شعر

شعر

02/01/2014

يا خاتَمَ الرُّسلِ بَعْثـاً وَهـوَ أَوَّلُهـا

يا خاتَمَ الرُّسلِ بَعْثـاً وَهـوَ أَوَّلُهـا

من قصيدة شاعر أهل البيت عليهم السّلام السّيّد صفيّ الدّين الحِلّيّ

* صَفِيّ الدّين الحِلّي، (675 - 750 للهجرة)، عبد العزيز بن سرايا بن عليّ بن أبي القاسم، السّنبسيّ الطّائيّ. وُلد ونشأ في الحلّة، بين الكوفة وبغداد، وتُوفِّي في الأخيرة.

* هو أوّل مَن نظم في (البديعيّات)، وهي صنفٌ من الشّعر في مدح رسول الله صلّى الله عليه وآله يتضمَّنُ أصنافاً متعدّدةً من البديع، وهو الّذي نظمَ بيتاً لكلّ بحرٍ شِعريٍّ سُمِّيت مفاتيح البحور ليَسهلَ حفظُها.

* ما يلي، أبيات من قصيدة طويلة له في مدح النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله.

 

فَيروزَجُ الصُبحِ أَم ياقوتَـةُ الشَّفَـقِِ

بَدَت فَهَيَّجَتِ الوَرقـاءَ فـي الـوَرَقِ

أَم صارِمُ الشَّرقِ لَمّـا لاحَ مُختَضِبـاً

كَما بَدا السَّيفُ مُحمَرّاً مِـنَ العَلَـقِ

وَمالَتِ القُضْبُ إِذ مَرَّ النَّسيـمُ بِهـا

سَكرى كَما نُبِّهَ الوَسنـانُ مِـن أَرَقِ

وَالغَيمُ قَد نَشَرَت فـي الجَـوِّ بُردَتُـهُ

سِتراً تُمَـدُّ حَواشيـهِ عَلـى الأُفُـقِ

وَالسُّحْبُ تَبكي وَثَغرُ البَـرَّ مُبتَسِـمٌ

وَالطَّيرُ تَسجَعُ مِن تيـهٍ وَمِـن شَبَـقِ

فَالطَّيرُ في طَرَبٍ وَالسُّحبُ في حَـربٍ

وَالماءُ في هَرَبٍ وَالغُصـنُ فـي قَلَـقِ

وَعارِضُ الأَرضِ بِالأَنـوارِ مُكتَمِـلٌ

قَد ظَلَّ يَشكُرُ صَوْبَ العارِضِ الغَـدِقِ

وَكَلَّلَ الطَلُّ أَوراقَ الغُصونِ ضُحـىً

كَما تَكَلَّـلَ خَـدُّ الخَـودِ بِالعَـرَقِ

وَأَطلَقَ الطَّيرُ فيهـا سَجـعَ مَنطِقَـهِ

مـا بَيـنَ مُختَلِـفٍ مِنـهُ وَمُتَّفِـقِ

وَالظِّلُّ يَسرِقُ بَينَ الـدَّوحِ خُطوَتَـهُ

وَلِلمِيـاهِ دَبيـبٌ غَيـرُ مُسـتَـرَقِ

وَقَد بَـدا الـوَردُ مُفتَـرّاً مَباسِمُـهُ

وَالنَّرجِسُ الغَضُّ فيها شاخِصُ الحَدَقِ

مِن أَحمَرٍ ساطِـعٍ أَو أَخضَـرٍ نَضِـرٍ

أَو أَصفَـرٍ فاقِـعٍ أَو أَبيَـضٍ يَقَـقِ

وَفاحَ مِـن أَرَجِ الأَزهـارِ مُنتَشِـراً

نَشـرٌ تَعَطَّـرَ مِنـهُ كُـلُّ مُنتَشِـقِ

كَأَنَّ ذِكرَ رَسـولِ الله مَـرَّ بِهـا

فَأُكسِبَت أَرَجاً مِـن نَشـرِهِ العَبِـقِ

مُحَمَّدُ المُصطَفى الهادي الَّذي اعتَصَمَتْ

بِهِ الوَرى فَهَداهُمْ أَوضَـحَ الطُّرُقِ

وَمَن لَهُ أَخَـذَ اللهُ العُهـودَ عَلـى

كُـلِّ النَّبِيِّـنَ مِـن بـادٍ وَمُلتَحِـقِ

وَمَن رَقى في الطِّباقِ السَّبـعِ مَنزِلَـةً

ما كانَ قَطَّ إِلَيهـا قَبـلَ ذاكَ رُقـي

وَمَـن دَنـا فَتَدَلّـى نَحـوَ خالِقِـهِ

كَقابِ قَوسَينِ أَو أَدنـى إِلـى العُنُـقِ

وَمَن يُقَصِّـرُ مَـدحُ المادِحيـنَ لَـهُ

عَجزاً وَيَخرَسُ رَبُّ المَنطِـقِ الذَلِـقِ

وَيُعوِزُ الفِكـرُ فيـهِ إِن أُريـدَ لَـهُ

وَصفٌ وَيَفضُلُ مَـرآهُ عَـنِ الحَـدَقِ

عُـلاً مَـدحَ اللهُ العَلِـيُّ بِـهـا

فَقالَ إِنَّكَ فـي كُـلٍّ عَلـى خُلُـقِ

يا خاتَمَ الرُّسلِ بَعْثـاً وَهـوَ أَوَّلُهـا

فَضلاً وَفائِزُهـا بِالسَّبـْقِ وَالسَّبَـقِ

جَمَعتَ كُلَّ نَفيـسٍ مِـن فَضائِلِهِـم

مِن كُـلِّ مُجتَمِـعٍ مِنهـا وَمُفتَـرِقِ

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

02/01/2014

دوريّات

نفحات