أحسن الحديث

أحسن الحديث

08/03/2013

سورةُ فاطر


موجز في التّفسير 
سورةُ فاطر
ـــــ من دروس «المركز الإسلاميّ» ـــــ

      

* السُّورة الخامسة والثّلاثون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة «الفرقان».
* آياتُها خمسٌ وأربعون، وهي مكّيّة، يُحفَظ قارئُها ليلَه ونهارَه، وفي الآخرة تُفتَح له ثلاثةٌ من أبواب الجنان.
* سُمِّيت بـ «فاطر»، لابتدائها بقوله عزّ وجلّ: ﴿الحمدُ لله فاطر السّماوات والأرض..﴾ فاطر:1، وبـ «الملائكة» لافتتاحِها بالكلامِ على الملائكة الرُّسُل، أُولي الأجنحة المتعدّدة.

رُوي عن عبد الله بن عبّاس قولُه: «ما كنتُ أدري ما معنى «فاطر» حتّى اختصمَ إليّ أعرابيان في بئر، فقالَ أحدُهما: أنا فطرتُها. أي ابتدَأْتُها».

هدفُ السورة

«تفسير الميزان» [بتصرّف]: هدفُ السّورة بيانُ الأصول الثّلاثة: وحدانيّتُه تعالى في ربوبيّتِه، ورسالةُ الرّسول، والمعادُ إليه تعالى، وتقريرُ الحجّة لذلك، وقد تمَّ ذلك بِعَدِّ جُمَلٍ من نِعَمِه العظيمة السّماويّة والأرضيّة، والإشارة إلى تدبيرِه تعالى المُتقِن لأمرِ العالم عامّة، والإنسان خاصّة. وقد تقدَّمَ هذا التّفصيلَ الإشارةُ الإجماليةُ إلى انحصارِ فَتْح الرّحمة وإمساكِها -وهو إفاضةُ النِّعمة والكفُّ عنها- فيه تعالى، بقوله عزّ وجلّ: ﴿مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ..﴾ فاطر:2. وقدّمَ على ذلك الإشارة إلى وسائط هذه الرّحمة المفتوحة والنِّعَم الموهوبة، وهم الملائكةُ المتوسِّطون بينه تعالى وبينَ خَلْقِه في حَمْلِ أنواعِ النِّعَم من عنده تعالى، وإيصالِها إلى خَلْقِه، فافتَتَحَ السّورةَ بِذكرِهم.


ثوابُ تلاوتها

«تفسير مجمع البيان»: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأَ سورةَ الملائكة، دَعَتْهُ يومَ القيامة ثلاثةُ أبوابٍ من الجنّة أنِ ادْخُل من أيِّ الأبوابِ شِئْتَ».
«ثواب الأعمال»: عن الإمام الصادق عليه السلام: «مَن قرأَ الحمدَين جميعاً: حَمْدَ سَبَأَ، وَحَمْدَ فاطر، مَن قَرَأَهما في ليلةٍ واحدة لَم يَزَل في ليلتِه في حفظِ الله وكَلَاءَته، ومَن قرأَهما في نهارِه لم يُصِبْهُ في نهارِه مكروه، وأُعطيَ من خيرِ الدّنيا وخيرِ الآخرة ما لم يَخطُر على قلبِه ولم يبلغ مُناه».


محتوى السّورة

«تفسير الأمثل» [بتصرّف]: سورةُ فاطر مكيّةُ النّزول، ولذلك يعكسُ محتواها العامّ الملامحَ العامّة للسُّوَر المكّيّة، كالحديث في المَبدأ، والمعاد، والتّوحيد، ودعوةِ الأنبياء، وذِكْرِ نِعَمِ الله عزّ وجلّ، ومصيرِ المجرمين يومَ الجزاء. ويُمكن تلخيصُ آيات هذه السّورة في خمسة أقسام:
الأوّل: يتحدّث حولَ آثار عَظَمة الله تعالى في عالَم الوجود، وأدلّة التوحيد.
الثاني: يبحث في ربوبيّة الله تعالى، وتدبيرِه لجميع أمور العالَم، وأمور الإنسان بالخصوص، ويتناول خالقيّتَه وأنّه عزّ وجلّ هو الرزّاق، ويبحث في خَلْقِ الإنسان من التّراب، ومراحلِ تكاملِه.
الثالث: يتحدّث عن المعاد ونتائج الأعمال في الآخرة، ورحمةِ الله الواسعة في الدّنيا، وسنّتِه الثّابتة في المستكبرين.
الرابع: يُشير إلى مسألة جهادِ الأنبياء المتواصلِ ضدَّ الأعداء المعاندين، ويُواسي الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله في هذا الجانب المتعلِّقِ بصراعِه مع المشركين.
الخامس: القسم الأخير من السّورة، يتعرّض للمواعظ والنصائح الإلهيّة في ما يخصُّ المواضيعَ المذكورة أعلاه، ويُعتَبر مكمّلاً لها.


تفسيرُ آياتٍ منها

بعد ذِكر الآية الكريمة، نُورد ما رُوي من الحديث الشريف في تفسيرها، نقلاً عن (تفسير نور الثَّقَلَين) للمحدّث الشيخ عبد عليّ الحويزيّ رضوان الله عليه.
قولُه تعالى: ﴿..جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء..﴾ فاطر:1.
أميرُ المؤمنين عليه السلام: «إنّ للهِ تباركَ وتعالى ملائكةً، لو أنّ ملَكاً منهم هبطَ إلى الأرضِ ما وَسِعَتْهُ لِعِظَمِ خَلْقِه وَكَثْرَةِ أَجْنِحَتِه، ومنهم مَن لو كُلِّفَتِ الجنُّ والإنسُ أن يَصِفوه ما وَصفوه لبُعدِ ما بينَ مفاصلِه، وحُسنِ تركيبِ صورتِه، وكيف يُوصف مِن ملائكتِه مَن سبعمائة عامٍ ما بين منكبيَه وشحمةِ أُذُنَيه، ومنهم مَن يسدُّ الأُفُقَ بجَناحٍ من أجنحتِه دونَ عِظَم بدنِه، ومنهم مَن السّماواتُ إلى حُجزَتِه، ومنهم مَن قدمُه على غير قرارٍ في جوِّ الهواء الأسفل، والأرضون إلى رُكْبَتِه، ومنهم مَن لو أُلقِيَ في نقرةِ إبهامِه جميعُ المياه لَوَسِعَتْها، ومنهم مَن لو أُلقيتِ السُّفُنُ في دموعِ عينيه لَجَرَتْ دهرَ الدّاهرين، فتباركَ اللهُ أحسن الخالقين».
قولُه تعالى: ﴿إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتّخذوه عدوّاً..﴾ فاطر:6.
عن أمير المؤمنين عليه السلام: «قالَ اللهُ تباركَ وتعالى لموسى عليه السلام: يا موسى، احفَظ وصيّتي لكَ بأربعة ".." والرّابعة: ما دمتَ لا ترى الشّيطانَ مَيتاً فلا تأمَنْ مكرَه».
قوله تعالى: ﴿أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسناً..﴾ فاطر:8.
* الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ اللهَ عَلِمَ أنّ الذَّنبَ خيرٌ للمؤمنِ من العُجب، ولولا ذلك ما ابتُلِيَ مؤمنٌ بذَنبٍ أبداً».
** الإمام الكاظم عليه السلام: «العُجْبُ درجات، منها أن يُزيَّن للعبدِ سوءُ عملِه فيراه حَسَناً، فيُعجِبُه، ويحسَبُ أنّه يُحسِنُ صُنعاً».
قوله تعالى: ﴿..إليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه..﴾ فاطر:10.
* الإمام الباقر عليه السلام: «قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: إنّ لكلِّ قولٍ مصداقاً من عملٍ يصدِّقُه أو يكذِّبُه، فإذا قالَ ابنُ آدم، وصدّقَ قولَه بعملِه، رُفِعَ قولُه بعملِه إلى الله، وإذا قالَ وخالفَ عملُه قولَه، رُدَّ قولُه على عملِه الخبيث، وَهُوِيَ به في النّار».
** الإمام الصادق عليه السلام: «مَن لم يَتَوَلَّنا، لم يرفعِ اللهُ له عملاً».
قوله تعالى: ﴿.. وما يعمَّر من معمّر ولا ينقص من عمره إلّا في كتاب..﴾ فاطر:11.
الإمام الصادق عليه السلام: «ما نعلمُ شيئاً يزيدُ في العمر إلّا صلةُ الرَّحِم، حتّى أنّ الرّجلَ يكونُ أجلُه ثلاثَ سنين، فيكون وَصولاً للرَّحِمِ فيزيدُ اللهُ في عمرِه ثلاثين سنة، فيجعلُها ثلاثاً وثلاثين سنة، ويكون أجلُه ثلاثاً وثلاثين سنة، فيكون قاطعاً للرَّحِم، فيُنقصُه اللهُ عزّ وجلّ ثلاثين سنة، ويجعلُ أجلَه إلى ثلاثِ سنين».


