أحسن الحديث

أحسن الحديث

منذ 5 أيام

سورة القلم


موجز في التّفسير

سورة القلم

ــــــ سليمان بيضون ــــــ

* السّورة الثامنة والسّتّون في ترتيب سوَر المُصحف الشّريف، نزلت بعد سورة «العَلَق». 

* سُمّيت بـ «القلم» لابتدائها بقوله تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ..﴾.

* آياتها اثنتان وخمسون، وهي مكّيّة، مَنْ قرأها أعطاه الله ثواب الذين حَسَّنَ أخلاقَهم، كما في الحديث النبويّ الشريف.

في ما يلي موجز في تفسير السّورة المباركة اخترناه من تفاسير: (الميزان) للعلّامة السّيّد محمّد حسين الطّباطبائيّ رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الدّينيّ الشّيخ ناصر مكارم الشّيرازيّ، و(نور الثّقلين) للشّيخ عبد علي الحويزي رحمه الله.

 

أقسم الله سبحانه وتعالى في مطلع هذه السورة بـ «القلم»، وبـ «ما‍ يسطرون»، وفيه إشارة بيّنة إلى مكانة القلم والكتابة في الإسلام، كما إنّ في قوله سبحانه في سورة العلق ﴿عَلَّمَ بِالقَلَمِ﴾ إشارة إلى ذلك. واللافت في هذا الحَلف أنّ القرآن الكريم نزل وسط مجتمع ساده التخلّف والجهل والأمّية، وكان مَن يُجيد القراءة والكتابة في العصر الجاهلي لا يتجاوز عدد أصابع اليدين.

محتوى السورة

محتوى آيات سورة القلم ينسجم تماماً مع السور المكّية، لأنّ المحور الأساسي فيها يدور حول مسألة نبوّة رسول الإسلام، صلّى الله عليه وآله، ومواجهة الأعداء الذين كانوا ينعتونه بالجنون وغيره، وتأكيد الصبر والاستقامة وتحدّي الصعاب، وإنذار المُخالفين لهذه الدعوة المباركة وتهديدهم بالعذاب الأليم. ويمكن تلخيص مباحث هذه السورة بسبعة أقسام:

1 - في البداية تستعرض السورة بعض الصفات الخاصّة بالرسول صلّى الله عليه وآله، وخصوصاً أخلاقه السامية الرفيعة، ويُقسم البارئ عزّ وجلّ لتأكيد هذا الأمر. (الآيات 1 - 4)

2 - تتعرّض بعض الآيات في هذه السورة إلى قسم من الصفات السيّئة والأخلاق الذميمة لأعداء النبيّ صلّى الله عليه وآله. (الآيات 8 - 15)

3 - يبيّن قسم آخر من الآيات الشريفة قصّة «أصحاب الجنّة» التي هي بمنزلة توجيه إنذار وتهديد للسالكين طريق العناد من المشركين. (الآيات من 17 إلى 33)

4 - في قسم آخر من السورة ذُكرت عدّة أمور عن القيامة والعذاب الأليم للكفّار فيها. (الآيتان 42 و43)

5 - جملة إنذارات وتهديدات للمشركين. (الآيتان 44 و45)

6 - أمر إلهي للرسول صلّى الله عليه وآله بأن يواجه الأعداء بصبر، واستقامة، وقوّة وصلابة. (الآيات من 48 إلى 50)

7 - تختتم السورة موضوعاتها بحديث حول عظَمة القرآن الكريم، وطبيعة المؤامرات التي كان يحوكها الأعداء ضدّ الرسول صلّى الله عليه وآله. (الآيتان 51 -52)

ثواب تلاوتها

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ - ن وَالقَلَمِ - أَعْطاهُ اللهُ ثَوابَ الّذينَ حَسَّنَ أَخْلاقَهمْ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: « مَنْ قَرَأَ سَورَةَ - ن وَالقَلَمِ - في فَريضَةٍ أَوْ نافِلَةٍ، آمَنَهُ اللهُ أَنْ يُصيبَهُ في حَياتِهِ فَقْرٌ أَبَداً، وَأَعاذَهُ إِذا ماتَ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ إِنْ شاءَ اللهُ».

 

تفسيرُ آياتٍ من سورة (القلم)

قول تعالى: ﴿ن والقلَم..﴾ الآية:1.

* الإمام الباقر عليه السلام: «إِنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ عَشرَةُ أَسْمَاءَ. خَمْسَةٌ فِي القُرآن، وَخَمْسَةٌ لَيْسَتْ فِي القُرْآنِ، فَأَمّا الّتِي في القُرْآنِ: مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَعَبْدُ اللهِ، وَيَس، وَنُون..».

* عن الإمام الصادق عليه السلام: «..وَأَمّا نُون، فَكَانَ نَهْراً في الجَنَّةِ أَشَدَّ بَياضَاً مِنَ الثَّلْجِ وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: كُنْ مِدَاداً. فَكانَ مِداداً، ثُمَّ أَخَذَ شَجَرَةً فَغَرَسَها بِيَدِهِ ".." ثُمَّ قالَ لَها: كُونِي قَلَماً. ثُمَّ قالَ لَهُ: اكْتُبْ. فَقالَ لَهُ: يا رَبِّ وَما أَكْتُبُ؟ قالَ: ما هُوَ كائِنٌ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ..».

قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ الآية:4.

* النبيّ صلّى الله عليه وآله: «أَدَّبَني رَبّي فَأَحْسَنَ تَأْديبي».

* الإمام الصادق عليه السلام: «إِنَّ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَدَّبَ نَبِيَّهُ عَلى مَحَبَّتِهِ فَقالَ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾».

* وسئل عليه السلام عن حدّ حُسن الخُلق، فقال: «تُلَيِّنُ جانِبَكَ، وَتُطَيِّبُ كَلامَكَ، وَتَلْقى أَخاكَ بِبِشْرٍ حَسَنٍ».

قوله تعالى: ﴿هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ الآية:11.

* عن أمير المؤمنين عليه السلام: «قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرارِكُمْ؟ قالوا: بَلى يَا رسولَ اللهِ. قالَ: المَشّاؤونَ بِالنَّميمَةِ، المُفَرِّقونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الباغونَ للنّاسِ العَيْبَ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «ثَلاثَةٌ لا يَدْخُلونَ الجَنَّةَ: السَّفّاكُ للدَّمِ، وَشارِبُ الخَمْرِ، وَمَشّاءٌ بِنَميمَةٍ».

قوله تعالى: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ الآية:13.

عن الإمام الصادق عليه السلام: «العُتُلُّ: العَظيمُ الكُفْرِ، وَالزَّنيمُ: المُسْتَهْزِئُ [المستهتر] بِكُفْرِهِ».

 

قوله تعالى: ﴿إذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ الآيات:17-20.

الإمام الباقر عليه السلام: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُدْرَأُ عَنْهُ الرِّزْقُ»، وَتَلا عليه السلام هَذِهِ الآيَة.

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ الآية:42.

* الإمام الصّادق عليه السلام في وصف حال الّذين لا يستطيعون السجود يوم القيامة: «أُفْحِمَ القَوْمُ، وَدَخَلَتْهُمُ الهَيْبَةُ، وَشَخَصَتِ الأَبْصارُ، وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ لِما رَهِقَهُمْ مِنَ النَّدامَةِ وَالخِزْيِ وَالذِّلَّةِ..».

* الإمام الكاظم عليه السلام: «حِجابٌ مِنْ نورٍ يُكْشَفُ، فَيَقَعُ المُؤْمِنونَ سُجَّداً، وَتُدْمَجُ أَصْلابُ المُنافِقينَ فَلا يَسْتَطيعونَ السُّجودَ».

قوله تعالى: ﴿..وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ الآية:43.

* الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية: «[يُدْعَوْنَ إِلى السُّجودِ وَهُمْ] مُسْتَطيعونَ، يَسْتَطيعونَ الأَخْذَ بِما أُمِروا بِهِ، وَالتَّرْكَ لِما نُهوا عَنْهُ، وَبِذَلِكَ ابْتُلوا..».

قوله تعالى: ﴿..سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ الآية:44.

* الإمام الصادق عليه السلام: «إِذا أَرادَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِعَبْدٍ خَيْراً فَأَذْنَبَ ذَنْباً تَبِعَهُ بِنَقْمَةٍ وَيُذَكِّرُهُ الاسْتِغْفارَ، وَإِذا أَرادَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِعَبْدٍ شَرّاً فَأَذْنَبَ ذَنْباً تَبِعَهُ بِنِعْمَةٍ لِيُنْسِيَهُ الاسْتِغْفارَ وَيَتَمادى بِهِ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ﴿..سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾».

* وعنه عليه السلام: «إِذا أَحْدَثَ العَبْدُ ذَنْباً جَدَّدَ لَهُ نِعْمَةً فَيَدَعُ الاسْتِغْفارَ.. فَهُوَ الاسْتِدْراجُ».

قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾ الآية:51.

الإمام الصادق عليه السلام: «قالَ أَميرُ المُؤْمِنينَ: رَقَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَسَناً وَحُسَيْناً فَقالَ: أُعيذُكُما بِكَلِماتِ اللهِ التّامَّةِ، وَأَسْمائِهِ الحُسْنَى كُلِّها عامّة، مِنْ شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذا حَسَدَ، ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إِلَيْنا فَقالَ: هَكذا كانَ يُعَوِّذُ إِبْراهيمُ إِسْماعيلَ وَإِسْحاقَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 5 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات