أحسن الحديث

أحسن الحديث

09/04/2013

سورةُ (يس)

موجز في التّفسير
 
سورةُ (يس)
ـــــ من دروس «المركز الإسلاميّ» ـــــ
* السُّورة السادسة والثّلاثون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة «الجنّ».* آياتُها ثلاثٌ وثمانون، وهي مكّيّة، جاء في الرّوايات أنّها «قلبُ القرآن»، وقارِئُها من المحفوظين والمرزوقين، تعمُّه بركاتُها في الدّنيا والآخرة، وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ (يس) أمامَ حاجتِه، قُضِيَتْ لَه».* سُمِّيت بـ «يس»، لابتدائها به، وهو أحدُ أسماء رسول الله صلّى الله عليه وآله.
 ربّما لم يَرِد في سورةٍ من سوَر القرآن الكريم، ما وردَ في سورةِ (يس) من الفضل والثّواب الجزيل، وفي الرّوايات تأكيدٌ على المواظبة على قراءتها، لا سيّما في تعقيب صلاة الصّبح، وعند المُحتضر، وفي المقابر، للتّخفيف عن الموتى المدفونين فيها. وعن الإمام الصّادق عليه السلام: «علّموا أولادَكم (يس)، فإنّها ريحانةُ القرآن».

فضلُها وثوابُ تلاوتها
 
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأَ سورةَ (يس) يُريدُ بها اللهَ عزَّ وجلَّ: غفرَ اللهُ له، وأُعطيَ من الأجرِ كأنّما قرأَ القرآنَ اثنَي عشرة مرّة.
وأيُّما مريضٍ قُرئ عنده سورةُ (يس)، نزلَ عليه بعددِ كلِّ حرفٍ منها عشرةُ أملاكٍ يقومون بين يدَيه صفوفاً، ويستغفرونَ له، ويشهدونَ قبضَه، ويتبعون جنازتَه، ويصلّون عليه، ويشهدون دفنَه.
وأيّما مريضٍ قرأَها وهو في سكراتِ الموت، أو قُرئت عندَه، جاءَه رضوانُ خازنُ الجنان بشربةٍ من شراب الجنّة، فَسَقاهُ إيّاها وهو على فراشِه، فيشرب، فيموتُ ريّان، ويُبعَثُ ريّان، ولا يحتاجُ إلى حوضٍ من حياضِ الأنبياء حتّى يدخلَ الجنّةَ وهو ريّان».
وعنه صلّى الله عليه وآله: «يا عليّ، إقرأَ (يس)، فإنّ في قراءة (يس) عشرَ بركات: ما قرأَها جائعٌ إلّا شَبِعَ، وَلَا ظَامِئٌ إلّا رُوِيَ، وَلا عارٍ إلّا كُسِيَ، وَلا مريضٌ إلّا بَرئ، ولا عَزْبٌ إلّا تزوّج، ولا خائفٌ إلّا أَمِن، ولا محبوسٌ إلّا خَرَج ".." ولا مَدينٌ إلّا أدّى دينَه، وَلا قُرِئت عندَ ميّتٍ إلّا خفّفَ اللهُ عنه تلكَ السّاعة».
وعن الإمام الصّادق عليه السلام: «إنَّ لكلِّ شيء قَلْباً، وقَلْبُ القُرآنِ (يس).وَمَنْ قَرَأَهَا قبلَ أن ينامَ، أو في نَهارِهِ قَبْلَ أَنْ يَمْشِي كانَ في نَهارِهِ من المحفُوظِينَ والمرزُوقينَ حتَّى يُمسِي، وَمَنْ قَرَأَهَا في لَيلِهِ قبلَ أَن ينَامَ وَكَّلَ اللهُ بهِ أَلْفَ مَلَكٍ يحفظُونَهُ مِنْ شَرِّ كلِّ شَيطانٍ رَجيم، ومِنْ كلِّ آفَة، وإنْ مَاتَ في يَومِهِ أَدْخَلَه اللهُ الجَنَّة ".."وأُومِنَ من ضغطةِ القَبر ".." إلى أن يُخرجَه اللهُ من قبرِه، فإذا أَخْرَجَه لَم يَزَل ملائكةُ اللهِ يُشيّعونه ويُحدِّثونَه ويَضحكونَ في وجهِه، ويُبشِّرونَه بكلِّ خَيْرٍ حتّى يجوزونه على الصّراطِ والميزان ".." ويكونُ من رُفقاءِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآلِه».
 
هدف السُّورة
«تفسير الميزان»: هدفُ السورة بيانُ الأصولِ الثّلاثة للدّين، فهي تبتدئ بالنّبوّة، وتَصِفُ حالَ النّاسِ في قَبولِ الدّعوة وردِّها، وأنّ غايةَ الدّعوة الحقّة إحياءُ قومٍ بسلوكِهم صراطَ السّعادة، وتحقيقُ القولِ على آخرين.
وبعبارةٍ أخرى: تكميلُ النّاس في طريقَي السّعادة والشّقاء. ثمّ تنتقلُ السّورةُ إلى التّوحيد، فتعُدّ جملةً من آيات الوحدانيّة، ثمّ تنتقلُ إلى ذكرِ المعاد، فتذكرُ بعثَ النّاسِ للجزاء وامتيازَ المجرمين يومئذٍ من المتّقين، وتصفُ ما تؤولُ إليه حالُ كلٍّ من الفريقَين. ثمّ ترجعُ إلى ما بدأَتْ، فتُلخِّصُ القولَ في الأصول الثّلاثة، وتستدلُّ عليها ".." فالسّورةُ عظيمةُ الشّأن تجمعُ أصولَ الحقائق وجذورَها.

محتوى السُّورة
«تفسير الأمثل»: تتحدّث سورةُ (يس) المباركة عن التّوحيد، والمعاد، والوَحي، والقرآن الكريم، والإنذار والبشارة. ويُلاحَظ في هذه السّورة أربعة أقسام رئيسيّة:
القسم الأوّل: يتحدّث عن رسالة النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله، والقرآن المجيد، والهدف من نزولِ هذا الكتاب السّماويّ العظيم، وعن المؤمنين به، وذلك حتّى آخر الآية الحادية عشرة.
القسم الثّاني: يتحدّث عن رسالة ثلاثةٍ من أنبياء الله عليهم السلام، وكيف كانت دعوتُهم للتّوحيد، وجهادُهم المتواصل المرير ضدّ الشِّرك، وهذا في الحقيقة نوعٌ من التّسلية والمواساة لرسول الإسلام صلّى الله عليه وآله، وتوضيحِ الطّريق أمامَه لتبليغِ رسالتِه الكبرى.
القسم الثّالث: يبدأ من الآية الثّالثة والثّلاثين وحتّى الآية الرّابعة والأربعين، وهو مملوءٌ بالنّكات التّوحيديّة الملفتة للنّظر، وهو عرضٌ معبِّرٌ عن الآيات والدّلائل المشيرة إلى عَظَمة الله تعالى في عالَم الوجود.
القسم الرّابع: يتحدّث عن المواضيع المرتبطة بالمعاد والأدلّة المختلفة عليه، وكيفيّة الحشر والنّشر، والسّؤال والجواب في يوم القيامة، ونهاية الدّنيا، ثمّ الجنّة والنّار.

 تفسيرُ آياتٍ منها
بعد ذِكر الآية الكريمة، نُورِدُ ما رُوي من الحديث الشّريف في تفسيرها، نقلاً –باستثناء الآيتَين الثّامنة والثّلاثين، والثّامنة والخمسين- عن (تفسير نور الثّقلَين) للمحدّث الشّيخ عبد علي الحويزي رضوان الله عليه.
قوله تعالى: ﴿يس  يس:1.
* الإمام الصّادق عليه السلام: « (يس) اسمُ رسولِ الله صلّى الله عليه وآله..».
قوله تعالى: ﴿.. وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ يس:12.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «أنا واللهِ الإمامُ المبين، أُبيّنُ الحقَّ من الباطل، ورثتُه من رسول الله صلّى الله عليه وآله».
** الإمام الباقر عليه السلام: «اتّقوا المحقّرات من الذّنوب، فإنّ لها طالباً، يقول أحدُكم: أُذنبُ وأستغفر. إنّ الله عزّ وجلّ يقول: ﴿..وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ».
قوله تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ.. يس:18.
* الإمام الصّادق عليه السلام: «الطِّيَرة على ما تجعلُها، إنْ هوّنتها تهوّنت، وإن شدَّدتها تشدّدت، وإنْ لم تجعلْها شيئاً لم تكُن شيئاً».
** عنه عليه السلام: «قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: كفارةُ الطِّيَرةِ التّوكّل».
قوله تعالى: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ يس:20.
* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «الصِّدّيقون ثلاثة: حبيب النّجّار مؤمنُ آل ياسين، الذي يقول: ﴿..اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ، وحِزْقِيل مؤمنُ آل فرعون، قال: ﴿..أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ..﴾، وعليُّ بنُ أبي طالب. وهو أفضلُهم».
قوله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ يس:38.
في (تفسير الميزان) للعلّامة الطّباطبائي أنّ المستقرّ اسمُ زمانٍ أو مكان، ومحصّلُ المعنى أنّ الشّمسَ لا تزال تجري ما دامَ النّظامُ الدّنيويُّ على حالِه، حتّى تستقرَّ وتسكنَ بانقضاءِ أَجَلِها، فَتَخرب الدّنيا ويَبطل هذا النّظام، وأمّا حَمْلُ جَريها على حركتِها الوضعيّة حولَ مركزِها فهو خلافُ ظاهرِ الجَري الدّالِّ على الانتقالِ من مكانٍ إلى مكان، أو التحوّل من حالٍ إلى حال.
قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ يس:45.
* الإمام الّصادق عليه السلام: «اتّقوا ما بينَ أيديكم من الذّنوب، وما خلفَكم من العقوبة».
قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ يس:58.
في (تفسير القميّ) أنّ السّلامَ من الله تعالى هو الأمان، وفي (التّبيان) للشيخ الطّوسي أنّ المؤمنين يسمعون هذا السّلامَ من الله تعالى، وهو إيذانٌ لهم بدوامِ الأمنِ والسّلامةِ، ودوامِهما مع سبوغِ النّعمة والكرامة،
وفي (تفسير الميزان) للعلّامة الطّباطبائي أنّ السّلامَ المذكور في هذه الآية هو من الله تعالى، وهو غيرُ سلام الملائكة في قوله سبحانه: ﴿
..وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ الرعد:23- 24.وعن بعض العلماء أنّ هذه الآية الشريفة، قلبُ سورة (يس)، فهي قلبُ قلبِ القرآن الكريم.قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ يس:82.
* أمير المؤمنين عليه السلام: «.. يَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ كَوْنَه كُنْ فَيَكُونُ -لَا بِصَوْتٍ يَقْرَعُ ولَا بِنِدَاءٍ يُسْمَعُ- وإِنَّمَا كَلَامُه سُبْحَانَه فِعْلٌ مِنْه أَنْشَأَه ومَثَّلَه..».
** سُئل الإمام الصّادق عليه السلام: لم يزلِ اللهُ تعالى مريداً؟ قال: «إنّ المريدَ لا يكونُ إلّا المرادُ معه (لا يكونُ إلّا لمُرادٍ معه)، لم يزلِ اللهُ عالماً، قادراً، ثمّ أراد». 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعات

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

منذ 0 ساعات

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 0 ساعات

إصدارات عربية

نفحات