حوارات

حوارات

31/08/2016

العلامة القزويني حول واقعة غدير خُمّ


العلامة القزويني حول واقعة غدير خُمّ:

علماء المسلمون السُّنّة يرفضون الخطّ الأمويّ - الوهّابي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تشكّل «الإمامة» ركناً رئيساً من أركان العقيدة والكيان الفكريّ والاجتماعيّ للمسلمين، ولخطورة هذه المسألة وتأثيرها المباشر في سلامة مسيرة الشريعة الإسلاميّة؛ كانت عناية رسول الله صلّى الله عليه وآله بها - وهو الحكيم المؤتمن على الرسالة ومصيرها من بعده - بالغةً، واهتمامه واسعاً ومتواصلاً فى بيانها، وتشخيص المستحقّ للإمامة من بعده بصيغ مختلفة.

ومن هنا فإنّ واقعة «غدير خُمّ» التي وقف فيها صلّى الله عليه وآله – بأمرٍ من ربّه عزّ وجلّ – يبلّغ حشود المسلمين أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام هو وليُّهم من بعده، آخذاً بيده، رافعاً إيّاها وهو يقول: «مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ» تُعَدّ من أهمّ مواقف التأسيس للحقبة الزمانيّة بعد النبوّة.

ما يأتي حوار افتراضيّ مع العلّامة السيّد محمّد الحسيني القزويني استناداً إلى الفصل الثالث من كتابه (واقعة غدير خمّ)، وهو أطروحة علميّة تقدّم بها لنيل درجة «الدكتوراه» التي حازها بدرجة الامتياز.

 

* من المعروف أنّ واقعة الغدير شهدها عشرات الألوف من العائدين من حجّة الوداع مع النبيّ صلّى الله عليه وآله، وتناقلها الرواة بأسانيد كثيرة، فهل ترون أنّ للحكم الأموي إسهاماً في زرع التشكيك في حديث الغدير؟

بالتاكيد، فإنّ أولى المشكلات التي واجهها حديث الغدير هو سياسة الطمس والإلغاء، أسوة بغيره من الأحاديث الدالّة على فضائل أهل البيت عليهم السلام، ولو راجعنا التاريخ والسيَر والمصادر الروائيّة، لوجدنا بأنّ بني أُميّة، بعد تمكّنهم من السلطة، أظهروا العداء لأهل البيت عليهم السلام ولشيعتهم، وكان معاوية - عميدُ الحكومة الأموية - ينهى الناس عن الأحاديث الواردة في حقّ عليّ عليه السلام وفضائله ويعاقب على ذلك، وقد كتب بهذا الخصوص كتباً إلى عمّاله في مختلف البلدان يحذّرهم من انتشار الأحاديث في فضل عليّ عليه السلام وأنْ «برئت الذمّة ممّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته، فقامت الخطباء في كلّ كورة وعلى كلّ منبر يلعنون عليّاً ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته»، كما ذكر ابن الأثير في (أسد الغابة).

فكان الخوف مسيطراً على المُحدّثين والعلماء، فكانوا لا يَجْرَأون على نقل حديث في فضائل أهل البيت ومناقبهم؛ خوفاً من أن يطالهم عقاب السلطة الحاكمة.

* هل نقلتم في كتابكم شواهد على خوف المحدّثين من نقل فضائل آل البيت عليهم السلام في زمن الأمويّين؟

أجل، وأنا أورد لك نماذج منها:

* قال ابن الأثير - بعد أنْ نَقَل حديث الكساء عن الأوزاعي وهو المتوفّى سنة 157 للهجرة: «قال أبو أحمد العسكري: يقال: إنّ الأوزاعي لم يروِ في الفضائل حديثاً غير هذا، والله أعلم، وكذلك الزُّهري لم يروِ فيها إلّا حديثاً واحدا،ً كانا يخافان بني أُميّة».

* كما روى الحاكم النيسابوري بسنده إلى مالك بن دينار، قال: سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبد الله، من كان حامل راية رسول الله؟

قال: فنظر إليّ وقال: كأنّك رَخِيّ البال!

فغضبتُ وشكوتُه إلى إخوانه من القرّاء، فقلت: ألا تعجبون من سعيد؟ إنّي سألتُه من كان حامل راية رسول الله، فنظر إليّ وقال: إنّك لَرخيّ البال.

قالوا: إنّك سألتَه وهو خائفٌ من الحجّاج، وقد لاذ بالبيت، فسلْه الآن! فسألته، فقال: كان حاملها عليّ رضيّ الله عنه، هكذا سمعتُه من عبد الله بن عبّاس.

* شاهد ثالث، هو خوف الحسن البصري أن يذكر عليّاً عليه السلام، فقد أخرج المَزّي في (تهذيب الكمال) بسنده عن يونس بن عبيد، قال: «سألت الحسن [البصري] قلتُ: يا أبا سعيد، إنّك تقول: قال رسول الله، وإنّك لم تدركْه؟!

قال: يا ابن أخي، لقد سألتني عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ قبلك، ولولا منزلتُك منّي ما أخبرتُك: إنّي في زمانٍ كما ترى - وكان في عمل الحجّاج - كلّ شيء سمعتني أقول: قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؛ فهو عن عليّ بن أبي طالب، غير أنّي في زمانٍ لا أستطيع أنْ أذكر عليّاً».

* كما نقل الطبري في (تاريخه) عن المغيرة أنّه قال لصعصعة بن صوحان: «إيّاك أن يبلغني عنك أنّك تَعيب عثمان، وإيّاك أن يبلغني أنّك تُظهر شيئاً من فضل عليّ، فأنا أعلمُ بذلك منك، ولكنّ هذا السلطان قد ظهر، وقد أخذ بإظهار عيبِه [أي عيب عليّ عليه السلام] للناس، فنحن ندَعُ شيئاً كثيراً ممّا أُمرنا به ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بُدّاً ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا، فإن كنتَ ذاكراً فضله فاذكره بينك وبين أصحابك في منازلكم سرّاً، وأمّا علانية في المسجد فإنّ هذا لا يحتمله الخليفة لنا».

* ما مدى صحّة أنَ الرّواي عن عليّ عليه السلام كان يسمّيه بغير اسمه خوفاً من الأمويّين؟

أجل، كان بعض هؤلاء المحدّثين يكنّي عليّاً عليه السلام بـ «الشيخ» و«أبي زينب»، فقد جاء في (مناقب أبي حنيفة) للمكّي الخوارزمي، أنّه لمّا دُعي أبو حنيفة ليسأله أحدُ الأمويّين عن مسالة فقهيّة، قال أبو حنيفة: «فاسترجعتُ في نفسي وقلت: أوّل ما دُعيتُ وسُئلت وأنا أقول فيها بقول عليّ رضي الله عنه وبه أدينُ الله تعالى، فكيف أصنع؟ ثمّ عزمتُ أنْ أصدِقَه وأفتيه بالذي أدينُ الله به، وذلك أنّ بني أميّة كانوا لا يفتون بقول عليٍّ رضي الله عنه ولا يأخذون به».

إلى أن يقول الخوارزميّ: «وكان عليٌّ لا يُذكر في ذلك العصر باسمه، والعلامة عنه بين المشايخ أنْ يقولوا: قال الشيخ كذا. وكان الحسن البصريّ يقول فيه: أخبرنا أبو زينب».

فأبو حنيفة يخشى الإفتاء بما يوافق الإمام عليه السلام خوفاً من بني أميّة، والحسن البصريّ، رغم قربه من الدولة وعظيم منزلته في المجتمع، إذا أراد أن يحدّث عن عليّ عليه السلام يقول: «قال أبو زينب»، بل كان يُظهر الابتعاد عن علي عليه السلام حتّى ظهر منه ما يوجب الإنكار عليه، فقد قال له أبان بن عيّاش: «ما هذا الذي يقال عنك أنك قلتَه في عليٍّ؟! فقال: يا ابن أخي، أحقنُ دمي من هؤلاء الجبابرة - يعني بني أميّة..».

فلا يُستبعد كلام الحسن البصريّ هذا؛ بعد ما نقلوا عن بني أمّية من أنّهم قتلوا أطفالاً سُمّوا باسم عليّ، كما عن ابن حجر العسقلانيّ: «كان بنو أميّة إذا سمعوا بمولودٍ اسمُه عليّ قتلوه».

