شعر

شعر

28/03/2014

قصيدة في مودّة الصِّدِّيقة الكبرى عليها السّلام

 

قصيدة في مودّة الصِّدِّيقة الكبرى عليها السّلام

جِبْريلُ نَحْوَ العَرشِ يَرفَعُ دَمْعَها

_____شعر: محمّد إقبال_____

 

تطرّقَ كثيرٌ من الشّعراء والأدباء إلى عظَمة الزّهراء عليها السّلام، شعراً ونثراً؛ من أولئك محمّد إقبال (1877- 1939م)، شاعر الشّرق وفيلسوف الإنسانيّة، الذي وُلد في سيالكوت في البنجاب، ونشأ فيها ودرس اللّغة الفارسيّة والعربيّة إلى جانب لغته الأرديّة، وحصل على درجة الدّكتواره في الفلسفة من جامعة ميونخ في ألمانيا، وعاد إلى وطنه، وأصبح رئيساً لحزب العصبة الإسلاميّة في الهند، ثمّ العضو البارز في مؤتمر «الله آباد» حيث نادى بتأسيس دولة باكستان والانفصال عن الهند. ملأ إقبال الآفاق بشعره البليغ وفلسفته العالية، وترك مؤلّفات ودواوين باللّغتَيْن الفارسيّة والأرديّة، وهذه أبيات من إحدى قصائده قالها في سيّدة نساء العالمين، فاطمة الزّهراء عليها السّلام.

 

نَسَبُ المَسيحِ بَنى لِمَرْيمَ سيرَةً

بَقِيَتْ على طولِ المَدى ذِكْراها

والمَجْدُ يُشْرِقُ مِنْ ثَلاثِ مَطالِعٍ

في مَهْدِ فاطِمَةٍ فَما أَعْلاها

هِيَ بِنْتُ مَنْ؟ هِيَ زَوجُ مَنْ؟ هِيَ أُمُّ مَنْ؟

مَنْ ذا يُداني في الفَخارِ أَباها

هِيَ وَمْضَةٌ مِنْ نُور عَيْنِ المُصْطَفى

هادي الشُّعوبِ إذا تَرومُ هُداها

هِيَ رَحْمَةٌ للعالَمينَ وَكَعْبَةُ الـ

آمالِ في الدُّنيا وفي أُخراها

في رَوْضِ فاطِمَةٍ نَما غُصنانِ لَمْ

يُنجِبْهُما في النّيِّراتِ سِواها

حَسَنُ الذي صانَ الجَماعَةَ بَعدَما

أَمْسى تَفَرُّقها يَحلُّ عُراها

وَحُسَينُ في الأحرارِ وَالأبرارِ ما

أزكى شَمائِلَهُ وَما أنْداها

فَتَعَلَّموا رَيّ اليَقينِ مِنَ الحُسَيـنِ

إذا الحَوادِثُ أَظْلَمَتْ بِدُجاها

وَتَعلَّموا حُرِّيَّةَ الإيمانِ مِنْ

صَبْرِ الحُسَيْنِ وَقَدْ أجابَ نِداها

الأُمَّهاتُ يَلِدْنَ لِلشَّمْسِ الضِّياءَ

وَلِلجَواهِرِ حُسْنَها وَصَفاها

هِيَ أُسْوَةٌ لِلأُمَّهاتِ وَقُدْوَةٌ

يَتَرَسَّمُ القَمَرُ المُنيرُ خُطاها

نُورٌ تَهابُ النّارُ قُدْسَ جَلالِهِ

وَمُنى الكَواكِبِ أنْ تَنالَ ضِياها

جَعَلَتْ مِنَ الصَّبرِ الجَميلِ غِذاءَها

وَرَأتْ رِضا الزَّوْجِ الكَريمِ رِضاها

فَمُها يُرَدِّدُ آيَ رَبِّكَ بَينَما

يَدُها تُديرُ عَلى الشَّعيرِ رَحاها

بَلَّتْ وِسادَتَها لَآلِئُ دَمْعِها

مِنْ طُولِ خَشْيَتِها وَمِنْ تَقواها

جِبْريلُ نَحْوَ العَرشِ يَرفَعُ دَمْعَها

كَالطَّلِّ يَرْوي في الجِنانِ رُباها

         

     

 

   

         

               

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

28/03/2014

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات