تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ يومين

تاريخ و بلدان

تاريخ

مَا جَزَاءُ مَن اسْتَبْدَلَ بِالْمَاءِ السَّرَابَ؟

«عن أبي جعفر الباقر، عليه السّلام، أنّ أمير المؤمنين، عليه السّلام، خطبَ النّاس بالمدينة بعد سبعة أيّام - وفي (الأمالي) تسعة أيّام - من وفاة رسول الله، صلّى الله عليه وآله، وذلك حين فرغَ من جَمْع القرآن.. فقال:

(..أَلَا وَإِنِّي فِيكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ، كَهَارُونَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ، وكَبَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وكَسَفِينَةِ نُوحٍ فِي قَوْمِ نُوحٍ، إِنِّي النَّبَأُ الْعَظِيمُ، والصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وعَنْ قَلِيلٍ سَتَعْلَمُونَ مَا تُوعَدُونَ، وهَلْ هِيَ إِلَّا كَلُعْقَةِ الآكِلِ ومَذْقَةِ الشَّارِبِ [اللّعقة: القليل ممّا يُلعَق؛ والمَذقة: الشّربة] وخَفْقَةِ الْوَسْنَانِ [الوسنان: مَن أخذته السِّنَة، وهو النائم الذي لم يستغرق في النّوم] ثُمَّ تُلْزِمُهُمُ الْمَعَرَّاتُ [أي الآثام] خِزْياً فِي الدُّنْيَا، ويَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ، ومَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ.

فَمَا جَزَاءُ مَنْ تَنَكَّبَ مَحَجَّتَهُ، وأَنْكَرَ حُجَّتَهُ، وخَالَفَ هُدَاتَهُ، وحَادَّ عَنْ نُورِه، واقْتَحَمَ فِي ظُلَمِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْمَاءِ السَّرَابَ، وَبِالنَّعِيمِ الْعَذَابَ، وَبِالْفَوْزِ الشَّقَاءَ، وَبِالسَّرَّاءِ الضَّرَّاءَ، وَبِالسَّعَةِ الضَّنْكَ، إِلَّا جَزَاءُ اقْتِرَافِه، وسُوءُ خِلَافِه (أو خَلاقِه)، فَلْيُوقِنُوا بِالْوَعْدِ عَلَى حَقِيقَتِه ولْيَسْتَيْقِنُوا بِمَا يُوعَدُونَ، يَوْمَ تَأْتِي ﴿..الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا..﴾ ق:44-42. إِلَى آخِرِ السّورة.

وروى العامّة أنّه، عليه السّلام، لمّا فرغَ من الخطبة، قال رجلٌ من الأنصار: (يا عليّ، لو كان هذا الكلام في اليوم الأوّل لم يختلف عليك اثنان)!!، وهو مذكوٌر في (تاريخ) أعثم الكوفيّ، ومحمّد بن جرير الطبريّ وغيرهما».

(المجلسيّ الأوّل، روضة المُتّقين: 13/167 و180)

 

 

بلدان

الحُدَيْبِية

تقع قرية الحُدَيبِيَة [بتخفيف الياء، أو بتشديدها] غرب مكّة المكرّمة، وهي من الأماكن التّاريخيّة المهمّة، حيث جرى فيها الصّلح المشهور بين المسلمين وقريش، وهو صلحٌ عُقِد في شهر ذي القعدة من العام السّادس للهجرة، وشروطه مذكورةٌ في كُتب السِّيَر والتّاريخ.

كما جرى فيها بيعة الرّضوان، التي ذُكر خبرها في القرآن الكريم. وفي (كلمة التقوى) للشيخ محمّد أمين زين الدين، قال: «وفي الحُديبية مسجدُ الشجرة التي وقعتْ عندها بيعةُ الرّضوان المُنَوّه بها في الكتاب الكريم».

والحُدَيبية محطّة مُهمّة لقوافل الحجّاج الذين يقصدون مكّة المكرّمة، فهي تقع على حدود الحرم من الجهة الغربيّة. عدد سكّانها اليوم حوالى ثلاثة آلاف نسمة.

وعنها قال الحمويّ في (معجم البلدان): «قرية متوسّطة ليست بالكبيرة، سُمّيت ببئرٍ هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله، صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، تحتها».

وعن تسميتها قال الخطابيّ في (أماليه): «سُمّيت الحُدَيْبية بشجرةٍ حدباء كانت في ذلك الموضع، وبين الحُديبية ومكّة مرحلة، وبينها وبين المدينة تِسع مراحل».

وظلّت الحُدَيبِيَة طوال العصور الماضية ذات مكانة دينيّة عريقة لرمزيّة المكان وما جرى فيه، حتّى أخذ البناء العشوائيّ يطمس هويّتها ويُخفي الكثير من معالمها القديمة. كما أنّ المشاريع الضّخمة المخطّط لها في المنطقة ستُزيل وجهها القديم، وستختفي كلّ المعالم التّاريخيّة والأثريّة فيها.

(مصادر)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ يومين

دوريّات

نفحات