* هل وجدتم في سياق بحثكم عن واقعة الغدير ما يؤشّر على خوف المحدّثين من رواية هذا الحديث بالخصوص؟

بالطبع، فقد وجدتُ شواهد عدّة في هذا الشأن:

* فهذا الصحابيّ زيد بن أرقم المتوفّى سنة 66 للهجرة يخشى التحدّث بحديث الغدير، فقد أخرج أحمد بن حنبل في (مسنده)، عن عبد الملك، عن عطيّة العوفيّ، قال: «سألت زيد بن أرقم، فقلت له: إنّ خَتَناً لي [الخَتَن: الصهر] حدّثني عنك بحديثٍ في شأن عليّ يوم غدير خم، فأنا أحبّ أنْ أسمعه منك.

فقال [زيد]: إنّكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم [أي لا يؤمَن من الكلام أمامكم].

فقلت له: ليس عليك منّي بأس، فقال: نعم، كنّا بالجُحفة، فخرج رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلينا ظُهراً وهو آخذٌ بعَضُد عليّ رضي الله تعالى عنه فقال: (يا أَيُّها النّاسُ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمونَ أَنّي أَوْلى بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟)، قالوا: بَلى، قالَ: (فمَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه...)...». هذا شاهد.

* شاهد آخر رواه ابن الأثير بسنده إلى صحابيّ يدعى «جُنْدُع»، فقد قال: «سمعتُ النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النّارِ). وسمعته - وإلاّ صُمَّتا - يقول وقد انصرف من حجّة الوداع، فلمّا نزل غدير خمّ، قام في الناس خطيباً وأخذ بيد عليٍّ وقال: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذا وَلِيُّهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ).

قال عبد الله بن العُلا: فقلت للزهريّ: لا تحدّث بهذا بالشام، وأنت تسمع ملءَ أُذُنَيك سبّ عليٍّ، فقال: والله، عندي من فضائل عليّ ما لو تحدّثتُ بها لقُتلت».

* وأنقل لك رواية تدلّل على أنّ التابعيّ سعيد بن المسيّب المتوفّى سنة 94 للهجرة تردّد في السؤال عن حديث الغدير، فقد رُوي عنه قوله: «قلت لسعد بن أبي وقّاص: إنّي أريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك، قال: سلْ عمّا بدا لك، فإنّما أنا عمّك.

قلت: مقامُ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فيكم يوم غدير خم؟

قال: نعم. قال: قام فينا بالظّهيرة، فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب، فقال: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ)، قال: فقال أبو بكر وعمر: أمسيتَ يا بن أبي طالب مولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة».

* وهذا أحمد بن حنبل صاحب المذهب المتوفّى سنة 241 للهجرة يَمنع نَقْلَ حديث الغدير؛ فقد قال أبو بكر الخلّال في كتابه (السنّة): «وأخبرني زكريا بن يحيى أنَّ أبا طالب حدّثهم أنّه سأل أباعبد الله [ابن حنبل] عن قول النبيّ لعليّ: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ)، ما وجهه؟

قال: لا تتكلّم في هذا، دع الحديث كما جاء».

* هل حقيقة الخلاف بين الشيعة والسّنّة في حديث الغدير أنّ السُّنّة – الذين يسلّمون بصدور الحديث - يفسّرون لفظة «المولى» فيه بمعنى «الناصر» و«المحبّ»، بينما الشيعة يفسّرونها بمعنى «وليّ الأمر»؟

من الأخطاء الشائعة أنّ علماء الشيعة هم وحدهم القائلون بدلالة لفظة «المولى» على خلافة رسول الله صلّى الله عليه وآله، فهناك من علماء أهل السنّة الكبار من ذهب إلى القول بذات الدلالة، ومن هؤلاء العلماء:

* أبو حامد الغزالي، المتوفّى 505 للهجرة، فقد قال في (رسائله): «لكن أسفرت الحجّة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خم - باتّفاق الجميع - وهو يقول: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ). فقال عمر: بَخٍ بَخٍ يا أبا الحسن، لقد أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. فهذا تسليمٌ ورضًى وتحكيم. ثمّ بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة، وحَمْلِ عمود الخلافة، وعقود [أي رايات] النبوّة، وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار؛ سقاهم كأس الهوى، فعادوا إلى الخلاف الأوّل، فنبذوه وراء ظهورهم، واشتروا به ثمناً قليلاً».

