أيّها العزيز

أيّها العزيز

12/11/2015

دَعِ التَّمَرُّدَ عَلى اللهِ تَعالى!


دَعِ التَّمَرُّدَ عَلى اللهِ تَعالى!

من الأمور التي تُقرّها الفطرة: احترامُ الشّخص الكبير العظيم. ويرجع كلّ هذا الاحترام والتقدير الذي يُبديه الناس تجاه أهل الدنيا والجاه والثروة والسلاطين والأعيان، يرجع إلى أنّهم يَرون أولئك كباراً وعظماء. فَأَيُّ عظَمةٍ تَصِلُ إلى مستوى عظَمة مالك الملوك الذي خلقَ هذه الدنيا الحقيرة الوضيعة - التي تُعتبر من أصغر العوالم وأضيق النّشَآت - وبالرّغم من كلّ ذلك لم يتوصّل عقلُ أيّ موجودٍ إلى إدراك كُنْهِها وسرّها حتّى الآن، بل ولم يطّلع كبارُ المكتشفين في العالم، بعدُ، على أسرار منظومتنا الشمسيّة هذه، وهي أصغر المنظومات، ولا تُعدّ شيئاً قياساً بباقي الشموس.

أفلا يجبُ احترامُ وتعظيم هذا العظيم الذي خلقَ هذه العوالم، وآلافَ الآلاف من العوالم الغيبيّة بإيماءة؟!

ويجب أيضاً بالفِطرة، احترامُ مَن يكون حاضراً، ولهذا تَرى بأنّ الإنسان إذا تحدّث، لا سمح الله، عن شخص بسوء في غَيبته، ثمّ حضر في أثناء الحديث ذلك الشخص، اختار المتحدّث حسب فطرته الصمتَ، وأبدى له الاحترام.

ومن المعلوم أنّ الله، تبارك وتعالى، حاضرٌ في كلّ مكان، وتحت إشرافه تعالى تُدار جميعُ ممالك الوجود، بل إنّ كلّ نفسٍ تكون في حضرة الربوبيّة، وكلّ علم يوجَد ضمن محضره سبحانه وتعالى.

فتذكّري يا نفسي الخبيثة أيَّ ظلمٍ فظيع، وأيَّ ذنبٍ عظيم تقترفين إذا عصيتِ مثل هذا العظيم في حضرته المقدّسة وبواسطة القوى التي هي نِعَمُه الممنوحة لك! ألا ينبغي أن تذوبي من الخجل وتغوري في الأرض لو كان لديك ذرّةٌ من الحياء؟

إذاً، فيا أيّها العزيز، كُن ذاكراً لعظَمة ربّك، وتذكّر نِعَمَه وألطافَه، وتذكّر أنّك في حضرته - وهو شاهدٌ عليك - فَدَعِ التمرّدَ عليه، وفي هذه المعركة الكبرى تغلَّبْ على جنود الشيطان، واجعلْ من مملكتِك مملكةً رحمانيّة وحقّانيّة، وأحلِل فيها عسكرَ الحقّ تعالى، محلَّ جنود الشيطان، كي يوفقّك الله، تبارك وتعالى، في مقام مجاهدةٍ أخرى، وفي ميدان معركة أكبر تنتظرُنا؛ وهي الجهادُ مع النفس في العالم الباطن.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

12/11/2015

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات