لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

منذ يوم

دعاءُ الإمام الصّادق عليه السّلام لجميع حوائج الدّنيا والآخرة


دعاءُ الإمام الصّادق عليه السّلام  لجميع حوائج الدّنيا والآخرة

أللَّهُمَّ فَاجْعَلْ أَمْنِي مِنْكَ فِي هَذِه الدُّنْيَا خَوْفاً..

 

دعاءٌ مرويٌّ عن الإمام الصّادق عليه السّلام، أورده الفيض الكاشانيّ في كتابه (الوافي) نقلاً عن (الكافي) للشّيخ الكلينيّ، رحمهما الله. كما وذكر هذا الدّعاء المحدّث القمّيّ في (مفاتيح الجنان) تحت عنوان «دعوات موجزات لجميع حوائج الدّنيا والآخرة».

وفي الرّواية عن عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيه، عَنِ السّراد، عَنِ العَلَاءِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ، قَالَ: «أَعْطَانِي أَبُو عَبْدِ الله عليه السّلام هَذَا الدُّعاء:

 

الحَمْدُ للهِ وَلِيِّ الحَمْدِ وَأَهْلِهِ وَمُنْتَهَاه وَمَحَلِّهِ، أَخْلَصَ مَنْ وَحَّدَهُ وَاهْتَدَى مَنْ عَبَدَهُ، وَفَازَ مَنْ أَطَاعَهُ، وَأَمِنَ المُعْتَصِمُ بِه. اللَّهُمَّ يَا ذَا الجُودِ وَالمَجْدِ وَالثَّنَاءِ الجَمِيلِ وَالحَمْدِ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَ لَكَ بِرَقَبَتِه، وَرَغِمَ لَكَ أَنْفَهُ، وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَه، وَذَلَّلَ لَكَ نَفْسَه، وَفَاضَتْ مِنْ خَوْفِكَ دُمُوعُه، وَتَرَدَّدَتْ عَبْرَتُه، وَاعْتَرَفَ لَكَ بِذُنُوبِه، ففَضَحَتْهُ عِنْدَكَ خَطِيئَتُهُ وَشَانَتْهُ عِنْدَكَ جَرِيرَتُهُ، فضَعُفَتْ عِنْدَ ذَلِكَ قُوَّتُهُ وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ عَنْه أَسْبَابُ خَدَائِعِهِ وَاضْمَحَلَّ عَنْه كُلُّ بَاطِلٍ، وَألجَأَتْهُ ذُنُوبُهُ إِلَى ذُلِّ مَقَامِه بَيْنَ يَدَيْكَ، وَخُضُوعِهِ لَدَيْكَ، وَابْتِهَالِه إِلَيْكَ.

أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ سُؤَالَ مَنْ هُوَ بِمَنْزِلَتِه، أَرْغَبُ إِلَيْكَ كَرَغْبَتِهِ، وأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ كَتَضَرُّعِهِ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ كَأَشَدِّ ابْتِهَالِه، اللَّهُمَّ فَارْحَمِ اسْتِكَانَةَ مَنْطِقِي، وَذُلَّ مَقَامِي ومَجْلِسِي، وَخُضُوعِي إِلَيْكَ بِرَقَبَتِي.

أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الهُدَى مِنَ الضَّلَالَةِ، والبَصِيرَةَ مِنَ العَمَى، وَالرُّشْدَ مِنَ الغَوَايَةِ، وأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَكْثَرَ الحَمْدِ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَأَجْمَلَ الصَّبْرِ عِنْدَ المُصِيبَةِ، وَأَفْضَلَ الشُّكْرِ عِنْدَ مَوْضِعِ الشُّكْرِ، وَالتَّسْلِيمَ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ، وَأَسْأَلُكَ القُوَّةَ فِي طَاعَتِكَ، وَالضَّعْفَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَالهَرَبَ إِلَيْكَ مِنْكَ، وَالتَّقَرُّبَ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى، وَالتَّحَرِّيَ لِكُلِّ مَا يُرْضِيكَ عَنِّي فِي إِسْخَاطِ خَلْقِكَ التِمَاساً لِرِضَاكَ.

رَبِّ مَنْ أَرْجُوه إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي، أَوْ مَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إِنْ أَقْصَيْتَنِي، أَوْ مَنْ يَنْفَعُنِي عَفْوُهُ إِنْ عَاقَبْتَنِي، أَوْ مَنْ آمُلُ عَطَايَاه إِنْ حَرَمْتَنِي، أَوْ مَنْ يَمْلِكُ كَرَامَتِي إِنْ أَهَنْتَنِي، أَوْ مَنْ يَضُرُّنِي هَوَانُهُ إِنْ أَكْرَمْتَنِي. رَبِّ مَا أَسْوَأَ فِعْلِي، وَأَقْبَحَ عَمَلِي، وَأَقْسَى قَلْبِي، وَأَطْوَلَ أَمَلِي، وَأَقْصَرَ أَجَلِي، وَأَجْرَأَنِي عَلَى عِصْيَانِ مَنْ خَلَقَنِي.

