مصطلحات

مصطلحات

15/09/2012

المعرفة والعلم

المعرفة والعلم
ليس كلُّ عالمٍ عارفاً
______إعداد: أحمد فقيه______

المعرفة: قد تُقال في ما تُدرَك آثاره، وإن لم يُدرَك ذاته، والعلم لا يكاد يقال إلَّا في ما أُدرِك ذاته.
الفرق بين العلم والمعرفة وأفضليّة أحدهما على الآخر.
مختاراتٌ- في هذا السّياق- تقدّمها «شعائر» من كتاب (الفروق اللّغوية) لأبي هلال الحسن بن عبد الله العسكري من أعلام القرن الرابع الهجري، ولهذا الكتاب مكانته الخاصّة في فهم النّصوص العربيّة.

الفرق بين المعرفة والعلم: قيل: المعرفة إدراك البسائط والجزئيّات، والعلم: إدراك المركَّبات والكلِّيّات. ومن ثمَّ يُقال :عرفتُ الله، ولا يُقال علِمتُه .
وقيل: هي عبارة عن الإدراك التَّصوُّري .
والعلم هو الإدراك التَّصديقي. ومَن ذهب إلى هذا القول جعل العرفان أعظم رتبة من العلم، قال: لأنَّ استناد هذه المحسوسات إلى موجودٍ واجب الوجود أمرٌ معلومٌ بالضّرورة .
وأمّا تصوُّر حقيقة واجب الوجود فأمر فوق الطَّاقة البشريّة، لأنَّ الشّيء ما لم يُعرف لم تُطلَب ماهيَّته. فعلى هذا، كلُّ عارفٍ عالم من دون عكس، ولذلك كان الرّجل لا يُسمَّى عارفاً إلَّا إذا توغَّل في بحار العلوم ومباديها، وترقَّى من مطالعها إلى مقاطعها، ومن مباديها إلى غاياتها بحسب الطّاقة البشريّة .
وقيل: المعرفة: إدراك الشّيء ثانياً بعد توسُّط نسيانه. لذلك يُسمَّى الحقُّ تعالى بالعالِم دون العارف. وهو أشهر الأقوال في تعريف المعرفة .
وقيل: المعرفة: قد تُقال في ما تُدرَك آثاره، وإن لم يُدرَك ذاته، والعلم لا يكاد يقال إلَّا في ما أُدرِك ذاته. ولذا يُقال: فلان يَعرف الله، ولا يُقال: يَعلم الله، لِما كانت معرفته سبحانه ليست إلَّا بمعرفة آثاره دون معرفة ذاته. وأيضاً، فالمعرفة تُقال في ما لم يُعرف إلَّا كونه موجوداً فقط. والعلم أصله في ما يُعرَف وجوده، وجنسه، وعلَّته، وكيفيَّته. ولهذا يُقال: الله عالمٌ بكذا، ولا يقال: عارف، لِما كان العرفان يُستعمل في العلم القاصر. وأيضاً فالمعرفة تقال فيما يُتوصَّل إليه بتفكُّروتدبُّر .
والعلم قد يقال في ذلك وفي غيره. هذا وقد يستفاد من كلام الشّيخ الرّئيس في بعض مصنَّفاته أنَّهما مترادفان. وإليه ذهب جماعة من أهل اللّغة وأرباب الأصول. ويشهد لذلك قول سيّد السّاجدين عليه السلام في الصّحيفة الكاملة: «وقد أحصيتَهُم بمعرفتك» . فإنَّه أطلق المعرفة عليه سبحانه ويمكن أن يراد بها العلم هنا تَجَوُّزاً؟

قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله:
إنّي لا أخافُ على أُمَّتي مؤمِناً ولا مُشرِكاً
أمّا المؤمنُ فيمنعُه اللهُ بإيمانِه، وأمّا المشرِكُ فيقمعُه الله بشِركِه، ولكنِّي أخافُ عليكم كلَّ
منافقِ الجَنان، عالمِ اللّسان، يقولُ ما تعرفون، ويفعلُ ما تُنكِرون.

أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

15/09/2012

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات