شعر

شعر

26/09/2014

قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام


قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام

يا سِرَّ كُلِّ نَبِيّ..

 

§        الفقيه الحافظ الشّيخ رجب البُرْسيّ قدّس سرّه

 

* جاء في (موسوعة طبقات الفقهاء): «رجب بن محمّد بن رجب، العالم الإمامي، رضيّ الدّين البُرسي الحِلَّي، المعروف بالحافظ. كان حافظاً، محدّثاً، فقيهاً، أديباً شاعراً. صنّف عدّة كُتب في الأحاديث والأَخبار وغيرهما..».

* قال العلّامة الأمينيّ في (الغدير) مترجِماً للحافظ الفقيه الشّيخ البُرسي (ت: 815  للهجرة): «من عرفاء علماء الإماميّة وفقهائها المشاركين في العلوم، على فضله الواضح في فنّ الحديث، وتقدُّمه في الأدب. تَجِد كتبَه طافحةً بالتّحقيق ودقّة النّظر، كما أنّ له في ولاء أئمّة الدّين عليهم السّلام آراء ونظرّيات لا يرتضيها لفيفٌ من النّاس، ولذلك رمَوه بالغلوّ والارتفاع، غير أنّ الحقّ أنّ جميع ما يُثبته (البُرسيّ) للأئمّة عليهم السّلام من الشّؤون هي دون مرتبة الغلوّ..».

* له كتاب (مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السّلام)، ومنه اخترنا هذه الأبيات في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام:

 

 

يا آيَةَ اللهِ، بَلْ يا فِتْنَةَ البَشَرِ

وَحُجَّةَ اللهِ، بَلْ يا مُنْتَهى القَدَرِ

يا مَنْ إِلَيْهِ إِشاراتُ العُقولِ، وَمَنْ

فيهِ الأَلِبَّاءُ تَحْتَ العَجْزِ وَالخَطَرِ

هَيَّمَتَ أَفْكارَ ذوي الأَفْكارِ حينَ رَأَوْا

آياتِ شَأْنِكَ في الأَيّامِ وَالعُصُرِ

يا أَوَّلاً آخِراً  نوراً وَمَعْرِفَةً

يا ظاهِراً  باطِناً في العَيْنِ وَالأَثَرِ

لَكَ العِبارَةُ بِالنُّطْقِ البَليغِ، كَما

لَكَ الإِشارَةُ في الآياتِ وَالسُّوَرِ

كَمْ خاضَ فيكَ أُناسٌ وَانْتَهى فَغَدا

مَعْناكَ مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ مُقْتَدِرِ

أَنْتَ الدَّليلُ لِمَنْ حارَتْ بَصيرَتُهُ

في طَيِّ مُشْتَبِكاتِ القَوْلِ وَالعِبَرِ

أَنْتَ السَّفينَةُ مَنْ، صِدْقاً، تَمَسَّكَها

نَجا وَمَنْ حادَ عَنْها خاضَ في الشَّرَرِ

فَلَيْسَ قَبْلَكَ لِلأَفْكارِ مُلْتَمَسٌ

وَلَيْسَ بَعْدَكَ تَحْقيقٌ لِمُعْتَبِرِ

تَفَرَّقَ النّاسُ إِلّا فيكَ وَائْتَلَفُوا

فَالبَعْضُ في جَنَّةٍ، وَالبَعْضُ في سَقَرِ

فَالنّاسُ فيكَ ثَلاثٌ: فِرْقَةٌ رَفَعَتْ

وَفِرْقَةٌ وَقَعَتْ بِالجَهْلِ وَالقَذرِ

وَفِرْقَةٌ وَقَعَتْ، لا النُّورُ يَرْفَعُها

وَلا بَصائِرُها فيها، بِذي عورِ

تَصالَحَ النّاسُ إِلّا فيكَ وَاخْتَلَفوا

إِلّا عَلَيْكَ، وَهَذا مَوْضِعُ الخَطَرِ

وَكَمْ أَشاروا وَكَمْ أَبْدَوا وَكَمْ سَتَرُوا

وَالحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ بادٍ وَمُسْتَتِرِ

أَسْماؤُكَ الغُرُّ مِثْلُ النّيراتِ، كَما

صِفاتُكَ السَّبْعُ كَالأَفْلاكِ ذِي الأُكَرِ*

وَوُلْدُكَ الغُرُّ كَالأَبْراجِ في فَلَكِ

المَعْنى، وَأَنْتَ مِثالُ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ

قَوْمٌ هُمُ الآلُ - آلُ اللهِ - مَنْ عَلِقَتْ

بِهِمْ يَداهُ نَجا مِنْ زَلَّةِ الخَطَرِ

شَطْرُ الأَمانَةِ مِعْراجُ النَّجاةِ إِلى

أَوْجِ العُلُومِ وَكَمْ في الشَّطْرِ مِنْ غِيَرِ

يا سِرَّ كُلِّ نَبِيٍّ جاءَ مُشْتَهِراً

وَسِرَّ كُلِّ نَبِيٍّ غَيْرِ مُشْتَهِرِ

أُجِلُّ وَصْفَكَ عَنْ قَدْرٍ لِمُشْتَبِهٍ

وَأَنْتَ في العَيْنِ مِثْلُ العَيْنِ في الصُّوَرِ

 

* (الأُكْرَةُ: الحُفْرَةُ في الأَرض يجتمع فيها الماءُ فيُغْرَفُ صافياً؛ جمعها أُكَر)

اخبار مرتبطة

  شعائر العدد الخامس و الخمسون -شهر ذو الحجة 1435 - تشرين أول 2014

شعائر العدد الخامس و الخمسون -شهر ذو الحجة 1435 - تشرين أول 2014

نفحات