قوله تعالى: ﴿..إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماء..﴾ فاطر:28.
* الإمام السجّاد عليه السلام: «وما العلمُ باللهِ والعملُ إلّا إِلْفانِ مُؤْتَلِفان، فمَن عرفَ اللهَ خافَه، وحثَّه الخوفُ على العملِ بطاعةِ الله، وإنّ أربابَ العِلم وأتباعَهم، [هم] الذين عرفوا اللهَ فعملوا له ورغبوا إليه، وقد قال الله: ﴿..إنّما يخشى الله من عباده العلماء..﴾ ».
** الإمام الصادق عليه السلام: «دليلُ الخَشيةِ التّعظيمُ لله، والتُمسُّكُ بخالصِ الطّاعة وأوامرِه، والخوفُ والحَذر، ودليلُهما العِلم، قال اللهُ تعالى: ﴿..إنّما يخشى الله من عباده العلماء..﴾».
قولُه تعالى: ﴿إنّ الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرّاً وعلانية يرجون تجارة لن تبور﴾ فاطر:29.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «قلبُ الرَّجُل مع مالِه، إنْ قدَّمَه أحبَّ أن يلحقَ به، وإنْ أخّرَه أحبَّ أن يتأخّرَ معه».
** الإمام الصادق عليه السلام: «إنّما أعطاكم اللهُ هذه الفضولَ من الأموالِ لِتُوَجِّهوها حيث وجَّهَها اللهُ عزّ وجلّ، ولم يُعطِكُموها لِتُكثِّروها».
قوله تعالى: ﴿.. ويزيدهم من فضله..﴾ فاطر:30.
رسول الله صلّى الله عليه وآله: «هو الشّفاعةُ لِمَن وَجَبَتْ له النّارُ مِمَّن صنعَ إليه معروفاً في الدّنيا».
قوله تعالى: ﴿ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله..﴾ فاطر:32.
* الإمام الباقر عليه السلام: «السّابقُ بالخَيرات الإمام، والمُقتَصدُ العارفُ للإمام، والظّالمُ لنفسِه الذي لا يعرفُ الإمام».
** الإمام الصادق عليه السلام: «الظّالمُ يحومُ حَوْمَ نَفْسِه، والمُقتَصد يحومُ حَوْمَ قلبِه، والسّابقُ بالخَيرات يحومُ حَوْمَ ربّه عزّ وجلّ».
قوله تعالى: ﴿..أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر..﴾ فاطر:37.
أمير المؤمنين عليه السلام: «العمرُ الذي أعذرَ اللهُ فيه إلى ابنِ آدم ستّون سنة».
قوله تعالى: ﴿إنّ الله يُمسكُ السماوات والأرض أن تزولا..﴾ فاطر:41.
* الإمام الصادق عليه السلام: «لو بَقِيَتِ الأرضُ بغيرِ إمامٍ ساعة، لَسَاخَتْ».
** الإمام الرضا عليه السلام: «بنا يُمسِكُ اللهُ السّماوات والأرضَ أن تزولا».

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات