وقال الرسول

وقال الرسول

06/01/2016

خصالُ العاقل


خصالُ العاقل

_____ إعداد: شعائر» _____

في اللغة، أنّ العقلَ هو الذي يعقلُ صاحبَه ويحبسُه عن التورّط في المهالك، وبه يمتاز الإنسان عن سائر المخلوقات. فالعاقلُ، إذاً، مَن يتداركُ سوءَ الخاتمة بالتنبّه وحُسن التدبير.

ما يلي، مجموعة من الروايات الشريفة في صفات العاقل ومذاهبه في الحياة، يليها نَصٌّ من (الوافي) للفيض الكاشاني في شرح تعريف العقل المرويّ عن الإمام الصادق عليه السلام.

v    رسول الله صلّى الله عليه وآله:

* «صِفَةُ العاقِلِ أن يَحلُمَ عَمَّن جَهِلَ عَلَيهِ، ويَتَجاوَزَ عَمَّن ظَلَمَهُ، ويَتَواضَعَ لِمَن هُوَ دونَهُ، ويُسابِقَ مَن فَوقَهُ في طَلَبِ البِرِّ، وإذا أرادَ أن يَتَكَلَّمَ تَدَبَّرَ؛ فَإِنْ كانَ خَيرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، وإنْ كانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ، وإذا عَرَضَت لَهُ فِتنَةٌ استَعصَمَ بِاللهِ وأمسَكَ يَدَهُ ولِسانَهُ، وإذا رَأى فَضيلَةً انتَهَزَ بِها، لا يُفارِقُهُ الحَياءُ، ولا يَبدو مِنهُ الحِرصُ، فَتِلكَ عَشرُ خِصال يُعرَفُ بِهَا العاقِلُ».

* «العاقِلُ يَستَريحُ في وَحدَتِهِ إلى عَقلِهِ، وَالجاهِلُ يَتَوَحَّشُ مِن نَفسِهِ؛ لأنَّ صَديقَ كُلِّ إنْسَانٍ عَقلُهُ، وعَدُوَّهُ جَهلُهُ».

v    أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السّلام:

* «العاقِلُ إذا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أتبَعَها حِكمَةً ومَثَلاً، وَالأَحمَقُ إذا تَكَلَّمَ بِكَلِمَة أتبَعَها حَلفًا».

* «..العاقِلُ الدّينُ شَريعَتُهُ، وَالحِلمُ طَبيعَتُهُ، وَالرَّأيُ سَجِيَّتُهُ، إن سُئِلَ أجابَ، وإن تَكَلَّمَ أصابَ، وإن سَمِعَ وَعى، وإن حَدَّثَ صَدَقَ، وإنِ اطمَأَنَّ إلَيهِ أحَدٌ وَفَى..»

* «العاقِلُ مَنِ اتَّهَمَ رَأيَهُ ولَم يَثِق بِكُلِّ ما تُسَوِّلُ لَهُ نَفسُهُ».

* «العاقِلُ لا يَفرُطُ بِهِ عُنفٌ، ولا يَقعُدُ بِهِ ضَعفٌ».

* «نِصفُ العاقِلِ احتِمالٌ، ونِصفُهُ تَغافُلٌ».

v    الإمام الصادق عليه السّلام:

* «العاقِلُ مَن كانَ ذَلولاً عِندَ إجابَةِ الحَقِّ، مُنصِفًا بِقَولِهِ، جَموحًا عِندَ الباطِلِ، خَصيمًا (خَصْمَاً) بِقَولِهِ، يَترُكُ دُنياهُ ولا يَترُكُ دينَهُ».

* «العاقِلُ لا يُحَدِّثُ بِما يُنكِرُهُ العُقولُ، ولا يَتَعَرَّضُ لِلتُّهمَةِ، ولا يَدَعُ مُداراةَ مَنِ ابتُلِيَ بِهِ».

v    الإمام الكاظم عليه السّلام:

* «إنَّ العاقِلَ لا يُحَدِّثُ مَن يَخافُ تَكذيبَهُ، ولا يَسأَلُ مَن يَخافُ مَنعَهُ، ولا يَعِدُ ما لا يَقدِرُ عَلَيهِ، ولا يَرجو ما يُعَنَّفُ بِرَجائِهِ، ولا يُقدِمُ عَلى ما يَخافُ فَوتَهُ بِالعَجزِ عَنهُ».

* «إنَّ العاقِلَ رَضِيَ بِالدّونِ مِنَ الدُّنيا مَعَ الحِكمَةِ، ولَم يَرضَ بِالدّونِ مِنَ الحِكمَةِ مَعَ الدُّنيا، فَلِذلِكَ رَبِحَت تِجارَتُهُم».

* «... لِكُلِّ شَيءٍ دَليلٌ، ودَليلُ العاقِلِ التَّفَكُّرُ، ودَليلُ التَّفَكُّرِ الصَّمتُ. ولِكُلِّ شَئ مَطِيَّةٌ، ومَطِيَّةُ العاقِلِ التَّواضُعُ، وكَفى بِكَ جَهلاً أن تَركَبَ ما نُهيتَ عَنهُ».

وقال العلماء

سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن صفة العقل، فقال: «مَا عُبِدَ بِه الرَّحْمَنُ واكْتُسِبَ بِه الْجِنَانُ»، فقيل له عليه السلام: فَالَّذِي كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ؟ فَقَالَ: «تِلْكَ النَّكْرَاءُ، تِلْكَ الشَّيْطَنَةُ وهِيَ شَبِيهَةٌ بِالْعَقْلِ ولَيْسَتْ بِالْعَقْلِ».

بيان: قوله عليه السلام: «مَا عُبِدَ بِه الرَّحْمَنُ واكْتُسِبَ بِه الْجِنَانُ»: هذا تفسيرٌ للعقل بمعناه الثاني من مَعنيَيه... وهو العقلُ المكتسب، ثمّ إنّ جعْلنا العبادة عبارة عن العبادة الناشئة عن المعرفة، المترتّبة عليها كانت إشارة إلى كمال القوّة النظريّة، واكتساب الجنان إلى كمال القوّة العمليّة.

وقوله عليه السلام: «تِلْكَ النَّكْرَاءُ..» هي الفِطنة المجاوزة عن حدّ الاعتدال إلى الإفراط، الباعثة لصاحبها على المكر والحيل والاستبداد بالرأي، وطلب الفضول في الدنيا، ويُسمّى ب‍ (الجَربَزَة) و(الدهاء). يقال: ما أشدّ نُكره بالضمّ والفتح.

(الفيض الكاشاني، الوافي)

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر/ 21

ملحق شعائر/ 21

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات