تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ 3 أيام

تاريخ و بلدان

تاريخ

جُنَّ جَابِرُ بْنُ يَزِيد

«.. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنْتُ مُزَامِلاً لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ، فَلَمَّا أَنْ كُنَّا بِالْمَدِينَةِ دَخَلَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ [الإمام الباقر] عليه السّلام، فَوَدَّعَه وخَرَجَ مِنْ عِنْدِه وهُوَ مَسْرُورٌ، حَتَّى وَرَدْنَا الأُخَيْرِجَةَ؛ أَوَّلَ مَنْزِلٍ نَعْدِلُ [تعدل] مِنْ فَيْدَ إِلَى الْمَدِينَةِ - يَوْمَ جُمُعَةٍ - فَصَلَّيْنَا الزَّوَالَ. فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِيرُ، إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ آدَمَ مَعَه كِتَابٌ، فَنَاوَلَه جَابِراً، فَتَنَاوَلَه فَقَبَّلَه ووَضَعَه عَلَى عَيْنَيْه، وإِذَا هُوَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ [الإمام الباقر عليه السلام] إِلَى جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، وعَلَيْه طِينٌ أَسْوَدُ رَطْبٌ، فَقَالَ لَه: مَتَى عَهْدُكَ بِسَيِّدِي؟ فَقَالَ: السَّاعَةَ، فَقَالَ لَه: قَبْلَ الصَّلَاةِ أَوْ بَعْدَ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: بَعْدَ الصَّلَاةِ. فَفَكَّ الْخَاتَمَ وأَقْبَلَ يَقْرَأُه ويَقْبِضُ وَجْهَه، حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِه، ثُمَّ أَمْسَكَ الْكِتَابَ، فَمَا رَأَيْتُه ضَاحِكاً ولَا مَسْرُوراً حَتَّى وَافَى الْكُوفَةَ.

فَلَمَّا وَافَيْنَا الْكُوفَةَ لَيْلاً بِتُّ لَيْلَتِي، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُه إِعْظَاماً لَه، فَوَجَدْتُه قَدْ خَرَجَ عَلَيَّ وفِي عُنُقِه كِعَابٌ قَدْ عَلَّقَهَا، وقَدْ رَكِبَ قَصَبَةً وهُوَ يَقُولُ: أَجِدُ مَنْصُورَ بْنَ جُمْهُورٍ أَمِيراً غَيْرَ مَأْمُورٍ، وأَبْيَاتاً مِنْ نَحْوِ هَذَا، فَنَظَرَ فِي وَجْهِي ونَظَرْتُ فِي وَجْهِه فَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئاً، ولَمْ أَقُلْ لَه، وأَقْبَلْتُ أَبْكِي لِمَا رَأَيْتُه، واجْتَمَعَ عَلَيَّ وعَلَيْه الصِّبْيَانُ والنَّاسُ، وجَاءَ حَتَّى دَخَلَ الرَّحَبَةَ وأَقْبَلَ يَدُورُ مَعَ الصِّبْيَانِ، والنَّاسُ يَقُولُونَ: جُنَّ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، جُنَّ [جَابِرُ].

فَوَاللهِ مَا مَضَتِ الأَيَّامُ حَتَّى وَرَدَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى وَالِيه، أَنِ انْظُرْ رَجُلاً يُقَالُ لَه جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ، فَاضْرِبْ عُنُقَه وابْعَثْ إِلَيَّ بِرَأْسِه. فَالْتَفَتَ إِلَى جُلَسَائِه فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ؟ قَالُوا: أَصْلَحَكَ الله، كَانَ رَجُلاً لَه عِلْمٌ وفَضْلٌ وحَدِيثٌ، وحَجَّ فَجُنَّ، وهُوَ ذَا فِي الرَّحَبَةِ مَعَ الصِّبْيَانِ عَلَى الْقَصَبِ يَلْعَبُ مَعَهُمْ. قَالَ: فَأَشْرَفَ عَلَيْه، فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْيَانِ يَلْعَبُ عَلَى الْقَصَبِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لله الَّذِي عَافَانِي مِنْ قَتْلِه. قَالَ: ولَمْ تَمْضِ الأَيَّامُ حَتَّى دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ الْكُوفَةَ، وصَنَعَ مَا كَانَ يَقُولُ جَابِرٌ».

(الكلينيّ، الكافي)

بلدان

المنازل من الكوفة إلى الحجاز

«مَن أراد أنْ يخرجَ من الكوفةِ إلى الحجاز، خَرجَ على سَمْتِ القبلةِ في منازل عامرة، ومناهل قائمة، فيها قصورٌ لخلفاء بني هاشم، فأوّلُ المنازل: (القادسيّة)، ثمّ (المُغيثة)، ثمّ (القَرعاء)، ثمّ (وَاقِصة)، ثمّ (العقبة)، ثمّ (القَاع)، ثمّ (زبالة)، ثمّ (الشّقوق)، ثمّ (بِطان): وهي [تُعرف أيضاً بـ] (قبر العِبادي)، وهذه الأربعة الأماكن ديارُ بني أسد، و(الثّعلبيّة): وهي مدينةٌ عليها سُوْرٌ وزَرود؛ و(الأَجْفُر) منازلُ طَيء؛ ثمّ مدينة (فَيْد): وهي المدينة الّتي ينزلُها عمّالُ طريق مكّة [يريد بالعمّال باعةَ العلوفة لقوافل الحجّ، وكان الحجيجُ يستودعون عند أهلِها ما ثقُل من أمتعتِهم، كما قال الحمويّ] وأهلُها طَيء، وهي في سفحِ جبلِهم المعروف بـ (سلمى)؛ و(توز) وهي منازل طَيء أيضاً؛ و(سُميراء)، و(الحاجِر) وأهلهما قيس، وأكثرُهم بنو عبس؛ و(النّقرة) و(معدن النّقرة)، وأهلُها أخلاطٌ من قَيْس وغيرهم؛ ومنها يَعطفُ مَن أراد مدينةَ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على (بطنِ نخلة).

ومَن قصدَ مكّةَ، فإلى (مُغيثة الماوان) وهي ديار بني مُحارب، ثمّ (الرَّبَذَة)، ثمّ (السَّليلة)، ثمّ (العمق)، ثمّ (معدن بني سليم)، ثمّ (أُفَيْعيَة)، ثمّ (المَسْلَح)، ثمّ (غَمْرة)، ومنها يهلّ بالحجّ، ثمّ (ذات عِرق)، ثمّ (بستان ابن عامر)، ثمّ مكّة».  

 (اليعقوبيّ، البلدان)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

منذ 3 أيام

كتب أجنبيّة

نفحات