لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

24/06/2014

قنوتُ الإمام الحَسَن المجتَبى عليه السّلام


قنوتُ الإمام الحَسَن المجتَبى عليه السّلام

«.. حَتَّى انْفَلَّ حَدِّي، وَبَقِيتُ وَحْدِي»

ـــــ رواية السّيّد ابن طاوس قدّس سرّه ـــــ

* جمَع السّيّد ابن طاوس قدّس سرّه في (مُهَج الدّعوات) جميعَ القنوتات المرويّة عن الأئمّة المعصومين عليهم السّلام، ونقل عن كتاب (عمل رجب وشعبان وشهر رمضان)، تأليف أحمد بن محمّد بن عبد الله بن عبّاس، إسنادَها إلى ثالث سفراء الغَيبة الصّغرى، أبي القاسم الحسين بن روح، قال إنّها كانت مسطورةً في كتابٍ مختوم، ورثَه عن ثاني السّفراء، أبي جعفر محمّد بن عثمان رضوان الله عليهما.

* في أجواء ولادة السِّبط الأكبر، الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام، تقدّم «شعائر» قنوتَين وردا في هذا الكتاب، المعبَّر عنه في الخبر بـ «المَدْرَج»، كان يدعو بهما الإمام الحسن عليه السّلام، في قنوته.

 

.. فَاتَّبَعْتُ طَرِيقَ مَنْ تَقَدَّمَنِي فِي كَفِّ العَادِيَة

يَا مَنْ بِسُلْطَانِهِ يَنْتَصِرُ المَظْلُومُ، وَبِعَوْنِهِ يَعْتَصِمُ المَكْلُومُ، سَبَقَتْ مَشِيَّتُكَ وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَبِمَا تُمْضِيهِ خَبِيرٌ.

يَا حَاضِرَ كُلِّ غَيْبٍ، وَعَالِمَ كُلِّ سِرٍّ، وَمَلْجَأَ كُلِّ مُضْطَرٍّ، ضَلَّتْ فِيكَ الفُهُومُ وَتَقَطَّعَتْ دُونَكَ العُلُومُ، أَنْتَ اَللهُ الحَيُّ القَيُّومُ الدَّائِمُ الدَّيْمُومُ، قَدْ تَرَى مَا أَنْتَ بِهِ عَلِيمٌ وفِيهِ حَكِيمٌ وَعَنْهُ حَلِيمٌ، وَأَنْتَ بِالتَّنَاصُرِ عَلَى كَشْفِهِ وَالعَوْنِ عَلَى كَفِّهِ غَيْرُ ضَائِقٍ، وَإِلَيْكَ مَرْجِعُ كُلِّ أَمْرٍ كَمَا عَنْ مَشِيَّتِكَ مَصْدَرُهُ، وَقَدْ أَبَنْتَ عَنْ عُقُودِ كُلِّ قَوْمٍ وَأَخْفَيْتَ سَرَائِرَ آخَرِينَ، وأَمْضَيْتَ مَا قَضَيْتَ، وَأَخَّرْتَ مَا لاَ فَوْتَ عَلَيْكَ فِيهِ، وَحَمَّلْتَ العُقُولَ مَا تَحَمَّلَتْ، فِي غَيْبِكَ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ اَلسَّمِيعُ العَلِيمُ الأَحَدُ البَصِيرُ، وَأَنْتَ اَللهُ المُسْتَعَانُ، وَعَلَيْكَ اَلتَّوَكُّلُ، وَأَنْتَ وَلِيُّ مَنْ تَوَلَّيْتَ.

لَكَ الأَمْرُ كُلُّهُ تَشْهَدُ الانْفِعَالَ، وَتَعْلَمُ الاخْتِلاَلَ، وَتَرَى تَخَاذُلَ أَهْلِ الخَبَالِ [الفَسَادِ]، وَجُنُوحَهُمْ إِلَى مَا جَنَحُوا إِلَيْهِ مِنْ عَاجِلٍ فَانٍ وَحُطَامٍ عُقْبَاهُ حَمِيمٌ آنٍ، وَقُعُودَ مَنْ قَعَدَ وَارْتِدَادَ مَنِ ارْتَدَّ، وَخُلُوِّي مِنَ النُّصَّارِ وَانْفِرَادِي عَنِ الظُّهَّارِ، وَبِكَ أَعْتَصِمُ وَبِحَبْلِكَ أَسْتَمْسِكُ وَعَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ.

أللَّهُمَّ فَقَدْ تَعْلَمُ أَنِّي مَا ذَخَرْتُ جُهْدِي وَلاَ مَنَعْتُ وَجْدِي حَتَّى انْفَلَّ حَدِّي وَبَقِيتُ وَحْدِي، فَاتَّبَعْتُ طَرِيقَ مَنْ تَقَدَّمَنِي فِي كَفِّ العَادِيَةِ، وَتَسْكِينِ الطَّاغِيَةِ عَنْ دِمَاءِ أَهْلِ المُشَايَعَةِ، وَحَرَسْتُ مَا حَرَسَهُ أَوْلِيَائِي مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ؛ فَكُنْتُ كَكَظْمِهِمْ أَكْظِمُ، وَبِنِظَامِهِمْ أَنْتَظِمُ، وَلِطَرِيقَتِهِمْ أَتَسَنَّمُ، وَبِمِيسَمِهِمْ أَتَّسِمُ، حَتَّى يَأْتِيَ نَصْرُكَ، وَأَنْتَ نَاصِرُ الحَقِّ وَعَوْنُهُ، وَإِنْ بَعُدَ المَدَى عَنِ المُرْتَادِ، وَنَأَى الوَقْتُ عَنْ إِفْنَاءِ الأَضْدَادِ.

أللَّهُمَّ ".." وَامْزُجْهُمْ (وَأَخْرِجُهُم) مَعَ النُّصَّابِ فِي سَرْمَدِ العَذَابِ، وَأَعْمِ عَنِ الرُّشْدِ أَبْصَارَهُمْ، وَسَكِّعْهُمْ فِي غَمَرَاتِ لَذَّاتِهِمْ، حَتَّى تَأْخُذَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُونَ، وَسُحْرَةً وَهُمْ نَائِمُونَ، بِالحَقِّ اَلَّذِي تُظْهِرُهُ وَاليَدِ اَلَّتِي تَبْطِشُ بِهَا، وَالعِلْمِ الَّذِي تُبْدِيهِ، إِنَّكَ كَرِيمٌ عَلِيمٌ.

.. صِلَةَ مَنْ صَنَعْتَهُ لِنَفْسِكَ

أللَّهُمَّ إِنَّكَ الرَّبُّ الرَّؤوفُ، المَلِكُ العَطُوفُ، المُتَحَنِّنُ المَأْلُوفُ، وَأَنْتَ غِيَاثُ الحَيْرَانِ المَلْهُوفِ، وَمُرْشِدُ الضَّالِّ المَكْفُوفِ، تَشْهَدُ خَوَاطِرَ أَسْرَارِ المُسِرِّينَ كَمُشَاهَدَتِكَ أَقْوَالَ النَّاطِقِينَ، أَسْأَلُكَ بِمُغَيَّبَاتِ عِلْمِكَ فِي بَوَاطِنِ سَرَائِرِ المُسِرِّينَ إِلَيْكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً يَسْبِقُ (نَسْبِقُ) بِهَا مَنِ اجْتَهَدَ مِنَ المُتَقَدِّمِينَ، وَيَتَجَاوَزُ (نَتَجَاوَزُ) فِيهَا مَنْ يَجْتَهِدُ مِنَ المُتَأَخِّرِينَ، وَأَنْ تَصِلَ اَلَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ صِلَةَ مَنْ صَنَعْتَهُ لِنَفْسِكَ وَاصْطَنَعْتَهُ لِغَيْبِكَ (لِعَيْنِكَ)، فَلَمْ تَتَخَطَّفْهُ خَاطِفَاتُ الظِّنَنِ وَلاَ وَارِدَاتُ الفِتَنِ، حَتَّى نَكُونَ لَكَ فِي الدُّنْيَا مُطِيعِينَ، وَفِي الآخِرَةِ فِي جِوَارِكَ خَالِدِينَ.

 

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريّات

دوريّات

27/06/2014

دوريّات

نفحات