الملف

الملف

08/03/2013

الدّعاءُ الكاملُ المعروف بـ «دعاء الحَريق»


دعاءُ التّحرُّز من الآفات، والتّعَوُّذ من الهَلَكات
الدّعاءُ الكاملُ المعروف بـ «دعاء الحَريق»

* عن الإمام السّجّاد عليه السلام: «سِرٌّ من سِرِّ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله أَتَى بِه جبرئيلُ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وآله فعلَّمَه عليّاً عليه السلام، وابنتَه فاطمة عليها السلام، وتَوارَثناه عن آبائنا، وهو الدّعاءُ الكاملُ الذي مَن قدَّمَه أمامَه في كلِّ يومٍ، وكَّلَ اللهُ عزّ وجلَّ به مائةَ ألفِ مَلَكٍ يَحفظونَه في مالِه ونفسِه ووُلدِه ".." وأهلِ عنايتِه..».
* قال الكفعميّ في كتابَيه (المصباح، والبلد الأمين): «إنّما سُمِّي هذا الدّعاءُ بدعاءِ الحريق، لِما رُوِيَ عن الصّادق عليه السلام، قال: سمعتُ أبي محمّدَ بنَ عليٍّ الباقر عليه السلام يقول: كنتُ مع أبي عليِّ بنِ الحسين عليهما السلام بـ "قبا" يعودُ شيخاً من الأنصار، إذ أَتى أبي عليه السلام آتٍ وقالَ له: إلْحَقْ دارَك، فقَد احترَقَتْ، فقال عليه السلام: لَم تَحتَرِق..».
* تقدّم «شعائر» هذه الرّواية حولَ الدّعاء، بلفظِ «المجلسيّ» (بحار الأنوار: ج 92، ص 204)، مصحّحاً على (الثّاقب في المناقب، ص 138) لابن حمزة الطّوسيّ، و(البحار: ج 46، ص 285)، والدّعاء بلفظِ «الكفعميّ» في (البلد الأمين)، وهما كما يلي:


قال المجلسيّ رحمه الله:
«الكتابُ العتيقُ الغَرويّ: دعاء التّحرُّز من الآفات، والتّعوُّذ من الهَلَكات:
قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد المَروزيّ: حدّثني عمارة بن زيد، قال: حدّثني عبد الله بن العلاء، عن جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام ".." قال: كنتُ مع أبي [الإمام الباقر عليه السلام] محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام، وبيننا قومٌ من الأنصار، إذ أتاه آتٍ فقالَ له: إلْحَق فقد احترقت دارُك، فقال: يا بُنَيّ، ما احترَقَتْ، فذهبَ ثمّ لم يلبثْ أن عادَ فقال: قَد واللهِ احترقتْ دارُك، فقال: يا بُنَيّ، واللهِ ما احترقتْ، فذهب، ثمّ لم يلبث أن عادَ ومعَه جماعةٌ من أهلِنا وموالينا يبكون ويقولون لأبي: قد احترقتْ دارُك، فقال: كلّا، واللهِ ما احترقتْ ولا كذبتُ (ولا كُذِبت)، (وإنّي لَأَوْثَقُ بما في يدي منكم لِما أخبَرَ به أعينُكم).
وقام أبي وقمتُ معه حتّى انتهوا إلى منازلِنا، والنّارُ مشتعلةٌ عن أيمانِ منازلِنا وعن شمالِها، ومن كلِّ جانبٍ منها، ثمَّ عدلَ إلى المسجدِ فخرَّ ساجداً وقال في سجودِه: وعزَّتِك وجلالِك، لا رفعتُ رأسي من سجودي (حتّى تُطفيها)، قال [الصّادق عليه السلام]: فَوَاللهِ ما رفعَ رأسَه حتّى طُفِئَت، (وصارَ إلى دارِه وقد) احترقَ ما حولَها، وسَلِمَت منازلُنا.
قال: فقلتُ: يا أبه، جُعِلتُ فداك، أيّ شيءٍ هذا؟ قال: يا بنيّ، إنّا نتوارثُ من عِلم رسولِ الله عليه السلام كنزاً هو خيرٌ من الدّنيا وما فيها، ومن المال والجواهر، وأعزّ [من] الجمهور والسّلاح والخَيل والعدَد.
فقلت: يا أبه، جُعِلتُ فداك، وما هو؟ قال: سِرٌّ من سرِّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، أتى جبرئيلُ محمّداً عليه السلام، وعلّمَه محمّدٌ عليّاً أخاه، وفاطمة عليها السلام، وتَوارثناه عن آبائنا، وهو الدّعاءُ الكاملُ الذي مَن قدّمه أمامَه في كلِّ يومٍ وكَّلَ اللهُ عزّ وجلّ به مائةَ ألفِ مَلَكٍ يحفظونه في مالِه ونفسِه ووُلدِه وجَسَدِه وأهلِ عنايتِه، من الغرَق والحَرَق والسّرَق والهَدم والخَسف والقَذف، وزُجِرَ عنه الشّيطان، ولا يحلُّ به سحرُ ساحر، ولا كيدُ كائد، ولا حسدُ حاسد، وكان في أمانِ الله عزّ وجلّ، وأعطاه اللهُ ثوابَ ألف صِدِّيق، فإنْ ماتَ من يومِه دخلَ الجنّة إن شاء اللهُ تعالى.
قلتُ: يا أبَه، جعلني اللهُ فداك، عَلِّمنِيه، قال: نعم، احتَفظ به ولا تُعلِّمه إلّا لِمَن تثقُ به، فإنّه دعاءٌ لا يُسألُ الله عزّ وجلّ شيئاً إلّا أعطاه قائلَه، يا بنيّ إذا أصبحتَ قل..»، وأَوْردَ الدّعاء، الذي سأُوردُه هنا نقلاً عن (البلد الأمين) للكفعميّ رحمه الله تعالى، مُصحّحاً على (مصباح المتهجّد) للشّيخ الطّوسيّ.

