أعلام

أعلام

04/07/2016

الصحابيّ الجليل المقداد بن عَمرو الكِنديّ


.. الذي لم يَشُكّ ولم يدخله شيء

الصحابيّ الجليل المقداد بن عَمرو الكِنديّ

___________ إعداد: سليمان بيضون __________

* من شُجعان الصحابة وأبطالهم ونُجَبائهم، شهد المشاهد كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهاجر الهجرتَين.

* عظيم القدر، شريف المنزلة، تجمّعت فيه أنواع الفضائل، وأخذ بمجامع المناقب من السبق، والهجرة، والعلم، والنجدة، والثبات، والاستقامة، والشرف، والنجابة.

* أعلن مخالفته الذين بدّلوا، بعد رحيل النبيّ صلّى الله عليه وآله، وعُدَّ أطوعَ أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكان من الصفوة الذين صلّوا على الجثمان الطاهر لسيّدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.

* ألقى في مسجد المدينة خطبة قال فيها: «إنّي لأَعجبُ من قريش أنّهم تركوا رجلاً ما أقول إنّ أحداً أعلم ولا أقضى منه بالعدل».

* أُعدّت هذه الترجمة استناداً إلى مصادر عدّة، أبرزها (موسوعة طبقات الفقهاء)، و(الأعلام من الصحابة والتابعين) للحاج حسين الشاكري.

 

اسمه الحقيقي المقداد بن عمرو البَهرائي، وبَهْراء قبيلة من قُضاعة، وله اسم آخر اشتُهر به، وهو: «المقداد بن الأسود الكنديّ»، وسبب ذلك، أنّ أباه عمرو بن ثعلبة قَتل أحد أبناء قومه، فاضطرّ إلى الجلاء عنهم، فلحق بحضرموت وحالف قبيلة «كِندة» التي كانت تتمتّع بهيبة مميّزة من بين القبائل، وهناك تزوّج امرأة منهم، فولدت له المقداد.

 

 

وُلد سنة 37 قبل الهجرة النبويّة، ونشأ في ظلّ أبيه ورعايته، وحنان أُمّه وعطفها ضِمن مجتمعٍ ألِفَ مقارعة السيف، ومطاعنة الرمح، فكانت الشجاعة إحدى سجاياه التي اتّصف بها فيما بعد، حتّى إذا بلغ سنّ الشباب أخذت نوازع الشجاعة والجرأة تدبّ في نفسه، لكنّه لم يكن أسعد حظّاً من أبيه، حيث اضطرّ إلى الجلاء عن مُضيفيه – وهم أخواله – عقب خلافٍ وقع بينه وبين أحد زعماء كندة، وهو أبو شمر بن حجر الكنديّ، فخرج إلى مكّة.

وحين وصل المقداد رضوان الله عليه إلى مكّة كان عليه أن يحالف بعض ساداتها كي يمنعوه ممّا يمنعون منه أنفسهم، فحالف «الأسْود بن عبد يغوث الزهريّ»، فتبنّاه، فعُرف منذ ذلك اليوم باسم «المقداد بن الأسود»، نسبةً إلى حليفه، و«الكنديّ»، نسبة إلى حلفاء أبيه.

كُنيته: أبو الأسود، وقيل: أبو عمرو، وأبو سعيد، وأبو معبد. وزوجته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطّلب، بنت عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله.

كان المقداد رضوان الله عليه من الفضلاء النجباء الكبار؛ روى الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم . وروى عنه جمعٌ غفير، فيهم عبد الله بن عبّاس.

 

أوصافه

وُصف المقداد بأنّه كان فارعَ الطول، أسمرَ اللون، صبيحَ الوجه، كثير شعر الرأس، أبطن، ضخم الجثّة، واسع العينين، مقرون الحاجبين، أقنى الأنف، جميل الهيئة. وكان يُصفّر لحيته.

وكان فارساً شجاعاً، وهو أوّل فارس في الإسلام، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، سريعَ الإجابة إذا دُعِيَ إلى الجهاد حتّى حينما تقدّمت به سنّه، وكان يقول في ذلك: «أبتْ علينا سورة البحوث [التوبة] ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا...﴾». وكان إلى جانب ذلك رفيعَ الخُلق، عاليَ الهمّة، طويلَ الأناة، طيّبَ القلب صبوراً على الشدائد، يُحسن إلى ألدّ أعدائه طمعاً في استخلاصه نحو الخير، صلبَ الإرادة، ثابت اليقين، لا يزعزعه شيء. (التوبة:41)

 

 

روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال: «إنّ اللهَ عزّ وجلّ أمرَني بحُبّ أربعة».

فقيل له: يا رسول الله! مَن هم، سمّهم لنا؟

فقال صلّى الله عليه وآله: «عليٌّ منهم، وسلمانُ، وأبو ذر، والمقداد».

وعنه صلّى الله عليه وآله مخاطباً أمير المؤمنين عليه السلام: «يا عليّ! الجنةُ تشتاقُ إليك وإلى عمّار وسلمان وأبي ذرّ والمقداد».

ويُعد المقداد من المقرّبين من أمير المؤمنين عليه السّلام، ومن الأصفياء من أصحابه، وهو أحد الذين ثبتوا معه عليه السّلام، ولم يشهدوا السقيفة إيماناً بحقّه عليه السّلام في الخلافة. وهو – أيضاً - أحدُ رواة حديث الغدير من الصحابة، ومن الذين مضَوا على منهاج نبيّهم ولم يُغيّروا ولم يبدّلوا.

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «مَا بَقِيَ أحدٌ بعد ما قُبضَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلّا وقد جالَ جولةً، إلا المقداد، فإّن قلبَه كان مثلَ زُبُر الحَديد».

وعن الإمام الكاظم عليه السلام، قال: «إذا كانَ يومُ القيامةِ نادَى مُنادٍ: أينَ حواريّو مُحَمّد بنِ عبدِ اللهِ، رسولِ اللهِ، الذينَ لم يَنقُضوا العهدَ وَمَضَوا عَلَيه، فيقومُ سلمانُ والمقدادُ وأبو ذرّ...».

إسلامه

يظهر من مجمل النصوص أنّ المقداد كان من المبادرين الأوائل لاعتناق الإسلام، فقد ورد فيه: «أنّه أسلم قديماً»، وذكر ابن مسعود أنّ أول من أظهر إسلامه سبعة، وعدّ المقداد واحداً منهم. إلّا أنّه كان يكتم إسلامه عن سيّده الأسود بن عبد يغوث خوفاً منه على دمه، شأنه في ذلك شأن بقية المستضعفين من المسلمين الذين كانوا تحت قبضة قريش عامّة، وحلفائهم وساداتهم خاصّة، أمثال عمّار وأبيه، وبلال، وغيرهم ممّن كانوا يتجرّعون غُصص المحنة، لا سيما وأنّ الأسود هذا كان أحد طواغيت قريش وجبّاريهم، وأحد المعاندين للنبيّ صلّى الله عليه وآله والمستهزئين بما جاء به، لأجل هذا كان المقداد يتحيّن الفرَص لانفلاته من ربقة «الحلف» الذي أصبح فيما بعد ضرباً من العبودية المقيتة.

التحاقه بالمسلمين في يثرب

هاجر المقداد رضوان الله عليه بدايةً إلى أرض الحبشة، ثمّ رجع إلى مكّة، وخلال السنة الأولى للهجرة النبوية إلى يثرب كان المقداد لا يزال مع بعض المستضعفين من المسلمين في مكّة، حتّى كانت سريّة حمزة بن عبد المطلب - وفي رواية - سريّة عبيد الله بن الحارث بن عبد المطلب التي أرسلها النبيّ صلّى الله عليه وآله لمناوشة المشركين، فكان معها نجاته وخلاصه، فقد خرج المقداد هو وعمرو بن غزوان مع مشركي مكّة ليُوهماهم بأنّهما يريدان القتال معهم، ثمّ انحازا إلى المسلمين ودخلوا معهم إلى المدينة.

وكان نزوله وصاحبه في المدينة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وفي ضيافته. والذي يظهر أنّ المقداد كان من جملة أولئك الوافدين المهاجرين الجدد، وكان عددهم لا يستهان به. فقد ذكر أحمد بن حنبل بسنده عن المقداد، قال: «لمّا نزلنا المدينة، عشَّرَنا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله عشرةً عشرةً في كلّ بيت، فكنتُ في العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله».

موقف المقداد في بدر

في السنة الثانية للهجرة كانت وقعة بدر الكبرى بين المسلمين من الأنصار والمهاجرين بقيادة النبيّ صلّى الله عليه وآله من جهة، وقريش بقيادة أبي جهل من جهة أخرى، فكان المسلمون قلّة ضئيلة في قبال خصمهم، وكان عدد مقاتليهم يزيد على الثلاثمئة مقاتل قليلاً، بينما عدد المشركين يتراوح بين تسعمائة وألف رجل.

