أحسن الحديث

أحسن الحديث

01/03/2014

سورةُ «محمّد» صلّى الله عليه وآله


موجز في التّفسير

سورةُ «محمّد» صلّى الله عليه وآله

ـــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــ

* السُّورة السّابعة والأربعون في ترتيب سُوَر المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة «الحديد».

* آياتُها ثمانٌ وثلاثون، وهي مدنيّة، يُحفظ قارئُها من الشّرك والكفر، ويكون يوم القيامة في أمانِ الله تعالى، وأمانِ رسوله صلّى الله عليه وآله.

* سُمِّيتْ بسورة «محمّد» صلّى الله عليه وآله، لأنّ اسمَه الشّريف قد ذُكر في الآية الثّانية منها، في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ...

* واسمُها الآخَر سورة «القتال» لقوله تعالى: ﴿..فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ..في الآية العشرين منها.

 

وَرد اسمُ «محمّد» صلّى الله عليه وآله في القرآن الكريم في أربعة مواضع، هي: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ.. آل عمران:144، ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ.. الأحزاب:40، ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ.. محمد:2. ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ.. الفتح:29.

محتوى السّورة

(تفسير الميزان): تصفُ السُّورةُ الّذين كفروا بما يخصُّهم من الأوصاف الخبيثة، والأعمال السّيِّئة، وتصفُ الّذين آمنوا بصفاتهم الطّيّبة وأعمالهم الحسنة، ثمّ تذكر ما يعقُب صفاتِ هؤلاء من النّعمة والكرامة، وصفاتِ أولئك من النّقمة والهوان.

وعلى الجملة: فيها المُقايسة بين الفريقَين، في صفاتهم، وأعمالهم في الدُّنيا، وما يترتّب عليها في الأُخرى، وفيها بعضُ ما يتعلّق بالقتال من الأحكام.

***

(تفسير الأمثل): إنّ مسألة الجهاد وقتال أعداء الإسلام هو أهمّ موضوعٍ ألقى ظلالَه على هذه السّورة، في حين أنّ جزءاً مُهِمّاً آخَر من آياتها يتناول المقارنة بين حال المؤمنين والكافرين، وخصائصهم وصفاتهم، وكذلك المصير الّذي ينتهي إليه كلٌّ منهما في الحياة الآخرة. ويمكن تلخيص محتوى السُّورة بصورةٍ عامّةٍ في عدّة فصول:

1 - مسألةُ الإيمان والكفر، والمقارنة بين أحوال المؤمنين والكفّار في هذه الدُّنيا وفي الحياة الآخرة.

2 - بحوثٌ معبّرةٌ، بليغةٌ، وصريحةٌ حول مسألة الجهاد وقتال المشركين، والتّعليمات الخاصّة في ما يتعلّق بأسرى الحرب.

3 - شرحُ أحوال المنافقين، الّذين كان لهم نشاطات هدّامة كثيرة حين نزول هذه الآيات في المدينة.

4 - مسألةُ السَّير في الأرض، وتدبُّر مصير الأقوام الماضين وعاقبتهم، كَدرسٍ للاعتبار والاتِّعاظ.

5 – مسألةُ الاختبار الإلهيّ لمناسبتها موضوعَ القتال والجهاد.

6 - مسألةُ الإنفاق الّذي يُعتَبر بحدّ ذاته نوعاً من الجهاد، وجاء الحديث عن مسألة البخل الّذي يقعُ في الطّرف المقابل.

7 - وتناولت بعضُ آيات السّورة مسألةَ الصُّلح مع الكفَّار، الّذي يكون أساساً لهزيمة المسلمين وذِلَّتهم، ونَهَت عنه.

ثواب تلاوتها

(ثواب الأعمال): عن الإمام الصّادق عليه السّلام: «مَنْ قَرَأَ سورة (الَّذين كَفَرُوا) لم يرتَبْ أبداً، ولمْ يَدخلْه شكٌّ في دِينِه، ولم يَبْتلِهِ اللهُ بفقرٍ أبداً، ولا خوفِ سلطانٍ أبداً، ولم يزَلْ محفوظاً من الشِّرك والكفر أبداً حتّى يموت، فإذا ماتَ وَكَّلَ اللهُ به في قبره ألفَ ملَكٍ يُصلّون في قبره، ويكون ثوابُ صلاتهم له، ويُشيِّعونه حتّى يُوقفوه موقفَ الأمنِ عندَ الله عزَّ وجلَّ، ويكون في أمانِ الله، وأمانِ محمّدٍ».

تفسيرُ آياتٍ منها

بعد ذكرِ الآية الكريمة، نوردُ ما رُويَ من الحديث الشّريف في تفسيرها، نقلاً عن (تفسير نور الثّقلين) للمحدّث الشّيخ عبد عليّ الحويزيّ رضوان الله تعالى عليه.

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ.. محمّد:2.

أمير المؤمنين عليه السّلام: «جاءَ نَفَرٌ من اليَهود إلى رسولِ الله صلّى الله عليه وآله، فَسَأَلَهُ أعلمُهُم في ما سَأَلَهُ، فقال: لأيِّ شَيءٍ سُمّيتَ محمّداً، أو أحمدَ، أو أبا القاسم، وبشيراً، ونذيراً وداعياً؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وآله: أمّا محمّد، فإنّي محمودٌ في الأرض، وأمّا أحمد فإنّي محمودٌ في السّماء..».

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ محمّد:7.

أمير المؤمنين عليه السّلام: «لَمْ يَسْتَنْصِرْكُم من ذُلٍّ ولَهُ جنودُ السَّماواتِ والأرضِ وهو العزيزُ الحكيم، وإنّما أَرادَ أَنْ يَبْلُوَكُم أيُّكم أحسنُ عَمَلاً، وبَادِرُوا بِأعْمَالِكُم تكونوا مع جيرانِ الله في دارِهِ، رافَقَ بهم رُسُلَه، وأَزارَهُم ملائكتَه، وأكْرَمَ أسماعَهُم عَنْ أنْ تَسْمَعَ حَسِيسَ نارٍ أبداً، وصانَ أجْسادَهُم أنْ تَلْقَى لُغُوباً ونَصَباً..».

قوله تعالى: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا.. محمّد:18.

النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «مِن أَشْراطِ السّاعَةِ أن يُرفعَ العِلمُ، ويَظْهَرَ الجَهْلُ، ويُشْرَبَ الخَمْرُ، ويَفْشوَ الزِّنا، وتَقلَّ الرِّجالُ، وتَكْثُرَ النّساءُ، حتَّى أنَّ الخَمسينَ امرأةً فيهنّ واحِدٌ مِنَ الرِّجال».

قوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.. محمّد:19.

* الإمام الصّادق عليه السّلام: «قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله: الاسْتِغْفَارُ وقَوْلُ لا إلهَ إلَّا اللهُ خيرُ العبادة، قال اللهُ العزيزُ الجَبّارُ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ..».

** الإمام الباقر عليه السّلام: « مَا مِنْ شَيْءٍ أَعْظَمَ ثَوَاباً مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَا يَعْدِلُه شَيْءٌ، ولَا يَشْرَكُه فِي الأُمُورِ أَحَدٌ».

قوله تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ محمّد:22.

* النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «إذا ظَهَر العلمُ، واحتُرِزَ العملُ، وائتلفتِ الألْسُنُ، واخْتَلَفِتِ القلوبُ، وتقاطعتِ الأرْحامُ، هنالِكَ لَعَنَهُم اللهُ فَأَصَمَّهُم وأَعْمَى أَبْصَارَهُم».

 

** الإمام الباقر عليه السّلام: «في كتابِ عليٍّ عليه السّلام: ثلاثُ خصالٍ لا يموتُ صاحبُهنّ حتّى يرى وَبالَهُنّ: البَغْيُ، وقَطِيعَةُ الرَّحِم، واليَمينُ الكاذبةُ يُبارِزُ اللهَ بها..».

قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ.. محمّد:28.

* سأل أحدُ الزَّنادقة الإمامَ الصّادق عليه السّلام عن الله تعالى: فَلَهُ رضًى وسخط؟ فقال: «نعم، وليسَ ذَلكَ على مَا يُوجَد في المخلوقين، وذلك أنَّ الرِّضا والسّخط دخّالٌ يَدخُل عليه، فَينقلهُ من حالٍ إلى حالٍ، وذلك صفةُ المخلوقين العاجِزين المُحتاجين، وهو تَباركَ وتَعالى العزيزُ الرَّحيمُ، لا حاجَةَ به إلى شيءٍ ممّا خَلَقَ، وخلقُه جميعاً مُحتاجُونَ إليه، وإنّما خلَقَ الأشياءَ من غير حاجةٍ ولا سَبَبٍ اختِراعاً وابتِدَاعاً».

** وفي جوابٍ آخَر له عليه السّلام: «نعم، وليسَ ذلكَ عَلى ما يُوجَدُ مِن المَخْلُوقِين، ولكنَّ غَضَبَ الله عقابُه، ورِضاهُ ثوابُه».

قوله تعالى: ﴿..وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ محمّد:38.

روى أبو هريرة أنّ أناساً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله قالوا: يا رسول لله! مَن هؤلاء الّذين ذَكَرَ اللهُ في كتابه؟ وكان سلمان إلى جنبِ رسول الله صلّى الله عليه وآله. فضرب عليه السَّلام يدَه على فخذِ سلمان، فقال: «هذا وقَوْمُهُ، والَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الإيمَانُ مَنوطاً بالثّريّا، لَتَناوَلَه رجالٌ من فارس».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

01/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات