرّات: (بِعَليِّ بْنِ مُوسى)، وعَشر مرّات: (بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليّ)، وعَشر مرّات: (بِعَليِّ بْنِ مُحَمَّد)، وعَشر مرّات: (بالحَسَنِ بْنِ عَلِيّ)، وعَشر مرّات: (بِالحُجَّةِ)، وتسأل حاجتَك.
* لِسائر الأعمال المشتركة في ليالي القدر: (أنظر: مفاتيح الجنان)

الأعمال الخاصّة ليلة القدر الأولى (19) (أنظر: مفاتيح الجنان، أعمال اللّيلة التاسعة عشرة)

الأعمال الخاصّة
ليلة القدر الثانية (21)

(مفاتيح الجنان): في هذه اللّيلَة تتجدّد أحزانُ آل مُحَمَّد وأشياعهم؛ ففي سنة أربعين مِن الهجرة كانَت شهادة مولانا أمير المؤمنين صَلَواتُ الله عَليهِ، ورُوي أنَّه ما رُفِع حجرٌ عَن حجر في تِلكَ اللّيلة إِلَّا وكانَ تحته دمٌ عبيط، كما كانَ لَيلَة شهادة الإمام الحسين عليه السلام.
 قالَ الشيخ المفيد: ينبغي الإكثار في هذه اللّيلة مِن الصَّلاة عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، والجّد في اللّعن عَلى ظالمي آل مُحَمَّد عليهم السلام، واللّعن عَلى قاتل أمير المؤمنين عليه السلام.
***
وأمّا الأعمال الخاصّة بهذه اللّيلة:
* الشُّروع في دعوات العَشر الأواخر من الشهر. (أنظر: مفاتيح الجنان، أعمال اللّيلة الحادية والعشرين)
* لِسائر أعمال اللّيلة الحادية والعشرين: (المصدر السابق)

الأعمال الخاصّة
اليوم الحادي والعشرون
1- يَوم شهادة أمير المؤمنين عليه السلام وَمِن المناسب أن يزار عليه السلام في هذا اليَوم بأيٍّ من زياراته عليه السلام كزيارة «أمين الله». (مفاتيح الجنان، الباب الثالث، الفصل الرابع)
2- دعاء رُوي أنّ الإمام الصادق عليه السلام قرأه صبيحةَ اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان:
«لا إلهَ إلَّا أنتَ مقلِّبَ القلوبِ والأبصارِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ خالقَ الخَلْقِ بِلا حاجةٍ فيكَ إليهِم، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُبدئَ الخَلْقِ لا ينقُصُ من مُلْكِكَ شيءٌ، لا إلهَ إلَّا أنت باعثَ مَن في القُبورِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ مدبِّرَ الأمورِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ ديَّانَ الدِّينِ وجبَّارَ الجبابرة، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُجْرِيَ الماءِ في الصَّخرةِ الصمَّاءِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُجْرِيَ الماءِ في النَّباتِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُكَوِّنَ طَعْمِ الثِّمارِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُحصِيَ عددِ القَطْرِ وما تَحْمِلُهُ السَّحابُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُحْصِيَ عددِ ما تَجري به الرِّياحُ في الهواءِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُحْصِيَ ما في البِحارِ من رَطْبٍ ويابسٍ، لا إلهَ إلَّا أنتَ مُحْصِيَ ما يَدُبُّ في ظُلُماتِ البِحارِ وفي أطباقِ الثَّرى. أسألُكَ باسمِكَ الذي سمَّيْتَ به نفسَكَ، أو اسْتَأثَرْتَ به في عِلْمِ الغَيْبِ عندَكَ، وأسألُكَ بكلِّ اسمٍ سمَّاكَ بِه أحَدٌ من خَلْقِكَ، مِن نبيٍّ أو صدِّيقٍ أو شهيدٍ أو أحدٍ من ملائكتِكَ، وأسألُكَ باسمِكَ الذي إذا دُعيتَ به أجَبْتَ، وإذا سُئِلْتَ به أعْطَيْتَ، وأسألُكَ بحقِّكَ على محمَّدٍ وأهلِ بيتِهِ صلواتُكَ عليهم وبَرَكاتُكَ، وبحقِّهِمُ الذي أوْجَبْتَه على نفسِكَ، وأَنَلْتَهُم به فضلَكَ، أنْ تُصَلِّيَ على محمَّدٍ عبدِكَ ورَسولِكَ الدَّاعي إليكَ بإذنِكَ وسِراجِكَ السَّاطِعِ بين عبادِكَ في أرضِكَ وسمائِكَ، وجعلتَهُ رحمةً للعالَمين ونوراً استَضاءَ به المؤمنونَ، فبَشَّرَنا بجزيلِ ثوابِكَ، وأنْذَرَنا الأليمَ من عذابِكَ، أشهدُ أنَّهُ قد جاءَ بالحقِّ مِن عندِ الحَقِّ وصَدَّقَ المُرسَلينَ، وأشهدُ أنَّ الَّذينَ كذَّبوهُ ذائقو العذابِ الأليمِ. أسألُكَ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا ربَّاهُ يا ربَّاهُ يا ربَّاهُ، يا سيِّدي يا سيِّدي يا سيَِّدي، يا مَوْلايَ يا مَوْلايَ يا مَوْلاي، أسألُكَ في هذه الغَداةِ أن تُصَلِّي على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ وأنْ تَجعلَني مِن أَوْفَرِ عِبادِكَ وسائِليكَ نصيباً، وأنْ تَمُنَّ عليَّ بِفكاكِ رَقَبتي من النَّار، يا أرحمَ الرَّاحمينَ. وأسألُكَ بِجميعِ ما سألتُكَ وما لمْ أسألْكَ مِن عظيمِ جلالِكَ، ما لوْ عَلِمْتُهُ لَسألتُكَ بِهِ، أنْ تُصَلِّي على محمَّدٍ وأهلِ بيتِهِ، وأنْ تأذَنَ لِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أوْليائِكَ وأصفيائِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وبِهِ تُبِيدُ الظَّالمينَ وتُهْلِكُهُم، عجِّلْ ذلك يا ربَّ العالَمينَ، وأَعْطِني سُؤْلي يا ذا الجَلالِ والإكرامِ في جميعِ ما سألتُكَ لِعاجِلِ الدُّنيا وآجِلِ الآخِرَةِ. يا مَنْ هوَ أقْرَبُ إليَّ مِن حَبْلِ الوَريدِ، أقِلْنِي عَثْرَتي واقْلِبْني بقَضاءِ حوائِجي، يا خالِقي ويا رازِقي ويا باعِثي، ويا مُحْيِيَ عظامي وهي رَمِيمٌ، صلِّ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ واستَجِبْ لي دُعائي يا أرحمَ الرَّاحمينَ»