وقاد المشركون معهم مائة فرس وسبعمائة رأس من الإبل، بينما قاد المسلمون معهم فرساً واحداً للمقداد بن عمرو، وسبعين رأساً من الإبل يتعاقبون على كلّ واحد منها: الاثنان، والثلاثة، والأربعة.

ولمّا وصل النبيّ صلّى الله عليه وآله قريباً من موضعٍ يُقال له «بدر» أُخبر بمسير قريش لقتال المسلمين، فأخبر أصحابه بذلك واستشارهم ليكونوا على بصيرة من أمرهم، واستعلم صلّى الله عليه وآله من الأنصار رغبتهم في القتال، لأنّهم كانوا عاهدوه على أن يدافعوا عنه في بلدهم فيمنعونه ممّا يمنعون منه أنفسهم، ولم يعاهدوه على القتال خارج المدينة.

كان الموقف في غاية الدقة والحرَج، فمن المسلمين من يثبّط، ومنهم من يشّجع ويعزم. ووقف أحد المهاجرين وقال: «يا رسول الله! إنّها قريش وخيلاؤها وجبروتها، والله ما ذلّتْ منذ أن عزّتْ، ولا آمنتْ منذ أن كفرتْ..»، ثم تكلّم مهاجريّ آخر بمثل ما تكلّم صاحبه، فقال لهما النبيّ صلّى الله عليه وآله: «اجلسا»!

ثمّ قام المقداد بن عمرو، وقال بكلّ عزم: «يا رسول الله! امضِ لأمر الله فنحن معك، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام: ﴿.. فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ المائدة:24، ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، والذي بعثك بالحقّ، لو سرتَ بنا إلى بُرَك الغِماد – وهو موضع بعيد عن مكّة؛ قيل في اليمن أو في هجَر -  لَسِرنا معك».

يروي عبد الله ابن مسعود يقول: «لقد شهدتُ مع المقداد مشهداً لئن أكون صاحبه أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس – وذكر موقف المقداد وكلامه المتقدّم – ثمّ قال: فرأيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يُشرق وجهُه بذلك، وسرّه، وأعجبَه».

وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: «أشيروا عليّ أيّها النّاس». فقام سعد بن معاذ سيّد الأوس وزعيمها والناطق عن الأنصار وقال: كأنك تريدنا يا رسول الله؟

فقال صلّى الله عليه وآله: نعم.

 

قال سعد: قد آمنّا بك - يا رسولَ الله – وصدّقناك، وأعطيناك عهودنا، فامضِ - يا رسول الله - لما أُمرت، فوالذي بعثك بالحق إنّ استعرضتَ بنا هذا البحر [أي البحر الأحمر] فخضتَه لنَخوضنّه معك، وما نكره أن تلقى العدوّ بنا غداً، وإنّا لَصُبَّرُ عند الحرب، صُدَّقُ عند اللقاء، لعلّ الله يُريك منّا ما تقرّ به عينُك، فسِر بنا على بركة الله.

وهكذا أجّجت كلماتُ المقداد الروحَ المعنوية العالية التي أفضت إلى دخول المسلمين طوعاً في معركة بدر المفصليّة في تاريخ الدعوة الإسلامية.

موقفه من السقيفة

كان الانقلاب على الأعقاب عقيب وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم محنة كبيرة للمسلمين وفتنة لم ينجُ منها إلّا ذوو البصائر - وقليلٌ ما هم - ومن هؤلاء الأفذاد المقداد بن عمرو، فقد رُوي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: «ارْتَدَّ النّاسُ [بعد السقيفة وما تبعها من بيعة] إِلّا ثَلاثَةُ نَفَرٍ: سَلْمانُ، وَأَبو ذَرٍّ، وَالمِقْدادُ.

قال الراوي: فقلت: فَعَمّارٌ؟ فَقالَ: قَدْ كانَ جَاضَ جَيْضَةً [جاضَ بمعنى حادَ وعدل، وفي بعض المصادر: حاصَ حَيْصَةً] ثُمَّ رَجَعَ. ثُمَّ قالَ: إِنْ أَرَدْتَ الّذي لَمْ يَشُكَّ وَلَمْ يَدْخُلْهُ شَيْءٌ فَالمِقْدادُ».

وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «لَمّا بايَعَ النّاسُ أَبا بَكْرٍ، أُتِيَ بِأَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ مُلَبّباً لِيُبايِعَ، قالَ سَلْمانُ: أَيُصْنَعُ ذا بِهَذا؟ وَاللهِ، لَوْ أَقْسَمَ عَلى اللهِ لانْطَبَقَتْ ذِه عَلى ذِه. [أي السماء على الأرض] وَقالَ أَبو ذَرٍّ، وَقالَ المِقْدادُ: وَاللهِ هَكَذا أَرادَ اللهُ أَنْ يَكونَ».

