الملف

الملف

06/05/2016

الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف في خطاب وليّ أمر المسلمين

 

أصحابُ السعادة والاستعداد يَزورونه...

الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف في خطاب وليّ أمر المسلمين

_____ تنسيق «شعائر» _____

كتاب (إنسان بعمر 250 سنة) عبارة عن مجموعة من المحاضرات والدراسات التي ألقاها ودوّنها الإمام الخامنئي، دام ظلّه، في سيرة الأئمّة الأطهار عليهم السلام. والكتاب قبل أن يكون نصّاً تاريخيّاً صرفاً، هو متنٌ تحليليٌّ تاريخيّ؛ يتضمّن بيان رؤية تحليليّة شاملة لحياة كلّ معصوم بالنظر إلى المسار التاريخي لمرحلة إمامته. والفكرة المركزيّة التي تبتني عليه هذه الرؤية هي النظر إلى الأئمّة عليهم السلام على أنّهم شخصٌ واحدٌ يحيا بأهداف واضحة ومحدّدة على المستوى المرحلي والاستراتيجي.

هذا المقال هو ملخّص بعض ما ورد في الفصل الرابع عشر من الكتاب، والمُخصّص للحديث عن الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

 

تقرأون في «دعاء النّدبة» أنّ الإمام صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف يقاتلُ الفُسوقَ والعدوانَ والطّغيانَ والنّفاق، ويُزيل كلّ ذلك ويقضي عليه. وعلينا، اليوم، أن نتحرّك ونتقدّم في مجتمعنا بهذا الاتّجاه. هذا هو الشيء الّذي يقرّبنا من إمام الزمان، صلوات الله عليه، من الناحية المعنوية، ويقرّب مجتمعنا نحو مجتمع وليّ العصر، صلوات الله وسلامه عليه، ذلك المجتمع المهدويّ العلويّ التوحيديّ.

(27 حزيران/ 1980م)

 

خصائصُ المجتمع المهدويّ

المجتمعُ المَهدويّ هو المجتمع نفسه الّذي ظهر من أجله جميع الأنبياء. لو أنّكم دقّقتم في الكُتب الإسلامية وفي المصادر الإسلاميّة الأساسيّة، للاحظتم جميع خصائصه. فـ«دعاء النّدبة».. يذكر خصائص ذلك المجتمع: «أينَ مُعِزُّ الأَولياءِ، ومُذِلُّ الأَعْدَاءِ»؛ أي أنّه مجتمعٌ يكون فيه أولياءُ الله أعزّاء، وأعداءُ الله أذلّاء، أي أنّ القِيَم والمعايير الحاكمة في ذلك المجتمع تكون هكذا.

«أين المُعَدُّ لِإقامةِ الحُدود»، ففي هذا المجتمع تُطبّق الحدود الإلهيّة، وتُراعى كلّ الحدود الّتي عيّنها الله تعالى والإسلام. والمحوَر في عصر إمام الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف هو محوَر الفضيلة والأخلاق. فكلّ مَن كان صاحب فضائل أخلاقية أكثر، سيكون مقدّماً وسبّاقاً.

(27 حزيران/ 1980م)

هناك رواية عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام يقول فيها: «.. حتَّى إذا قامَ القَائِمُ، جاءَتِ المُزايَلَةُ [أي امتاز المؤمنون عن غيرهم وفارقوهم]، وأَتَى الرَّجُلُ إلى كِيسِ أَخِيهِ، فيَأْخُذُ حَاجَتَهُ فَلا يَمْنَعُهُ»، وهي إشارة إلى أخلاق المساواة بين الناس، وإلى الإيثار. وتُبشّر هذه الرواية بنجاة البشر من تسلّط البخل والحرص الّذي هو أكبر سببٍ لشقاء الأُمَم.

يوجد في روايةٍ أخرى أيضاً: «إذا قَامَ قَائِمُنَا اضْمَحَلَّتِ القَطَائِعُ، فَلَا قَطَائِع»، فتلك القطائع الّتي تمنحها الحكومات المستكبرة في العالم لأتباعها وحلفائها، وذلك «الكرم»، الّذي يُحَصَّلُ من جيوب الشعوب، سوف يتوقّف تماماً في العالم. وقد كانت القطائع في الماضي على نحوٍ ما، وهي اليوم بشكلٍ آخَر: بصورة الاحتكارات النفطية، والتجارية، والصناعيّة، والفنّية المختلفة.

 (10 نيسان/ 1987م)

 

أصحابُ الاستعداد يَزورونه..

خصوصية اعتقادنا نحن الشيعة (بالإمام المهديّ عليه السلام) هي أنّنا قد بدّلنا هذه الحقيقة – ظهور المُنجي في آخر الزمان- من حالة الأُمنية والأمر الذهنيّ المَحض، إلى حالة واقعيّة موجودة؛ فحُجّة الله تعالى حيٌّ بين الناس، وموجودٌ ويعيش في ما بينهم، ويرى الناسَ وهو معهم، ويشعر بآلامهم وأسقامهم. وأصحابُ السعادة والاستعداد يزورونه في بعض الأحيان بصورة خفيّة.

(17 آب/ 2008م)

 

الارتباط بوليّ العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف

أذكر جملةً... في ما يتعلّق بضرورة الارتباط العاطفي والمعنوي والروحي بإمامنا العظيم وليّ الله المعصوم، بالنسبة إلى كلّ واحدٍ منّا. هذه القضيّة لا ينبغي أن تجعلوها محدودة في إطار التحليل الفكريّ والاستنارة الفكريّة. فذاك المعصوم، الّذي هو صفيُّ الله، يعيش، اليوم، بيننا نحن البشر في مكانٍ ما من هذا العالم، ونحن لا نعلمُه. إنّه موجودٌ، ويدعو اللهَ، ويقرأ القرآن، ويبيّن المواقف الإلهيّة... إنّه يركعُ، ويَسجدُ، ويعبدُ، ويَدعو، ويظهرُ في المجامع، ويساعدُ البشر. فله وجودٌ خارجيّ ووجودٌ عَينيّ، غاية الأمر أنّنا نحن لا نعرفه. إنّ هذا الإنسان الّذي اصطفاه الله، موجودٌ اليوم، ويجب أن نقوّي علاقتنا به من الناحية الشخصيّة والقلبيّة والروحيّة، بالإضافة إلى الجانب الاجتماعي والسياسي، والّذي بحمد الله صار نظامنا متوجّهاً نحو ما يريده هذا الإمام العظيم، إن شاء الله. فليَجعل كلّ واحدٍ من أبناء مجتمعنا توسُّلَه بوليّ العصر وارتباطه به، ومناجاته إيّاه، وسلامه عليه، وتوجّهه إليه، تكليفاً وفريضة، وليدعو له، كما (في) الدعاء المعروف «اللّهُمّ كُنْ لِوَلِيِّك..».

(10 نيسان/ 1987م)

 

استمرار النبوّات

الوجود المُقدّس لحضرة بقيّة الله، أرواحنا فداه، هو عبارة عن استمرار النبوّات والدعوات الإلهية منذ بداية التاريخ وإلى يومنا هذا، أي كما تقرأون في «دعاء النّدبة»: «فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَك»، الّذي هو النبيّ آدم عليه السلام، وإلى قوله عليه السلام: «إلَى أنِ انْتَهَيتَ بِالأَمْرِ»، أي الوصول إلى خاتَم الأنبياء، صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ ومن بعدها قضيّة الوصيّة وأهل بيت النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، إلى أن يصِل الأمر إلى إمام الزمان عليه السلام، فالجميع عبارة عن سلسلة مُتّصلة ومُرتبطة بعضها ببعض في تاريخ البشريّة.

وهذا يعني أنّ تلك الحركة العظيمة للنبوّات وتلك الدعوات الإلهيّة بواسطة الرّسُل، لم تتوقّف في أيّ مقطعٍ من الزمان. فالبشريّة تحتاج إلى الأنبياء والدعوات الإلهيّة، والدُعاة الإلهيّين، وهذا الاحتياج باقٍ إلى يومنا هذا، وكلّما مرّ الزمان، فإنّ البشر يُصبحون أقرب إلى تعاليم الأنبياء.

لقد أدرك المجتمع البشريّ، اليوم، من خلال التقدّم الفكريّ والمَدنيّة والمعرفة، الكثير من تعاليم الأنبياء - والّتي لم تكن قابلة للإدراك من قِبل البشر قبل عشرات القرون - فقضيّة العدالة المطروحة، وقضيّة الحريّة، وكرامة الإنسان، وهذه الألفاظ الرائجة في عالم اليوم، هي كلماتُ الأنبياء. فالدّعاة الإلهيّون لم تنقطع سِلسلتُهم، والوجود المُقدّس لبقيّة الله الأعظم، أرواحنا فداه، هو استمرارُ سلسلة الدّعاة الإلهيّين، حيث تقرأون في زيارة آل ياسين: «السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللهِ وَرَبَّانِيَّ آيَاتِه..». أي أنّكم، اليوم، ترون تجسيداً لدعوة... جميع الأنبياء والمصلحين الإلهيّين، ودعوة النبيّ الخاتَم صلّى الله عليه وآله في وجود حضرة بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

06/05/2016

دوريات

   إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات