مراقبات

مراقبات

04/07/2016

مراقبات شهر شوّال


مراقبات شهر شوّال

أسألُكَ بِحقِّ هذا اليوم الّذي جعلتَهُ لِلمسلِمينَ عيداً

____ إعداد: «شعائر» ____

يقول السيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال) حول يوم العيد وأهميّته: «إنّ يوم العيد هو باب سعيد، وتجديد فضلٍ جديد، لم يأتِ مثله منذ السنة ماضية، ويمضي فلا يعود مثله إلى السنة الآتية. وما يخفى على ذوي الألباب أنّ المناسبات التي تكون في الأوقات المتباعدات لها حقّ التعظيم والاحترام، وحقّ الاعتراف لصاحب الإنعام، ولزوم الآداب في سائر الأسباب مع مالك يوم الحساب».

 

مراقبة ليلة الفطر وأدبها

ليلة العيد هي وقت الخروج من حرم الشهر المبارك، وليلة لها خصوصيّتها، على قول الميرزا الملكي التبريزي في كتابه (المراقبات)، لجهة الاجتهاد في العبادة، برجاء القبول، ونيل الجزاء، ومعالجة التقصير، وممّا قاله رحمه الله: «جعل الله شهر رمضان مضماراً للسباق بعبادته، وندب عباده يوم العيد ليجتمعوا على أخذ الجوائز والعطايا. فيوم العيد هو وقت ظهور آثار أعمال شهر رمضان، وإعطاء جزاء عباداتها؛ فمَن أحسن مراقبة الله جلّ جلاله في ليلة عيده، وعالج تقصيره فيما يجب عليه في شهر رمضان في ليلة الفطر، واستأهل نفسه للتعبّد، وخلط نفسه في عباد الله الصالحين، يرجى له أن يقبل الله تعالى يوم عيده كما يقبلهم، ولا يقنّطه من خاصّة ألطافه، ولا يداقّه بتقصيره في عباداته، بعد اعترافه بالتقصير، ويخلطه بأهل نواله من عباده المكرمين، والشهداء والصدّيقين».  

أعمالُ ليلة الفِطر

1- الإحياء: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَنْ أَحْيا لَيْلَةَ العيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَموتُ القُلوبُ».

2- الغسل في أوّل اللّيل وآخره: يستحبّ الغسل في هذه اللّيلة بعد غروب الشّمس، ويأتي بغسل آخر في آخر اللّيل، قال الشيخ الطُّوسيّ في (مصباح المتهجّد): «اغتسِل في آخر اللّيل، واجلس في مصلّاك إلى طلوع الفجر».

3- أذكار السّجود: ومن السُّنّة أن يقول عقيب صلاة المغرب ليلة الفطر وهو ساجد: «يا ذا المَنِّ وَالطَّوْلِ، يا ذا الجُودِ، يا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَناصِرَهُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ». ثمّ يسجد ويَقول في سجوده مائةَ مرّة: «أتُوبُ إِلى اللهِ». ثمّ يسأل الله تَعالى ما يشاء.

4- التّكبير: ويستحبّ أيضاً التكبير عقيب أربع صلوات: المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الفجر وصلاة العيد يقول: «الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلَّا الله، وَالله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ، الحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا، وَلهُ الشُّكْرُ عَلى ما أَوْلانا».

5- زيارة الإمام الحسين عليه السلام: لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في هذا اليوم فضلٌ عظيم. (مفاتيح الجنان، زيارة الإمام الحسين عليه السلام في عيدَي الفطر والأضحى)

6- الدّعاء: أن يدعو عشر مرات بالدُّعاء: «يا دائِمَ الفَضْلِ على البَرِيّة..». (مفاتيح الجنان، أعمال ليلة الجمعة)

7- الصلوات:

أ) ركعتان: يقرأ في الأولى بعد (الحمد) (التّوحيد) ألف مرّة، ويقرأها في الثّانِيَة مرّة واحدة، ويسجد بعد السلام فيقول: أَتُوبُ إِلى اللهِ. مائة مرّة. ثمّ يَقول: يا ذا المَنِّ وَالجُودِ، يا ذا المَنِّ وَالطَّوْلِ، يا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا، ويسأل حاجتَه.

ورُوي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يصلّيها كما ذُكر، فإذا رفع رأسه يَقول: «والَّذي نَفْسي بِيَدِهِ، لا يَفْعَلُها أَحَدٌ يَسْأَلُ اللهَ تَعالى شَيْئاً إِلَّا أَعْطاهُ، وَلَوْ أَتاهُ مِنَ الذُّنوبِ عَدَدَ رَمْلِ الصَّحْراءِ غَفَرَ اللهُ لَهُ».

وأورد الشيخ الطوسي والسيّد ابن طاوس دعاءً بعد هذه الصلاة أوّله: «يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا رَحْمَنُ..». (مفاتيح الجنان، أعمال اللّيلة الأولى من شوّال)

وفي رواية أخرى تُقرأ سورة (التّوحيد) مائة مرّة في الرّكعة الأولى عوضَ الألف مرّة، ولكن على هذه الرّواية تؤدّى هذه الصّلاة بعد فريضة المغرب ونافلته.

ب) ستّ ركعات: عن رسول صلّى الله عليه وآله: «مَنْ صَلّى لَيْلَةَ العيدِ سِتَّ رَكَعاتٍ، يَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ خَمْسَ مَرّاتٍ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) إِلّا شُفِّعَ في أَهْلِ بَيْتِهِ كُلِّهِمْ، وَإِنْ كانوا قَدْ وَجَبَتْ لَهُمُ النّارُ».

ج) أربع عَشرة ركعة: يقرأ في كلّ ركعة (الحمد)، وآية (الكرسيّ)، وثلاث مرّات سورة (قل هُوَ الله أحد) ليكون له بكلِّ ركعة عبادة أربعين سنة، وعبادة كلّ مَن صام وصلّى في هذا الشّهر.

د) عشر ركعات: في حديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال: « مَنْ صَلّى لَيْلَةَ عيدِ الفِطرِ عَشْرَ رَكَعاتٍ بِالحَمْدِ مَرَّةً وًالإِخْلاصِ عَشْرَ مَرّاتٍ، وَيَقولُ مَكانَ تَسْبيحِ الرُّكوع والسُّجودِ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَيُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ أَلْفَ مَرَّةٍ بَعْدَ الفَراغِ، وَيَقولُ في سَجْدَةِ الشُّكْرِ: يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ، يا رَحْمَنَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَرَحيمَهما، يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ، يا إِلَهَ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ، اغْفِرْ لي ذُنوبي وَتَقَبَّلْ صَوْمي وَصَلاتي. لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ مِنَ السُّجودِ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ وَيَتَقَبَّلَ مِنْهُ صَوْمَهُ وَيَتَجاوَزَ عَنْ ذنوبِهِ».

يوم الفطر

تستمرّ إمكانية تدارك التقصير إلى فجر يوم العيد، حيث يؤكّد الميرزا الملكي التبريزي في (المراقبات) وجوب التوسّل الصادق وطلب الشفاعة، والمبالغة في ذلك على قدر أهميّة هذا اليوم: «من المهمّ التوسّل والاستشفاع بحامي اليوم وخفيره أوّل الطلوع، والمبالغة في ذلك بقدر خطر أمر اليوم، فإنّ خطره بقدر جميع أوقاته وحالاته من شهر رمضان، لأنّه وقت ظهور الثمرة، وإعطاء الجوائز، وكشف الحجاب عن وجه القبول والردّ، والرضا والسخط، والقرب والبعد، والسعادة والشقاوة، يمكن للعبد السعيد أن يحسن أدبه في حضور هذا المقام، ويعالج كلّ ما احتطب على نفسه في أيّام شهره ولياليه من الذنوب، وأن يصلح كلّ ما ضيّعه من المكارم الإلهيّة والألطاف الربّانية، والمراحم الرحيميّة والرحمانيّة. فيمكن أن يتدارك بلطف أدب الساعة، كلّ ما قصّر فيه من مهامّ شهر رمضان، ويبدّل سيّئاته بأضعافها من الحسنات، ويصل إلى رفيع الدرجات».

أعمال يوم الفطر

1- التكبير: أن تكبر بعد صلاة الصبح، وبعد صلاة العيد بالتّكبيرات التي وردت في ليلة العيد.

2- زكاة الفطرة: إخراج زكاة الفطرة على التفصيل المبيّن في الكُتب الفقهيّة، وهي من الواجبات المؤكّدة، وهِيَ شرط في قبول صيام شهر رمضان، وأمانٌ من الموت إلى السنة القابلة.

3- الغسل: ووقته مِن الفَجر إلى حين أداء صلاة العيد. ويستحبّ كذلك تحسينُ الثياب واستعمال الطِّيب.

4- الإفطار: الإفطار أوّل النَّهار قَبلَ صلاة العيد، والأفضل أن يفطر عَلى التَّمر أو عَلى شَيءٍ مِن الحلوى. وقالَ الشيخ المفيد يُستحبّ أن يبتلع شيئاً مِن تربة الحسين عليه السلام، فإنّها شفاءٌ من كلّ داء.

5- دعاء وصلاة العيد: عن الإمام الباقر عليه السلام، قالَ: «أدْعُ في العيدَيْنِ وَالجُمُعَةِ إِذا تَهَيَّأْتَ للخُروجِ بِهَذا الدُّعاء: اللَّهُمَّ مَنْ تَهيَّأَ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ..» (مفاتيح الجنان، أعمال ليلة الجمعة).

صلاة العيد: وقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، ولو فاتت لم تقضَ.

6- زيارة الإمام الحسين عليه السلام: (مفاتيح الجنان، زيارات الإمام المخصوصة)

7- الدُّعاء:

أ) أن تدعو بَعد فريضة الصُّبح بالدُّعاء الذي ورد في كتاب (الإقبال) وأوّله: «اللَّهُمَّ إنِّي تَوَجَّهتُ إليكَ بِمُحَمَّدٍ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَمامي..»

ب) قراءة دعاء النُّدبة. وقد لفت الشيخ التبريزي في (المراقبات) إلى مضامين هذا الدعاء ضمن أعمال يوم الفطر، قائلاً: «ثمّ يقرأ دعاء الندبة عن حضور القلب، فإنّ فيه من علم معاملته جلّ جلاله مع أنبيائه وأوليائه، وأدب معاملة الرعيّة مع الإمام، حظّاً كاملاً لأهل اليقظة».

اليوم الخامس والعشرون: شهادة الإمام الصادق عليه السلام

في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 للهجرة، كانت شهادة الإمام أبي عبد الله، جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام، في المدينة المنوّرة عن خمسة وستّين عاماً. ويستحبّ زيارته عليه السلام في هذا اليوم، ويُمكن أن يزار بالزّيارة الجامعة، أو بزيارة أمين الله، أو زيارة أئمّة البقيع عليهم السلام، الواردة في (مفاتيح الجنان).

صلاة الإمام الصادق عليه السلام: ركعتان كل ركعة بـ (الفاتحة) مرة، وآية ﴿شَهِد الله﴾ مئة مرّة [سورة آل عمران: الآية 18]، ودعاؤه عليه السلام: «يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، وَيا جابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ، وَيا حاضِرَ كُلِّ مَلأٍ، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا شاهِداً غَيْرَ غائِبٍ، وَيا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، وَيا قَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ، وَيا مُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، ويا مُحْيِيَ المَوْتى وَمُمِيتَ الأحْياءِ القائِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، وَيا حَيّاً حِينَ لا حَيَّ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ».

 

عمود

كيفيّة صلاة العيد

ركعتان، تقرأ في الأوّلى (الحمد) وسورة (الأعلى)، وتكبّر بعد القراءة خمس تكبيرات، وتقنت بعد كلّ تكبيرة، فتقول:

أللَّهُمَّ أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ. أللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ.

ثمّ تكبّر السادسة وتركع وتسجد، ثمّ تنهض للركعة الثانية فتقرأ فيها بعد (الحمد) سورة (الشمس)، ثمّ تكبّر أربع تكبيرات، تقنت بعد كلّ تكبيرة، وتقرأ في القنوت ما مرّ، فإذا فرغت كبّرت الخامسة فركعت وأتممت الصّلاة، وسبّحت بعد الصلاة تسبيح الزهراء عليها السلام.

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/07/2016

دوريات

نفحات