الأعمال الخاصّة
ليلة القدر الكبرى (23)
 جاء في الأثر أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان يوقِظُ أهله لَيلَة ثلاث وعَشرين، وكانَ يرشُّ وجوهَ النِّيام بالماء في تِلكَ اللّيلة، وكانت السيّدة فاطمة صلوات الله عَليها تقول: «مَحرومٌ مَنْ حُرِم خَيرَها».
 عن الإمام الصّادق عليه السلام أنّ هذه اللّيلة «..ليلة الجُهَنِي، وحديثُه: أنّه قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله: إنَّ منزلي ناءٍ عن المدينة، فمُرْني بليلةٍ أدخل فيها، فأمرَه بليلةِ ثلاث وعشرين».
 (إقبال الأعمال): إعلم أنَّ هذه اللّيلة -الثالثة والعشرين من شهر رمضان- وردت أخبار صريحة بأنّها ليلة القدر على الكشف والبيان. فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى سفيان بن السَّمط، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أفرِد لي ليلة القدر، قال: «ليلة ثلاث وعشرين».
* الأعمال الخاصّة بهذه اللّيلة: (أنظر: مفاتيح الجنان، أعمال اللّيلة الثالثة والعشرين)

الأعمال الخاصّة
العَشر الأواخر
 جاء في سيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه كان إذا دخَلت العشر الأواخر من شهر رمضان طوى فراشَه، كنايةً عن هجرانه صلّى الله عليه وآله للنّوم، واعتكَفَ في المسجد، ورُوي أنّه صلّى الله عليه وآله كان يغتسلُ في كلِّ لَيلَةٍ مِن هذا العشر.
 عَن الإمام الصادق عليه السلام قالَ: «تقول في العشر الأواخر مِن شَهر رَمَضان كُلّ لَيلَة: أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ».
 عن الإمام الكاظم عليه السلام: «إنّ الله عزّ وجلّ يعتقُ في أوّل ليلةٍ من شهر رمضان ستمائة ألف عتيق من النّار، فإذا كان العَشر الأواخر عتقَ في كلّ ليلةٍ منه مثلَ ما أعتقَ في العشرين الماضية..».

الأعمال الخاصّة
آخر جمعة من الشّهر 
عن الإمام الباقر عليه السلام: «إنّ لِجُمَعِ شهر رمضان على جُمَع سائر الشّهور فضلاً كَفضل شهر رمضان على سائر الشّهور».

الأعمال الخاصّة
الإعتكاف في العشر الأواخر
قال الشيخ الطوسي في (مصباح المتهجّد): «الإعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان مستحبٌّ مندوبٌ إليه، فيه فضل كثير، وهو اللَّبث في مكانٍ مخصوص للعبادة، وأفضل الأوقات للإعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان...». (أنظر: باب «حدود الله» من هذا العدد)

الأعمال الخاصّة
اللّيلة الأخيرة من الشّهر

1- عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن صلّى آخر ليلة من شهر رمضان عشر ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة واحدة، و(قل هو الله أحد) عشر مرّات، ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرّات: (سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ)، ويتشهّد في كلّ ركعتين ثمّ يسلّم، فإذا فرغ من آخر [الـ] عشر ركعات، قال بعد فراغه من التسليم: (أستغفر الله) ألف مرّة، فإذا فرغ من الإستغفار سجد، ويقول في سجوده: (يا حيُّ يا قَيّومُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورَحِيمَهُما، يا أرحَمَ الرَّاحمينَ، يا إلهَ الأوَّلينَ والآخِرينَ، إغْفِرْ لنا ذنوبَنا، وتقبَّل منَّا صَلاتَنا وصِيامَنا وقيامَنا)، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ جبرئيل أخبرني عن إسرافيل، عن ربّه تبارك وتعالى أنّه لا يَرفع رأسه من السُّجود حتّى يغفر الله له ويتقبّل منه شهر رمضان، ويَتجاوز عن ذنوبه، وإنْ كان قد أَذنبَ سبعين ذنباً، كلُّ ذنبٍ أعظم من ذنوب العباد، ويتقبّل من جميع أهل الكُورة [المدينة أو البلدة] التي هو فيها ".."».
2- دعاء وداع شهر رمضان وأوّله: (أللَّهُمَّ يَا مَنْ لا يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ..) وهو من أدعية الصحيفة السّجاديّة.
3- عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن ودَّع شهر رمضان في آخر ليلة وقال: أللَّهُمَّ لا تَجْعلْهُ آخرَ العَهْدِ من صيامي لِشَهْرِ رمضان، وأَعوذُ بِكَ أنْ يَطلُعَ فَجْرُ هذه اللّيلةِ إلَّا وقد غَفَرْتَ لي، غفرَ اللهُ تعالى له قبل أن يُصبِح، ورَزَقَه الإنابة إليه».

الأعمال الخاصّة :
اليومُ الأخير من الشّهرِ

1- قراءة هذا الدُّعاء المروي عَن أمير المؤمنين عليه السلام: «أللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِخْباتَ المُخْبِتِينَ، وَإِخْلاصَ المُوقِنِينَ، وَمُرافَقَةَ الأبْرارِ، وَاسْتِحْقاقَ حَقائِقِ الإيْمانِ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَوُجُوبَ رَحْمَتِكَ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النّار».
2- دعاء خَتْم القرآن الكريم المروي عن الإمام السجّاد عليه السلام في (الصّحيفة) وأوّله: (أللّهمّ إنّك أَعَنتَني على ختْم كتابِك..).
قال في (مفاتيح الجنان):«ولمن شاء أن يدعو بهذا الدّعاء الوجيز الذي رواه الشَيخ عَن أمير المؤمنين صَلواتُ الله عَليه: أللَّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي، وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي، وَنَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي، وَأَطْلِقْ بِالْقُرْآنِ لِسانِي، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ ما أَبْقَيْتَنِي، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ».
3- دعاء رواه السيّد إبن طاوس في (إقبال الأعمال) وأوّله: (أللَّهُمَّ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ..).


ليلةُ عيد الفِطر ويومُها
العَجب من الضّاحكِ اللّاعب

 ليلة عيد الفِطر: هِيَ مِن اللّيالي الشّريفة، وقَد وَرَدَت في فضلِ العبادة فيها وإحيائها أحاديثُ كثيرة، وَرُوي أنّها لا تقلُّ عَن لَيلَة القَدر ولها عدّة أعمال. (أنظر: مفاتيح الجنان، أعمال شهر شوّال)
وفي رواية عن الإمام الصّادق عليه السلام أنّ الأجير يُعطى أجره عند الفراغ من عملِه، وذلك ليلة العيد. وعن الإمام الكاظم عليه السلام: «..فإذا كانَ ليلةَ الفِطر أعتقَ [الله] من النّار مثلَ ما أعتقَ في سائر الشّهر».
 يوم عيد الفِطر: نظرَ الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام إلى النّاس يوم الفِطر يضحكون ويلعبون، فقال لأصحابه: «إنّ الله عزّ وجلّ خلقَ شهرَ رمضان مضماراً لِخَلقِه، يستبقون فيه بطاعتِه ورضوانِه، فسبقَ فيه قومٌ ففازوا، وتخلّفَ آخرون فخابوا، فَالعَجَب كلُّ العَجب من الضّاحك اللّاعب في اليوم الذي يُثابُ فيه المُحسِنون ويخسرُ فيه المقصِّرون، وَأَيْمُ اللهِ لو كُشِفَ الغطاء لَشغِل محسنٌ بإحسانِه ومسيءٌ بإساءتِه».
ولهذا اليوم الشّريف أعمال عديدة. (أنظر: مفاتيح الجنان، أعمال شهر شوّال)



 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

20/07/2012

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

نفحات