مرابطة

مرابطة

03/06/2016

يوم الإسلام وإحياءِ قوانينه


يوم الإسلام وإحياءِ قوانينه

رمزيّة يوم القدس، وأبعاده عند الإمام الخميني قدّس سرّه

 

أعلن الإمام الخميني قدّس سرّه، يوماً عالميّاً للقدس الشريف؛ وهو يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك من كلّ عام.



 

واللافت في هذا الإعلان عدّة أمور:

أولّاً: إنّ الإعلان جاء بعد ستّة أشهر من عودة الإمام الخميني قدّس سرّه، التاريخية إلى إيران، وبعد أربعة أشهر من قيام الجمهورية الإسلامية، أي في تمّوز من العام 1979م، ممّا يؤكّد مدى حضور هذه القضية، وحيّز الأولوية الذي شَغَلَتْه في فكر الإمام.

ثانياً: إنّ اليوم، لم يكن خاصّاً بالمسلمين، بل يوماً عالميّاً، ولعلّ في ذلك إشارة إلى إعطاء الإمام للقضية بُعدها العالميّ، كنموذج للصراع بين الحقّ والباطل، وهذا ما عبّر عنه الإمام والذي سيتّضح من دلالات يوم القدس.

ثالثاً: إنّ إعلان اليوم حصل في شهر رمضان، وهو شهر الوحدة بين المسلمين، الذين يلبّي أكثرُهم فيه نداء الحقّ، ويحلّوا في ضيافة الرحمن متوجّهين نحوه بالدعاء والابتهال، موطّنين أنفسهم على القيام بالواجب وترك المحرّم، وعلى القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهل هناك في حياة الأمّة وواقعها اليوم منكرٌ أخطر وأسوأ من احتلال القدس من قِبل الصهاينة؟

فلا بدّ أن يوطّن المؤمنون أنفسهم على تلبية نداء الحقّ في هذا الشهر، وقلوبهم معلّقة بالحقّ قريبة منه، تعيش حالةً من الحقّانيّة المتميّزة. ثمّ إنّ شهر رمضان يمثّل بالنسبة للمسلمين شهر الجهاد والانتصار؛ ففي شهر رمضان كان فتح مكّة، الذي عبّر اللهُ سبحانه عنه بقوله تعالى:ـ ﴿إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾، فشهر رمضان موسم النصر والفتح، ولعلّ التاريخ يُعيد نفسه فتتحرّر القدس، ويحصل الفتح من جديد في شهر رمضان، وانطلاقاً منه.

رابعاً: دلالة ورمزية يوم الجمعة الذي هو عيدٌ للمسلمين جميعاً، يتوجّهون فيه إلى بيوت الله تعالى لإقامة الجماعة وأداء الجُمعة، في حالة من الخشوع والتقرّب إلى الله، وفي حالة من الوحدة والألفة بين المسلمين والمؤمنين.

خامساً: رمزية اليوم مع التوقيت (الجمعة الأخيرة من شهر رمضان)، حيث هذه الأيام الأخيرة وخصوصاً الجمُعات منها لها خصوصيات عباديّة مهمّة، فهي الأيام التي تختصَر خيرات الشهر، وفي إحدى لياليها تستتر ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، والتي يعبّر فجرها عن ظهور الحقّ عبر الصيحة التي ستحصل وتبشّر العالم بخروج الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، الذي سيطرد اليهود وللأبد من فلسطين، حيث ستكون القدس هي مكان الإعلان عن قيام دولة العدالة الإلهيّة، وعن سطوع شمس الحقّ على هذه المعمورة من خلال تلك الصلاة العالمية التي سيُشارك فيها كلّ رموز الحقّ بإمامة بقيّة الله أرواحنا فداه.

وأمّا نصّ دعوة الإمام الخميني قدّس سرّه فهو: «أدعو جميع مُسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيّام القدر، ويُمكن أن تكون حاسمة في تَعيين مصير الشعب الفلسطينيّ، يوماً للقدس، وأن يُعلنوا من خلال مراسم الاتّحاد العالميّ للمسلمين دفاعَهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطينيّ المسلم».

دلالات وأبعاد يوم القدس العالميّ

* يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين: إنّه يوم عالميّ، له علاقة بالصراع بين الخير والشرّ، وعمليّاً بين محور الشرّ المتمثّل بالمستكبرين، ومحور الخير الذي يجسّده المستضعفون.