فأنت ترى أنّ الغزالي لم يكتفِ بإثبات معنى «المولى» بالخلافة، بل أشار إلى السبب في حجبها عن عليّ عليه السلام، حتى أنّ الذهبي في (سِيَر أعلام النبلاء) استغرب كلام الغزالي وعلّق عليه بالقول: «وما أدري ما عذرُه في هذا؟ والظاهر أنّه رجع عنه، وتبع الحقّ، فإنّ الرجل من بحور العلم، والله أعلم».

* ومنهم محمّد بن طلحة الشافعيّ، المتوفّى سنة 652 للهجرة، فقد قال في كتابه (مطالب السّؤول في مناقب آل الرسول) بعد ذكره حديث الغدير: «فيكون معنى الحديث: مَن كنتُ أولى به أو ناصره أو وارثه أو عصبته أو حميمه أو صديقه فإنّ عليّاً منه كذلك، وهذا صريحٌ في تخصيصه عليّاً بهذه المنقبة العليّة وجعله لغيره كنفسه ".." وليُعلمَ أنّ هذا الحديث هو من أسرار قوله تعالى في آية المباهلة: ﴿..فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ..﴾ (آل عمران:61)، والمرادُ نفسُ عليٍّ عليه السلام على ما تقدّم، فإنّ الله تعالى لمّا قرن بين نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وبين نفس عليّ وجمعهما بضميرٍ مضافٍ إلى رسول الله، أثبت رسولُ الله صلّى الله عليه وآله لنفس عليّ عليه السلام بهذا الحديث ما هو ثابتٌ لنفسه على المؤمنين عموماً، فإنّه صلّى الله عليه وآله أَولى بالمؤمنين، وناصر المؤمنين، وسيّد المؤمنين، وكلُّ معنًى أمكن إثباتُه ممّا دلّ عليه لفظ (المولى) لرسول الله صلّى الله عليه وآله فقد جعله لعليّ عليه السلام، وهي مرتبة سامية، ومنزلة سامقة، ودرجة عليّة، ومكانة رفيعة خصّصه صلّى الله عليه وآله بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليومُ يومَ عيد، وموسمَ سرورٍ لأوليائه».

* ومنهم سبط ابن الجوزيّ، المتوفّى سنة 654 للهجرة، فقد قال في كتابه (تذكرة خواصّ الأمّة) في معنى حديث الغدير بعد ذكْره تسعة وجوه في معنى لفظ المولى: «.. (العاشر) بمعنى الأولى قال الله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُم..﴾ (الحديد:15)، أي: أولى بكم. ".."

والمرادُ من الحديث: الطاعة المحضة المخصوصة. ".."  ومعناه: مَن كنتُ أولى به من نفسه فعليٌّ أولى به. وقد صرّح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن سعيد الثقفيّ الأصبهانيّ في كتابه المُسَمّى بـ(مرج البحرين)، فإنّه روى هذا الحديث بإسناده إلى مشايخه وقال فيه: فأخذ رسول الله بيد عليّ وقال: (مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ وَأَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ). فعُلم أنّ جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر. ودلّ عليه أيضاً قوله صلّى الله عليه وآله: (أَلَسْتُ أَوْلَى بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟)، وهذا نصٌّ صريح في إثبات إمامته وقبول طاعته».

* ومن هؤلاء العلماء المسلمين السنّة القائلين بأنّ كلمة «المولى» في حديث الغدير تعني مقام الخلافة، محمّد بن يوسف الكنجيّ الشافعيّ، المتوفّى سنة 658 للهجرة، فقد جاء في كتابه (كفاية الطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب): «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلّي: (لَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفاً أَحَداً لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَقَّ مِنْكَ) ".." وهذا الحديث وإن دلّ على عدم الاستخلاف لكنّ حديثَ غديرِ خُمّ دالٌّ على التّولية، وهي الاستخلاف. وهذا الحديث، أعني حديث غدير خم، ناسخ؛ لأنّه كان في آخر عمره صلّى الله عليه [وآله] وسلّم».

* ومنهم سعيد الدين الفرغانيّ، المتوفّى سنة 699 للهجرة، فقد قال: «... جعله النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وصيَّه وقائماً مقام نفسه بقوله: (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ)، وذلك كان يومَ غدير خمّ...».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

31/08/2016

دوريات

نفحات