***

دعاءُ الحريق، برواية الكفعميّ في (البلد الأمين)


قال الكفعميّ في (البلد الأمين): «ويُستحبُّ أن تدعو بدعاءِ عليّ بن الحسين عليه السلام من الصّحيفة، وقد ذكرناه في هذا الكتاب في محلّه منها، وهو دعاؤه في الصّباح، أوّلُه: الحمدُ للهِ الذي خلقَ اللّيلَ والنّهارَ بقوّتِه، إلى آخره، ثمّ تدعو بدعاءِ الكامل، المعروف بدعاءِ الحَريق:
أَللَّهُمَّ إِنّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكَّانَ سَبْعِ سَماواتِكَ وَأَرَضيكَ، وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ وَوَرَثَةَ أَنْبِيائكَ وَرُسُلِكَ، وَالصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكَ وَجَميعَ خَلْقِكَ، فَاشْهَدْ لي وَكَفى بِكَ شَهيداً، أَنّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْمَعْبُودُ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّ كُلَّ مَعْبُودٍ مِمَّا دُونَ عَرْشِكَ إِلى قَرارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ السُّفْلى باطِلٌ مُضْمَحِلٌّ ما خَلا وَجْهَكَ الْكَريمَ، فَإِنَّهُ أَعَزُّ وَأَكْرَمُ وَأَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَصِفَ الْواصِفُونَ كُنْهَ جَلالِهِ، أَوْ تَهْتَدِيَ الْقُلُوبُ إِلى كُنْهِ عَظَمَتِهِ. يا مَنْ فاقَ مَدْحَ الْمادِحينَ فَخْرُ مَدْحِهِ، وَعَدا وَصْفَ الْواصِفينَ مَآثِرُ حَمْدِهِ، وَجَلَّ عَنْ مَقالَةِ النَّاطِقينَ تَعْظيمُ شَأْنِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَهْلَ التَّقْوى وَأَهْلَ الْمَغْفِرَةِ. ثلاثاً
ثمّ تقول: لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ما شاءَ اللهُ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيي وَيُميتُ، وَيُميتُ وَيُحْيي، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ. إحدى عشرة مرة
ثم تقول: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ما شاءَ اللهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْحَليمِ الْكَريمِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْحَقِّ الْمُبينِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِلْءَ سَماواتِهِ وَأَرَضيهِ، وَعَدَدَ ما جَرى بِهِ قَلَمُهُ وَأَحْصاهُ كِتابُهُ وَمِدادُ كَلِماتِهِ وَرِضا نَفْسِهِ. إحدى عشرة مرة
ثم قل: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ الْمُبارَكينَ، وَصَلِّ عَلى جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَإِسْرافيلَ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ أَجْمَعينَ، وَالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى مَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوانِهِ، وَصَلِّ عَلى رِضْوانَ وَخَزَنَةِ الْجِنانِ، وَصَلِّ عَلى مالِكٍ وَخَزَنَةِ النّيرانِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْكِرامِ الْكاتِبينَ، وَالسَّفَرَةِ الْكِرامِ الْبَرَرَةِ، وَالْحَفَظَةِ لِبَني آدَمَ، وَصَلِّ عَلى مَلائِكَةِ الْهَواءِ وَالسَّماواتِ الْعُلى، وَمَلائِكَةِ الْأَرَضينَ السُّفْلى، وَمَلائِكَةِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَالْأَرْضِ وَالْأَقْطارِ، وَالْبِحارِ وَالْأَنْهارِ، وَالْبَراري وَالْفَلَواتِ وَالْقِفارِ، وَصَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ الَّذينَ أَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ بِتَسْبيحِكَ وَتَقْديسِكَ وَعِبادَتِكَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى أَبينا آدَمَ، وَأُمِّنا حَوَّاءَ وَما وَلَدا مِنَ النَّبيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَلى أَصْحابِهِ الْمُنْتَجَبينَ، وَعَلى أَزْواجِهِ الْمُطَهَّراتِ، وَعَلى ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ، وَعَلى كُلِّ نَبِيٍّ بَشَّرَ بِمُحَمَّدٍ، وَعَلى كُلِّ نَبِيٍّ وَلَدَ مُحَمَّداً، وَعَلى كُلِّ مَنْ في صَلَواتِكَ عَلَيْهِ رِضىً لَكَ وَرِضىً لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ حَتَّى تُبَلِّغَهُمُ الرِّضا، وَتَزيدَهُمْ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ. أَللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْوَسيلَةَ وَالْفَضْلَ، وَالْفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَأَعْطِهِ حَتَّى يَرْضى، وَزِدْهُ بَعْدَ الرِّضا مِمَّا أَنْتَ أَهْلُهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَمَرْتَنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما يَنْبَغي لَنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ كُلِّ حَرْفٍ في صَلاةٍ صُلِّيَتْ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَبِعَددِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَلَفْظَةٍ وَلَحْظَةٍ وَنَفَسٍ وَصِفَةٍ وَسُكُونٍ وَحَرَكَةٍ مِمَّنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَمِمَّنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَبِعَدَدِ ساعاتِهِمْ وَدَقائِقِهِمْ، وَسُكُونِهِمْ وَحَرَكاتِهِمْ، وَحَقائِقِهِمْ وَميقاتِهِمْ، وَصِفاتِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ، وَشُهُورِهِمْ وَسَنَتِهِمْ، وَأَشْعارِهِمْ وَأَبْشارِهِمْ، وَبِعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ما عَمِلُوا، أَوْ يَعْمَلُونَ، أَوْ كانَ مِنْهُمْ، أَوْ يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَكَأَضْعافِ ذلِكَ أَضْعافاً مُضاعَفَةً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ ما خَلَقْتَ، وَما أَنْتَ خالِقُهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، صَلاةً تُرْضيهِ.
أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَالثَّناءُ وَالشُّكْرُ، وَالْمَنُّ وَالْفَضْلُ، وَالطَّوْلُ وَالْخَيْرُ، وَالْحُسْنى وَالنِّعْمَةُ، وَالْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَالْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ، وَالْقَهْرُ وَالسُّلْطانُ، وَالْفَخْرُ وَالسُّؤْدَدُ، وَالْامْتِنانُ وَالْكَرَمُ، وَالْجَلالُ وَالْخَيْرُ، وَالتَّوْحيدُ وَالتَّمْجيدُ، وَالتَّحْميدُ وَالتَّهْليلُ وَالتَّكْبيرُ وَالتَّقْديسُ، وَالرَّحْمَةُ وَالْمَغْفِرَةُ، وَالْكِبْرِياءُ وَالْعَظَمَةُ، وَلَكَ ما زَكى وَطابَ وَطَهُرَ مِنَ الثَّناءِ الطَّيِّبِ، وَالْمَديحِ الْفاخِرِ، وَالْقَوْلِ الْحَسَنِ الْجَميلِ الَّذي تَرْضى بِهِ عَنْ قائِلِهِ، وَتُرْضِيَ بِهِ قائِلَهُ وَهُوَ رِضًى لَكَ، يَتَّصِلُ حَمْدي بِحَمْدِ أَوَّلِ الْحامِدينَ، وَثَنائي بِثَناءِ أَوَّلِ الْمُثْنينَ عَلى رَبِّ الْعالَمينَ، مُتَّصِلاً ذلِكَ بِذلِكَ، وَتَهْليلي بِتَهْليلِ أَوَّلِ الْمُهَلِّلينَ، وَتَكْبيري بِتَكْبيرِ أَوَّلِ الْمُكَبِّرينَ، وَقَوْلِيَ الْحَسَنُ الْجَميلُ بِقَوْلِ أَوَّلِ الْقائِلينَ الْمُجْمِلينَ الْمُثْنينَ عَلى رَبِّ الْعالَمينَ، مُتَّصِلاً ذلِكَ بِذلِكَ، مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ. وَبِعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَالرِّمالِ وَالتِّلالِ وَالْجِبالِ، وَعَدَدِ جُرَعِ ماءِ الْبِحارِ، وَعَدَدِ قَطْرِ الْأَمْطارِ، وَوَرَقِ الْأَشْجارِ، وَعَدَدِ النُّجُومِ، وَعَدَدِ الثَّرى وَالْحَصى وَالنَّوى وَالْمَدَرِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذلِكَ كُلِّهِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَما تَحْتَهُنَّ، وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما فَوْقَهُنَّ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، مِنْ لَدُنِ الْعَرْشِ إِلى قَرارِ أَرْضِكَ السَّابِعَةِ السُّفْلى. وَبِعَدَدِ حُرُوفِ أَلْفاظِ أَهْلِهِنِّ، وَعَدَدِ أَزْمانِهِمْ وَدَقائِقِهِمْ وَشَعائِرِهِمْ وَساعاتِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ، وَشُهُورِهِمْ وَسِنيّهِمْ [سِنينهم]، وَسُكُونِهِمْ وَحَرَكاتِهِمْ، وَأَشْعارِهِمْ وَأَبْشارِهِمْ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ما عَمِلُوا أَوْ يَعْمَلُونَ أَوْ بَلَغَهُمْ أَوْ رَأَوْا أَوْ ظَنُّوا أَو فَطِنُوا أَوْ كانَ مِنْهُمْ أَوْ يَكُونُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَعَدَدِ زِنَةِ ذَرِّ ذلِكَ وَأَضْعافِ ذلِكَ، وَكَأَضْعافِ ذلِكَ أَضْعافاً مُضاعَفَةً لا يَعْلَمُها وَلا يُحْصيها غَيْرُكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَأَهْلُ ذلِكَ أَنْتَ، وَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوْجِبُهُ مِنّي وَمِنْ جَميعِ خَلْقِكَ يا بَديعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. أَللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْناكَ، وَلا مَعَكَ إِلهٌ فَيَشْرَككَ في رُبُوبِيَّتِكَ، وَلا مَعَكَ إِلهٌ أَعانَكَ عَلى خَلْقِنا، أَنْتَ رَبُّنا كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ.

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ، وَأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ، وَأَفْضَلَ ما أَنْتَ مَسْؤُولٌ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ. أُعيذُ أَهْلَ بَيْتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَنَفْسي وَديني وَذُرِّيَّتي وَمالي وَوُلَدي وَأَهْلي وَقَراباتي وَأَهْلَ بَيْتي، وَكُلَّ ذي رَحِمٍ لي دَخَلَ فِي الْإِسْلامِ، أَوْ يَدْخُلُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَحُزانَتي وَخاصَّتي، وَمَنْ قَلَّدَني دُعاءً أَوْ أَسْدى إِلَيَّ يَداً، أَوْ رَدَّ عَنّي غِيبَةً، أَوْ قالَ فِيَّ خَيْراً، أَوِ اتَّخَذْتُ عِنْدَهُ يَداً أَوْ صَنيعَةً، وَجيراني وَإِخْواني مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، بِاللهِ وَبِأَسْمائِهِ التَّامَّةِ الْعامَّةِ، الشَّامِلَةِ الْكامِلَةِ الطَّاهِرَةِ، الْفاضِلَةِ الْمُبارَكَةِ الْمُتَعالِيَةِ، الزَّاكِيَةِ الشَّريفَةِ الْمَنيعَةِ، الْكَريمَةِ الْعَظيمَةِ الْمَخْزُونَةِ الْمَكْنُونَةِ الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ، وَبِأُمِّ الْكِتابِ وَخاتِمَتِهِ، وَما بَيْنَهُما مِنْ سُورَةٍ شَريفَةٍ، وَآيَةٍ مُحْكَمَةٍ، وَشِفاءٍ وَرَحْمَةٍ، وَعَوْذَةٍ وَبَرَكَةٍ، وَبِالتَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقانِ وَصُحُفِ إِبْراهيمَ وَمُوسى، وَبِكُلِّ كِتابٍ أَنْزَلَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ حُجَّةٍ أَقامَهَا اللهُ، وَبِكُلِّ بُرْهانٍ أَظْهَرَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ نُورٍ أَنارَهُ اللهُ، وَبِكُلِّ آلاءِ اللهِ وَعَظَمَتِهِ، أُعيذُ وَأَسْتَعيذُ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ ما أَخافُ وَأَحْذَرُ، وَمِنْ شَرِّ ما رَبّي مِنْهُ أَكْبَرُ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَالشَّياطينِ وَالسَّلاطينِ، وَإِبْليسَ وَجُنُودِهِ وَأَشْياعِهِ وَأَتْباعِهِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي النُّورِ وَالظُّلْمَةِ، وَمِنْ شَرِّ ما دَهَمَ أَوْ هَجَمَ أَوْ أَلَمَّ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ غَمٍّ وَهَمٍّ وَآفَةٍ وَنَدَمٍ وَنازِلَةٍ وَسَقَمٍ، وَمِنْ شَرِّ ما يَحْدُثُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَتَأْتي بِهِ الْأَقْدارُ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ ما فِي الْأَرَضينَ وَالْأَقْطارِ وَالْفَلَواتِ وَالْقِفارِ، وَالْبِحارِ وَالْأَنْهارِ، وَمِنْ شَرِّ الْفُسَّاقِ وَالْفُجَّارِ وَالْكُهَّانِ وَالسُّحَّارِ وَالْحُسَّادِ وَالذُّعَّارِ [الذين يخوّفون النّاسَ ويُذعرونهم] وَالْأَشْرارِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ، وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَما يَعْرُجُ فيْها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ، لا إِلهَ إِلّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ. وَأَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحُزْنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَمِنْ ضَلَعِ الدَّيْنِ [أي ثقلِه وكثرَتِه] وَغَلَبَةِ الرِّجالِ، وَمِنْ عَمَلٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ عَيْنٍ لا تَدْمَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ، وَمِنْ نَصيحَةٍ لا تَنْجَعُ [لا تؤثِّر فتَشفي]، وَمِنْ صَحابَةٍ لا تَرْدَعُ، وَمِنْ إِجْماعٍ عَلى نُكْرٍ، وَتَوَدُّدٍ عَلى خُسْرٍ، أَوْ تَواخُذٍ [مطالبة بشيء] عَلى خُبْثٍ، وَمِمَّا اسْتَعاذَ مِنْهُ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَالْأَنْبِياءُ الْمُرْسَلُونَ، وَالْأَئِمَّةُ الْمُطَهَّرُونَ، وَالشُّهَداءُ وَالصَّالِحُونَ، وَعِبادُكَ الْمُتَّقُونَ.
وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَني مِنَ الْخَيْرِ ما سَأَلُوا، وَأَنْ تُعيذَني مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعاذُوا، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُون.
بِسْمِ اللهِ عَلى أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِسْمِ اللهِ عَلى نَفْسي وَديني، بِسْمِ اللهِ عَلى أَهْلي وَمالي، بِسْمِ اللهِ عَلى كُلِّ شَيْءٍ أَعْطاني رَبّي، بِسْمِ اللهِ عَلى أَحِبَّتي وَوُلَدي وَقَراباتي، بِسْمِ اللهِ عَلى جيراني وَ إِخْواني، وَمَنْ قَلَّدَني دُعاءً، أَوِ اتَّخَذَ عِنْدي يَداً، أَوِ ابْتَدَأَ إِلَيَّ بِرّاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، بِسْمِ اللهِ عَلى ما رَزَقَني رَبّي وَيَرْزُقُني، بِسْمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصِلْني بِجَميعِ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْ تَصِلَهُمْ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ، وَاصْرِفْ عَنّي جَميعَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْ تَصْرِفَهُ عَنْهُمْ مِنَ السُّوءِ وَالرَّدَى، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَوَلِيُّهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ، وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ فَرَجَهُمْ وَفَرَجي، وَفَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَهْمُومٍ مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ.
أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني نَصْرَهُمْ، وَأَشْهِدْني أَيَّامَهُمْ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَاجْعَلْ مِنْكَ عَلَيْهِمْ واقِيَةً حَتَّى لا يُخْلَصَ إِلَيْهِمْ إِلّا بِسَبيلِ خَيْرٍ، وَعَلَيَّ مَعَهُمْ، وَعَلى شيعَتِهِمْ وَمُحِبّيهِمْ، وَعَلى أَوْلِيائِهِمْ، وَعَلى جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَمِنَ اللهِ وَإِلَى اللهِ، وَلا غالِبَ إِلّا اللهُ، ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ، حَسْبِيَ اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَأُفَوِّضُ أَمْري إِلَى اللهِ، وَأَلْتَجِئُ إِلَى اللهِ، وَبِاللهِ أُحاوِلُ وَأُصاوِلُ، وَأُكاثِرُ وَأُفاخِرُ، وَأَعْتَزُّ وَأَعْتَصِمُ. عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابُ. لا إِلهَ إِلّا اللهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ عَدَدَ الثَّرى وَالنُّجُومِ، وَالْمَلائِكَةِ الصُّفُوفِ. لا إِلهَ إِلّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ. لا إِلهَ إِلّا اللهُ سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ
».
أضاف "الكفعميّ" في (البلد الأمين): «وممّا خرجَ عن صاحبِ الزّمان عليه السلام زيادةٌ في هذا الدّعاء إلى محمّد بن الصّلت القمّيّ:
أَللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَالْأَنْبِياءِ الْمُرْسَلينَ، أَنْتَ إِلهُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَإِلهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا إِلهَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَجَبَّارُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا جَبَّارَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ خالِقُ مَنْ فِى السَّماءِ، وَخالِقُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا خالِقَ فيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ حَكَمُ مَنْ فِي السَّماءِ، وَحَكَمُ مَنْ فِي الْأَرْضِ، لا حَكَمَ فيهِما غَيْرُكَ.
أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنيرِ، وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي يَصْلُحُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً حينَ لا حَيَّ، وَيا مُحْيِيَ الْمَوْتى، وَيا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ، رِزْقاً واسِعاً حَلالاً طَيِّباً، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ غَمٍّ وَكُلَّ هَمٍّ، وَأَنْ تُعْطِيَني ما أَرْجُوهُ وَآمُلُهُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ
».


