شعر

شعر

10/05/2013

مِن أَجْلِهِ خُلِقَ الزّمَان..

 

من القصائد السّبع العلويّات

مِن أَجْلِهِ خُلِقَ الزّمَان..

شعر: ابن أبي الحديد المعتزليّ

Plaque: عزّ الدّين أبو حامد، عبد الحميد بن أبي الحديد المدائنيّ المعتزليّ (586 - 656 للهجرة). كان من أعيان الشّعراء والعلماء، عارفاً بأصولِ الكلام، يذهبُ مذهبَ المعتزلة.
من تصانيفه: (شرح نهج البلاغة) في عشرين مجلّداً، وقد احتوى هذا الشّرحُ على ما لم يحتوِ عليه كتابٌ من جنسِه. 
وأما أشعارُه فكثيرة، وأجلُّها وأشهرُها: (القصائدُ السّبعُ العلويّات)، وذلك لشرفِ الممدوحِ بها عليه أفضلُ التّحيةِ والسّلام، نظمَها في صباه وهو بالمدائن، وهذه الأبيات مختاراتٌ من القصيدة السّادسة.

عزّ الدّين أبو حامد، عبد الحميد بن أبي الحديد المدائنيّ المعتزليّ (586 - 656 للهجرة). كان من أعيان الشّعراء والعلماء، عارفاً بأصولِ الكلام، يذهبُ مذهبَ المعتزلة.
من تصانيفه: (شرح نهج البلاغة) في عشرين مجلّداً، وقد احتوى هذا الشّرحُ على ما لم يحتوِ عليه كتابٌ من جنسِه.
وأما أشعارُه فكثيرة، وأجلُّها وأشهرُها: (القصائدُ السّبعُ العلويّات)، وذلك لشرفِ الممدوحِ بها عليه أفضلُ التّحيةِ والسّلام، نظمَها في صباه وهو بالمدائن، وهذه الأبيات مختاراتٌ من القصيدة السّادسة.

 

 

يا بَرْقُ إنْ جِئْتَ الغَرِيَّ فَقُلْ لَهُ

أَتُرَاكَ تَعلمُ مَنْ بِأَرْضِكَ مُودَعُ

فيكَ ابنُ عمرانَ الكليمُ وبعدَهُ

عيسى يُقفِّيه وأحمدُ يَتَبعُ

بلْ فيكَ جِبريلٌ وميكالٌ وإسرافيلُ

والمَلأُ المُقَدَّسُ أَجْمَعُ

بلْ فيكَ نورُ اللهِ جلَّ جلالُهُ

لِذَوِي البَصائرِ يَستَشِفُّ ويَلمَعُ

فيكَ الإمامُ المُرتَضى فيكَ الوَصيُّ

المُجْتَبى فيكَ البَطينُ الأَنْزَعُ

الضَّارِبُ الهامِ المقنّعُ في الوغى

بالخوفِ للبُهم الكُماةِ يقنِّعُ

ومبدِّدُ الأبطالِ حينَ تَألَّبوا

ومفرِّقُ الأحزابِ حينَ تجمَّعوا

والحَبْرُ يَصدَعُ بالمواعظِ خاشعاً

حتّى تَكاد لها القلوبُ تَصَدَّعُ

زُهْدُ المَسيحِ وفَتْكَةُ الدَّهرِ الَّذي

أودى بها كِسرى وفَوَّزَ* تُبَّعُ

وشهابُ موسى حيثُ أَظْلَمَ لَيْلُهُ

رُفِعَت لهُ لألاؤه تَتَشَعْشَعُ

يا من له رُدَّت ذُكاءُ ولم يَفُزْ

بِنَظيرِها من قبلُ إلَّا يوشعُ

يا هازمَ الأحزابِ لا يثْنِيهِ عَنْ

خَوْضِ الحِمامِ مُدَجَّجٌ ومُدَرَّعُ

يا قالعَ البابِ الَّذي عنْ هَزِّها

عَجزَتْ أَكُفٌّ أربَعُونَ وأربعُ

لولا حدوثُك قلتُ إنَّك جاعلُ

الأرواحِ في الأشباحِ والمُسْتَنْزِعُ

لولا مماتُكَ قلتُ إنَّكَ باسطُ

الأرزاقِ تُقدِرُ في العطاءِ وتُوسِعُ

أَأقولُ فيك سَمَيْدَعٌ* كلَّا ولا

حاشا لِمِثلِكَ أنْ يُقالَ سَمَيْدَعُ

بل أنتَ في يومِ القيامةِ حاكمٌ

في العالَمين وشافِعٌ ومُشَفَّعُ

ولقد جَهلتُ وكنتُ أحذقَ عالِمٍ

أغِرارُ عزمِك أم حسامُك أقطعُ؟

وفقدتُ معرفتي فلستُ بعارفٍ

هل فضلُ علمِك أم جَنابُك أَوْسَعُ؟

واللهِ لَوْلا حَيْدَرُ ما كانت

الدُّنيا ولا جمعَ البريَّةَ مجمعُ

من أجله خُلِقَ الزَّمانُ وضوّئت

شُهُبٌ كَنَسْنَ وجنّ ليلٌ أدرعُ

وإليه في يومَ المَعادِ حسابُنا

وهو المَلاذُ لنا غداً والمَفْزَعُ

ولقد علمتُ بأنَّهُ لا بُدَّ من

مَهديكُم ولِيَومِهِ أتوقَّعُ

يَحميه مِن جُنْدِ الإلهِ كتائبٌ

كاليَمِّ أقبل زاخراً يَتدفَّعُ

       

* فوَّز: هنا بمعنى مات.

* سَمَيدَع: السّيّدُ الكريم والشّجاع.

اخبار مرتبطة

نفحات