وصايا

وصايا

26/07/2014

موعظة من الإمام زين العابدين عليه السّلام


في مَسجدِ رسول الله صلّى الله عليه وآله، يومَ الجمعة

مَوعِظَة من الإمام عليِّ بن الحسَين، زينِ العابدين عليه السّلام

ـــــ إعداد: هيئة التّحرير ـــــ

رَوَى ثِقَةُ الإسلَامِ، الشَّيخ أبو جَعْفَر، مُحَمَّدُ بنُ يَعقوب الكُلَينيّ، المُتَوفّى سَنَةَ 329 للهجرة، فِي (الكَافِي) الشَّريف، بسَنَدِه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّب، قال:

«كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عليه السّلام، يَعِظُ النَّاسَ، ويُزَهِّدُهُمْ فِي الدُّنْيَا، ويُرَغِّبُهُمْ فِي أَعْمَالِ الآخِرَةِ، بِهَذَا الْكَلَامِ، فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فِي مَسْجِدِ رَسُولِ الله، صلّى الله عليه وآله، وحُفِظَ عَنْه وكُتِبَ.. وهنا موعظته عليه السّلام كما وردت في (الكافي).

 

أَيُّهَا النَّاسُ!

اتَّقُوا اللهَ، واعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْه تُرْجَعُونَ، فَتَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ، فِي هَذِه الدُّنْيَا، مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً ومَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ، تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وبَيْنَه أَمَداً بَعِيداً، ويُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَه!

وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ الْغَافِلَ، ولَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْه.

الاستعدادُ للحَافرة

يَا ابْنَ آدَمَ! إِنَّ أَجَلَكَ أَسْرَعُ شَيْءٍ إِلَيْكَ، قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَكَ حَثِيثاً يَطْلُبُكَ، ويُوشِكُ أَنْ يُدْرِكَكَ، وكَأَنْ قَدْ أَوْفَيْتَ أَجَلَكَ وقَبَضَ الْمَلَكُ رُوحَكَ، وصِرْتَ إِلَى قَبْرِكَ وَحِيداً فَرَدَّ إِلَيْكَ فِيه رُوحَكَ، واقْتَحَمَ عَلَيْكَ فِيه مَلَكَانِ - نَاكِرٌ ونَكِيرٌ -لِمُسَاءَلَتِكَ وشَدِيدِ امْتِحَانِكَ، أَلَا وإِنَّ أَوَّلَ مَا يَسْأَلَانِكَ عَنْ رَبِّكَ الَّذِي كُنْتَ تَعْبُدُه، وعَنْ نَبِيِّكَ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكَ، وعَنْ دِينِكَ الَّذِي كُنْتَ تَدِينُ بِه، وعَنْ كِتَابِكَ الَّذِي كُنْتَ تَتْلُوه، وعَنْ إِمَامِكَ الَّذِي كُنْتَ تَتَوَلَّاه، ثُمَّ عَنْ عُمُرِكَ فِيمَا كُنْتَ أَفْنَيْتَه، ومَالِكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَه وفِيمَا أَنْتَ أَنْفَقْتَه. فَخُذْ حِذْرَكَ وانْظُرْ لِنَفْسِكَ، وأَعِدَّ الْجَوَابَ قَبْلَ الامْتِحَانِ والْمُسَاءلَةِ والاخْتِبَارِ، فَإِنْ تَكُ مُؤْمِناً عَارِفاً بِدِينِكَ، مُتَّبِعاً لِلصَّادِقِينَ مُوَالِياً لأَوْلِيَاءِ الله، لَقَّاكَ اللهُ حُجَّتَكَ وأَنْطَقَ لِسَانَكَ بِالصَّوَابِ، وأَحْسَنْتَ الْجَوَابَ، وبُشِّرْتَ بِالرِّضْوَانِ والْجَنَّةِ مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، واسْتَقْبَلَتْكَ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ. وإِنْ لَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ تَلَجْلَجَ لِسَانُكَ، ودَحَضَتْ حُجَّتُكَ، وعَيِيتَ عَنِ الْجَوَابِ، وبُشِّرْتَ بِالنَّارِ، واسْتَقْبَلَتْكَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ وتَصْلِيَةِ جَحِيمٍ.

 

القيامة، يومٌ لا تُقَالُ فيه عَثْرة

واعْلَمْ يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَّ مِنْ وَرَاءِ هَذَا أَعْظَمُ وأَفْظَعُ وأَوْجَعُ لِلْقُلُوبِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ﴿..ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَه النَّاسُ وذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾ هود:103. يَجْمَعُ الله عَزَّ وجَلَّ فِيه الأَوَّلِينَ والآخِرِين، ذَلِكَ يَوْمٌ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، وتُبَعْثَرُ فِيه الْقُبُورُ، وذَلِكَ يَوْمُ الآزِفَةِ: ﴿..إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ..﴾ غافر:18، وذَلِكَ يَوْمٌ لَا تُقَالُ فِيه عَثْرَةٌ، ولَا يُؤْخَذُ مِنْ أَحَدٍ فِدْيَةٌ، ولَا تُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ مَعْذِرَةٌ، ولَا لأَحَدٍ فِيه مُسْتَقْبَلُ تَوْبَةٍ، لَيْسَ إِلَّا الْجَزَاءُ بِالْحَسَنَاتِ والْجَزَاءُ بِالسَّيِّئَاتِ، فَمَنْ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَمِلَ، فِي هَذِه الدُّنْيَا، مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ وَجَدَه. ومَنْ كَانَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَمِلَ، فِي هَذِه الدُّنْيَا، مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ وَجَدَه.

أَشْعِروا قلوبَكم خوفَ الله

* فَاحْذَرُوا أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الذُّنُوبِ والْمَعَاصِي مَا قَدْ نَهَاكُمُ اللهُ عَنْهَا، وحَذَّرَكُمُوهَا فِي كِتَابِه الصَّادِقِ والْبَيَانِ النَّاطِقِ، ولَا تَأْمَنُوا مَكْرَ اللهِ وتَحْذِيرَه وتَهْدِيدَه، عِنْدَمَا يَدْعُوكُمُ الشَّيْطَانُ اللَّعِينُ إِلَيْه، مِنْ عَاجِلِ الشَّهَوَاتِ واللَّذَّاتِ فِي هَذِه الدُّنْيَا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ الأعراف:201.

* وأَشْعِرُوا قُلُوبَكُمْ خَوْفَ اللهِ، وتَذَكَّرُوا مَا قَدْ وَعَدَكُمُ اللهُ فِي مَرْجِعُكُمْ إِلَيْه مِنْ حُسْنِ ثَوَابِه، كَمَا قَدْ خَوَّفَكُمْ مِنْ شَدِيدِ الْعِقَابِ، فَإِنَّه مَنْ خَافَ شَيْئاً حَذِرَه، ومَنْ حَذِرَ شَيْئاً تَرَكَه، ولَا تَكُونُوا مِنَ الْغَافِلِينَ الْمَائِلِينَ إِلَى زَهْرَةِ الدُّنْيَا، الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ، فَإِنَّ الله يَقُولُ فِي مُحْكَمِ كِتَابِه: ﴿أفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ الله بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ..﴾ النّحل:45-47.

السّعيدُ مَن وُعِظَ بغَيره

فَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللهُ بِمَا فَعَلَ بِالظَّلَمَةِ فِي كِتَابِه، ولَا تَأْمَنُوا أَنْ يُنْزِلَ بِكُمْ بَعْضَ مَا تَوَاعَدَ بِه الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فِي الْكِتَابِ. وَاللهِ، لَقَدْ وَعَظَكُمُ اللهُ فِي كِتَابِه بِغَيْرِكُمْ، فَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِه. ولَقَدْ أَسْمَعَكُمُ اللهُ فِي كِتَابِه مَا قَدْ فَعَلَ بِالْقَوْمِ الظَّالِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى قَبْلَكُمْ، حَيْثُ قَالَ: ﴿وكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً..﴾ الأنبياء:11، وإِنَّمَا عَنَى بِالْقَرْيَةِ أَهْلَهَا، حَيْثُ يَقُولُ: ﴿..وأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ﴾ الأنبياء:11، فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ﴾ الأنبياء:12، يَعْنِي يَهْرُبُونَ، قَالَ: ﴿لا تَرْكُضُوا وارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيه ومَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ﴾ الأنبياء13، فَلَمَّا أَتَاهُمُ الْعَذَابُ ﴿قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ﴾ الأنبياء:14-15.

تُنصَبُ المَوازين، وتُنشَرُ الدّوَاوين، لِأَهلِ الإسلام

وأيْمُ اللهِ، إِنَّ هَذِه عِظَةٌ لَكُمْ، وتَخْوِيفٌ إِنِ اتَّعَظْتُمْ وخِفْتُمْ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَوْلُ مِنَ الله فِي الْكِتَابِ عَلَى أَهْلِ الْمَعَاصِي والذُّنُوبِ فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ﴾ الأنبياء:46، فَإِنْ قُلْتُمْ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ إِنَّمَا عَنَى بِهَذَا أَهْلَ الشِّرْكِ، فَكَيْفَ ذَلِكَ وهُوَ يَقُولُ: ﴿ونَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وكَفى بِنا حاسِبِينَ﴾ الأنبياء:47

اعْلَمُوا عِبَادَ الله، أَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ لَا يُنْصَبُ لَهُمُ الْمَوَازِينُ ولَا يُنْشَرُ لَهُمُ الدَّوَاوِينُ وإِنَّمَا يُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً، وإِنَّمَا نَصْبُ الْمَوَازِينِ ونَشْرُ الدَّوَاوِينِ لأَهْلِ الإِسْلَامِ. فَاتَّقُوا الله عِبَادَ الله، واعْلَمُوا أَنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَمْ يُحِبَّ زَهْرَةَ الدُّنْيَا وعَاجِلَهَا لأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِه، ولَمْ يُرَغِّبْهُمْ فِيهَا وفِي عَاجِلِ زَهْرَتِهَا وظَاهِرِ بَهْجَتِهَا، وإِنَّمَا خَلَقَ الدُّنْيَا وخَلَقَ أَهْلَهَا لِيَبْلُوَهُمْ فِيهَا أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً لآِخِرَتِه.

تزوّدوا الأعمالَ الصّالحة، قبل تفرُّق أيّام الدّنيا

وَأَيْمُ اللهِ، لَقَدْ ضَرَبَ لَكُمْ فِيه [في القرآن الكريم] الأَمْثَالَ وصَرَّفَ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ، ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، فَازْهَدُوا فِي مَا زَهَّدَكُمُ اللهُ، عَزَّ وجَلَّ، فِيه مِنْ عَاجِلِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ اللهَ، عَزَّ وجَلَّ، يَقُولُ وقَوْلُه الْحَقُّ: ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ يونس:24».

فَكُونُوا، عِبَادَ الله، مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ، ولَا تَرْكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا، فَإِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَليه وآلِه وسلَّم: ﴿ولا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ..﴾ هود:113، ولَا تَرْكَنُوا إِلَى زَهْرَةِ الدُّنْيَا ومَا فِيهَا رُكُونَ مَنِ اتَّخَذَهَا دَارَ قَرَارٍ ومَنْزِلَ اسْتِيطَانٍ، فَإِنَّهَا دَارُ بُلْغَةٍ ومَنْزِلُ قُلْعَةٍ، [يقال: هم على قُلعة – بالضّمّ - أي على رحلة، ومنزل قُلعة، أي غير مملوك] ودَارُ عَمَلٍ، فَتَزَوَّدُوا الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ فِيهَا قَبْلَ تَفَرُّقِ أَيَّامِهَا، وقَبْلَ الإِذْنِ مِنَ الله فِي خَرَابِهَا، فَكَأنْ قَدْ أَخْرَبَهَا الَّذِي عَمَرَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وابْتَدَأَهَا، وهُوَ وَلِيُّ مِيرَاثِهَا.

فَأَسْأَلُ اللهَ الْعَوْنَ لَنَا ولَكُمْ عَلَى تَزَوُّدِ التَّقْوَى والزُّهْدِ فِيهَا، جَعَلَنَا اللهُ وإِيَّاكُمْ مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، الرَّاغِبِينَ لآِجِلِ ثَوَابِ الآخِرَةِ، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِه ولَه، وصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِه وسَلَّمَ، والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ الله وبَرَكَاتُه.

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

26/07/2014

دوريّات

نفحات