أحسن الحديث

أحسن الحديث

07/06/2013

سورةُ «ص»

 

موجز في التّفسير

سورةُ «ص»

ـــــ من دروس «المركز الإسلامي» ـــــ

 

* السُّورة الثامنة والثّلاثون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة «القمر».

* آياتُها ثمانٍ وثمانون، وهي مكّيّة، تُستحبّ قراءتُها ليلةَ الجمعة، ويُعصمُ قارئها من الإصرار على الذنب.

* سُمِّيت بـ «ص»، لابتدائها بقوله عزّ وجلّ: ﴿ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ﴾  ص:1.  

«ص» من الحروف المقطّعة في القرآن الكريم، تُقرأ بمدّها مدّاً زائداً (صآد)، وقد ذُكر في معناها أقوال، منها: «ص، اسمٌ من أسماء الله تعالى أقسَم به». ومنها: «إنّها اسمٌ من أسماء القرآن». ومنها: «معناها صدَق اللهُ أو صدَق محمّدٌ صلّى الله عليه وآله». ومنها، وهو معنًى لطيف: «صادَ محمّدٌ قلوبَ الخَلْق واستمالَها حتّى آمنوا به وأحبّوه».

 

محتوى السّورة

«تفسير الميزان»: يدورُ الكلامُ في القسم الأوّل من السّورة حولَ كَوْن النّبيّ صلّى الله عليه وآله منذراً بالذِّكر النّازل عليه من عند الله سبحانه، الدّاعي إلى التّوحيد وإخلاصِ العبودية له تعالى. كما تُشير إلى استكبار الكافرين عن الإذعان لكلمةِ التّوحيد، وصَدِّ النّاس عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وتَفوُّههم بباطل القول في معرض الرّدّ ومعاندة النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله.

وفي القسم التّالي يُؤمَرُ رسول الله صلّى الله عليه وآله بالصّبر، ويرِدُ ذكرُ قصصِ عبادِ الله تعالى الأوّلين، ثمّ يذكر المولى عزّ وجلّ مآلَ حالِ كلٍّ من المتّقين والطّاغين، وأنّ عاقبةَ إبليس الذي أبى السّجود لآدمَ عليه السلام، وعاقبةَ أتباعه المعاندين هي أن يملأ اللهُ تعالى جهنّم منهم أجمعين،  هكذا في القسم الأخير من السّورة. (بتصرّف)

***

«تفسير الأمثل»: يُمكن اعتبارُ سورة «ص» مكمّلةً لسورة «الصّافّات»، فمُجمل مواضيعها يُشابِهُ كثيراً ما ورد في سورة «الصّافّات». ولِكَون السّورة مكّيّة النّزول فإنّ خصائصها كخصائص بقيّة السّوَر المكّية، التي تبحث في مجال المبدأ، والمعاد، ورسالة النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله، كما أنّها تحتوي على مواضيع حسّاسة أُخَر. وفي المجموع، [هي] بمثابة الدّواء الشّافي لكلّ الباحثين عن طريق الحقّ. ويُمكن تلخيص محتويات هذه السّورة المباركة في خمسة أقسام:

القسم الأوّل: يتحدّث عن مسألة التّوحيد، والجهاد ضد الشّرك والمشركين، ومهمّة نبوّة الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، وعناد ولَجاجة الأعداء تجاه الأمرَين المذَكورين أعلاه. [الآيات: 1-16]

القسم الثّاني: يعكس جوانب من تاريخ عددٍ من أنبياء الله تعالى، من بينهم داود، وسليمان، وأيّوب عليهم السلام، حيث تتحدّث السّورة عنهم أكثر من غيرهم، ويعكس -أيضاً- المشكلات التي عانوا منها في حياتهم، وخلال دعوتهم النّاس إلى الله تبارك وتعالى، وذلك لكي تكون درساً مفيداً يتّعظ منه المؤمنون الأوائل، الذين كانوا في ذاك الوقت يرزحون تحت أشدّ الضّغوط من قِبل المشركين. [الآيات: 17-54]

القسم الثّالث: يتطرّق إلى مصير الكَفَرة الطّغاة يوم القيامة، ومجادلة بعضهم بعضاً في جهنّم، ويبيّن للمشركين والذين لا يؤمنون بالله عزّ وجلّ إلى أين ستؤدّي بهم أعمالهم. [الآيات: 55-70]

القسم الرّابع: يتناول مسألة خَلْق الإنسان، وعُلوِّ مقامه، وسجود الملائكة له، ويكشف عن الفاصل الكبير الموجود بين سموّ الإنسان وانحطاطِه، كي يفهم المعاندون قيمةَ وجودهم، ويُعيدوا النّظَر في نُظُمِهم المنحرفة، ليخرجوا من زمرة الشّياطين. [الآيات: 71-85]

القسم الخامس والأخير: يتوعّد الأعداء المغرورين بالعذاب، ويواسي رسول الله صلّى الله عليه وآله، ويبيّن أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله لا يريد جزاءً من أحدٍ مقابلَ دعوته، ولا يريد الشّقاء والأذى لأحد. [الآيات:86-88]

 

ثواب تلاوة سورة «ص»

«تفسير مجمع البيان»: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ (سورة ص) أُعطي من الأجر بوزن كلّ جبلٍ سخّره اللهُ لداودَ حسنات، وعصمَه اللهُ أن يُصرّ على ذنبٍ صغيراً أو كبيراً».

* عن الإمام الباقر عليه السلام: «مَن قرأ (سورة ص) في ليلة الجمعة أُعطي من خير الدّنيا والآخرة ما لم يُعطَ أحدٌ من النّاس إلّا نبيٌّ مرسل، أو ملَكٌ مقرّب، وأدخلَه اللهُ الجنّةَ وكلَّ مَن أحبَّ من أهل بيتِه، حتّى خادمَه الذي يخدمُه..».

 

تفسيرُ آياتٍ من السّورة

بعد ذكر الآية الكريمة، نوردُ ما رُويَ من الحديث الشّريف في تفسيرها نقلاً عن (تفسير نور الثّقلين) للمحدّث الشّيخ عبد علي الحويزي رضوان الله عليه.

* قوله تعالى: ﴿ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ ص:1.

* الإمام الصّادق عليه السلام: «.. وأمّا (ص) فعينٌ ينبعُ من تحت العَرش، وهي التي توضّأ منها النّبيّ صلّى الله عليه وآله لمّا عُرِجَ به، ويَدخلُها جبرئيلُ كلّ يوم دخْلةً فينغمسُ فيها، ثمّ يخرجُ منها فينفضُ أجنحتَه، فليس من قطرةٍ تقطرُ من أجنحتِه إلّا خلقَ اللهُ تبارك وتعالى منها ملَكاً يسبّحُ الله، ويقدّسه، ويكبّرُه، ويحمَدُه إلى يوم القيامة».

* قوله تعالى: ﴿.. وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ ص:20.

* أمير المؤمنين عليه السلام: «والله، لقد أعطاني اللهُ تبارك وتعالى تسعةَ أشياء لم يُعطِها أحداً قبلي خلا النّبيّ صلّى الله عليه وآله: لقد فُتِحَت ليَ السُّبُل، وعُلّمتُ الأسباب، وأُجرِيَ لي السَّحابُ، وعُلّمتُ المنايا والبلايا، وفصلَ الخطاب..».

** عن أبي الصَلْت الهروي، قال: كان الرّضا عليه السلام يُكلّم النّاس بلُغاتهم، وكان وَاللهِ أفصحَ النّاس وأعلمَهم بكلّ لسان ولغة، فقلتُ له يوماً: يا ابنَ رسول الله! إنّي لأَعجبُ من معرفتك بهذه اللّغات على اختلافها؟ فقال عليه السلام: «يا أبا الصّلت! أنا حجّةُ الله على خلقِه، وما كان اللهُ ليتّخذَ حجّةً على قومٍ وهو لا يعرفُ لغاتِهم، أَوَما بلغَك قولُ أمير المؤمنين عليه السلام: أُوتينا فصلَ الخطاب. فهل فصلُ الخطابِ إلّا معرفةُ اللّغات».

* قوله تعالى: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ..﴾ ص:26.

* الإمام الصّادق عليه السلام: «لا تذهبُ الدّنيا حتّى يخرجَ رجلٌ منّي يحكمُ بحكومة آل داود، ولا يسألُ بيّنةً، يُعطي كلَّ نفسٍ حقَّها».

** عنه عليه السلام: «.. إنّ الله تبارك وتعالى أمرَ طوايفَ من الملائكة ".." فنادَوا لقمان حيث يسمعُ ولا يراهم، فقالوا: يا لقمان! هل لك أن يجعلَك اللهُ خليفةً في الأرض تحكمُ بين النّاس؟ فقال لقمان: إنْ أمرَنيَ اللهُ بذلك فالسّمْعُ والطّاعة، لأنّه إنْ فعلَ بي ذلك أعانَني عليه، وعلّمني، وعصَمني، وإنْ هو خيّرني قبلتُ العافية. فقالت الملائكة: يا لقمانُ لِمَ؟ قال: لأنّ الحُكمَ بين النّاس من أشدّ المنازل من الدِّين ".." وصاحبُه فيه بين أمرَين: إنْ أصابَ فيه الحقّ فَبالحَرِيّ أن يَسلَم، وإن أخطأ، أخطأَ طريقَ الجنّة..».

* قوله تعالى: ﴿..وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ.. ﴾ ص:26.

* النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي: الهوى، وطول الأمل. أمّا الهوى فإنّه يصدُّ عن الحقّ، وأمّا طولُ الأمل فيُنسي الآخرة».

* قوله تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ ص:28.

* الإمام الباقر عليه السلام: «كان أميرُ المؤمنين عليه السلام يقول: إنّ لأهل التّقوى علاماتٍ يُعرَفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وقلّة الفَخر والتّجمّل، وصِلة الأرحام، ورحمة الضّعفاء، وقلّة المواتاة للنّساء، وبذل المعروف، وحُسن الخُلق، وسعة الحِلم، واتّباع العلم في ما يُقرّب إلى الله تعالى».

* قوله تعالى: ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ.. ﴾ ص:75.

* الإمام الرّضا عليه السلام: «يعني بقدرتي وقوّتي».

* قوله تعالى: ﴿.. وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ ص: 86.

* النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «للمتكلّف ثلاثُ علامات: يتملّقُ إذا حضَر، ويغتابُ إذا غاب، ويشمتُ بالمصيبة».

** وعنه صلّى الله عليه وآله في رواية أخرى: «للمتكلّف ثلاث علامات: يُنازع مَن فوقَه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقولُ ما لا يعلم».

* قوله تعالى: ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ ص:88.

أمير المؤمنين عليه السلام: «عند خروج القائم».

 

 

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريات

دوريات

07/06/2013

دوريات

نفحات