وممّا جاء في كلام الإمام قدّس سرّه، حول هذا الموضوع: «يومُ القدس يومٌ عالميّ، ليس فقط يوماً خاصّاً بالقدس، إنّه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين».

ويقول قدّس سرّه: «إنّه يوم مواجهة الشعوب - التي عانتْ من ظلم أميركا وغيرها - للقوى الكبرى».

وكذلك فإنّه مناسبة لتوجيه التحذير لكلّ القوى الكبرى بوجوب رفع يدها عن المستضعفين.

يقول الإمام الخميني قدّس سرّه: «يوم القدس، هو يومٌ يجب أن نخلّص فيه كلّ المستضعفين من مخالب المستكبرين، يومٌ يجبُ أن تعلنَ فيه كلّ المجتمعات الإسلامية عن وجودها، وتُطلق التحذيرات إلى القوى الكبرى».

* يوم الإسلام: بعد رمزيّته العالمية والإنسانية، تأتي الرمزيّة الدينية للقدس، كتعبير عن مكانة الإسلام كَدِينٍ إلهيٍّ يريد أن يُصلح العالم وأن يرفع الظلم ويُقيم العدل، وأحد الرموز الفعلية لذلك هو القدس، وما تدلّل عليه في عملية إحيائها وتحريرها، كعملية لإحياء الدين وإقامته ونَشره.

وفي هذا المعنى يقول الإمام الخميني قدّس سرّه: «يومُ القدس هو يومُ الإسلام، يومٌ يجبُ فيه إحياءُ الإسلام وتطبيقُ قوانينه في الدول الإسلامية. في يوم القدس، يجب أن (يوجَّه التحذير) لكلّ القوى (المستكبرة) أنّ الإسلام لن يقعَ بعد الآن تحت سيطرتها (وسيطرة عملائها الخُبثاء)».

ويقول قدّس سرّه: «يومُ القدس، يومُ حياة الإنسان، يجب أن يصحو جميع المسلمين وأن يدركوا مدى القدرة التي يمتلكونها؛ سواء المادية منها أم المعنوية».

* يوم الالتزام ونَفي النفاق: بعد البُعدين العالمي والإسلامي، الإنساني والديني، كان البُعد التطبيقي ليوم القدس، الذي يجسّد حقيقة الالتزام بالإسلام، وواقع الانتهاج بنهجه، والاستنان بسنّته، والاحتكام إلى تشريعاته، بحيث إنّ هذا اليوم هو المميِّز بين المسلمين حقاً من غير المسلمين بالمعنى الفعليّ، أو بالأحرى هو الذي يميّز المؤمنين عن المنافقين.

يقول الإمام الخميني قدّس سرهّ: «إنّ الذين لا يُحيون مراسم يوم القدس هم مخالفون للإسلام، وموافقون للصهيونية».

من هنا، أكّد الإمام الخميني قدّس سرّه، على ضرورة إحياء هذا اليوم عمليّاً، فلا يصحّ مجرّد الرفض للصهيونية، أو النُّكران القلبي للظُّلم الناتج عن احتلال القدس، ومشروع تهويدها، إنّما الأمر يتعدّى ذلك إلى التحرّك والنزول إلى الشارع، والتعبير العملي عن الاستنكار والرفض للصهيونية وللاستكبار.

يقول قدّس سرّه: «.. لو انطلقت الضجّة من كلّ الشعوب الإسلامية في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، الذي هو يوم القدس، لو نهضتْ كلّ الشعوب (وخرجت في المسيرات والتظاهرات)، فإنّ هذا الأمر سيكون مقدّمة، إن شاء الله، للوقوف بوجه هؤلاء المفسدين، والقضاء عليهم في جميع أرجاء بلاد الإسلام».

_____________________________

من كتاب (القدس في فكر الإمام الخميني)، إعداد: (مركز نون للتأليف والترجمة)

 

زاد الصائم

لا تَدَع السّحور

عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنَّ اللهَ تباركَ وتَعالى وملائكتَه يُصلُّونَ على المُستَغفرين والمُتسحِّرين بالأَسحَار، فلْيَتَسَحَّر أحدُكم ولو بِشُربةٍ من مَاء..».

(إقبال الأعمال)

 

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

03/06/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات