سورة يوسف

سورة يوسف

03/05/2011

موجز في التعريف بالسور

اعداد شعائر

سورة يوسف مكيّة وهي مائة وإحدى عشرة آية، ولم يرد في سوَر القرآن الكريم تفصيلُ قصّة من القصص باستقصائها من أوّلها إلى آخرها غير قصّة يوسف عليه السلام، وقد خُصّت السورة بها وحدها دون سواها من قصص أنبياء الله تعالى.
 تتابع «شعائر» عرض ما ورد في أمّهات التفاسير حول هذه السورة المباركة.

«نور الثقلين»: عن أبي الحسن (الإمام الكاظم) عليه السلام قال: «إنّ الأحلام لم تكن فيما مضى في أوّل الخلق وإنّما حدثت، فقلت [الراوي]: وما العلّة في ذلك؟ فقال: إنّ الله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته، فقالوا: إنْ فعلنا ذلك فما لنا؟ فوالله ما أنت بأَكْثَرنا مالاً ولا بأعزّنا عشيرة، فقال: إنْ أطعتموني أدخلكم الله الجنّة وإنْ عصيتم أدخلكم الله النار، فقالوا: وما الجنّة والنار؟ فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟ فقال: إذا متّم، فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً، فازدادوا له تكذيباً وبه استخفافاً، فأحدث الله عزّ وجلّ فيهم الأحلام، فأتوه فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك، فقال: إنّ الله عزّ ذكرُه أراد أن يحتجّ عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متّم، وإن بَلِيَت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تُبعث الأبدان».

خبرُ يوسف عليه السلام

* عن أبي جعفر (الإمام الباقر) عليه السلام:  «..كان من خبر يوسف عليه السلام أنّه كان له أحد عشر أخاً، وكان له من أمّه أخٌ واحد يُسمّى بنيامين. وكان يعقوب -إسرائيل الله، أي خالص الله- بن إسحاق نبيّ الله بن إبراهيم خليل الله، فرأى يوسف هذه الرؤيا وله تسع سنين، فقصَّها على أبيه، فقال يعقوب: ﴿..يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إنّ الشيطان للإنسان عدوّ مبين﴾ يوسف:5».
* عن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام قال: «لمّا طرح أخوة يوسف، يوسفَ في الجبّ أتاه جبرئيل عليه السلام فدخل عليه فقال: يا غلام ما تصنع هَهنا؟ فقال: إنّ أخوتي ألقوني في الجبّ، قال: فتُحبُّ أن تخرج منه؟ قال: ذاك إلى الله عزّ وجلّ، إنْ شاء أخرجني، فقال له: إنّ الله يقول لك: أُدعُني بهذا الدعاء حتى أُخرجك من الجبّ، فقال له: وما الدعاء؟ قال: قُل: أللّهمّ إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلّا أنت المنّان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّدٍ وأن تجعل لي ممّا أنا فيه فرجاً ومخرجاً...».
وفي رواية أخرى، بعد فرجاً ومخرجاً: «وارزُقني من حيث أَحْتَسِب ومن حيث لا أحتسب».
* عن أبي جعفر (الإمام الباقر) عليه السلام في قوله تعالى: ﴿وجاءوا على قميصه بدمٍ كذب..﴾ يوسف:18، قال: «إنّهم ذبحوا جدياً على قميصه».
* عن أبي عبد الله (الإمام الصادق) عليه السلام قال: «كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى: ﴿وجاءوا على قميصه بدم كذب..﴾ يوسف:18، وقوله تعالى: ﴿..إن كان قميصه قدّ من قُبل..﴾ يوسف:26، وقوله تعالى: ﴿اذهبوا بقميصي هذا..﴾ يوسف:93».
* في (عيون أخبار الرضا) في باب مجلسه عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات، وما أجاب به عليّ بن الجهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: «وأمّا قوله في يوسف عليه السلام: ﴿ولقد همّت به وهمّ بها..﴾ يوسف:24، فإنّها همّت بالمعصية، وهمّ يوسف بقتلها إن أجبرته لِعِظَمِ ما تداخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله: ﴿..كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء..﴾ يوسف:،24 يعني القتل والزنا .


غَرَض السورة

«الميزان في تفسير القرآن»: غرض السورة بيان ولاية الله لعبده الذي أخلص إيمانه له تعالى إخلاصاً، وامتلأ بمحبّته تعالى لا يبتغي له بدلاً، ولم يَلْوِ إلى غيره تعالى من شيء، وأنّ الله تعالى يتولّى هو أمره، فيربّيه أحسن تربية، فيُورده موردَ القُرب، ويسقيه فيرويه من مشرعة الزلفى، فيُخلِصُه لنفسه ويُحييه حياة إلهيّة، وإن كانت الأسبابُ الظاهرة أجمعت على هلاكه، ويرفعه وإن توفّرت الحوادث على ضِعته، ويُعزُّه وإن دعت النوائب ورزايا الدهر إلى ذِلّته وحطِّ قدره، وقد بيّن تعالى ذلك بسرد قصة يوسف الصدِّيق عليه السلام.


كلُّ هَلَكَة.. سبيلٌ إلى الكمال

لقد كان يوسف عليه السلام عبداً مخلصاً في عبوديّته، فأخلصه الله لنفسه وأعزّه بعزّته، وقد تجمّعت الأسباب على إذلاله وَضِعَتِه، فكلّما ألقته في أحد المهالك أحياه الله تعالى من السبيل نفسه الذي كان يسوقه إلى الهلاكة. حَسَده إخوته فألقوه في غيابة الجبّ، ثمّ شروه بثمن بخس دراهم معدودة، فذهب به ذلك إلى مصر وأدخله في بيت المُلك والعزّة. راودته التي هو في بيتها عن نفسه واتّهمته عند العزيز، لكنّها لم تلبث دون أن اعترفت عند النسوة ببراءته، ثمّ اتّهمته وأدخلته السجن، فكان ذلك سبب قربه عند الملك. وكان قميصه الملطّخ بالدم الذي جاؤوا به إلى أبيه يعقوب أوّل يوم هو السبب الوحيد في ذهاب بصره، فصار قميصه بعينه وقد أرسله بيد أخوته من مصر إلى أبيه آخر يوم، هو السبب في عود بصره إليه، وعلى هذا القياس.
وبالجملة كلّما نازعه شيء من الأسباب المخالفة أو اعترضه في طريق كماله، جعل الله تعالى ذلك هو السبب في رُشد أمره ونجاح طَلِبَته. ولم يزل سبحانه يحوِّله من حال إلى حال حتى آتاه الحُكم والمُلك، واجتباه وعلّمه من تأويل الأحاديث، وأتمّ نعمته عليه كما وعده أبوه.

ثواب قراءة سورة يوسف عليه السلام

*عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «علّموا أَرِقّاءَكم سورة يوسف، فإنّه أيُّما مُسلمٍ تلاها وعلّمها أهله وما ملكت يمينُه، هوّن الله تعالى عليه سكرات الموت، وأعطاه القوّة أن لا يحسد مسلماً».

*عن الإمام الصادق عليه السلام: «من قرأ سورة يوسف عليه السلام في كلّ يوم أو في كلّ ليلة، بعثه الله يوم القيامة وجماله على جمال يوسف عليه السلام، ولا يُصيبه يوم القيامة ما يصيب الناس من الفزع، وكان جيرانه من عباد الله الصالحين. ثمّ قال: إنّ يوسف كان من عباد الله الصالحين وأُوْمِن في الدنيا أن يكون زانياً أو فحّاشاً».  من دروس «المركز الإسلامي»

أبطال القيم الفاضلة

القرآن معجزٌ في جميع أبعاده، لأنّ الأبطال الذين يقدّمهم في قصصه أبطال حقيقيّون لا خياليّون، وكلّ واحد في نفسه منهم مُنعدم النظير: فإبراهيم عليه السلام: البطل الذي حطّم الأصنام بروحه العالية التي لا تقبل المساومة مع الطغاة. ونوح عليه السلام: بطل الصبر والاستقامة والشَفقة والقلب المُحترق في ذلك العمر الطويل المبارك. وموسى عليه السلام: البطل المربِّي لقومه اللّجوجين، والذي وقف بوجه فرعون المتكبّر الطاغي. ويوسف عليه السلام: بطل الورع والتقوى والطهارة أمام امرأة محتالة جميلة عاشقة.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

اخبار مرتبطة

  العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

العبادة تُوَلِّد الحركة والنشاط

04/05/2011

  خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

خِصال أمير المؤمنين عليه السلام

04/05/2011

نفحات