الملف

الملف

26/01/2014

إخبارُ النّبيّ بانقلابِ بني أميّة وضَلالِهم

 

إخبارُ النّبيّ بانقلابِ بني أميّة وضَلالِهم

المَقْرِيزيّ في (إمتاع الأسماع) راوياً

ـــــ أسرة التّحرير ـــــ

يكشفُ نصّ العالم الكبير «تقيّ الدّين أحمد بن عليّ بن عبد القادر بن محمّد المَقريزيّ» (ت: 845 هجريّة) في كتابه الموسوعيّ (إمتاعُ الأسماع بما للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من الأحوال والأموال والحَفَدة والمتاع»، عن معاناة العالم السُّنيّ الذي لم تضربه لوثةُ الوباء الأمويّ وبلاطاتِه المتعدّدة على مدى ألف ليلة (83 سنة و4 أشهر)، حيث يستعينُ المَقريزيّ بنصوصِ غيره ليُظهِّر ما يريدُ تظهيرَه من دون أن يُشيطَ بدمه.

ممّا أراد المقريزيّ تظهيرَه، إخبارُ النّبيّ صلّى الله عليه وآله بالمُلك العضوض لبني العاص وجبابرة بني أميّة، وأنّ هذا المُلك كان أشدَّ فتنةٍ ضربتْ الإسلامَ والمسلمين.

«شعائر»

 

قال «المَقْرِيزِيُّ» في (إمتاع الأسماع بما للنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من الأحوال والأموال والحَفَدة والمتاع):

 «وأمّا إخبارُه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بتَمليك بني أميّة:

* فخَرَّجَ الإمام أحمد [المُسند: ج 5 / ص 579، حديث رقم 19276]، والحاكم من حديث حجّاج بن محمّد، حدّثنا شعبة عن أبي حمزة قال: سمعتُ حميدَ بن هلال يحدّثُ عن عبد الله بن مطرف، عن أبي برزة الأسلميّ، قال: كان أبغضَ الأحياء إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بنو أميّة وبنو حنيفة وثقيف.

قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخَين.

**

* وخرّجَ الحاكم من حديث أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ مؤذّن المسجد الحرام، قال: حدّثنا مسلم بن خالد الزّنجيّ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة ".." أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: قال: إنّي رأيتُ في منامي كأنّ بني الحَكَم بن أبي العاص يَنزون على مِنبري كما تَنزو القرود، قال: فما رُؤيَ النّبيُّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مستجمعاً ضاحكاً حتّى تُوفّي.

قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم.

**

* وخرَّجَ التّرمذيّ [سُنن التّرمذيّ: ج 5/ ص 414، كتاب تفسير القرآن، باب (85) تفسير سورة القدر، حديث رقم 3350] من حديث أبي داود الطّيالسيّ حدّثنا: القاسمُ بنُ الفضل الحُدّانيّ عن يوسف بن سعد قال: قام رجلٌ إلى الحَسن بن عليّ رضي اللهُ تبارك وتعالى عنهما بعد ما بُويع معاوية ".." فقال: سوَّدْتَ وجوهَ المؤمنين! قال: لا تؤنّبني رحمَك الله، فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أُرِيَ (بني أميّة) على منبره فساءَه ذلك، فنزلتْ: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ الكوثر:1 يا محمّد، يعني نهراً في الجنّة، ونزلتْْ: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ القدر:1-3، تملكُها بعدَك بنو أميّة يا محمّد.

قال القاسم: فعدَدناها فإذا هي ألفُ شهرٍ لا يزيدُ يومٌ ولا ينقُص.

قال أبو عيسى: هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفُه إلّا من هذا الوجه، والقاسمُ بنُ الفضل الحُدّانيّ هو ثقة، وثَّقَه يحيى بنُ سعيد، وعبدُ الرّحمن بنُ مهديّ، ويوسفُ بنُ سعد مجهول، ولا نعرفُ هذا الحديثَ على هذا اللّفظ إلّا من هذا الوجه.

وقد خرَّجَ هذا الحديث البيهقيّ [دلائل البيهقيّ: ج 6 / ص 509 - 510، باب ما جاء في رؤياه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في مُلك بني أميّة] من طريق:

أ) أحمد بنِ زهير بنِ حرب، حدّثنا موسى بنُ إسماعيل، حدّثنا القاسمُ بنُ الفضل الحُدّانيّ.

ب) ومن طريقِ أبي داود الطّيالسيّ، حدّثنا القاسمُ بنُ الفضل، قال حدّثنا يوسفُ بنُ مازن الرّاسبيّ قال: قامَ رجلٌ إلى الحَسن بن عليّ فقال: يا مُسَوِّدَ وجهِ المؤمنين! فقال الحَسن: لا تؤنّبني رحمَك الله... الحديث.