توضيحات حولَ «الدّعاء الكامل» المعروف بدُعاء الحريق

وردَ هذا الدّعاء في كتاب (صحيفة الزّهراء عليها السلام)، بعنوان: «دعاؤها في الصّباح والمساء، المعروف بدُعاء الحريق»، وبالرّجوعِ إلى المصادر نجدُ ما يلي:
1- أوردَ الشّيخُ الطّوسيّ هذا الدّعاء باسم «الدّعاءُ الكاملُ المعروف بِدُعاء الحريق»، من دون نسبتِه إلى الزّهراء عليها السلام، في (مصباح المتهجد، ص 220) ضمنَ تعقيباتِ صلاة الصّبح. قال قدس سره: «دعاءٌ آخر: من روايةِ معاوية بن عمّار في أعقابِ الصّلوات، وتقولُ بعدَ الفجر..». إلى أن قال: «ثمّ تدعو بدُعاءِ الكاملِ المعروف بدُعاء الحريق، فتقول: أللّهُمّ إنّي أصبحتُ..»، إلى آخرِ الدّعاء.
2- وأوردَه الكفعميّ في كتابَيه (المصباح، ص72) باسمِ الدّعاء المعروف بدُعاء الحريق، وفي (البلد الأمين، ص 55) قال: «ثمّ تدعو بدُعاء الكامل المعروف بدُعاء الحريق»، وقد أوردَه الكفعميّ في الكتابَين، أيضاً ضمنَ تعقيباتِ الصّلاة.
3- وأوردَ الشّيخُ البهائيّ في (مفتاح الفلاح، ص 61) الفقرة الأولى منه إلى «أهلِ التّقوى وأهل المغفرة - ثلاثاً»، من دونِ ذِكر أيّ اسمٍ له. [تأتي ملاحظة من العلّامة المجلسيّ حولَ أنّ البعض تصوّر أنّ الدّعاء ينتهي عند هذه العبارة]
4- أوردَه المجلسيّ في (بحار الأنوار: ج 92، ص 204) نقلاً عن كتابَي الكفعميّ [أي البلد الأمين، والمصباح]، بالاسم الذي وردَ فيهما، وعن (الكتاب الغَرويّ العتيق) باسم: «دعاء التحرُّز من الآفات، والتّعوُّذ من الهَلَكات»، وأوردَ المجلسيّ عن هذه المصادر الثّلاثة روايةً عن الإمام الصّادق عليه السلام، جاءَ فيها عظيمُ فضائلِ هذا الدّعاء الذي علّمَه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله لأمير المؤمنين والزّهراء عليهما السلام، وَوَرِثَه عنهما أهلُ البيت عليهم السلام، ولم يُورد الشّيخ الطّوسيّ ولا الشّيخ البهائيّ هذه الرّواية.
5- قال العلّامة المجلسيّ رحمه الله: «بيان: فَهِمَ بعضُ الأصحاب أنّ دعاءَ الحريق ينتهي عند قوله: (وأهل المغفرة) ثلاثاً - ويُحتَمل أن يكون الجميعُ منه، إلى قوله: إنّي كنتُ من الظّالمين».
6- وقال المجلسيُّ أيضاً: «قالَ الكفعميّ في كتابَيه: إنّما سُمِّيَ هذا الدّعاء بدُعاء الحريق، لِما رُوِيَ عن الصّادق عليه السلام، قال: سمعتُ أبي..»، وأوردَ المجلسيّ عن الكفعميّ الرّواية كما تقدّمت، ولم أجد الرّواية في (البلد الأمين)، نعم وجدتُها في هامش (المصباح، ص 72) وليس في ما وجدتُه: "إنّما سُمِّيَ هذا الدّعاء بدُعاء الحريق، لِما رُوِيَ..". بَل يبدأ ما أوردَه الكفعميّ بحسبِ هذه النّسخة من (المصباح) بقوله: "عن الصّادق عليه السلام..".
7- قال المجلسيّ أيضاً: «أقول: وَوجدتُ هذا الدّعاء مسنَداً في كتابٍ عتيقٍ من أصولِ أصحابنا بالشّرحِ الذي ذكرَه الكفعميّ رضوان الله عليه إلى قولِه: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم)، ولم يذكر ما بعدَه».


 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات