مرابطة

مرابطة

08/03/2013

الإمام الخامنئي: لا مفاوضات مع أميركا


 

الإمام الخامنئيّ محذِّراً أميركا:
* تتحدّثون عن المفاوضات، وتُواصلون الضّغطَ والتّهديد
* مَن يفاوضُكم الآن، سيُمسكُ الشّعبُ بتلابيبِه
ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

  

في ذكرى بيعتِهم التّاريخيّة للإمام الخمينيّ قدّس سرّه في السّابع من شباط 1979م، استقبل وليُّ أمر المسلمين الإمام الخامنئيّ حفظه الله في السّابع من شهر شباط الفائت حشداً من القادة والمسؤولين والمُنتسبين للقوَّة الجويّة في جيش الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وألقى سماحتُه كلمةً تطرَّق فيها إلى جملةٍ من القضايا الدّاخليّة والخارجيّة، نورد هنا أهمّ ما جاء فيها:


المفاوضات

أشار قائد الثّورة الإسلاميّة الإمامُ الخامنئيّ حفظه الله إلى الإثارات المتكرِّرة في التّصريحات الأخيرة للسَّاسة الأميركيّين بخصوص استعدادِهم للتّفاوض مع إيران، فقال: هذه الكلمات بالطّبع غير جديدة، وقد كرَّروها في مراحل مختلفة، وفي كلِّ مرّة قَيَّم الشّعب الإيرانيّ تصريحات الأميركيّين في ضوء خطواتِهم العمليّة.
ولفت الإمامُ الخامنئيّ إلى تصريحات الأميركيّين القائلة بأنَّ الكُرة الآن في الأرض الإيرانيّة، موضحاً: الكُرة في أرضكم، إذ أنَّكم أنتُم الَّذين يجب أن تُجيبوا عن السُّؤال: هل ثمَّة معنًى لِتَحدّثكم عن المفاوضات إلى جانب مواصلة الضُّغوط والتَّهديدات؟
أضاف سماحتُه: المفاوضات من أجل إثباتِ حُسن النّيّة، وأنتم تمارسون عشرات الأعمال بدافعٍ من سوءِ النّيّة، ثمّ تتحدَّثون بألسنتكم عن المفاوضات! فهل يُمكن للشَّعب الإيرانيّ أن يُصدِّق حُسن نواياكُم؟

وفي معرضِ إيضاحه لأسباب ما يَطرحه الأميركيّون من مقترحات التّفاوض، قال قائد الثَّورة الإسلاميّة: نحنُ طبعاً نُدرك حاجتَهم إلى التّفاوض، إذ أنَّ سياسات الأميركيّين في الشّرق الأوسط مُنِيَت بالهزيمة، وهم بحاجة إلى إظهار ورقةٍ رابحةٍ لِترميمِ هذه الهزيمة.
وأَوضح سماحتُه أنَّ جرَّ الجمهوريّة الإسلاميّة إلى طاولة المفاوضات هي الورقة الرّابحة التي يحتاجُها الأميركيّون: إنَّهم يريدون أن يقولوا للعالم إنَّ لديهم حُسن نيَّة، لكنَّ أحداً لا يرى منهم ذلك.

وأشار قائد الثّورة الإسلاميّة إلى اقتراح المفاوضات من قِبَل أميركا قبل أربع سنوات: جرى التّأكيدُ في ذلك الحين بأنَّنا لا نُصدر أحكاماً مُسبقة، وننتظر لِنرى أعمالهم، لكنَّنا لم نَرَ طوال هذه الأعوام الأربعة سوى مواصلة المؤامرات، ومساعدة أربابِ الفتنة، ودعمِ الإرهابيِّين الَّذين اغتالوا عُلماءَ الشَّعب الإيرانيّ.
أضاف الإمامُ الخامنئيّ: إنَّكم حسبَ تعبيركم تفرضون حظراً شالّاً لِتشلّوا الشَّعب الإيرانيّ، فهل هذا من بابِ حُسن النّيّة أم سُوءِ النّيّة؟
وأكّد قائد الثّورة الإسلاميّة: أنّ المفاوضات يكون لها معنًى حينما يتَحاورُ الطَّرفان بِحُسِن نِيَّةٍ وبظروفٍ مُتكافئةٍ ومن دون قَصْدِ المُخادعة، ولهذا فإنَّ «المفاوضات من أجل المفاوضات»، و«المفاوضات التّكتيكيّة»، واقتراح المفاوضات لِتسويق هَيْبَة القوَّة العظمى في العالم، إنَّما هي ممارساتٌ مُخادِعة. ".." إنَّني لستُ دبلوماسيّاً، بل أنا ثوريّ، لذلك أتحدّثُ بصراحةٍ وصدقٍ وحسمٍ: اقتراحُ المفاوضات يكون له معنًى عندما يُثبِتُ الطَّرفُ المقابل حُسنَ نيّته.
وخاطب سماحتُه السّاسةَ الأميركيّين بالقول: إنَّكم تَشهرون السِّلاحَ بوجه الشَّعب الإيرانيّ وتقولون: إمّا المفاوضات أو إطلاق النَّار! ولكن اعلموا أنَّ المفاوضات والضُّغوط لا ينسجمان أبداً، والشَّعبُ الإيرانيُّ لن تُخيفَه هذه الأشياء.
وانتقد قائدُ الثّورة الإسلاميّة بعض السُّذَّج أو المُغرِضين الّذين يُبدون فرحتَهم لاقتراحات أميركا، قائلاً: المفاوضات مع أميركا لا تَحلّ مشكلة، لأنَّهم طوال الأعوام السَّتّين الماضية لم يَفُوا بأيٍّ مِن وعودهم.
وكان التَّدبير لـ «انقلاب 28 مرداد» [19 آب 1953م] ضد الدّكتور مصدّق في حين كان قد وثق بالأميركيّين، والدّعم المستمرّ للحكومة البهلويّة الظَّالمة المستبِدَّة، نموذجَين أشار لهما الإمامُ الخامنئيّ في معرِضِ شرحه لِسُلوك الأميركيّين قبال الإيرانيّين.
وأضاف سماحتُه قائلاً: بعد الثّورة أيضاً ولِبُرهة معيَّنة من الزَّمن، وَثق المسؤولون بالأميركيّين بدافعٍ من التّفاؤل، لكنَّهم أعلنوا إيران مِحوَراً للشّرّ، ووجّهوا إهانة كبرى للشّعب الإيرانيّ.
وقال قائد الثّورة الإسلاميّة مُلخِّصاً هذا الجانب من حديثه: بالنَّظر لهذه السَّوابق وفي ضَوْءِ الواقع والحقائق، أؤكِّد أنَّ المفاوضات والضُّغوط طريقان منفصلان، والشَّعبُ الإيرانيّ لا يَقبل أن يَتفاوض، وهو تحت الضُّغوط والتَّهديدات، مع من يهدِّدونه.
واستطردَ سماحتُه: كلُّ مَن يُريد إعادة الهيمنة الأميركيّة ثانية، ويَغضّ الطَّرْفَ عن المصالح الوطنيّة وتقدُّم البلاد والاستقلال الوطنيّ، لِكَسبِ وُدِّ الأميركيّين ورضاهم، سوف يُمسك الشَّعبُ بِتَلابيبِه، وأنا أيضاً لو سِرْتُ بخلاف هذه الإرادة العامّة فسوف يَعترضُ الشَّعب عليّ.
وأوضح الإمامُ الخامنئيّ بأنَّ الشَّعب الإيرانيَّ من أهل الحِلم والسِّلم: لقد كانت لنا علاقاتُنا ومفاوضاتُنا مع أيِّ بلدٍ لم يتآمر ضدَّ إيران، ونعتبر ذلك لخدمة المصالح الوطنيّة.



الشّعب الإيرانيّ

وأشار قائد الثّورة الإسلاميّة في هذا اللّقاء إلى البَوْنِ الكبير بين مكانة الشّعب الإيرانيّ حاليّاً وبين ما كان عليه قبل 34 عاماً: لقد علَّم الشّعبُ الإيرانيُّ في هذه العقود الثّلاثة سائرَ الشُّعوبِ أنّه يُمكن -بل يجبُ- الوقوف مقابل المُهَيمِنين، ومواصلة المسيرة المستقلَّة والتّقدُّميّة والشّامخة بالتّوكُّل على الله تعالى.
واعتبر الإمامُ الخامنئيّ أيام «عَشرة الفجر» فرصةً مناسبةً لتقييم 34 عاماً من مسيرة النِّظام الإسلاميّ والشّعب على الصُّعُد المختلفة: هذه النّظرة سوف تَدُلّنا كيف نختارُ طريقَ المستقبل، وكيف نَسيرُ فيه.
وذكَّر سماحتُه بمختلف مؤامرات الأعداء كالتَّحريض العسكريّ، والدَّعم الشَّامل للعدوِّ المُهاجم، والمعارضة الصَّلدة، والمعارضة النّاعمة، والضّغوط المتزايدة للإمبراطوريّة الإعلاميّة الخبيثة، والحَظْر الاقتصاديّ الشّديد المُتصاعد، وقال: لقد استَخدَموا في العقود الثّلاثة الأخيرة كلَّ ما لديهم من أجل بثِّ اليأس في نفوس الشَّعب، وجَعْلِه سيِّئ الظّنّ بالإسلام والجمهوريّة الإسلاميّة، وإخراجِه من السَّاحة، لكنَّ الشَّعب أصبحَ بفضلٍ من الله تعالى أكثر حيويّة وفاعليّة ووفاء.
وألمَحَ سماحتُه إلى تصريحات بعض المسؤولين الأميركيّين بخصوص تشديد الحظر الاقتصاديّ من أجل وَضْعِ الشَّعب الإيرانيّ بوجه النّظام الإسلاميّ، مؤكِّداً: لقد ردّ الشُّعب الإيرانيُّ دوماً، وخصوصاً في تظاهرات الثّاني والعشرين من بهمن [11 شباط] في كلِّ عام، على هذه التّصريحات، وسوف يَردّ عليها هذا العام أيضاً.
واعتبر الإمامُ الخامنئيّ حفظه الله أنّ البصيرة والوعي رمز النَّجاح في مقابل الأعداء: الشّعب بِوَعْيِه وبصيرته العامَّة، يُدرك جيِّداً مقاصد الأميركيّين والصَّهاينة من كلِّ تحرُّكٍ وخطوةٍ، ولا يُخطئ في سلوكه ومواقفه، وهذه الحقيقة تمثِّل منقبةً عظيمة للشّعب الإيرانيّ.
وأكَّد قائدُ الثّورة الإسلاميّة أنَّ المسيرة العظيمة للشَّعب الإيرانيّ، مسيرةٌ باتِّجاه تأمين مصالح إيران والأمّة الإسلاميّة والمجتمع البشريّ: هذا الشَّعب سوف يأخذ بِعَوْنِ الله سبحانه الأمَّةَ الإسلاميّة إلى ذُروة الفخر والمجد.
واعتَبر سماحتُه حفظَ البصيرةِ والاتِّحادَ ممهّداً لمواصلة العزّة والتّقدُّم الوطنيَّين، وانتقدَ بعض حالات سوء الأخلاق الأخيرة مضيفاً: يجب على المسؤولين الحفاظ على مصالح البلاد. ".."
واعتَبر سماحتُه في جانبٍ آخر من حديثه، أنَّ صناعة المقاتلات وأنواع الطَّائرات والتّجهيزات والمعدّات المُتطوِّرة في القوَّة الجويّة في الجيش، مؤشِّرٌ على ازدهار التّيّار الهائل للمواهب والإبداعات في كلِّ أنحاء البلاد، بما في ذلك القوَّات المسلَّحة، قائلاً: لقد حطَّمتُم إعلامَ أربابِ الهيمنة بشأن عجز الشُّعوب عن الوقوف على أقدامها.
* نقلاً عن الموقع الالكترونيّ: leader.ir


اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

نفحات