**

* وخرّجَ الحاكم:

أ) من حديث بقيّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي هُريرة ".." قال: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: إذا بلغتْ بنو أميّة أربعينَ اتّخذوا عبادَ اللهِ خَوَلاً، ومالَ الله نحلاً، وكتابَ الله دغَلاً. [المستدرك: ج 4 / ص 525 - 526، كتاب الفِتن والملاحم، حديث رقم 8475، وقال الحافظ الذّهبيّ في «التّلخيص»: على ضعف رواته منقطع]

ب) وخرَّجَه من حديث بقيّة وعبد القدّوس بن الحجّاج قالا: حدّثنا: أبو بكر ابنُ أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي ذرّ قال: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: إذا بلغتْ بنو أميّةَ أربعينَ اتّخذوا عبادَ الله خَوَلاً، ومالَ الله نحلاً، وكتابَ الله دَغَلاً.

ت) قال أبو بكر بنُ أبي مريم: وحدّثني عمّارُ بنُ أبي عمّار أنّه سمعَ أبا هريرة ".." يقول: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم [يقول]: هلاكُ هذه الأُمّة على يَدي أُغَيْلِمَةٍ من قريش.

[قال الحاكم هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخَين]. (المرجع السّابق: حديث رقم 8476)

 

* قال [الحاكم]: ولهذا الحديث توابعُ وشواهدُ عن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وصَحابته والأئمّة من التّابعين، لم يَسعني إلّا ذِكرُها، فذكرتُ بعضَ ما حضَرَني منها.

فذكر من طريق:

أ) عبد الرّزاق بن همّام [المستدرك: ج 4/ ص 479] قال: حدّثني أبي، عن مينا مولى عبد الرّحمن، عن عبد الرّحمن بن عوف ".." قال: كان لا يُولَد لأحدٍ مولودٌ إلّا أُتِيَ به النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فدعا له، فأُدخلَ عليه مروانُ بنُ الحكم فقال: هو الوَزغ المَلعونُ بنُ المَلعون.

قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد [ولم يخرّجاه].

* في هامش إمتاع المقريزيّ: (قال الحافظ الذّهبيّ في التّلخيص: لا والله، وميناء كذّبَه أبو حاتم).

** شعائر: (والنّزعةُ الأمويّة واضحةٌ في دفاعه بحيث يُقسم على ما لم يُحِط به خُبراً).

ب) وذكر أيضاً من طريق إسحاق بن يوسف (حديث رقم 8478)، حدّثنا شريكُ بنُ عبد الله، عن الأعمش، عن شقيق بن سلَمة، عن حلام بن جزل الغفاريّ قال: سمعتُ أبا ذرّ؛ جُندبَ بنَ جنادة الغفاريّ يقول: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتّخذوا مالَ الله دولاً، وعبادَ الله خولاً، ودينَ الله دغلاً.

قال حلام: فأنكرتُ ذلك على أبي ذرّ، فَشَهِدَ عليُّ بنُ أبي طالب رضي الله تبارك وتعالى عنه أنّي سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: ما أَظَلّتِ الخضراءُ، ولا أقلَّتِ الغبراءُ، على ذي لهجةٍ أصدق من أبي ذرّ، وأشهدُ أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قالَه.

قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلم، وشاهدُه حديثُ أبي سعيد الخدريّ.

ت) فذكر عن طريق أبي صالح بن عمر [المرجع السّابق: حديث رقم 8479، وقال الحافظ الذّهبيّ في «التّلخيص»: ورواه محمّد بن حميد، عن جرير عن الأعمش عن عطيّة] حدّثنا مطرف بن طريف، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتّخذوا دينَ الله دَغَلاً، وعبادَ الله خَوَلاَ، ومالَ الله دُوَلاً.

قال: وهكذا رواه الأعمش عن عطيّة، فذكرَه من طريق محمّد بن حميد (حديث رقم 8480).

حدّثنا جرير عن الأعمش، عن عطيّة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتّخذوا مال الله دُولاً، ودين الله دَغلاً،

وعباد الله خولاً.

* قال كاتبُه [المَقريزيّ]: وقد خرّجَ هذا الحديث من طريق أبي بكر بن أبي إدريس، قال: حدّثني سليمانُ بنُ بلال، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة ".." أنّ النّبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: إذا بلغَ بنو أبي العاص أربعين رجلاً اتّخذوا دينَ الله دَغَلاً، وعبادَ الله خولاً، ومالَ الله دُوَلاً.

**

* وخرَّج الحاكم [المستدرك: ج 4 / ص 528، كتاب الفِتن والملاحم، حديث رقم 8483، وفيه: "هِرَقل وقيصر"] من حديث أميّة بن خالد عن شعبة، عن محمّد بن زياد قال: لمّا بايعَ معاويةُ لابنه يزيد، قال مروان: سنّة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرّحمن بنُ أبي بكر: سنّةُ كِسرى وقيصَر، قال مروان: هو الذي أُنزلَ فيه: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا..﴾ الأحقاف:17 الآية. قال: فبلغَ عائشة ".." فقالت: كذبَ واللهِ، ما هو به، ولكنّ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعنَ أبا مروان، ومروانُ في صُلبِه، فمروان قصصٌ (فَضَضٌ) من لعنة الله.

قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخَين.

**

* وخرّج من طريق مسلم بن إبراهيم، حدّثنا: جعفر بن سليمان الضّبعيّ، حدّثنا عليّ بن الحكم البنانيّ، عن أبي الحسن الجزريّ، عن عمرو بن مرّة الجهنيّ، وكانت له صحبة، أنّ الحكمَ بن أبي العاص استأذنَ على النّبيّ، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فعرفَ صوتَه وكلامَه، فقال: ائِذنوا له، عليه لعنةُ الله، وعلى مَن يخرجُ من صُلبِه إلّا المؤمن منهم، وقليلٌ مّا هم، يشرَّفون في الدّنيا، ويوضَعون في الآخرة، ذَوو مكرٍ وخديعة، يُعطَون في الدّنيا وما لهم في الآخرة من خَلَاق.

قال الحاكم: هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد. [ولم يخرّجاه].

* في هامش (الإمتاع: 12/277): «حديث رقم 8484، وقال الحافظ الذّهبيّ في (التّلخيص): لا والله، فأبو الحسن من المجاهيل». وقد تقدّم مثلُ هذا النّفي عن الذّهبيّ عند إيراد الحديث نفسه بطريقٍ آخر، كما تقدّمت الإشارةُ إلى النّزعة الأمويّة التي تحملُ على عدم الموضوعيّة والجَهر بها.

**

* وخرَّجَه البَيهقيّ [دلائل البيهقيّ: ج 6 / ص 512، باب ما جاء في رؤياه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في مُلك بني أميّة] من حديث مسلم بن إبراهيم، حدّثنا سعيد بن زيد أخو حمّاد بن يزيد [كذا]، عن عليّ بن الحَكَم، عن أبي الحسن، عن عمرو بن مرّة، وكانت له صُحبة، قال: جاء الحَكَم بنُ أبي العاص يستأذنُ على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فعرفَ كلامَه، فقال: ائِذنوا له، حيّةٌ أو ولد حيّة، فذكرَه بنحوٍ منه.

قال الحاكم [المستدرك: ج 4 / ص 528 - 529، كتاب الفِتن والملاحم، حديث رقم 8485]: وشاهده، فذكرَ من حديث أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين، حدّثنا إبراهيم بن منصور الخراسانيّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربيّ، عن محمّد بن سوقة، عن الشّعبيّ، عن عبد الله بن الزّبير ".." أنّ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعنَ الحَكَمَ وولدَه.

قال الحاكم هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد

وقال الحاكم [المستدرك: ج 4 / ص 529]: ليَعلمْ طالبُ العلم أنّ هذا بابٌ لم أذكر فيه ثُلثَ ما رُوي، وأنّ أوّلَ الفِتن في هذه الأمّة فتنتُهم [أي بني أميّة] ولم يَسعني في ما بيني وبين الله تعالى أن أُخْلِيَ الكتابَ من ذِكرهم».

(المَقريزيّ، إمتاع الأسماع: ج 12/ ص 273-278)

 

إخبارُ النّبيّ بأنّ جبّاراً من جَبابرة بني أميّة يرعفُ على مِنبره

«وأمّا إخبارُه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بأنّ جبّاراً من جبابرة بني أميّة يرعفُ على منبره، فكان كما أخبرَ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فخرَّجَ الإمام أحمد من حديث عبد الصّمد قال: حدّثنا حمّاد، قال حدّثني عليُّ بن زيد، قال: أخبرَني مَن سمع أبا هريرة ".." يقول: سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول:

لَيَرْعَفَنَّ على مِنبري جبّارٌ من جَبابرة بني أميّة، فيَسيلُ رعافُه.

قال: فحدّثني مَن رأى عَمرو بنَ سعيد بن العاص رعفَ على مِنبر رسولِ الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حتّى سال رعافُه.

وعمرو هذا هو أبو أميّة، عمرو الأشدق بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويّ القرشيّ، أحد أشراف قريش، ولّاه معاويةُ مكّةَ ثمّ استعملَه يزيدُ بن معاوية على المدينة في رمضان سنة ستّين فباشرَها، وكان عظيمَ الكبْر حتّى عزلَه في سنة إحدى وستّين في ولايته، رعفَ على المِنبر أوّلَ ما خطب، ثمّ شهدَ مع مروان بن الحكم (مرج راهط) وحربَ مصر، فلمّا قام عبدُ الملك بن مروان قتلَه في سنة سبعين أو قبلَها..».

(المقريزيّ، إمتاعُ الأسماع: ج 12/ ص 272-273)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

26/01/2014

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

نفحات