الملف

الملف

08/03/2013

دعاء «يا الله، يا أعزّ مذكور»


يا اللهُ يا أعزَّ مَذكور
لا يدعو به أحدٌ إلّا استُجيبَ له
 

قال النّبيّ صلّى الله عليه وآله للزّهراء عليها السلام: «يا فاطمة، ألا أُعلِّمُكِ دعاءً لا يدعو به أحدٌ إلّا استُجيب له، ولا يحيكُ [يؤثّر] في صاحبِه سمٌّ ولا سحرٌ، ولا يَعرض له شيطانٌ بسوء، ولا تُرَدُّ له دعوة، وتُقضى حوائجُه كلُّها، التي يرغب إلى الله فيها؛ عاجلها وآجلها؟ فقالت عليها السلام: أجل يا أَبَه، لَهذا واللهِ، أحبُّ إليَّ من الدّنيا وما فيها».
ما يلي، نَصُّ الرّواية المتضمّنة لهذا الدّعاء، تقدّمه «شعائر» من كتاب (دلائل الإمامة) للطّبريّ الشّيعيّ (من أعلام القرن الخامس الهجريّ).

قال الطّبريّ في (دلائل الإمامة):
حدّثني أبو المفضّل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر العلويّ الحسنيّ، قال: حدّثني موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسنِ بن الحسنِ بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جدِّه الحسنِ بن عليّ، عن أمِّه فاطمة بنتِ رسولِ الله عليهم السلام، قالت: قال لي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: يا فاطمة، ألا أُعلِّمُكِ دعاءً لا يدعو به أحدٌ إلّا استُجيب له، ولا يحيكُ [يؤثّر] في صاحبِه سمٌّ ولا سحرٌ، ولا يَعرض له شيطانٌ بسوء، ولا تُرَدُّ له دعوة، وتُقضى حوائجُه كلُّها، التي يرغب إلى الله فيها؛ عاجلها وآجلها؟
قلتُ: أجل يا أَبَه، لَهذا واللهِ، أحبُّ إليَّ من الدّنيا وما فيها. قال: تقولين:
يا اللهُ، يا أَعَزَّ مَذْكُورٍ وأَقْدَمَهُ قِدَماً في العِزَّةِ والجَبَروتِ، يا اللهُ، يا رَحِيمَ كُلِّ مُسْتَرْحِمٍ، ومَفْزَعَ كُلِّ مَلْهُوفٍ، يا اللهُ، يا راحِمَ كُلِّ حَزِينٍ يَشْكُو بَثََّهُ وَحُزْنَهُ إِلَيْهِ، يا اللهُ، يا خَيْرَ مَنْ طُلِبَ المَعْرُوفُ مِنْهُ وأَسْرَعََهُ إعْطَاءً، يا اللهُ، يا مَنْ تَخَافُ المَلائِكَةُ المُتَوَقِّدَةُ بِالنُّورِ مِنْهُ، أَسْأَلُكَ بِالأَسْمَاءِ الَّتي يَدْعوكَ بِها حَمَلَةُ عَرْشِكَ ومَن حَوْلَ عرشِكَ، يُسَبِّحُونَ بِها شَفَقَةً مِنْ خَوْفِ عَذابِكَ، وبِالأَسْماءِ الَّتِي يَدْعُوكَ بِها جَبْرَئِيلُ ومِيكائِيلُ وإِسْرافِيلُ إلَّا أَجَبْتَني وكَشَفْتَ يا إلَهي كُرْبَتِي، وسَتَرْتَ ذُنُوبِي. يَا مَنْ يَأْمُرُ بِالصَّيْحَةِ فِي خَلْقِهِ فَإذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ [يُحشَرون]، أَسْأَلُكَ بِذَلِكَ الإِسْمِ الَّذي تُحْيِي بِهِ العِظَامَ وَهِيَ رَميمٌ، أنْ تُحيِي قَلْبِي، وَتَشْرَحَ صَدْري، وَتُصْلِحَ شَأْنِي. يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالبَقَاءِ، وَخَلَقَ لِبَرِيَّتِهِ المَوْتَ والحَياةَ، يَا مَنْ فِعْلُهُ قَوْلٌ، وَقَوْلُهُ أَمْرٌ، وَأَمْرُهُ مَاضٍ علَى ما يَشَاءُ.
أَسْأَلُكَ بالإسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ خَلِيلُكَ حينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، فاسْتَجَبْتَ لَهُ وقُلْتَ: (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، وبِالإسْمِ الَّذي دَعَاكَ بِهِ مُوسَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ فاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعَاءَهُ، وبالإسْمِ الَّذِي كَشَفْتَ بِهِ عَنْ أَيُّوبَ الضُرَّ، وَتُبْتَ بِهِ عَلى دَاوُدَ، وسَخَّرْتَ بِهِ لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ والشَّيَاطِينَ، وعَلّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وبِالإسِمِ الَّذِي وَهَبْتَ بِهِ لِزَكَرِيَّا يَحْيَى، وخَلَقْتَ عِيسَى مِنْ رُوحِ القُدسِ مِنْ غَيِرِ أَبٍ، وبِالإسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ العَرْشَ والكُرْسِيّ، وبِالإِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الرَّوْحانِيّينَ، وبِالإِسْمِ الَّذي خَلَقْتَ بِهِ الجِنَّ والإِنْسَ، وبِالإِسْمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ جَمِيعَ الخَلْقِ وَجَمِيعَ مَا أَرَدْتَ مِنْ شَيْءٍ، وبِالإسْمِ الَّذِي قَدرْتَ بِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، أَسْأَلُكَ بِهَذِهِ الأَسْماءِ لَمَّا أَعْطَيْتَني سُؤْلي، وَقَضَيْتَ بِهَا حَوَائِجِي.
فإنّه يُقال لكِ: يا فاطِمَة، نَعَمْ، نَعَمْ.
* أوردَ هذا الدّعاء، السّيّدُ ابنُ طاوس في (مُهَج الدّعوات، ص 140) باختلافٍ يسيرٍ عمّا أوردناه هنا من (دلائل الإمامة، ص 73)، وأوردَه الكفعميّ في (المصباح، ص 303) وقال: «ومنها الدّعاء الذي تدعو به [الزّهراء عليها السلام] في عَقيب صلواتِها التي يأتي ذكرُها في صلواتِ يوم الجمعة في الفصل السّابع والثّلاثين وهو: يا أعزَّ مذكور».
كما أوردَه المجلسيّ في (البحار: ج 88، ص 182) نقلاً عن «السّيّد عليّ بن الحسين بن باقي رحمه الله في مصباحه»، وأوردَه كذلك في (البحار: ج 92، ص 405) نقلاً عن السّيّد في (مهَج الدّعوات).

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات