مصطلحات

مصطلحات

05/08/2013

الفاشيّة

 


الفاشيّة*

تطرُّف عِرقيّ، وقمع مستديم

ـــــ هيثم الكيلاني ـــــ

الفاشيّة (Fascism) مفهوم سياسيّ يعبِّر عن نظامٍ ديكتاتوريٍّ، ويتجسَّد في شكلٍ من أشكال أنظمة الحكم الّتي يرأسها دكتاتور يسيطر على مختلف الأنشطة السّياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، وغيرها للمجتمع سيطرة تامّة.

الفاشيّة شبيهةٌ بالشّيوعيّة، من حيث امتلاكها أو إشرافها على جميع الموارد العامّة. ولكنّها -بخلاف الشّيوعيّة- تُبيح للصّناعة أن تبقى ملكيّة خاصّة، ولكن تحت سيطرة الحكومة. وتشمل الفاشيّة التّطرُّف الوطنيّ والسّياسات النّازعة للرُّوح العسكريّة، والفرد، والتّوسُّع، والعنصريّة.

يأتي الفاشيُّون إلى السُّلطة في إثر حدوث انهيار اقتصاديّ في البلاد أو هزيمة عسكريّة أو أيّ كارثة أخرى. ويكسب الحزب الفاشيّ، عادةً، تأييداً شعبيّاً لِما يبذله من وعود بأنَّه سينعش الاقتصاد، وسيَستردّ كرامة البلاد. وقد يستغلّ الحزب الفاشيّ خشية النّاس من الشّيوعيّة أو من تسلُّط الأقليّات على نظام الحكم.

تشجِّع الفاشيّة النّشاط الاقتصاديّ الخاصّ ما دام يخدم أهداف الحزب الحاكم، بيد أنَّ الفاشيّة تسيطر سيطرة تامّة على الصّناعة لتتأكَّد من أنّها تنتج ما تحتاج إليه البلاد، في حين أنّها تفرض رسوماً على الواردات، ذلك أنّها لا تريد الاعتماد على بلاد أخرى في المنتجات الحيويّة.

تحظر الفاشيّة، بعد استلامها الحكم في بلدٍ مّا، الإضراب والتّظاهر، وتقيِّد الحرّيّات الشّخصيّة، وخاصّة السّفر إلى بلاد أخرى، وتهيمن على أجهزة الإعلام، وتروِّج سياساتها، وتراقب المطبوعات، وتقمع الآراء المناوئة لها، وتمنع تشكيل الأحزاب، وتُعلي شأنَ عِرقٍ معيَّن، في حين أنَّ الحزب ينظر إلى غير ذلك العِرق نظرة التّفوُّق.

وتتَّصل كلمة الفاشيّة بما كان في عهد الإمبراطوريّة الرُّومانيّة القديمة من رموز منها «الحزيمة الرُّومانيّة». لذلك كان منبعها التّاريخيّ من روما، حيث أعاد «بنيتو موسوليني» إحياء الفاشيّة في العام 1919م، بالرّغم من أنَّ بداية الفاشيّة قد تعود إلى عهد «نابليون بونابرت» الأوّل (1769-1821م) الّذي أوْحى للفاشيّين كثيراً من أساليب الحكم الدّكتاتوريّ المُطلَق.

أسَّس الفاشيّة في القرن العشرين «بينيتو موسوليني» (1883-1945م)، فاغتَنَم الحالة الاقتصاديّة السّيّئة الّتي أدَّت إليها الحرب العالميّة الأولى، فوعد الشّعب الإيطاليّ بالرفاهيّة واستعادة أمجاد روما القديمة. وبعد أن أسَّس الحزب الفاشيّ زحف على روما، بعد أن كسب مساندة كثير من مُلّاك الأراضي وأصحاب الأعمال، والعسكريّين وأناس الطّبقة الوسطى، في العام 1924م، وأُرغم ملك إيطاليا فكتور إيمانويل الثّالث على دعوة موسوليني إلى رئاسة الحكومة، فحظر موسوليني جميع الأحزاب السّياسيّة باستثناء حزبه الفاشيّ، وسيطر على الصّناعات، والصّحف، والشّرطة، والمدارس، والجيش. وفي العام 1940م، قاد موسوليني إيطاليا إلى الحرب العالميّة الثّانية، ثمَّ أُعدِم في العام 1945م.

وظهر في ألمانيا نظامٌ فاشيٌّ آخَر، في إثر هزيمة ألمانيا في الحرب العالميّة الأولى، وانهيار اقتصادها في عشرينيّات القرن العشرين، بسبب العقوبات وخسائر الحرب وضياع كثير من أراضي الإمبراطوريّة الألمانيّة. وبحلول العام 1933 أضحى الحزب الألمانيّ الوطنيّ الاشتراكيّ أقوى حزب في البلاد، فاستُدعي زعيمُه «أدولف هتلر» إلى منصب المستشار (رئيس الوزراء)، فحوَّل ألمانيا إلى دولة فاشّية، وقضى على أيِّ معارضة له، ونادى هتلر -وكان يلقَّب بالقائد- بأنّ الشّعب الألمانيّ، الآري، متفوِّق على غيره من الشّعوب، وقد عبّر عن آرائه هذه في كتابه (كفاحي).

وفي ثلاثينيّات القرن العشرين، ظهرت في اليابان مجموعة فاشيّة هدفت إلى توسيع حدود اليابان لتؤلِّف إمبراطورية لها في جنوب شرقيّ آسيا، كذلك انتشرت الفاشيّة في دول أوروبّيّة مثل النّمسا، والمَجَر ورومانيا وأسبانيا.

* نقلاً عن (الموسوعة العربيّة) باختصار

 

 

 

 

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريّات

دوريّات

05/08/2013

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات