لولا دعاؤكم

لولا دعاؤكم

06/04/2016

من أدعية الإمام زين العابدين عليه السلام في رجب

 

من أدعية الإمام زين العابدين عليه السلام في رجب

إنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدِ، فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبّ

______ رواية السيّد ابن طاوس ______

دعاءان من أدعية الإمام عليّ بن الحسين، زين العابدين، عليهما السلام دعا بهما في شهر رجب.

الأول دعاؤه عليه السلام في أوّل يومٍ من رجب، في حِجر إسماعيل، رواه السيد ابن طاوس في (إقبال الأعمال).

والثاني، دعاؤه عليه السلام في الحِجر وفي بعض مساجد الكوفة، أورده الشيخ الصدوق في (الأمالي)، والشهيد الأول في (المزار)، وغيرهما، ونسخة (الأمالي) فيها زيادة وصية مختصرة أوصى بها الإمام عليه السلام بعض مَن حضره من أصحابه.

 

لكلّ مسألةٍ منكَ سمعٌ حاضر

من دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام في أوّل شهر رجب، ما رُوي عن أبي حمزة الثّماليّ، قال: «سمعتُ عليّ بن الحسين عليهما السلام، يدعو في الحِجر، في غرّة رجب في سنة ابن الزبير [63-64 للهجرة]، فأَنصتُّ إليه، وكان يقول:

(يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ، وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ، اللَّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ، وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ، وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

ثمّ قال الثّماليّ: وأسرَّ البواقي فلم أفهمه».

 

سَيِّدي، ما أَنا وما خَطَري؟

 

ومن دعائه عليه السلام، في شهر رجب، ما رواه طاوس اليمانيّ، قال: «مررتُ بالحِجر في رجب، وإذا أنا بشخصٍ راكعٍ وساجد، فتأمّلته فإذا هو عليّ بن الحسين عليهما السلام. فقلتُ: يا نفسي، رجلٌ صالحٌ من أهل بيت النبوّة، والله لأغتنمَنّ دعاءَه، فجعلتُ أرقبُه حتّى فرغ من صلاته، ورفع باطن كفّيه إلى السماء، وجعل يقول:

سَيِّدي سيِّدي، هَذِهِ يَدَايَ قَدْ مَدَدْتُهُمَا إِلَيْكَ بِالذُّنُوبِ مَمْلُوءَةً، وَعَيْنَايَ بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً، وَحَقٌّ لِمَنْ دَعَاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلًا، أَنْ تُجِيبَهُ بِالْكَرَمِ تَفَضُّلًا.

سَيِّدِي: أَمِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ خَلَقْتَنِي فَأُطِيلَ بُكَائِي، أَمْ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَلَقْتَنِي فَأُبَشِّرَ رَجَائِي؟

سَيِّدِي‏: أَلِضَرْبِ الْمَقَامِعِ خَلَقْتَ أَعْضَائِي، أَمْ لِشُرْبِ الْحَمِيمِ خَلَقْتَ أَمْعَائِي؟

سَيِّدِي: لَوْ أَنَّ عَبْداً اسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ مَوْلَاهُ، لَكُنْتُ أَوَّلَ الْهَارِبِينَ مِنْكَ، لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنِّي لَا أَفُوتُكَ.

سَيِّدِي: لَوْ أَنَّ عَذَابِي يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ، لَسَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ طَاعَةُ الْمُطِيعِينَ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْعَاصِينَ.

 سَيِّدِي: مَا أَنَا وَمَا خَطَرِي؟ هَبْ لِي (خَطَايَايَ) بِفَضْلِكَ، وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ.

إِلَهِي وَسَيِّدِي:

ارْحَمْنِي مَصْرُوعاً عَلَى الْفِرَاشِ تُقَلِّبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي.

وَارْحَمْنِي مَطْرُوحاً عَلَى الْمُغْتَسَلِ يُغَسِّلُنِي صَالِحُ جِيرَتِي.

وَارْحَمْنِي مَحْمُولًا قَدْ تَنَاوَلَ الْأَقْرِبَاءُ أَطْرَافَ جِنَازَتِي.

وَارْحَمْ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ وَحْشَتِي وَغُرْبَتِي وَوَحْدَتِي.

 فَما للعَبْدِ مَنْ يَرْحَمُهُ إِلّا مَوْلاهُ!

* ثمّ سجد، وقال: أَعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ حَرُّها لا يُطْفى، وَجَديدُها لا يَبْلى، وَعَطْشانُها لا يُرْوى.

* وقلّب خدّه الأيمن، وقال: اللَّهُمَّ لا تُقَلِّبْ وَجْهي في النّارِ بَعْدَ سُجُودي وَتَعْفيري لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنّي عَلَيْكَ، بَلْ لَكَ الحَمْدُ والْمَنُّ عَلَيَّ.

* ثمّ قلّب خدّه الأيسر وقال: ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ.

* ثمّ عاد إلى السجود، وقال: إِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ؛ العَفْوَ، العفوَ (مائة مرّة).

قال طاوس: فبكيتُ حتّى علا نحيبي، فالتفتَ إليّ وقال: ما يُبْكيكَ يا يَمانِيُّ؟ أوَلَيْسَ هَذا مَقامُ المُذْنِبينَ! فقلت: حبيبي، حقيقٌ على الله أن لا يردَّك، وجدُّك محمّدٌ صلّى الله عليه وآله.

قال طاوس: فلمّا كان في العام المقبل، في شهر رجب بالكوفة، فمررتُ بمسجد غنيّ [من المساجد المباركة بالكوفة]، فرأيتُه عليه السلام، يصلّي فيه ويدعو بهذا الدعاء، وفعلَ كما فعل في الحِجر».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

07/04/2016

دوريات

نفحات