صاحب الأمر

صاحب الأمر

04/07/2016

الدعاء لنور آل محمّد صلّى الله عليه وآله

 

ممّا يختصّ بتعقيب صلاة الظهر

الدعاء لنور آل محمّد صلّى الله عليه وآله

____ السيد محمّد تقي الموسوي الأصفهاني رحمه الله ____

 

ورد حول الدعاء للإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف أنه من مصاديق النُّصرة باللّسان، وينقسم إلى قسمين: الدعاء لمعرفته والثبات على ولايته صلوات الله عليه، والدعاء له لحفظه ونصره. ومن أبرز أوقات الدعاء للإمام عليه السلام ليالي الجُمَع وصبيحتها، وفي تعقيب الفرائض.

هذا المقال المقتطف من كتاب (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام) للسيّد محمّد تقي الأصفهاني (ت: 1348 للهجرة)، يتضمّن دعاءً للإمام صاحب الزمان في تعقيب صلاة الظهر، مرويّاً عن الإمام الصادق عليهما السلام.

 

 

من الأوقات التي يتأكّد فيها الدعاء بتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف بعد خصوص صلاة الظهر - ويدلّ على ذلك ويشهد له:

* ما رُوي في (البحار) للعلامة المجلسي، و(المستدرك على الوسائل) للمحدّث الطبرسي، و(جمال الصالحين) للميرزا اللاهيجي، عن الصادق عليه السلام: «مَنْ قالَ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى محمّدٍ وَآلِ محمّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، لَمْ يَمُتْ حَتّى يُدْرِكَ القائِمَ عَلَيْهِ السَّلامُ».

ويدلّ على ذلك أيضاً:

* ما رُوي في (صلاة البحار)، نقلاً عن كتاب (فلاح السائل) للسيد الأجل عليّ بن طاوس رضي الله عنه، قال: «من المهمّات عقيب صلاة الظهر الاقتداء بالصادق عليه السلام في الدعاء للمهديّ الذي بشّر به محمّدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله أمّتَه، في صحيح الروايات، ووعدهم أنه يظهر في أواخر الأوقات». ثمّ أسند الخبر إلى عبّاد بن محمّد المدايني، قال:

«دخلتُ على أبي عبد الله (الصادق عليه السلام) بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر وقد رفع يدَيه إلى السماء، وهو يقول:

(أَيْ سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، أَيْ جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ، أَيْ بارِئَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ المَوْتِ، أَيْ باعِثُ، أَيْ وارِثُ، أَيْ سَيِّدَ السَّاداتِ، أَيْ إِلَهَ الآلِهَةَ، [أي الآلهة المدّعاة، والإشارة إليها ليس إقراراً بحقّانيّتها، وإنما تقرير أنّ من الناس مَن اتّخذ آلهةً من دون الله تعالى، كما تشهد بذلك آيات قرآنية عديدة. وقيل إن المراد بالآلهة هنا كلّ مَن يُتوهّم أنّ له تأثيراً على نحو الاستقلال] أَيْ جَبَّارَ الجَبابِرَةِ، أَيْ مالِكَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، أَيْ رَبَّ الأَرْبابِ، أَيْ مَلِكَ المُلوكِ، أَيْ بَطّاشُ، أَيْ ذا البَطْشِ الشَّديدِ، أَيْ فَعّالاً لِما يُريدُ، أَيْ مُحْصِيَ عَدَدِ الأَنْفاسِ وَنَقْلِ الأَقْدامِ، أَيْ مَنْ السِّرُ عِنْدَهُ عَلانِيَةٌ، أَيْ مُبْدِئُ، أَيْ مُعيدُ: أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِحَقِّهِمُ الّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلى نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ - السّاعَةَ- بِفَكاكِ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ - الدّاعي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ، وَأمينِكَ في خَلْقِكَ، وَعَيْنِكَ في عِبادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ عَلَيْهِ صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ - وَعْدَهُ.

اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ، وَقَوِّ أَصْحابَهُ وَصَبِّرْهُمْ، وَافْتَحْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَمْكِنْهُ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَعْداءِ رَسولِكَ، يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ).

فقلت (أي الراوي المدايني): أليسَ قد دعوتَ لنفسك، جُعلت فداك؟

قال عليه السلام: دَعَوْتُ لِنورِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَسابِقِهِمْ، وَالمُنْتَقِمِ بِأَمْرِ اللهِ مِنْ أَعْدائِهِمْ.

قلت: متى يكونُ خروجه، جعلني الله فداك؟

قال عليه السلام: إِذا شاءَ مَنْ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ.

قلت: فله علامةٌ قبل ذلك؟

قال عليه السلام: نَعَمْ، عَلاماتٌ شَتَّى.

قلت: مثل ماذا؟

قال: خُروجُ رايَةٍ مِنَ المَشْرِقِ، وَرايَةٍ مِنَ المَغْرب؛ وَفِتْنَةٌ تُضِلُّ أَهْلَ الزَّوْراءِ [بغداد]، وَخُروجُ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ عَمّي زَيْدٍ بِاليَمَنِ، وَانْتِهابُ سِتارَةِ البَيْتِ، وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ».

ثمّ أشار العلامة المجلسي إلى أنّ من مصادر هذه الرواية: (مصباح المتهجّد) للشيخ الطوسي، و(جنّة الأمان)، و(البلد الأمين) للشيخ الكفعمي، و(الاختيار) للسيد ابن الباقي؛ عدّوه جميعاً من مختصّات تعقيب صلاة الظهر، وفي الجميع (يا) مكان (أي) في المواضع كلها.

أقول: سند الحديث وإن كان ضعيفاً بحسب الاصطلاح، لكن لا بأس به بمقتضى قاعدة التسامح، المقررّة المُثبتة في أصول الفقه، ولذلك عوّل عليه مشايخ علمائنا الذين عرفتَ أسماءهم الشريفة، رحمهم الله تعالى.

وجوه الاستفادة من هذه الرواية

ومهما كان، فيستفاد من هذا الخبر، ومن الدعاء المذكور أمور:

الأوّل: استحباب الدعاء في حقّ الحجّة عليه السلام، ومسألة تعجيل فرجه بعد صلاة الظهر. الثاني: استحباب رفع اليدَين حال الدعاء له عليه السلام.

الثالث: استحباب الاستشفاع بهم عليهم السلام، والمسألة بحقّهم، قبل طلب الحاجة.

الرابع: استحباب تقديم التحميد والثناء على الله عزّ وجلّ.

الخامس: استحباب تقديم الصلاة على محمّد وآله عليهم السلام على طلب الحاجة.

السادس: تطهير النفس من الذنوب بالاستغفار ونحوه ليكون نقيّاً مستعدّاً للإجابة، يدلّ على ذلك طلبه المغفرة وفكاك الرقبة من النار. (..)

السابع: إنّ المراد بالوليّ المطلق في كلامهم ودعواتهم، هو مولانا صاحب الزمان عليه السلام.

الثامن: استحباب الدعاء في حقّ أصحابه وأنصاره.

التاسع: كون الإمام شاهداً على أعمال العباد، مبصراً لهم، ولأفعالهم في كلّ حال، يدلّ عليه قوله عليه السلام: «..وعينِك في عبادك».

العاشر: إنّ من ألقاب مولانا الحجّة عليه السلام «نورُ آل محمّد»، وقد ورد في الروايات ما يشهد لذلك، وقد ذكر المحقّق النوريّ رضي الله عنه بعضها في كتابه المسمّى بـ(النجم الثاقب).

الحادي عشر: كونه أفضل من سائر الأئمّة عليهم السلام بعد أمير المؤمنين والحسنين صلوات الله عليهم أجمعين، ويؤيّده بعض الروايات أيضاً.

الثاني عشر: إنّ الله عزّ اسمه قد ادّخره وأخّره للانتقام من أعدائه وأعداء رسوله، والروايات بذلك متواترة.

الثالث عشر: إن زمان ظهوره من الأمور الخفيّة التي اقتضت المصلحة الإلهيّة إخفاءها، وقد تواترت الروايات في ذلك أيضاً.

الرابع عشر: إنّ تلك العلامات المذكورة ليست من العلائم المحتومة، لقوله عليه السلام في آخر الكلام، ويفعل الله ما يشاء.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/07/2016

دوريات

نفحات