وصايا

وصايا

07/06/2013

من وصايا الفَيض الكاشانيّ قدّس سرّه:

 

من وصايا الفَيض الكاشانيّ قدّس سرّه:

الصَّبرُ على جَفاء الأقرَبين، واجتنابُ الخَوضِ في ما لا ينفع

ـــــ إعداد: علي حمود ـــــ

 

ما يلي توصيةٌ بخمسة وعشرين أمراً، وَرَدَت في سياقِ وصيّةٍ أخلاقيّةٍ للمَولى الفيض الكاشانيّ قدّس سرّه، لخَّصَ فيها توجيهاتٍ عباديّة وأخلاقيّة واجتماعيّة، وعدَّها أصولاً لازمةً لتهذيب النّفس، وأنّ مَن ألزمَ نفسه بها على نحو الإخلاص، فإنّ حالَه سيكون في تَرَقٍّ يوماً بعد يوم.

 

الأوّل: المحافظةُ على الصَّلوات الخَمس، أعني إقامتَها في أوّل الوقت جماعةً بسُنَنِها وآدابها. فإذا أخّرها عن أوّل وقتها من غير عذرٍ وعلّةٍ أو لم يَحضر الجماعة، أو ضَيّع سُنّةً من سُنَنِها أو أدباً من آدابها إلَّا نادراً، فإنّه يخرج عن سلوك الطَّريق، ويكون حالُه مساوياً لحالِ سائر العوامِّ التَّائهين، وسوف لن يَترقّى أبداً.

الثَّاني: المحافظة على صلاة الجمعة، والعيديَن، والآيات، مع اجتماع الشَّرائط -إلَّا مع العذر المُسقِط- فقد ورد أنّه: «إذا تَرك الجمعة ثلاثاً متوالياتٍ بغير علّة، طَبَع اللهُ على قلبه».

الثَّالث: المحافظة على النَّوافل المعهودة للرَّواتب اليوميّة.

الرَّابع: المحافظة على صَوْمِ شهر رمضان، وإكمالُه بِضَبْطِ اللّسان من اللَّغو والغِيبة والكذب والكلام البَذيء ونحوها، وكذا ضبط سائر الأعضاء من الظُّلم والخيانة والإفطار على الحرام والشُّبهة، أكثر من سائر الأيّام.

الخامس: المواظبة على صيام السُّنّة، وهو الأيّام الثَّلاثة المعهودة من كلّ شهرٍ، والّتي تعادلُ صومَ الدَّهر، ولا تُترَك من غير عذر، وإذا تركها قضاها، أو تصدَّق بدلها بمدٍّ من الطّعام.

السَّادس: المحافظة على الزَّكاة على وجهٍ لا يجوز معه التَّأخير والتَّأنّي إلَّا مع العذر، كَفقدان المُستحِقّ، أو انتظار أفضل المُستحقِّين ونحو ذلك.

السَّابع: المواظبة على إنفاق الحقّ المعلوم من المال، أعني ما هو مقرّرٌ إعطاؤه للسَّائل أو المحروم، في كلّ يومٍ، أو في كلّ أسبوعٍ، أو في كلّ شهرٍ بالقدر المناسب. وإذا لم يطّلع أحدٌ على ذلك أيضاً فهو أفضل.

الثَّامن: المحافظة على حجَّة الإسلام، وكذلك المبادرة إليها في سنة وجوبها، ولا يجوز تأخيرها من غير عذرٍ.

التَّاسع: زيارة القبور المقدّسة للنّبيّ والأئمّة المعصومين عليهم السلام وخصوصاً الإمام الحسين عليه السلام فقد جاء في الحديث: «إنَّ لكلِّ إمامٍ عهداً في عُنُقِ أوليائه وشيعته، وإنّ مِن تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارةُ قبورهم».

العاشر: المحافظة على حقوقِ الإخوان وقضاءُ حوائجهم، وقد أُكِّد عليه بشدّة، بل لقد قُدِّم على أكثر الفرائض.

الحادي عشر: تدارُك ما فات من الأمور المذكورة مهما أَمكن، حينما يتنبَّه إلى ذلك.

الثّاني عشر: تهذيبُ نفسه عن الأخلاق الذَّميمة مثل الكِبْر، والبُخل، والحَسَد، وأمثال ذلك من خلال الرِّياضة والمضادّة، وتقييدها بالأخلاق الحميدة كُحُسنِ الخُلُقِ، والسَّخاءِ، والصَّبر، وغير ذلك حتّى تَصير مَلَكَة.

الثّالث عشر: ترك المَنهيّات جملةً، وإذا وَقَعَت منه معصيةً على سبيل النّدرة، فليَتداركها سريعاً بالاستغفار والتّوبة والإنابة، لِيَصيرَ محبوب الحقّ تعالى. ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ التَّوَّابِينَالبقرة:222، و(إنَّ الله يحبُّ كلّ مُفتَنٍ توّاب) كما في مضمون الحديث المنسوب إلى النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله.

الرّابع عشر: تركُ الشُّبُهات الموجِبة للوقوعِ في المحرّمات، وقد قيل: «مَن تَرَك أدباً حُرِمَ من سُنَّةٍ، ومَن تَرَك سُنّةً حُرِمَ من فريضةٍ».

الخامس عشر: عدمُ الخَوْضِ في «ما لا يعني» المُوجِب لِلقسوةِ والخسران. وفي الحديث: «مَن طلَبَ ما لا يَعْنِيه، فاتَهُ ما يَعنِيه». وإذا صَدَرَ منه ذلك غفلةً، فليَتداركه بعد التَّنبُّه بالاستغفار والإنابة. وليَنْتَهِ عن مجالسةِ البطّالين، والمُغتابين، ليَتخلّص ممّا لا يَعنيه.

السّادس عشر: ليَكُن شعارُ بناءِ الذّات هو: قلّة الأكل، وقلّة النَّوم، وقلّة الكلام؛ والّتي لها دخلٌ تامّ في تنوير القلب.

السّابع عشر: تلاوةُ مقدارٍ من القرآن الكريم في كلّ يوم، وأقلُّه خمسين آيةٍ بتدبُّرٍ وتأمُّلٍ وخضوعٍ، وإذا وقع بعضُ ذلك في الصَّلاة كان أفضل.

الثّامن عشر: أن يكون له مجموعةٌ من الأذكار والدَّعوات بحيث يَجعلها وِرْداً له في أوقاتٍ معيّنة، خصوصاً بعد صلوات الفريضة. وإنِ استطاع أن يجعلَ لسانَه في أكثر الأوقات مشغولاً بذكرِ الحقّ تعالى -وإن كانت جوارِحُهُ مشغولةً في أعمالٍ أخرى- فتلك هي السَّعادة. نُقل في وصفِ حال الإمام محمّد الباقر عليه السلام أنّه كان في جميع أوقاتِه مشغولاً بذكر الكلمة الطيّبة «لا إلهَ إلَّا الله»، فهذا عونٌ وإمدادٌ قويٌّ للسَّالك. وإذا كان الذِّكرُ القلبيُّ مقارِناً للذِّكرِ اللّسانيِّ، فإنّه سيَنال فتوحاتٍ كثيرة في زمنٍ قصير.


التّاسع عشر: صحبةُ العالِم وسؤالُه والاستفادةُ من العلوم الدّينيّة بقدر طاقتِه؛ ليتمكّن من السَّعي في زيادة بعضٍ من العلم إلى علمِه. «أكيَسُ النَّاس مَن جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إلى عِلْمِه». وأن يُعِدَّ صحبةَ الأعلم منه فوزاً عظيماً له. والمُراد من العِلم علمُ الآخرة لا علمُ الدُّنيا. وكلُّ صحبةٍ تذكِّر بالحقِّ والنَّشأةِ الآخِرة فلا يُضيّعنّها من يده.

العشرون: معاشرةُ النّاس بِحُسنِ الخُلُقِ والانشراح؛ لكي لا يكون ثقيلاً على أحد، ويَحملون أفعاله على حُسنِ الظَّنّ، وأن لا يُسيء الظّنّ بأحدٍ.

الحادي والعشرون: أن يكون شِعاره في بناءِ ذاته: الصِّدق في الأقوال والأفعال.

الثّاني والعشرون: التَّوكُّل على الحقِّ سبحانه وتعالى في جميع الأمور، وعدم النَّظر إلى الأسباب، والإجمال في طلبِ الرِّزق وعدم الجدّ كثيراً في ذلك، وأن يَقنع بالقليل، ويَترك الفضول [الكماليّات] إلى حدّ الإمكان.

الثّالث والعشرون: الصَّبرُ على جفاءِ الأهل والأقارب، وأن لا يكون مُتسرِّعاً مُنفعلاً شَرِسَ الطَّبع، ومهما ازدادَ الجفاءُ وتلقّاه بعدم المبالاة، فإنّ ذلك يبلغُ به إلى الغاية بشكلٍ أسرع.

الرّابع والعشرون: الأمرُ بالمعروف والنَّهي عن المُنكر بقدرِ الوسْعِ والطَّاقة، ومشاركةُ الآخرين في أفراحِهم وأحزانهم، وإشراكُهم مع نفسه في السُّلوك إذا كان لديه قوّة نفسيّة، وإلَّا فليَجتنِب صحبَتَهُم، مع المداراة والتّقيّة، لئلّا يؤدّي ذلك إلى حصول الوحشة.

الخامس والعشرون: تنظيمُ أوقاتِه، وأن يكون له وِرْدٌ في كلّ وقتٍ من اللّيل والنّهار حتّى لا تَضيع أوقاتُه، «فإنَّ كلَّ وقتٍ تابعٌ للموقوتِ له»، وهذا أمرٌ أساسٌ في السُّلوك، وهو الّذي وَصَلنا عن المعصومين عليهم السلام أنَّهم كانوا يَفعلونه بأنفسِهم ويَدعون غيرَهم إليه.

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريات

دوريات

07/06/2013

دوريات

نفحات