يزكيهم

يزكيهم

06/01/2016

كونوا فاعلين، ولا تكونوا قوّالين


من تَوجيهات شيخ الفقهاء العارفين:

 كونوا فاعلين، ولا تكونوا قوّالين

هذه المقتطفات من كتاب (النّاصح) الصادر حديثاً عن «مركز حفظ ونشر تراث الشيخ بهجت قدّس سرّه»، والذي يتضمّن توجيهات معنويّة مختصرَة ووصايا جرى اقتباسها، بعناية، من كلماته رضوان الله تعالى عليه.

 

مجالسة أهل الغفلة تُورث النفورَ من العبادات

من الواضحات أنّ قراءة القرآن في كلّ يوم، والأدعية المناسبة للأوقات والأمكنة، في التعقيبات وغيرها، وكَثرة التردّد إلى المساجد والمشاهد المشرّفة، وزيارة العلماء والصلحاء ومجالستهم، هي كلّها ممّا يرضاه الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله، ويجب أن يراقب الإنسان ازدياد البصيرة، والأنس بالعبادة والتلاوة، والزيارة، يوماً بعد يوم.

وعلى العكس، فإنّ كثرة مجالسة أهل الغفلة تزيد قسوة القلب وظلمته، وتسبّب الوحشة من العبادات والزيارات، ولهذا تتبدّل الأحوال الحسنة الحاصلة من العبادات والزيارات والتلاوات، بسبب مجالسة ضعفاء الإيمان إلى سوء الحال والنقصان؛ فمجالسة ضعيف الإيمان – في غير الاضطرار ومن دون قصد هدايته - تسبّب فقدان الملَكات الحسنة، وتُكسب الأخلاق الفاسدة. «جالِسوا مَنْ يُذَكِّرُكُمْ اللهَ رُؤْيَتُهُ، وَيَزيدُ في عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَيُرَغِّبُكُمْ في الآخِرَةِ عَمَلُهُ».

لا نتيجة من دون العمل بالمعلوم

التعليم والتعلّم هما لأجل العمل المتناسب معهما، ولا استقلاليّة لهما، وقد قالوا لتوضيح هذا المطلب والحثّ عليه: «كونوا دُعاةً إِلى اللهِ بِغَيْرِ أَلْسِنَتِكُمْ»،  تكلّموا من خلال العمل، وليكن استماعكم بالعمل.

يطلب البعض منّا الدعاء، فنقول لأيّ شيء؟ فيبيّنون العلّة، فنبيّن لهم الدواء، وبدلاً من أداء الشكر واستعمال الدواء، يقولون مرّة أخرى: أُدعوا لنا!

نحن لا نخرج عن عهدة التكليف، بل علينا تحصيل النتيجة من العمل، ومحال أن يكون العمل بلا نتيجة، وأن تحصل النتيجة من غير العمل. لا جعَلنا الله قَوّالين، بل جعلنا فعّالين؛ فلا نقدم على حركة عمليّة من دون علم، ولا نتوقّف مع العلم.

ذِكرُ الله تَعرُّضٌ لألطافه تعالى

كلّنا نعلم أنّ رضى الله عزّ وجلّ – مع أنّه تعالى غنيٌّ بالذات، ولا يحتاج إلى إيمان العباد ولوازم إيمانهم - هو في أن يكون العبد دوماً في مقام التقرّب إليه. ونعلم أيضاً أنّه، سبحانه، إنّما يحبّ إدامة ذِكره لأجل حاجة عباده إلى التقرّب من مبدأ الألطاف واستدامة هذا التقرّب. ونعلم أنّ ثمّة أعمالاً ستكون محلّ ابتلائنا في الدنيا، فعلينا أن نعلم أنّ ما كان منها محلّ رضى الله فسيُعدّ خدمة وطاعة له أيضاً.

إذاً، يجب أن يكون الهدف في صرْف العمر كلّه في ذِكر الله وطاعته والعبادة، إلى أن نصل إلى آخر درجات القُرب؛ وإلّا سنكون من النادمين إذا رأينا أنّ بعضهم قد وصل إلى المقامات العالية ونحن تخلّفنا عن تلك المقامات من دون عذر...

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر/ 21

ملحق شعائر/ 21

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات