وقال الرسول

وقال الرسول

14/06/2015

مُوجباتُ بقاء النِّعَم، وزَوالها


مُوجباتُ بقاء النِّعَم، وزَوالها

____ إعداد: «شعائر» ____

 

ما يلي أحاديثُ شريفة وردت في ما يضمَنُ بقاء النّعمة، وما يوجب زوالَها، يليها كلامٌ للمحقّق الشيخ نصير الدين الطّوسي، نقله العلّامة المجلسي في (البحار)، حول مقابلة النّعمة بأركان الشّكر الثلاثة.

 

ما به تَدومُ النِّعم

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: ﴿..وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ النّحل:114

* وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إِنَّ للهِ عِبَاداً اخْتَصَّهُم بِالنِّعَمِ، يُقِرُّهَا فِيهِم مَا بَذَلُوهَا لِلنَّاس، فَإِذَا مَنَعُوهَا حَوَّلَهَا مِنْهُم إِلَى غَيْرِهِم».

* أمير المؤمنين عليه السّلام: «أيُّها النَّاس، إِنَّ للهِ فِي كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً، فَمَنْ أَدَّاه زَادَهُ مِنْهَا، ومَنْ قَصَّرَ فِيه خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِه وتَعَجَّلَ العُقُوبَةَ، فَلْيَرَكُمُ اللهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ، كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ الذُّنوبِ فَرِقِينَ».

* الإمام الصّادق عليه السّلام: «لا تَدُومُ النِّعَمُ إِلَّا بَعْدَ ثَلاث: مَعْرِفَةٍ بِمَا يَلْزمُ للهِ سُبحَانَهُ فِيهَا، وَأَدَاءِ شُكْرِهَا، وَالتَّعَبِ فِيها».

* الإمام الرّضا عليه السّلام: «أَحْسِنُوا جِوَارَ النِّعَمِ فَإِنَّهَا وَحْشِيَّةٌ، مَا نَأَتْ [بعدت] عَنْ قَوْمٍ فَعَادَتْ إِلَيْهِم».

* الإمام الهادي عليه السّلام: «أبقُوا النِّعَمِ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِها، والتَمِسُوا الزِّيَادَة فِيهَا بِالشُّكْرِ عَلَيْها..».

 

.. وما به زَوالها

قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ..﴾ الأنفال:53.

* وعن أمير المؤمنين عليه السّلام: «ولَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ الله وتَعْجِيلِ نِقْمَتِه، مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ، فَإِنَّ الله سَمِيعٌ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ، وهُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ..».

* وعنه عليه السّلام: «ما أنعَمَ اللهُ عَلى عَبدٍ نِعمَةً فَظَلَمَ فيها، إلَّا كانَ حَقيقاً أن يُزيلَها عَنهُ».

* وعنه عليه السّلام: «وأيْمُ اللهِ مَا كَانَ قَوْمٌ قَطُّ فِي غَضِّ نِعْمَةٍ مِنْ عَيْشٍ، فَزَالَ عَنْهُمْ إِلَّا بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا، لِأَنَّ الله لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ. ولَوْ أَنَّ النَّاسَ حِينَ تَنْزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ وتَزُولُ عَنْهُمُ النِّعَمُ فَزِعُوا إِلَى رَبِّهِمْ بِصِدْقٍ مِنْ نِيَّاتِهِمْ ووَلَهٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ، لَرَدَّ عَلَيْهِمْ كُلَّ شَارِدٍ وأَصْلَحَ لَهُمْ كُلَّ فَاسِدٍ».

* الإمام الكاظم عليه السّلام: «مَنِ اقْتَصَدَ وَقَنَعَ بَقِيَتْ عًلَيْهِ النِّعْمَة، وَمَنْ بَذَّرَ وَأَسْرَفَ زَالَتْ عَنْهُ النِّعْمَة».

 

قال العلماء

«قال المحقّق الطّوسي قدّس سرّه: الشّكر أشرفُ الأعمال وأفضلُها، واعلم أنّ الشّكر مقابلةُ النّعمة بالقول، والفعل، والنيّة. وله أركانٌ ثلاثة:

الأوّل: معرفةُ المنعِم وصفاته اللّائقة به، ومعرفة النّعمة من حيث إنّها نعمة، ولا تتمّ تلك المعرفة إلّا بأن يعرف أنّ النِّعَم كلّها - جَلِيِّها وخَفِيِّها - من الله سبحانه، وأنّه المنعمُ الحقيقيّ، وأنّ الوسائط كلّها منقادة لحُكمه مسخَّرون لأمره.

الثّاني: الحال التي هي ثمرةُ تلك المعرفة، وهي الخضوع والتّواضع والسّرور بالنِّعم، من حيث إنّها هديّةٌ دالّةٌ على عناية المنعِم بك، وعلامةُ ذلك أن لا تفرحَ من الدّنيا إلّا بما يُوجِبُ القربَ منه تعالى.

الثّالث: العملُ الذي هو ثمرةُ تلك الحال، فإنّ تلك الحال إذا حصلتْ في القلب حصلَ فيه نشاطٌ للعمل الموجِب للقُرب منه سبحانه، وهذا العمل يتعلّق بالقلب، واللّسان، والجوارح».

(بحار الأنوار، العلّامة المجلسي)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

14/06/2015

دوريات

نفحات