أحسن الحديث

أحسن الحديث

15/09/2012

سورةُ العَنكبوت

موجز في التّفسير
سورةُ العَنكبوت
________من دروس «المركز الإسلامي» ________

* السورة التاسعة والعشرون في ترتيب سوَر المصحَف الشريف. آياتها تسعٌ وستّون، وهي مكيّة.
* نزلت بعد سورة الرّوم، ويُستحبّ قراءتهما معاً في اللّيلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان المبارك.
* اسمُ السورة من قوله تعالى في الآية الحادية والأربعين: ﴿مثل الذين اتّخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً..﴾. العنكبوت:41



رُوي -في سبب نزول هذه السورة المباركة- عن الإمام الصادق عليه السلام: «كان رسولُ الله صلّى الله عليه وآله ذاتَ ليلة في المسجد، فلمّا كان قرب الصّبح دخل أميرُ المؤمنين عليه السلام، فناداه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله فقال: يا عليّ، قال: لبّيك. قال: هَلُمَّ إليَّ، فلمّا دنا منه قال: يا عليّ، بِتُّ اللّيلةَ حيث تراني، فقد سألتُ ربّي ألفَ حاجة فقضاها لي، وسألتُ لك مثلَها فقضاها، وسألتُ لك ربّي أن يجمعَ لك أمّتي من بعدي، فَأَبى عَلَيَّ ربّي، فقال: ﴿ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون﴾ العنكبوت:1-2».

محتوى السّورة

«تفسير الأمثل» [بتصرّف]: المشهور بين جمعٍ من المحقّقين أنّ جميع آيات هذه السورة نازلة بمكّة، فيكون محتواها منسجماً مع محتوى السور المكّية. إذ ورد فيها الكلام على المبدأ والمعاد، وقيام الأنبياء السابقين العظام، ووقوفهم بوجه المشركين، وعبَدة الأصنام، والجبابرة، والظالمين، وانتصارهم، وانهزام هذه الجماعة الظّالمة.
كذلك تتحدّث السورة عن الدعوة إلى الحقّ، والامتحان الإلهي للبشر، وذرائع الكفّار في مجالات شتّى. وبصورة إجمالية يمكن أن يقال: إنّ أبحاث هذه السورة تتلخّص في أربعة أقسام:
القسم الأوّل: يتحدّث عن مسألة «الامتحان»، وموضوع «المنافقين»، وهذان الأمران متلازمان لا يقبلان الانفكاك، لأنّ معرفة المنافقين غير ممكنة إلّا في خضمّ الامتحانات والابتلاءات الرّبانيّة.
القسم الثاني: هو لتسلية قلوب المؤمنين القلَّة الأوائل، عن طريق بيان جوانب من حياة الأنبياء السابقين، أمثال نوح، وإبراهيم، ولوط، وشعيب عليهم السلام، وما جرى لهم، إذ واجهوا أعداء ألدّاء أمثال نمرود، والفَسَقَة، وطواغيت المال البخلاء. وقد بَيّن هذا القسم من السورة كيفية المواجهة، وعدَّتها، وعاقبتها على المؤمنين، لتطمئنّ قلوبهم، ولتكون هذه الآيات إنذاراً للظّالمين الذين عاصروا النبيّ صلّى الله عليه وآله، وللمشركين وعبَدة الأوثان، الذين لهم قلوبٌ كالحجارة أو أشدّ قسوة.
القسم الثالث: فيه مباحث متنوّعة عن عجز الأصنام المصنوعة التي تُعبَد من دون الله سبحانه، وعُبّادها الذين مَثلهم كمَثل العنكبوت، وبيان عظَمة القرآن الكريم، ودلائل حقّانية رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولَجاجة المخالفين، كما تتعرّض آياتُه لسلسلة من العبادات أو المسائل التربوية، أمثال: الصّلاة، والإحسان إلى الوالدَين، وأسلوب مناقشة المخالفين...
القسم الرابع: وهو ما ورد في نهاية السورة بوجه خاصّ، عن التوحيد ودلائل الله تعالى في عالم خَلْقه، ويُحفّزُ الفطرة والوجدان.

هدفُ السورة

«تفسير الميزان»: غرض السورة على ما يستفاد من بَدئها وختامها والسياق الجاري فيها، أنّ الذي يريده الله سبحانه من الإيمان ليس مجرّد القول: «آمنّا بالله»، بل هو حقيقة الإيمان التي لا تُهزّها عواصفُ الفِتن، ولا تغيّرها غِيَر الزّمن، وهي إنّما تتثبّت وتستقرّ بتوارد الفِتن وتراكم المِحَن، فالناس غير متروكين بمجرّد أن يقولوا: «آمنّا بالله»، دون أن يُفتَنوا ويُمتَحنوا، فيظهر ما في نفوسهم من حقيقة الإيمان أو وصمة الكفر، ﴿..فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين﴾ العنكبوت:3.
فالفتنة والمحنة سنّةٌ إلهية لا مَحيص عنها، تجرى في الناس الحاضرين كما جرت في الأمم الماضين، كقوم نوح، وعادٍ، وثمود، وقومِ إبراهيم، ولوط، وشعيب، وموسى صلوات الله عليهم أجمعين، فاستقام منهم مَن استقام، وهلك منهم مَن هلك، وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
فعلى مَن يقول: «آمنتُ بالله»، أن يصبرَ على إيمانه، ويعبدَ الله وحده، فإنْ تعذّر عليه القيام بوظائف الدّين فَليُهاجر إلى أرضٍ يستطيع فيها ذلك، فأرضُ الله واسعة، ولا يخَفْ عُسر المعاش فإنّ الرزق على الله عزّ وجلّ، ﴿وكأيّن من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإيّاكم..﴾ العنكبوت:60.
وأمّا المشركون الذين يفتنون المؤمنين من غير جرمٍ أجرموه إلّا أن قالوا ربّنا الله، فلا يحسبوا أنّهم يُعجزون الله ويسبقونه، لأنّ فتنتَهم للمؤمنين، وإيذاءَهم وتعذيبهم، إنّما هي فتنةٌ لهم وللمؤمنين غير خارجة عن علم الله وتقديره، وهي فتنةٌ مردودة عليهم، إن شاء الله أخذهم بوبالِها في الدّنيا، وإن شاء أخّرَهم إلى بعد موتِهم، وما لهم من مَحيص. وأمّا ما لفّقوه من الحجّة، وركنوا إليه من باطل القول فهو داحضٌ مردود إليهم، والحجّة قائمةٌ تامّةٌ عليهم.

ثوابُ تلاوتها

«تفسير مجمع البيان»: عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة العنكبوت كان له عشر حسنات بعدد كلّ المؤمنين والمنافقين».
* عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأ سورة العنكبوت والرّوم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين، فهو واللهِ من أهل الجنّة، لا أستثني فيه أبداً، ولا أخاف أن يكتب الله عليّ في يميني إثماً، وإنّ لهاتين السورَتين من الله مكاناً».

تفسيرُ آياتٍ منها

بعد ذِكر الآية، يرِد تحتَها ما رُوي من الحديث الشريف في تفسيرها، نقلاً عن (تفسير نور الثّقلَين) للمحدّث الشيخ عبد علي الحويزي رضوان الله عليه.
 قوله تعالى: ﴿أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون﴾ العنكبوت:2.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «يا عليّ! سيُفتَنون بعدي بأموالهم، ويمنّون بدينِهم على ربّهم ويتمنّون رحمتَه ويأمنون سطوتَه، ويستحلّون حرامَه بالشّبهات الكاذبة والأهواء السّاهية، فيستحلّون الخمرَ بالنبيذ، والسُّحتَ بالهدية، والرّبا بالبَيع».
 قوله تعالى: ﴿من كان يرجو لقاء الله فإنّ أجل الله لآت..﴾ العنكبوت:5.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «مَن كان يؤمن بأنّه مبعوث، فإنّ وعد الله لآتٍ من الثواب والعقاب».
 قوله تعالى: ﴿..ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً..﴾ العنكبوت:25.
* الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه: «إنّه ليس من قوم ائتَمّوا بإمامٍ في الدنيا، إلّا جاء يوم القيامة يلعنُهم ويلعنونَه إلّا أنتم، ومَن كان على مثل حالِكم».
 قوله تعالى: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلّا العالمون﴾ العنكبوت:43.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «العالِم، الذي عقَل عن الله، فعمل بطاعتِه، واجتنب سخطَه».
 قوله تعالى: ﴿بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم..﴾ العنكبوت:49.
* الإمام الصادق عليه السلام: «هم الأئمّة خاصّة».
 قوله تعالى: ﴿..إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر..﴾ العنكبوت:45.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن لم تنههُ صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدَدْ من الله إلّا بُعداً».
** الإمام الصادق عليه السلام: «الصلاة حُجْزَة الله، وذلك أنّها تحجزُ المصلّي عن المعاصي ما دام في صلاتِه».
 قوله تعالى: ﴿..ولذكر الله أكبر..﴾ العنكبوت45.
* الإمام الباقر عليه السلام: «ذكرُ الله لأهل الصّلاة أكبرُ من ذِكرِهم إيّاه. ألا ترى أنّه يقول: ﴿فاذكروني أذكركم..﴾ البقرة:152».
** الإمام الصادق عليه السلام: «ذكرُ الله عندَ ما أحلّ وحرّم».
 قوله تعالى: ﴿يا عبادي الذين آمنوا إنّ أرضي واسعة..﴾ العنكبوت:56.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن فرّ بدينه من أرضٍ إلى أرض وإنْ كان شبراً من الأرض استوجبَ الجنّة، وكان رفيقَ إبراهيم ومحمّد».
 قوله تعالى: ﴿..وإنّ الله لمع المحسنين﴾ العنكبوت:69.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «ألا وإنّي مخصوصٌ في القرآن بأسماء، احذروا أن تُغلَبوا عليها فتضلّوا في دينِكم، أنا المُحسن، يقول الله عزّ وجلّ: ﴿..وإنّ الله لَمَع المحسنين﴾».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات