موقف

موقف

02/01/2014

..وهل يخشى المُؤمن مغادرة هذا العالم؟!


..وهل يخشى المُؤمن مغادرة هذا العالم؟!

الابتلاءات ألطافٌ ربّانيّة

_____الإمام الخمينيّ قدّس سرّه_____

هاتان الفقرتان نقلاً عن (صحيفة نور) الحاوية لخطابات الإمام الخمينيّ وبياناته ورسائله، رضوان الله عليه. الأولى وردت في خطابٍ له، قدّس سرّه، ألقاه في (المسجد الأعظم) أمام حشدٍ من الحوزويّين وأهالي مدينة قمّ المقدّسة، في الثّاني من شهر ذي الحجّة سنة 1383 للهجرة (1963م) عقب إطلاق سراحه من سجن النّظام الملكيّ البائد.

والثّانية مقتطفة من كلمةٍ له موضوعها (تهذيب النّفس والمحافظة على الوحدة)، ألقاها في (مسجد الشّيخ الأنصاريّ) في مدينة النّجف الأشرف بحضور مجموعة من فضلاء الحوزة وطلَبتها، وقد أُرّخت الكلمة في (الصّحيفة) ما بين عامَي 1965 و1967 للميلاد.

1-لم أخشَ أحداً حتّى الآن! وحتّى في ذلك اليوم الّذي أخذوني (معتقلاً)، كانوا هم الخائفين، وكنت أنا الّذي أُواسيهم أنْ لا تخافوا! فلا دينَ لنا لو أنّنا خشينا [تجنّبنا] ما تحمّلَ الأنبياءُ من الويلات لتحقيق الأهداف الإسلاميّة، وضحّى الأولياء العِظام بأنفسهم من أجلها، وأُحرق علماءُ الإسلام العظام في سبيلها، وقطِّعت رؤوسهم وسُجِنوا ونُفوا..

وهل يَخشى المُتديِّنُ مغادرةَ هذا العالَم؟! فإنْ كنّا نعتقد بما وراءَ هذا العالم، فعلينا أن نشكر الله، لأنّنا نُقتل في سبيله ونلحَق بالشُّهداء.

أَنَخشى؟! وممَّ نخشى؟! يجب أن يخشى مَن لا مكان له غير هذا العالم [أي من لا يعتقد بالمعاد]. لقد وَعَدَنا الله تبارك وتعالى، أنَّه إذا عملتُم بِدِيني، فإنَّ لكم عاقبةً حسنةً، و[نحن] نأمل أن نعمل به. لماذا نخشاكم؟ [مخاطباً السّلطة] كلّ ما تستطيعون عملَه هو أن تعدمونا، وهذا يعني بدايةَ حياة الرّاحة لنا وخلاصنا من هذا العذاب وهذه المِحَن، وقد قال مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام: «واللهِ لَابنُ أبي طالب آنَسُ بالموتِ من الطّفلِ بثَدي أُمّه»، ونحن شيعتُه، وإنْ كنَّا نخاف من الموت، فهذا يعني أنَّنا لا نؤمن بما وراءَ الطّبيعة.

.***

2- إنَّ الله تبارك وتعالى ذو عنايةٍ بعباده، أعطاهُم العقلَ، وأعطاهُم القدرةَ على تهذيب أنفسِهم، ولم يَكتفِ بذلك، بل أرسلَ إليهم الأنبياء، وأنزلَ عليهم الكُتُب، وأرسلَ الأولياء، وأرسلَ المُهذَّبين. وإذا لم يحقِّق كلُّ ذلك أثراً على العباد، فإنَّ اللهَ تعالى يعرِّضُ عبيدَه للقَيد والخناق، ويعرِّضُهم للسّجن، فيَمنعونهم [يريد أنّ الحكومات الجائرة هي التي تمنع] من بعض الأعمال، ويخلعون عمائمَهم، ويُهينونهم آلافَ الإهانات. إنَّ ذلك كلّه عنايةٌ من الله بكم، غير أنّنا لا ندرك مدى اللُّطف في ذلك.

ومع كلّ ذلك، إذا لم يَصلُح أمرُ الإنسان فإنّ الله تعالى يبتليه بالأمراض، وإذا لم يؤثِّر فيه ذلك أيضاً، فإنَّه تعالى يضيِّق عليه كثيراً «عند النَّزْع»، وإذا لم تنفع تلك الأمور أيضاً، فإنَّ هناك مهالك وعقبات في البرزخ، إنْ لم تنفع هي الأخرى يتعرَّض في يوم القيامة إلى ضغوط عظيمة، كلّ ذلك من أجل ألَّا ينتهي به الأمر إلى جهنّم، ولكن ماذا لو لم ينفع معه كلُّ ذلك؟ حينها سينتهي به الأمر إلى «آخر الدّواء الكيّ»، لا سمحَ الله.

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

02/01/2014

دوريّات

نفحات