أحسن الحديث

أحسن الحديث

03/12/2013

سورةُ «الدّخان»


موجز في التّفسير

سورةُ «الدّخان»

ـــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــ

* السُّورة الرّابعة والأربعون في ترتيب سُوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة «الزُّخْرُف».

* آياتُها تسعٌ وخمسون، وهي مكّيّة، مَن قرأها في فرائضه ونوافله بعثَه اللهُ من الآمنين يوم القيامة، وأظلّه تحت ظلِّ عرشه، وحاسَبَه حساباً يسيراً، وأُعطي كتابه بيمينه، ويتأكّد استحبابُ قراءتها يوم الجمعة وليلتها.

* سُمِّيتْ بـ «الدّخان» لقوله عزّ وجلّ ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ في الآية العاشرة منها.

 

سورةُ الدّخان خامسُ «الحَواميم السّبع»، وهي سُوَرٌ متتالية نزلت جميعُها في مكّة المكرّمة، تبدأ بقوله تعالى ﴿حم، وهي: غافر (أو المؤمن)، وفُصّلت، والشّورى، والزّخرف، والدّخان، والجاثية، والأحقاف. وقد ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله قولُه: «الحواميمُ سَبع، وأبوابُ جهنَّم سبع، تَجيء كلّ "حاميم" منها فتقف على بابٍ من هذه الأبواب، تقول: أللَّهمّ لا تُدخِل من هذا الباب مَن كان يؤمنُ بي ويقرأُني».

هدف السُّورة

«تفسير الميزان» [بتصرّف]: يتلخَّصُ غرضُ السّورة في إنذارِ المشكّكين في القرآن الكريم بعذابِ الدّنيا وعذاب الآخرة، وقد سِيقَ بيانُ ذلك بأنّه كتابٌ مُبينٌ نازلٌ من عند الله على مَن أرسله نذيراً إلى النّاس، وقد نزل القرآنُ رحمةً منه تعالى لعباده خيرَ نزولٍ في ليلةِ القدر الّتي فيها يُفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم. غير أنَّ النّاسَ، وهم الكفّار، ارتابوا فيه لاعبين مشكِّكين، وسَيغشاهم أليمُ عذابِ الدُّنيا، ثمّ يرجعون إلى ربِّهم فيَنتقمُ منهم -بعد فصل القضاء- بعذابٍ خالد. ثمّ يذكرُ الله تعالى لهم تنظيراً لأوّل الوعيدَين [عذاب الدّنيا] قصّةَ إرسال موسى عليه السّلام إلى فرعون لاستنقاذ بني إسرائيل، وتكذيبِ قومِ فرعون إيّاه، ثمّ إغراقِهم نكالاً منه تعالى. ثمّ يذكر إنكارَهم لِثاني الوعيدَين، وهو الرُّجوع إلى الله في يومِ الفصل، فيُقيم الحُجّةَ على أنّه آتٍ لا محالة، ثمّ يذكر طرفاً من أخباره وما سيجري فيه على المجرمين ويصيبُهم من ألوان عذابه، وما سيُثاب به المتّقون من حياةٍ طيّبةٍ ومقامٍ كريمٍ.

محتوى السّورة

«تفسير الأمثل» [بتصرّف]: لمّا كانت سورةُ الدّخان من السُّور المكّيّة، فإنّها تتضمّنُ الأبحاثَ العامّة لتلك السّوَر، أي البحث حول المبدأ، والمعاد، والقرآن الكريم. وقد نُسجت آياتها ونُظّمت في هذا الباب تنظيماً تنزل معه ضرباتُها الحاسمة المُفزعة على القلوب الغافلة الذّاهلة عن ربّها، وتدعوها إلى الإيمان والتّقوى، والحقّ والعدالة. ويمكنُ تلخيص فصول هذه السّورة في سبعة:

1 - بداية السّورة بالحروف المقطّعة، ثمّ بيان عظَمة القرآن، مع تبيانِ نزوله في ليلة القدر أوّل مرّة.

2 - تتحدّث السّورةُ في الفصل الثّاني عن التّوحيد ووحدانيّة الله سبحانه، وبيان بعض مظاهر عظَمتِه تعالى في عالم الوجود.

3 - يتحدّث هذا القسم عن مصير الكفّار وعاقبتِهم، وأنواع العقوبات الأليمة الّتي نزلت وستنزل بهم.

4 - تتحدّث السُّورة في فصلٍ آخَر مع هؤلاء الغافلين، من أجل إيقاظِهم، عن قصّة النّبيّ موسى عليه السّلام وبني إسرائيل مع قوم فرعون، وهزيمة  الأخيرِين وهلاكِهم وفنائهم.

5 - تشكِّلُ مسألة القيامة وأنواع العذاب الأليم الّذي سيُصيبُ أصحابَ الجحيم، وكذلك المثوبات العظيمة الّتي تسرّ الرُّوح، والّتي سينالها المتّقون، فصلاً آخَر من آيات سورة الدّخان.

6 - من المواضيع الأُخَر الّتي طُرحت في هذه السّورة المباركة موضوعُ الغاية من الخَلْق، وعدم كَوْنه عَبَثاً ولعِباً.

7 – أخيراً، تنتهي السّورة ببيان أنّ الله تعالى يسَّر لعباده فهم الحقائق القرآنيّة من خلال أقوال رسول الله صلّى الله عليه وآله ومواعظه النّبويّة.

ثوابُ تلاوتها

«تفسير مجمع البيان»: عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «مَن قرأ سورة الدّخان ليلةَ الجمعة ويومَ الجمعة بنى اللهُ له بيتاً في الجنّة».

* وعنه صلّى الله عليه وآله: «مَن قَرأ سُورة الدُّخان في ليلةٍ، أصبحَ يَستغفرُ لهُ سبعون ألف مَلَك».

** وعن الإمام الباقر عليه السّلام: «مَن قرأَ سورة الدّخان في فرائِضِه ونوافِلِه، بعثَهُ اللهُ من الآمِنين يوم القيامة، وأظلَّهُ تحت ظلّ عرشِه، وحاسَبَهُ حساباً يسيراً، وأُعطيَ كتابَه بِيمينِه».

تفسيرُ آياتٍ منها

بعد ذكر الآية الكريمة، نوردُ ما رُويَ من الحديث الشّريف في تفسيرها، نقلاً عن (تفسير نور الثّقلين) للمحدّث الشّيخ عبد عليّ الحويزيّ رضوان الله عليه.

قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ.. الدّخان:3.

* الإمام الباقر عليه السّلام: «[هي] ليلةُ القدر، وهي في كلّ سنةٍ في شهرِ رمضان في العَشرِ الأواخِر، فلم ينزل القرآنُ إلّا في ليلةِ القدر».

** وعنه عليه السّلام: «لا تَخفى علينا ليلةُ القدر، إنّ الملائكةَ يطوفون بنا فيها».

قوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ الدخان:4

* الإمام الباقر عليه السّلام: «يقدَّرُ في ليلةِ القدر كلُّ شيءٍ يكون في تلك السّنة إلى مثلِها من قابل [العام التّالي]، خيرٍ وشرّ، وطاعةٍ ومعصية، ومولودٍ، وأجَلٍ، ورِزقٍ، فما قُدِّر في تلك السّنة وقُضي فهو المحتوم، ولله تعالى فيه المَشِيَّة [المشيئة]».

** الإمام الصّادق عليه السّلام: «إذا كانت ليلةُ القدر وفيها يُفرَق كلُّ أمرٍ حكيمٍ، نادى منادٍ في تلك اللّيلة من بطنان العرش [وَسَطِه]: إنَّ اللهَ تعالى قد غَفَر لِمَن أتى قبرَ الحسين عليه السَّلام في هذه اللّيلة».

قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ.. الدخان:29

* الإمام الصّادق عليه السّلام: «بَكَتِ السّماءُ على يحيى بن زكريّا وعلى الحسين بن عليّ عليهما السَّلام أربعين صباحاً ".." كانت تطلُع حمراءَ وتغيبُ حمراء».

** وعنه عليه السّلام: «إذا ماتَ المؤمنُ بَكَت عليه بِقاعُ الأرضِ الّتي كان يعبدُ اللهَ عزَّ وجلَّ فيها، والبابُ الّذي كان يصعدُ منه عملُه، وموضعُ سجودِه».

قوله تعالى: ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ الدخان:32

رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ اختارنا، معاشرَ آل محمّدٍ، واختار النّبيّين، واختارَ الملائكةَ المقرّبين، وما اختارَهُم إلّا على علمٍ منه بهم أنّهم لا يُواقِعون ما يَخرجونَ به عن ولايتِه، وينقطعون به عن عِصمتِه..».

قوله تعالى: ﴿أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ.. الدخان:37

* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لا تَسبّوا تُبّعاً فإنّه كان قد أسلم».

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ.. الدّخان:41-42.

* عن الإمام الصّادق عليه السَّلام أنّه قال لأبي بصير: «يا أبا محمّد! والله ما استَثْنى اللهُ عزَّ ذكرُه بأحدٍ من أوصياءِ الأنبياءِ ولا أتباعِهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعتِه، فقال في كتابه وقولُه الحقّ: ﴿يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ..يعني بذلك عليّاً عليه السَّلام وشيعتَه».

** وعنه عليه السَّلام: «نحن والله الّذي استَثْنى الله، فكنّا نُغنِي عنهم».

قوله تعالى: ﴿.. وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ الدخان:54.

* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «الّذي يسقطُ من المائدة مُهورُ الحورِ العِين».

** الإمام الباقر عليه السلام: «إذا دخلَ أهلُ الجنّةِ الجنّةَ وأهلُ النّارِ النّارَ، بَعَثَ ربُّ العزّة عليّاً عليه السَّلام، فأنزلَهُم منازلَهُم من الجنّة فزوّجَهم، فعليٌّ واللهِ [هو] الذي يزوِّجُ أهلَ الجنّة في الجنّة، وما ذاك إلى أحدٍ غيرِه، كرامةً من الله عزَّ ذكرُه، وفضلاً فضّله اللهُ ومَنَّ به عليه..».

 

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

05/12/2013

دوريات

نفحات