مسجد السّهلة في الكوفة

مسجد السّهلة في الكوفة

01/07/2011

المُقيم فيه كالمُقيم في فسطاط رسول الله صلّى الله عليه وآله

تحقيق: أحمد الحسيني

يحظى مسجد السّهلة في العراق بِمَكانةٍ عظيمةٍ عند المسلمين، فهو من المساجد المُقدّسة بالكوفة التّي ذكرها أمير المؤمنين عليه السلام بأنّها مباركة.

 قال أمير المؤمنين عليه السلام عن مسجد السّهلة: «مسجد بني ظَفَر مسجد مبارك، والله إنّ فيه لصخرة خضراء، وما بعث الله من نبيّ إلَّا فيها تمثال وجهه، وهو مسجد السّهلة..».

 وعن الإمام الصادق عليه السلام:
* «أما إنّه منزلُ صاحبنا [الإمام المهدي] إذا قدِم بأهله..‌».
* «أما إنّي لو كنتُ بالقرب منكم ما صلّيت صلاة إلَّا فيه..».
* «لم يأتِه مكروبٌ إلَّا فرَّج الله كُربته..».

يقع مسجد السّهلة في الجهة الشماليّة الغربيّة من مسجد الكوفة، ولا يَبعد عنه سوى كيلومترين فقط. وهو مسجد مستطيل الشكل، طوله 140 متراً، وعرضه 125 متراً، ومساحته 17500م2، ويُحيط به سُورٌ عالٍ بارتفاع 22 متراً، مدعوم بأبراج نصف دائريّة. وفي منتصف الضلع الشرقي، تقع مئذنة طويلة يبلغ ارتفاعها 30 متراً.‏ ويشتمل المسجد على سبعة عشر إيواناً، والمكان الرئيسي للصلاة في الجهة الجنوبيّة للمسجد. أمّا المدخل الرئيسي للمسجد فهو الباب المجاور للمئذنة، وفيه مقامات ومحاريب كثيرة تنتشر في ساحته.
ويُقال أيضاً إنّه كان للمسجد منارة قديمة هُدِمت، والمنارة الحاليّة شُيِّدت سنة 1387 هجريّة-1967م. وقد  أرّخ بناءها السيّد محمّد الحلّي بقوله:

للسهلةِ اقصُدْ واستَجِرْ                   مِن كـلِّ نائبةٍ وكَبْتِ
هو مسجدٌ سَمَتِ العِبادةُ               فيه في سَمْتٍ وصمتِ
قد عُمِّـرتْ فيه المنـارةُ                  للأذان برفْعِ صَوْتِ
مُذ قيل في تاريخهـا:                    «ويُؤذّنون بكلِّ وقتِ»

وقد بادر الحاج عبد المنعم ميرزا النّجفي (أحد وجهاء الكوفة) في العام 1974 إلى تجديد عمارة المسجد، علماً أنّ عمليات ترميم وإصلاح كثيرة أُجريت عليه طيلة قرون عديدة.‏ ومنذ عام 1995م يواصل القائمون عليه ترميمه إثر انهيار بعض أطرافه نظراً إلى قِدَم بنائه، ويحاولون عند تجديده المحافظة عليه كأثرٍ تاريخي إسلامي.

تأسيس مسجد السّهلة وتَسْميَته

بعد فتح العراق، إستقرّ العرب في الكوفة، وكانت كلّ قبيلة أو جماعة تَنزل في مكان معيّن، ومنهم مَن اختاروا أن يبنوا مسجداً بين ظهرانيهم، فبنى بنو ظَفَر هذا المسجد، وهم بَطن من الأنصار يَنتسبون إلى ظفر، واسمه كعب بن الخزرج بن النّبيت بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة، وهذا المسجد غير بعيد عن مسجد الكوفة.
وقد عُرِف هذا المسجد، بدايةً، بإسم مسجد بني ظَفَر، حيث كانوا يجتمعون فيه للصلاة وللتداول في شؤون البلاد وأحوال العباد، من ذلك ما رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) أنّ «ثابت بن قيس بن الخطيم شَهد مع النبيّ صلّى الله عليه وآله أُحُداً وما بعدها، وكان ثابت بن قيس شديد النفس، وكان له بلاءٌ مع الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، واستعمله على المدائن. فلم يزل عليها حتّى قَدم المغيرة بن شعبة الكوفة، وكان معاوية يتّقي مكانه. وانصرف ثابت بن قيس إلى منزله، فَوَجد الأنصار مجتمعةً في مسجد بني ظَفَر يريدون أن يكتبوا إلى معاوية في حقوقهم أوّل ما استُخلِف، وذلك أنّه حبسهم سنتين أو ثلاثاً لم يعطهم شيئاً، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نريد أن نكتب إلى معاوية، فقال: ما تصنعون أن يكتب إليه جماعة، يكتب إليه رجلٌ منّا؛ فإن كانت كائنةٌ برجلٍ منكم خيرٌ من أن تقع بكم جميعاً، وتَقع أسماؤكم عنده، فقالوا: فمَن ذلك الذي يَبذل نفسه لنا؟ قال: أنا، قالوا: فشأنك...».
وورد في (مجمع البحرين): «مسجد بني ظفر» وهو مسجد السّهلة قريب من كوفان.
ثمّ عُرِف في ما بعد باسم مسجد السّهلة، لسهولة أرضه والأراضي المجاورة له وانبساطها، فالسهْلُ مِنَ الأَرْضِ: ضِدُّ الْحَزْنِ، وقد سَهُلَتْ، سُهُولَةً.
وعلى الرّغم من أنّ هذا الإحتمال هو المُرجَّح، إلَّا أنّ ثمّة احتمالاً ثانياً للتسمية، فربمّا تعود إلى سهل مولى بني ظفر، وهو صحابيّ شَهد أُحُداً مع النبيّ صلّى الله عليه وآله. فقد روى أبو حمزة الثّمالي قائلاً: «قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام: يا أبا حمزة، هل تعرف مسجد سهل؟ قلت: عندنا مسجد يُسمّى السّهلة. قال أما إنّي لم أُرد سواه...».
ويَذكر المؤرِّخون أنّ هذا المسجد سُمِّي بأسماء عديدة قبل أن يستقرّ اسمه الشّائع، مثل: مسجد البِرّ، لكثرة خَيْره وبركاته، ومسجد عبد القَيْس، لأنّه يقع في خِطّة بني عبد القيس، ومسجد القرى.

قداسة المكان

عَرف العراق، وتحديداً مدينة الكوفة، في الأزمنة الغابرة أكثر من نبيّ. وقد وُفِّق بنو ظفر في اختيار موضع مسجدهم، إذ اختاروا هذا الموقِع لوجود بعض مقامات الأنبياء والصالحين في ذلك المكان. وكان مسجد السّهلة أحد أكبر المساجد التّي شُيِّدت في الكوفة خلال القرن الأوّل الهجري، وقد بُني بعد فترة قصيرة من بناء مسجد الكوفة. وبحسب ما ورد في الروايات، كان بيتاً أو موضعاً لِعَددٍ من الأنبياء عليهم السلام، فمِمّا قاله الإمام جعفر الصادق عليه السلام عن مسجد السّهلة: «...أمَا علمتَ أنّه موضِع بيت إدريس النبيّ الذي كان يخيط فيه [كان أوّل من خاط الثياب ولبسها، وكانوا يلبسون الجلود؛ وفي رواية يخطّ، لأنّ إدريس أوّل من وضع الخطّ] ومنه سَار إبراهيم عليه السلام إلى اليَمَن بالعمالقة، ومنه سَار داود إلى جالوت، وإنّ فيه لَصخرة خضراء فيها مِثال كلّ نبيّ، ومن تحت تلك الصخرة أُخذت طينة كلّ نبيّ، وإنّه لَمَناخ الراكب. قيل: مَن الراكب؟ قال: الخضر عليه السلام».

فضائل مسجد السّهلة

* قال الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام: «مَن صلّى في مسجد السّهلة ركعتين، زاد الله في عمره سنتين».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إذا دخلتَ الكوفة فأتِ مسجد السّهلة فصلِّ فيه، واسأل الله حاجتك لدِينك ودُنياك، فإنّ مسجد السّهلة بيت إدريس النبيّ عليه السلام الذي كان يَخيط فيه ويُصلّي فيه، ومَن دَعا الله فيه بما أحبّ قضى له حوائجه، ورفعه يوم القيامة مكاناً عليّاً إلى درجة إدريس وأُجير من مكروه الدُّنيا ومكائد أعدائه».

* وقال عليه السلام أيضاً في فضل مسجد السّهلة: «... وفيه يُنفخ في الصُّور، وإليه المَحشر، ويُحشَر من جانبه سبعون ألفاً يدخلون الجنّة، أولئك الذين أفلج الله حُجَجهم، وضاعف نعمهم، المُستبقون الفائزون القانتون، يحبّون أن يدرأوا عن أنفسهم المَفْخر، ويَجِلُون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطّاعة، فعَملوا وعلِموا أنّ الله بما يَعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب. يُذهب [المسجد] الضّغن يُطهِّر المؤمنين...».

وقد أوصى عليه السلام أحد الكوفيّين بالصّلاة في مسجد السّهلة والدعاء فيه، فقال له: «ائته فإنّه لم يأتِه مكروبٌ إلَّا فرَّج الله كُربته، (أو قال: قضى حاجته)، وفيه زِبِرْجَدة فيها صورة كلّ نبيّ وكلّ وصيّ».
وقال عليه السلام أيضاً: «أما أنّه لو صلّى فيه [عمّه زيد بن عليّ] ركعتين ثمّ استجار الله، لأَجاره سنة».

مشاهد مسجد السّهلة

جرى إعمار المقامات والقبور التي يَضمّها مسجد السَّهلة على مرّ السنين، وهي أهمّ ما يُميّزه ويجعله محطّ إقبال الزوّار، ومنها:
- مقام الإمام المهديّ عجّل الله فرجه، ويُعرف بمقام صاحب الزمان، ويقع في وسط الضلع المُواجِه للقِبلة، وهو من أكبر المشاهد.
- مقام الإمام زين العابدين عليه السلام ويقع في الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة.
- مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام، ويقع في وسط المسجد.
- مقام الخضر عليه السلام، ويقع في الزاوية بين الضلعين الجنوبي والشرقي.
- مقام النبيّ إدريس عليه السلام، ويُقال إنّه كان بيته.
- مقام الصّالحين، ويُعرف بمقام النبيَّين هود وصالح، ويقع في الزاوية بين الضلعين الشمالي والشرقي.
- مقام النبيّ إبراهيم الخليل، ويُقال إنّه كان بيته عليه السلام.

علاقة مسجد السّهلة بالإمام المنتظر عجّل الله فرجه

ثمّة تأكيد -في روايات عديدة- على علاقة الإمام المهدي عجّل الله فرجه بِعَددٍ من المساجد والأماكن بما في ذلك مسجد السّهلة، فعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قال لي: يا أبا محمّد، كأنّي أرى نزول القائم عليه السلام في مسجد السّهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله جُعلت فداك؟ قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرّحمن، وما بعث الله نبيّاً إلَّا وقد صلّى فيه، وفيه مَسكن الخضر، والمُقيم فيه كالمُقيم في فسطاط رسول الله صلّى الله عليه وآله، وما مِن مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يَحنّ إليه، وفيه صخرة فيها صورة كلّ نبيّ، وما صلّى فيه أحد فَدَعا الله بِنيّة صادقة إلّا صرفه الله بقضاء حاجته، وما مِن أحدٍ استجاره إلّا أجاره الله ممّا يَخاف، قلت: هذا لَهُوَ الفضل. قال: نزيدُك؟ قلت: نعم. قال: هو من البِقاع التّي أَحبّ اللهُ أن يُدعى فيها، وما مِن يوم ولا ليلة إلّا والملائكة تَزورُ هذا المسجد يَعبدون الله فيه، أما إنّي لو كنتُ بالقرب منكم ما صلّيت صلاة إلَّا فيه، يا أبا محمّد وما لم أصف أكثر، قلت: جُعلت فداك لا يزال القائم فيه أبداً؟ قال: نعم، قلت فمَن بَعده؟ قال: هكذا من بَعده إلى انقضاء الخَلْق».

ولمّا ذكر أصحابه مسجد السّهلة، قال عليه السلام: «أمّا إنّه منزل صاحبنا إذا قَدِم بأهله. قال المفضّل: قلت: يا سيّدي فأين تكون دار المهدي، ومجتمع المؤمنين؟ قال: دار مُلكه الكوفة، ومجلس حُكمه جامعُها، وبيت ماله ومَقسم غنائم المسلمين مسجد السّهلة، وموضع خلواته الذّكوات البيض من الغريَّين».

الإمام الصادق عليه السلام في مسجد السّهلة

قال الشهيد الأوّل الشيخ محمّد بن مكّي في (المزار): «رُوي عن بشّار المكاري أنّه قال: دخلتُ على أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة وقد قُدِّم له طبق رطب طبرزد [نوع من الرطب شديد الحلاوة] وهو يأكل، فقال لي: يا بشّار أُدن فَكُلْ. قلت: هنّأكَ الله وجعلني فداك! قد أَخذتني الغيرة من شيء رأيتُه في طريقي أوجَع قلبي وبَلغ منّي، فقال لي: بحقّي لمّا دَنوتَ فأَكلت، قال: فدنوْتُ فأكلتُ، فقال لي: حديثك، قلت رأيت جلوازاً [شرطيّاً] يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس وهي تُنادي بأعلى صوتها المُستغاث بالله ورسوله ولا يُغيثها أحد، قال: ولِمَ فعل بها ذاك؟ قال: سمعتُ النّاس يقولون إنّها عَثَرت، فقالت: لعنَ اللهُ ظالميكِ يا فاطمة. فارتَكب منها ما ارتَكب، قال: فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتّى ابتلَّ منديله ولحيتُه وصدره بالدّموع، ثمّ قال: يا بشّار، قم بنا إلى مسجد السّهلة فندعو الله ونسأله خلاص هذه المرأة، قال: ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأنْ لا يَبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإنْ حَدَث بالمرأة حَدَث صار إلينا حيث كنّا، قال: فصرنا إلى مسجد السّهلة وصلّى كلّ واحدٍ منّا ركعتين، ثمّ رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء وقال: أنت الله لا إله إلَّا أنت مُبدئُ الخلقِ ومُعيدُهم، وأنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت خالقُ الخَلقِ ورازقُهم، وأنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت القابضُ الباسطُ، وأنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت مُدبِّر الأُمورِ، وباعثُ مَن في القبور، وأنت وارثُ الأرضِ ومَن عليها، أَسألُك باسمِك المخزونِ المكنونِ الحيِّ القيُّوم، وأنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت عالِمُ السّرِّ وأَخفى، أسألك باسمك الذي إذا دُعيتَ به أجبتَ، وإذا سُئلتَ به أعطَيتَ، وأسألك بحقِّ محمّدٍ وأهل بيتِه وبحقِّهم الذي أَوجبتَه على نفسِكَ أن تُصلّي على محمّدٍ وآل محمّدٍ وأن تقضي لي حاجتي الساعة الساعة، يا سامعَ الدعاء، يا سيِّداهُ يا مولاهُ يا غِياثاه، أسألُك بكلّ اسمٍ سمَّيتَ به نفسكَ أوِ استأْثرتَ به في عِلمِ الغَيْبِ عندك، أن تُصلّي على محمّدٍ وآل محمّدٍ وأن تُعجِّل خلاصَ هذه المرأة، يا مُقلّب القلوب والأبصار يا سميعَ الدّعاء، قال: ثمّ خرّ ساجداً لا أسمع منه إلَّا النّفَس، ثمّ رفع رأسه، فقال: قُمْ فقد أُطلِقت المرأة، قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لَحق بنا الرجل الذي وجَّهنا إلى باب السلطان، فقال له: ما الخَبَر؟ قال له: لقد أُطلق عنها، قال: كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري، ولكنّني كنت واقفاً على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها، وقال لها: ما الذي تكلّمتِ به؟ قالت: عَثَرتُ فقلتُ لعن الله ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل، قال: فأخرج مائتي درهم، وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حِلٍّ، فأَبَتْ أن تأخذها. فلمّا رأى ذلك منها دخل وأَعلَم صاحبه بذلك، ثمّ خرج، فقال: إنصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أَبَتْ أن تأخذ مائتي درهم؟ قال: نعم، وهي والله محتاجة إليها، فقال: فأَخرَج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير، وقال: إذهب أنت بهذه إلى منزلها فأَقْرِئها منّي السلام، وادفع إليها هذه الدّنانير، فقال: فذهبنا جميعاً فأقرأناها منه السلام، فقالت: بالله أَقرأني جعفر بن محمّد السلام؟ فقلت لها: رحمك الله، والله إنّ جعفر بن محمّد أَقرأكِ السلام، فشَهقَت ووَقَعت مغشيّة عليها، قال: فصَبرنا حتّى أفاقت، وقالت: أَعِدها عليّ، فأعدناها عليها، حتّى فعلت ذلك ثلاثاً، ثمّ قلنا لها: خُذي، هذا ما أَرسل به إليك وأَبشري بذلك، فأخذته منَّا، وقالت: سَلُوه أن يَستوهِب أَمَتَه من الله، فما أَعرف أحداً أَتوسّل به إلى الله أكبر منه ومن آبائه وأجداده عليهم السلام، قال: فرجعنا إلى أبي عبد الله عليه السلام، فجعلنا نُحدِّثه بما كان منها، فجعل يَبكي ويدعو لها، ثمّ قلت: ليت شعري متى أرى فَرَج آل محمّد صلّى الله عليه وآله؟ قال: «يا بشّار، إذا تُوفّي وليُّ الله، وهو الرّابع من وُلدي في أشدِّ البقاع بين شِرار العباد، فعند ذلك تَصل إلى بني فلان مصيبة سوداء مظلمة، فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان ولا َمَرَّد لِأمر الله».

ليلة الأربعاء

وهناك أعمال خاصّة بمسجد السهلة محفوظة في كُتُب الأدعية والزيارات، أمّا عن سرّ يوم الثلاثاء الذي خُصِّص لزيارة مسجد السّهلة، يقول السّيد عبد الزّهرة الحسيني الخطيب أنّ الفقيه الشيخ محمّد حسن النّجفي، صاحب (الجواهر) هو أوّل مَن سَـنَّ الخروج إلى مسجد الكوفة والسّهلة ليلة الأربعاء، ولم يكن ذلك قبله معروفاً، فكان يخرج ومعه تلامذته وحاشيته على الخيول المُسرّجة، وتُنقل معهم مستلزماتهم وما يحتاجونه. وخلال مرضه جمع أهل الحلّ والعقْد من العلماء، فاجتمعوا عنده ولاحظ غياب الشيخ مرتضى الأنصاري، أحد الذين كانوا يرافقونه إلى مسجد السّهلة فبَعَث خلفه، فلمّا جاء، قال له: أَفي مثل هذا الوقت تَتركني؟ فأجابه: كنتُ أَدعو لك في مسجد السّهلة بالشفاء، وقيل إنّ الشيخ الأنصاري كان يدعو له بالشفاء في حرم أمير المؤمنين عليه السلام.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

03/07/2011

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

03/07/2011

  كتب عربية

كتب عربية

03/07/2011

نفحات