مصطلحات

مصطلحات

08/02/2013

السّياسة


السّياسة
ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

السِّياسة في اللّغة هي ولاية شؤون الرَّعيّة وتدبير أمورها، وفي الاصطلاح الغربي هي فنُّ الحُكْم. وقفة مع مصطلح «السّياسة» مقتطفةٌ -بتصرّف- من كتاب (النّظام السّياسي في الإسلام) للشيخ باقر شريف القرشي.

السِّياسة في اللّغة هي: «ولايةُ شؤون الرَّعيّة وتدبيرُ أمورها»، أو «القيامُ على الشّيء بما يُصلحُه»، كما هو منطوقُ معاجمِ العربيّة. فقد جاء في (لسان العرب) أنّ السَّوْسَ بمعنى الرِّياسة، ويُقال: سوَّسَ القومُ فلاناً، إذا رَأَّسوه وأمَّروه عليهم. وساس الأمرَ سياسةً: قام به، ورجلٌ سائسٌ من قومٍ سَاسَةٍ وسُوَّاس.
وفي الحديث: «كان بنو إسرائيل يسُوسُهم أنبياؤهم»، أي تتولَّى أمرَهم كما يفعلُ الأمراءُ والولاة بالرّعيّة.
وفي (الكليّات) لأبي البقاء في معنى السِّياسة: «السِّياسة هي استصلاحُ الخَلْق بإرشادِهم إلى الطَّريق المُنجي في العاجل والآجل، وهي من الأنبياء على الخاصّة والعامّة، في ظاهرهم وباطنِهم، ومن السَّلاطين والملوك على كلٍّ منهم في ظاهرِهم لا غير ".." والسِّياسةُ البدنيّةُ تدبيرُ المعاش -مع العموم- على سُنَنِ العدل والاستقامة».
هذا ما ذكره اللّغويُّون في معنى السّياسة، وهي تنصُّ على ما ذكرناه من أنَّها الولاية على الرَّعيّة وتدبير شؤونها بِما يُصلحُها، وقد هجا أبو العلاء المعرِّي حُكَّام عصره لأنَّهم يَسُوسُون الأمّة بغير رشدٍ وعقلٍ، فقال فيهم :

يَسوسون الأمورَ بغيرِ عقلٍ فيَنْفُذُ حُكْمُهُم ويُقالُ سَاسهْ
فأُفٍّ من الحياةِ وأُفٍّ منهُمُ ومِن زمنٍ رياستُه خَساسهْ


السّياسة في الاصطلاح الغربيّ


السِّياسة في الاصطلاح الغربيّ هي فنُّ الحُكْم، والرَّجلُ السِّياسيّ هو الذي يمارسُ أعمالَ الإدارة المدنيّة، وهو أيضاً الحاكمُ الرَّسميُّ المُوَجِّه النَّاصح.
وذَكروا لها تعريفاً يكشفُ عن حقيقتِها ومزاياها، فقالوا: «إنَّها عِلْمُ الدَّولة، تبحثُ عن التَّنظيمات البشريّة، وعن تكوين الأحداث السّياسيّة، وعن تنظيم الحكومات، وفي فعاليّة الحكومة التي لها صِلةٌ بتشريعِ القوانين وتنفيذِها، وفي علاقتِها بالدُّول الأخرى، وبيان مدى العلاقات القائمة بين الشّعب والدّولة، وارتباطات الدُّول بعضِها مع بعض، كما تبحثُ عن تطوُّر السُّلطة السّياسيّة بالنّسبة إلى حريّة الفرد».
هذا هو المفهوم المستحدَثُ للسِّياسة. فهي تبحثُ عن الشُّؤون العامّة والخاصّة للدّولة، وتبحثُ عن تنظيماتِها وارتباطاتِها بالدُّول الأُخرى .
ثمّ إنَّ البحوث الّسياسيّة عند الغرب من أهمِّ الدّراسات التي يُعنَون بها؛ فقد أسَّسوا لها المدارس وفتحوا لها الفروع الخاصّة في جامعاتهم لتدرَّس بها النّظريّات السّياسيّة والاصطلاحات الخاصّة التي يَتكلَّم بها السِّلكُ الدّبلوماسيّ، كما تُبيِّن الواجباتِ المُلقاة على عاتق المسؤولين والسّياسيّين.

هل السِّياسة علم؟

واختلف المعنيُّون بالبحوث السّياسيّة في أنَّها علمٌ كبقيّة العلوم، أم أنَّها ليست كذلك. فمَن نَفَى عنها سِمَةَ العلم، استدَلّ بما يلي :
1- إنَّ العلمَ أخذ في مفهومه أنّه عبارة عن القواعد الكلّيّة التي لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، والحال أنَّه لا يوجد في «السياسية» رأيٌ شاملٌ مستقرّ، فقد ذهبَ الاختصاصيّون فيها إلى عدم استقرار طُرُقها وأُسُسها .
2- إنَّ قوانينَها واستنتاجاتها لا يُمكن أنْ يعبَّر عنها بمصطلحاتٍ دقيقة، وذلك يُنافي المفهوم العلميّ.
3- إنَّها لا تستطيع أن تتنبَّأ بالحوادث بصورةٍ مضبوطة. بالإضافة إلى أنَّ العلاقات السّياسيّة والاجتماعيّة في تغيُّرٍ مستمرٍّ؛ فما هو حقيقة اليوم ربَّما لا يكون كذلك في الغد.
ومَن أضفى عليها سِمَةَ العلمِ، فسَّر العلمَ بالمعرفة، وبهذا الاعتبار يُمكن أن تكون علماً، وتُؤخَذ قواعدُها العامّة من استقراء مادّتها، ومن الاطِّلاع على الأُسُس السّياسيّة.

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

08/02/2013

دوريات

نفحات