فرائد

فرائد

16/10/2012

النُّور المحمَّدي، أوّل الخَلْق


 العرش والكعبة
أوَّلُ شيءٍ خَلَقه اللهُ تعالى القلم ثمَّ اللَّوح. فأَمَر القلم بأن يَكتب في اللَّوح ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة، ثمَّ خَلَق ما شاء، ثمَّ خَلَق العرش، ثمَّ خَلَق حَمَلة العرش، ثمَّ خَلَق السَّماوات والأرض. وإنَّما خَلَق العرشَ لا لِحاجة نفسه، ولكن لأجل عبادِه ليَعلموا أين يَتوجَّهون في دعائهم لكي لا يتحيَّروا في دعائهم، كما خَلَق الكعبة علَماً لعبادتهم ليَعلموا إلى أين يتوجَّهون في العبادة، فكذلك خلق العرش عَلَماً لدعائهم ليعلموا إلى أين يتوجَّهون بدعائهم.
(تفسير السمرقندي، أبو الليث السمرقندي)
 
النُّور المحمَّدي، أوّل الخَلْق
ابتدأ اللهُ كتابَه التَّدويني بذِكر اسمه، كما ابتدأ في كتابه التَّكويني باسمه الأَتَمّ، فخَلق الحقيقة المحمَّديّة ونور النّبيِّ الأكرم قبل سائر المخلوقين. وإيضاحُ هذا المعنى: أنَّ الاسم هو ما دلَّ على الذّات، وبهذا الاعتبار تَنقسم الأسماء الإلهيّة إلى قسمَين: تكوينيّة، وجعليّة.
فالأسماء الجعليَّة هي الألفاظ التي وُضِعت للدَّلالة على الذَّات المقدَّسة، أو على صفة من صفاتها الجماليّة والجلاليّة.
والأسماء التّكوينيّة هي المُمكنات الدّالّة بوجودها على وجود خالقها وعلى توحيده: ﴿أم خلقوا من غير شيٍ أم هم الخالقون﴾ الطور:35، ﴿لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا..﴾ الأنبياء:22. ففي كلِّ شيءٍ دلالة على وجود خالقه وتوحيده، وكما تختلف الأسماء الإلهيّة اللّفظيّة من حيث دلالتها، فيَدلُّ بعضها على نفس الذّات بِما لها من صفات الكمال، ويدلُّ بعضها على جهة خاصّة من كمالاتها على اختلافٍ في العَظَمة والرِّفعة، فكذلك تَختلف الأسماء التّكوينيّة من هذه الجهة، وإن اشترك جميعها في الكشف عن الوجود والتَّوحيد، وعن العِلم والقدرة وعن سائر الصّفات الكماليّة.
ومنشأ اختلافها أنَّ الموجود إذا كان أَتمّ كانت دلالته أقوى، ومن هنا صحَّ إطلاق الأسماء الحسنى على الأئمَّة الهُداة، كما في بعض الرّوايات. فالواجب جلَّ وعلا قد ابتَدأ في أكمل كتابٍ من كُتُبه التّدوينيّة بأشرف الألفاظ وأقربها إلى اسمه الأعظم من ناظر العين إلى بياضها، كما بَدأ في كتابه التّكويني باسمه الأعظم في عالم الوجود العَيني، وفي ذلك تعليم البشر بأن يَبتدئوا في أقوالهم وأفعالهم باسمه تعالى.
(البيان في تفسير القرآن، السيد الخوئي)

 
عبادة الله ثلاث
قال المحقِّق الطُّوسي في (الأخلاق الناصريّة): «قال الحكماء عبادة الله ثلاثة أنواع:
الأوَّل: ما يَجب على الأبدان كالصَّلاة والصِّيام والسّعي في المواقف الشّريفة لمناجاته جلَّ ذكرُه.
الثّاني: ما يجب على النُّفوس كالاعتقادات الصّحيحة من العِلْم بتوحيد الله وما يَستحقُّه من الثَّناء والتَّمجيد والفكر في ما أفاضه الله سبحانه على العالم من وجوده وحكمته ثمّ الاتِّساع في هذه
المعارف.
الثّالث: ما يجب عند مشاركات النّاس في المدن؛ وهي في المعاملات، والمزارعات، والمناكح، وتأدية الأمانات، ونصح البعض للبعض بضروب المعاونات، وجهاد الأعداء، والذَّبّ عن الحريم، وحماية الحوزة».
(مجمع البحرين، الطّريحي)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

16/10/2012

دوريات

نفحات