رَبِّ وَمَا أَحْسَنَ بَلَاءَكَ عِنْدِي وَأَظْهَرَ نَعْمَاءَكَ عَلَيَّ؛ كَثُرَتْ عَلَيَّ مِنْكَ النِّعَمُ فَمَا أَحْصَيْتُها، وَقَلَّ مِنِّي الشُّكْرُ فِيمَا أَوْلَيْتَنِيهِ فَبَطِرْتُ بِالنِّعَمِ وَتَعَرَّضْتُ لِلنِّقَمِ، وَسَهَوْتُ عَنِ الذِّكْرِ وَرَكِبْتُ الجَهْلَ بَعْدَ العِلْمِ، وجُزْتُ مِنَ العَدْلِ إِلَى الظُّلْمِ، وجَاوَزْتُ البِرَّ إِلَى الإِثْمِ، وصِرْتُ إِلَى اللَّهْوِ مِنَ الخَوْفِ والحُزْنِ، فَمَا أَصْغَرَ حَسَنَاتِي وأَقَلَّهَا فِي كَثْرَةِ ذُنُوبِي، ومَا أَكْثَرَ ذُنُوبِي وأَعْظَمَهَا عَلَى قَدْرِ صِغَرِ خَلْقِي وضَعْفِ رُكْنِي، رَبِّ ومَا أَطْوَلَ أَمَلِي فِي قِصَرِ أَجَلِي، وأَقْصَرَ أَجَلِي فِي بُعْدِ أَمَلِي، ومَا أَقْبَحَ سَرِيرَتِي في عَلَانِيَتِي.

رَبِّ لَا حُجَّةَ لِي إِنِ احْتَجَجْتُ، ولَا عُذْرَ لِي إِنِ اعْتَذَرْتُ، ولَا شُكْرَ عِنْدِي إِنِ  ابْتُليتُ وأُولِيتُ إِنْ لَمْ تُعِنِّي عَلَى شُكْرِ مَا أَوْلَيْتَ. رَبِّ مَا أَخَفَّ مِيزَانِي غَداً إِنْ لَمْ تُرَجِّحْهُ، وأَزَلَّ لِسَانِي إِنْ لَمْ تُثَبِّتْهُ، وأَسْوَدَ وَجْهِي إِنْ لَمْ تُبَيِّضْهُ، رَبِّ كَيْفَ لِي بِذُنُوبِيَ الَّتِي سَلَفَتْ مِنِّي قَدْ هُدَّتْ لَهَا أَرْكَانِي، رَبِّ كَيْفَ أَطْلُبُ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا وأَبْكِي عَلَى خَيْبَتِي فِيهَا ولَا أَبْكِي وتَشْتَدُّ حَسَرَاتِي عَلَى عِصْيَانِي وتَفْرِيطِي، رَبِّ دَعَتْنِي دَوَاعِي الدُّنْيَا فَأَجَبْتُهَا سَرِيعاً ورَكَنْتُ إِلَيْهَا طَائِعاً، ودَعَتْنِي دَوَاعِي الآخِرَةِ فَتَثَبَّطْتُ عَنْهَا وأَبْطَأْتُ فِي الإِجَابَةِ والمُسَارَعَةِ إِلَيْهَا كَمَا سَارَعْتُ إِلَى دَوَاعِي الدُّنْيَا وحُطَامِها الهَامِدِ، وهَشِيمِها البَائِدِ، وسَرَابِها الذَّاهِبِ.

رَبِّ خَوَّفْتَنِي وَشَوَّقْتَنِي وَاحْتَجَجْتَ عَلَيَّ وَتكَفَّلْتَ لِي بِرِزْقِي، فَأَمِنْتُ خَوْفَكَ وَتَثَبَّطْتُ عَنْ تَشْوِيقِكَ، وَلَمْ أَتَّكِلْ عَلَى ضَمَانِكَ، وَتَهَاوَنْتُ بِاحْتِجَاجِكَ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ أَمْنِي مِنْكَ فِي هَذِه الدُّنْيَا خَوْفاً، وَحَوِّلْ تَثَبُّطِي شَوْقاً، وَتَهَاوُنِي بِحُجَّتِكَ فَرَقاً مِنْكَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي مِنْ رِزْقِكَ يَا كَرِيمُ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ رِضَاكَ عِنْدَ السَّخْطَةِ، وَالفَرْجَةَ عِنْدَ الكُرْبَةِ، وَالنُّورَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ، وَالبَصِيرَةَ عِنْدَ تَشَبُّهِ الفِتْنَةِ. رَبِّ اجْعَلْ جُنَّتِي مِنْ خَطَايَايَ حَصِينَةً، وَدَرَجَاتِي فِي الجِنَانِ رَفِيعَةً، وَأَعْمَالِي كُلَّهَا مُتَقَبَّلَةً، وَحَسَنَاتِي مُضَاعَفَةً زَاكِيَةً، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّهَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَمِنْ رَفِيعِ المَطْعَمِ وَالمَشْرَبِ، وَمِنْ شَرِّ مَا أَعْلَمُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَا أَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَشْتَرِيَ الجَهْلَ بِالعِلْمِ، وَالجَفَاءَ بِالحِلْمِ، وَالجَوْرَ بِالعَدْلِ، وَالقَطِيعَةَ بِالبِرِّ، وَالجَزَعَ بِالصَّبْرِ، وَالضَّلالَةَ بِالهُدَى، وَالكُفْرَ بِالإِيمَانِ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

نفحات