ثمّ قال أبو عبد الله عليه السلام: «كانَ المِقْدادُ أَعْظَمَ النّاسِ إيماناً تِلْكَ السّاعَة».

موقف المقداد من الشورى

روى المؤرّخون أنّه اجتمع الرهط الذين سمّاهم عمر بن الخطاب للشورى وانتخاب الخليفة من بعده - وكانوا ستّة فيهم أمير المؤمنين عليه السلام - في المسجد ومعهم حشدٌ من المهاجرين والأَنصار، فقال عمّار بن ياسر لعبد الرحمن بن عوف، وهو أحد الستّة: «إن أردتَ أن لا يختلف المسلمون فبايعْ عليّاً».

وقال المقداد: «صدق عمّار، إنْ بايعتَ عليّا قلنا: سَمِعنا وأطعنا».

ولمّا أرسل عبد الرحمن بن عوف يدَ الامام عليه السّلام وصفق على يد عثمان، قال المقداد: «يا عبد الرحمن! أما والله لقد تركتَه [أي تركت بيعة عليّ عليه السلام]، وإنّه من الذين يقضون بالحقّ وبه يعدلون».

وفي رواية الطبري: أنّ علياً عليه السلام قال حين بُويع عثمان: «ليس هذا بأوّل يوم تظاهرتم فيه علينا، ﴿.. فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ يوسف:18».

وقال لعبد الرحمن: «والله ما ولّيتَه الأمر إلّا ليردّه إليك، كما فعلها صاحبُك من قبل، واللهُ كلّ يومٍ في شأن».

وقال المقداد: «تالله ما رأيتُ مثل ما أُوتيَ إلى أهل هذا البيت بعد نبيّهم، واعجباً لقريش! لقد تركتْ رجلاً ما أقول ولا أعلم أنّ أحداً أقضى بالعدل، ولا أعلم، ولا أتقى منه أما والله لو أجدُ أعواناً ".." فقال عبد الرحمن: اتقِّ الله يا مقداد، فإني خائفٌ عليك الفتنة»!

وفي كتاب (السقيفة وفدك) لأبي بكر الجوهري (ت: 323 هـ)، عن محمّد بن قيس الأسدي، عن المعروف بن سويد، قال: «كنتُ بالمدينة أيامَ بُويعَ عثمان، فرأيتُ رجلاً في المسجد جالساً وهو يصْفق بإحدى يديه على الأخرى، والناس حوله، ويقول: (واعجباً من قريش واستئثارهم بهذا الأمر على أهل هذا البيت، معدنِ الفضل، ونجومِ الأرض، ونورِ البلاد، والله إنّ فيهم لَرَجُلاً ما رأيت رجلاً بعد رسول الله أولى منه بالحقّ، ولا أقضى بالعدل، ولا آمرَ بالمعروف، ولا أنهى عن المنكر).

 

 

فسألتُ عنه فقيل: هذا المقداد، فتقدّمتُ إليه وقلت: أصلحَك الله، مَن الرجلُ الذي تذكره؟ فقال: ابنُ عمّ نبيّك رسول الله صلّى الله عليه وآله، عليّ بن أبي طالب».

وفاته

كانت وفاة الصحابيّ الجليل المقداد بن عمرو الكنديّ في سنة 33 للهجرة، بعد أن شهدَ فتح مصر، وقد بلغ من العمر سبعين عاماً. فقد كانت له أرض بالجُرف بالقرب من المدينة المنوّرة، وكان يتعاهدها زراعةً وسقياً ويقضي فيها أوقات فراغه، وذات يوم تناول جرعة من زيت يتداوى بها فأضرّت به، فمات منها، فنُقل على أعناق الرجال حيث دُفن بالبقيع، وكان قد أوصى إلى عمّار بن ياسر، فصلّى عليه ولم يؤذِن [يُعلم] عثمانَ به، فلمّا بلغ عثمان موتُه، جاء حتّى أتى قبره، فقال: رحمَك الله، إنْ كنتَ وإنْ كنتَ، يُثني عليه خيراً! فقال الزبير بن العوّام:      

لأَلفينّكَ بعدَ الموتِ تَندبُني           وفي حياتي ما زوّدتَني زادي

فقال عثمان: يا زبير، تقول هذا؟! أتراني أحبّ أن يموت مثل هذا من أصحاب محمّدٍ [صلّى الله عليه وآله] وهو عليَّ ساخط؟!

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

04/07/2016

دوريات

نفحات