صاحب الأمر

صاحب الأمر

16/10/2012

«هذا لَوْحٌ أهداهُ اللهُ إلى رسولِهِ..»

«هذا لَوْحٌ أهداهُ اللهُ إلى رسولِهِ..»
أسماء الأئمّة الإثنَي عشر، في الحديث القُدسيّ
______إعداد: «شعائر»______

حديث «اللّوح» الذي أهداه رسول الله صلّى الله عليه وآله لابنته الصدّيقة الكبرى فاطمة الزّهراء عليها السلام، حديثٌ متواترٌ في أمّهات المصادر. قال المرجع الديني الشيخ وحيد الخراساني حفظه الله في (منهاج الصالحين): «وقد دلّت على إمامتِهم عليهم السلام من طُرقنا أحاديثُ صحيحة ونصوص متواترة، يُستَغنى بتواترِها عن البحث في سلسلة إسنادها إلى المعصوم عليه السلام، [ومنها] «حديث اللّوح» الذي رواه كبار المحدّثين بأسانيد متعدّدة..».
ما يلي نصُّ هذا الحديث الشريف، كما وَرد في (روضة المتّقين) للمولى محمّد تقي المجلسي [والد صاحب البحار]، يليه تعريفٌ بعددٍ من صفات أصحاب القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف، منتَخَبة من مصادر متعدّدة.

جاء في (روضة المتّقين): «..بالطُّرق المستفيضة عن محمَّد بن يعقوب [الكليني]، والصَّدوق وغيرهما، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: «قال أبي عليه السلام لجابر بن عبد الله الأنصاري: إنَّ لي إليك حاجة، فمَتى يخفُّ عليك أن أَخْلُو بك فأسألكَ عنها؟ فقال له جابر: أيّ الأوقات أحبَبْتَهُ.
فَخَلا به في بعض الأيّام فقال له: يا جابر، أَخبرني عن اللَّوح الذي رأيتَهُ في يَدِ أمِّي فاطمة عليها السلام بنتِ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وما أخْبَرَتْك به أمِّي أنَّه في ذلك اللّوح مكتوب، فقال جابر: أشهدُ باللهِ أنِّي دخلتُ على أمِّك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فهنَّأتُها بولادة الحسين عليه السلام، ورأيتُ في يدها لوحاً أخضر ظَنَنتُ أنَّه من زُمُرُّدٍ، ورأيتُ فيه كتاباً أبيض شِبْهَ لون الشّمس، فقلتُ لها: بأبي وأمِّي يا بنتَ رسول الله، ما هذا اللّوح؟
فقالت: هذا لَوْحٌ أهداهُ اللهُ إلى رسوله صلّى الله عليه وآله؛ فيه اسمُ أبي، واسمُ بَعْلي، واسمُ ابْنَيْ، واسمُ الأوصياء من وُلدي، وأَعْطانِيه أبي ليُبشِّرني بذلك.
قال جابر: فأَعْطَتْنيه أمُّكَ فاطمة عليها السلام، فقَرأتُه واسْتَنْسَختُه، فقال أبي عليه السلام: فهل لك يا جابر أن تَعْرِضَه عليَّ؟ قال: نعم، فمَشى معه أبي إلى منزل جابر، فأخرج صحيفة من رقٍّ. فقال: يا جابر، انظُر في كتابك لِأَقرأ عليك، فنَظَر جابر في نسختِه، فقرأَه أبي، فما خالف حرفٌ حرفاً، فقال جابر: فأَشهدُ بالله أنِّي هكذا رأيتُه في اللَّوح مكتوباً:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، هذا كتابٌ من الله العزيزِ الحكيمِ لِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله، ونوره وسفيره وحجابه ودليله، نَزل به الرُّوح الأمينُ من عندِ ربِّ العالمينَ. عَظِّم يا محمَّد أسمائي، واشْكُرْ نعمائي، ولا تَجْحَد آلائي. إنِّي أنا اللهُ لا إلهَ إلَّا أنا قاصمُ الجبَّارينَ ومُديلُ المظلومينَ وديَّانُ الدِّينِ. إنِّي أنا اللهُ لا إلهَ إلَّا أنا فَمَن رَجا غيرَ فَضْلي أو خافَ غيرَ عَدْلي عذَّبْتُهُ عذاباً لا أعذِّبُهُ أحداً من العالمينَ، فإيَّايَ فاعبُد، وعليَّ فتَوَكَّل. إنِّي لم أَبْعَث نبيّاً فأكمَلْتُ أيَّامَهُ وانقَضَت مدَّتُه، إلَّا جَعَلتُ له وصيّاً، وإنِّي فضَّلتُكَ على الأنبياء، وفضَّلْتُ وَصِيَّكَ على الأوصياءِ، وأكْرََمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ وسِبْطَيْكَ حَسَنٍ وحُسَين، فَجَعَلْتُ حَسَناً معدنُ عِلْمي بعد انقضاء مُدَّة أبيه، وجعلتُ حُسَيناً خازنُ وَحْيِي وأكرمتُهُ بالشَّهادة وخَتَمْتُ له بالسَّعادة، فهُوَ أفضلُ مَنِ استُشْهِد وأرفعُ من الشَّهداء درجة، جَعَلْتُ كلمتي التّامّة معه وحجَّتي البالغة عنده.
بِعِتْرتِهِ أُثيب وأُعاقب، (أوَّلُهم) عليٌّ سيِّدُ العابِدين وزَيْنُ أولياء الله الماضين، (وابنُه) شبه جدِّه المحمود محمَّد، الباقرُ عِلْمي، والمَعْدِنُ لِحِكْمتي، سَيَهلك المُرتابون (في جعفر) الرَّادُّ عليه كَالرَّادِّ عليَّ، حَقَّ القَوْلُ منِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى جعفر ولَأسرَّنَّهُ في أشياعِهِ وأنصارِهِ وأوليائِهِ. أتحتُ (أي قدَّرت) بعده (بموسى) فتنة عمياء حندس
[الظُّلمة الشّديدة] لأنَّ خَيْطَ فرضي لا ينقطع، وحُجَّتي لا تَخفى، وإنَّ أوليائي يُسْقَوْنَ بالكأسِ الأَوْفَى، مَنْ جَحد واحداً منهم فقد جَحد نعمتي، ومَنْ غَيَّر آيةً من كتابي فقد افترى عليَّ.
وَيْلٌ للمُفتَرين الجاحِدينَ عند انقضاء مدَّةِ موسى عبدي وحبيبي وخيرتي (في عليٍّ) وليِّي وناصري ومَنْ أَضَعُ عليه أعباءَ النُّبوَّةِ وامْتَحِنُه بالاضطلاع بها، يقتُلُه عفريتٌ مُستكبِرٌ يُدْفَن بالمدينة التي بناها العبدُ الصَّالح إلى جنب شرِّ خلقي. حَقَّ القولُ منِّي لَأسِرَّنَّهُ (بمحمَّدٍ) ابنه وخليفتِه من بعده ووارث عِلْمِهِ، فهو معدنُ عِلْمي ومَوْضِعُ سِرِّي وحُجَّتي على خَلْقي، لا يُؤمِن عبدٌ بهِ إلّا جَعلتُ الجَنَّةَ مَثْواه، وشَفَّعْتُهُ في سبعين من أهل بيته كلُّهم قد اسْتَوْجَبوا النَّار. وأختِمُ بالسَّعادة لابنه (عليّ) وليِّي وناصِري، والشَّاهد في خلقي، وأَميني على وَحْيِي، أُخْرِجُ منه الدَّاعي إلى سبيلي والخازن لِعِلْمي (الحسن)، وأُكْمِلُ ذلك بابنِهِ (م ح م د) رحمةً للعالمينَ.
عليهِ كمالُ موسى، وبهاءُ عيسى، وصبرُ أيُّوب، سيُذَلّ أوليائي في زمانه
[أي في غَيبتِه]، وتَتَهادى رؤوسُهم كما تَتَهادى رؤوسُ التّرك والدَّيْلم؛ فيُقتَلون ويُحرَّقون، ويكونون خائفين مرعوبين وَجِلين، تُصْبَغُ الأرض بدمائهم، ويَفشو الوَيْل والرّنّة في نسائهم، أولئك أوليائي حقّاً، بِهِم أدفعُ كلَّ فتنةٍ عمياء حنْدَس، وبِهِم أَكشفُ الزَّلازلَ وأدفعُ الآصارَ والأغلالَ، أولئك عليهم صلواتٌ من ربِّهم ورحمة، وأولئكَ هم المُهتَدون».
ثمّ علّق المولى المجلسي قدّس سرّه بالقول: «والحمدُ لله ربِّ العالمين على أنْ أَنْعَمَ على هذا الضَّعيف برؤية هذا اللَّوح في الرُّؤيا في أوان المجاهدات، وبرؤية الأئمَّة المعصومين عليهم السلام فيها، سيَّما صاحب الزَّمان عليه السلام، فإنَّه تكرَّر الرُّؤيا بمشاهدته والاستضاءة بأنواره، بحيث حَصَل العلمُ اليقيني بِصِحَّتها لآثارها وإخباره صلوات الله عليه بالمغيَّبات التي وقعت بعدها». (المصدر: ج 11، ص 6- 9)



..وحَّدُوا اللهَ حقَّ توحيدِه
وقفة عند بعض صفات أنصار الإمام المنتظَر عليه السلام، مقتبسة من كلمات المعصومين عليهم السلام:

1- اليقين: عن محمّد بن الحنفيّة، قال: «كنَّا عند عليٍّ رضي الله عنه، فسأله رجلٌ عن المهديّ، فقال عليٌّ رضي الله عنه: هيهات؛ ثمّ عقد سبعاً؛ فقال: ذاك يَخرجُ آخر الزمان، إذا قال الرَّجل: الله الله، قُتِل. فيَجمع اللهُ تعالى قومه؛ قزعٌ [القزعة: القطعة من الغيم] كَقزع السَّحاب، يؤلِّف اللهُ بين قلوبهم، لا يَستوحِشون إلى أحد، ولا يَفرحون بأحدٍ يدخل فيهم، على عدّةِ أصحاب بدر، لم يَسبقهم الأوّلون، ولا يُدركهم الآخِرون، وعلى عَدَد جنود طالوت الذين جاوزوا معه النّهر». (الحاكم النيسابوري، المستدرَك)

2- الخَشية من الله تعالى: ورُوِيَ عنه عليه السلام بشأن أصحاب المهديّ: «..وهم الَّذين وَحَّدوا اللهَ حقَّ تَوْحيدِه، لهم في اللَّيل أصواتٌ كأصواتِ الثَّواكِلِ مِن خَشيةِ الله تعالى، قُيّامٌ في ليلِهم وصوّامٌ في نهارهم، كأنَّهم من أبٍ واحدٍ وأُمٍّ واحدة، قلوبُهم مجتمعةٌ بالمحبَّة والنَّصيحة». (الكاظمي، بشارة الإسلام)

3- ملازمةُ القرآن الكريم: وعنه عليه السلام في خطبة يُشير فيها إلى غَيْبَة الإمام المهديّ وإلى أصحابه عجّل الله تعالى فرجه الشريف: «.. تُجلى بالتَّنزيل أبصارُهم، ويُرمى بالتَّفسير في مسامعهم، ويُغبقون كأس الحكمة بعد الصّبوح..». [أي: يُسقَون الحكمةَ صباحاً ومساءً] (نهج البلاغة)

4- لا تضرُّهم الفِتَن: وعنه عليه السلام: «كُونوا كَالنَّحل في الطَّير، ليس شيءٌ من الطَّير إلَّا وهو يَسْتضعفها، ولو عَلِمَت الطَّيرُ ما في أجوافها من البركة لم تَفْعل بها ذلك، خالِطوا النّاس بألسنتكم وأبدانكم وزايِلُوهم بقلوبكم وأعمالكم، فوالّذي نفسي بِيَدِه ما تَرَوْنَ ما تُحبّون [ظهور الإمام المهدي عليه السلام] حتّى يَتْفل بعضُكُم في وُجوهِ بعض، وحتّى يُسمّي بعضكم بعضاً كذَّابين، وحتّى لا يَبقى منكم -أو قال من شيعتي- إلَّا كالكُحل في العين والملح في الطَّعام. وكذلك أنتم تُميّزون حتّى لا يبقى منكم إلَّا عصابةٌ لا تضرّها الفتنة شيئاً». (النّعماني، الغَيبة)


5- كثرة العبادة: وعن الإمام الصادق عليه السلام في صفة أصحابه عجّل الله تعالى فرجه الشريف: «..رجالٌ لا ينامون اللّيل، لهم دويٌّ في صلاتهم كَدَوِيِّ النّحل، يبيتون قياماً على أطرافِهم، ويُصبِحون على خيولِهم، رهبانٌ باللّيل ليوثٌ بالنّهار، هم أطوعُ له من الأَمَةِ لسيّدِها، كالمصابيح، كأنّ قلوبَهم القناديل، وهم من خَشية الله مُشفقون، يدعون بالشّهادة ويتمنّون أن يُقتَلوا في سبيل الله، شعارُهم: يا لثارات الحسين..». (بحار الأنوار، نقلاً عن كتاب الغيبة لابن عبدالحميد)


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/10/2012

دوريات

نفحات