فكر ونظر

فكر ونظر

09/07/2013

الوَرَع: معانيه وأقسامُه


أفضلُ الأعمال في شهر رمضان

الوَرَع: معانيه وأقسامُه

ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ

ورد في ختام خطبة رسول الله صلّى لله عليه وآله في استقبال شهر رمضان، والمرويّة عن أمير المؤمنين عليه السلام ما يلي: «قَالَ (أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليُّ بن أبي طالب عليه السلام): فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟  فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ! أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ: الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ عزَّ وجلَّ..». فما هو المرادُ بالوَرع، وما هي درجاتُه؟

في (مجمع البحرين) للشّيخ الطّريحي: «والوَرَعُ في الأصل الكفُّ عن المحارم والتّحرُّج منها، يُقال: وَرِعَ الرَّجُلُ يَرِعُ -بالكسر فيهما- ورعاً وورعةً فهو وَرِع: إذا كفَّ عمّا حرّمَ اللهُ انتهاكَه، ثمّ استُعمل في الكفِّ المطلَق».

وفي (لسان العرب) لابن منظور: «الوَرَعُ: التَّحَرُّجُ... والوَرِعُ، بكسر الرّاء: الرَّجُلُ التّقِيُّ المُتَحَرِّجُ».


الوَرعُ شرعاً

في (جامع السّعادات) للفقيه الشّيخ محمّد مهدي النّراقي قدّس سرّه ورد التّعريف التّالي للوَرَع: «ضدّ عدم الاجتناب عن الحرام التّنزُّهُ والاحتياطُ عنه، وهو الوَرَع بأحد إطلاقَيه. فإنّ الورعَ قد يفسَّر بملَكَة التّنزّه والاجتناب عن مال الحرام أكلاً وطلباً وأخذاً واستعمالاً، وقد يفسَّر بكفِّ النّفْس عن مطلَق المعاصي، ومنعها عمّا لا ينبغي ".." ثمّ الظّاهر أنّ التّقوى مرادفةٌ للوَرع. [عن أمير المؤمنين عليه السلام: قُرِن الوَرَعُ بالتُّقى]، فإنّ للتّقوى أيضاً تفسيرَين:

أحدهما: الاتّقاء عن الأموال المحرّمة، وقد أُطلقت التّقوى في بعض الأخبار على هذا المعنى. [كما في قول أمير المؤمنين عليه السلام: إنّما الوَرَعُ التّحرّي في المكاسب..].

وثانيهما: مَلَكة الاتّقاء عن مطلق المعاصي، خوفاً من سَخَط الله تعالى وطلباً لرضاه. [عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن لم يكن له وَرَعٌ يردّه عن معصية الله تعالى إذا خَلا بها لم يعبأ اللهُ بسائر عملِه، فذلك –أي الورَع- مخافةُ الله في السّرّ والعَلانية، والاقتصاد في الفَقر والغنى، والعدل عند الرّضا والسَّخَط].


درجاتُ الوَرع

يضيف الشّيخ النّراقي في (جامع السّعادات): «قَسَّمَ بعضُ العلماء الوَرع والتّقوى عن الحرام على أربع درجات:

الأول: وَرَعُ العدول، وهو الاجتنابُ عن كلّ ما يلزم الفسقُ باقتحامه، وتسقط به العدالة، ويثبتُ به العصيان والتعرّضُ للنّار، وهو الورع عن كلّ ما تحرّمه فتوى المجتهدين. [عن أمير المؤمنين عليه السلام: أصلُ الوَرَعِ تَجنُّبُ الآثام، والتّنزُّهُ عن الحرام].

الثّانية: وَرَعُ الصّالحين، وهو الاجتناب عن الشُّبُهات أيضاً. [عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: الوَرِعُ الذي يقفُ عند الشُّبْهَة].

الثّالثة: الورع عمّا يُخاف أداؤه إلى محرَّمٍ أو شُبهةٍ أيضاً، وإن لم يَكُن في نفسه حراماً ولا شُبهةً، فهو تَرْكُ ما لا بأسَ به مخافةَ ما به بأس. [عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: دَعْ ما يُريبُك إلى ما لا يُريبك، فإنّك لن تجدَ فَقْدَ شيءٍ تَركتَه لله].

الرّابعة: وَرَعُ الصدّيقين، وهو الاجتناب عن كلّ ما ليس لله تعالى، ويُتناول لغير الله، وغير نيّته التَّقَوِّي على عبادته، وإنْ كان حلالاً صرفاً لا يُخاف أداؤه إلى حرامٍ أو شُبهة. والصّدّيقون الذين هذه درجتُهم هم الموحِّدون المتجرّدون عن حظوظ أنفسهم، المتفرّدون لله تعالى بالقَصد، الراؤون كلَّ ما ليس لله تعالى حراماً، العاملون بقوله سبحانه: ﴿..قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ الأنعام:91.

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

09/07/2013

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات