مرابطة

مرابطة

31/08/2016

سقوط «عاصفة الحزم» وآل سعود


سقوط «عاصفة الحزم» وآل سعود

المليونيّة اليمنيّة: في بلادنا الأمر لنا*

لن يكون يوم (21 أغسطس/ آب 2016) يوماً عادياً في سجّلات الجمهورية اليمنية. يومها شهد العالم أوسع حضور شعبي في تاريخ اليمن الحديث؛ حين خرج الملايين إلى ساحة «السبعين» في العاصمة صنعاء.

الحضور المليوني أسّس لمرحلة جديدة تتّضح معالمها خلال الأيام القادمة؛ حيث شكّل الحضور الجماهيري الواسع غطاءً شرعياً بنكهة شعبية لكافّة الخطوات التي اتّخذتها القوى الوطنية اليمنية لمواجهة العدوان السعودي وما يسمى بــ«عاصفة الحزم».

لم تقتصر نوعية الحضور على الشكل لناحيتي العدد والتزام اليمنيين كافّة بالعلم الوطني، على حدّ سواء، بل يكشف مضمون الحضور عن نوعية جديدة قلّ نظيرها سواءً في اليمن أو في مختلف البلدان العربية حيث شاركت التيارات الدينية والعروبية والعلمانية، إضافًة إلى الحراك الجنوبي في ملحمة السبعين، فضلاً عن أكبر مكوّنين على الساحة اليمنية: «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي».

الحضور الشعبي التاريخي بكلّ المعايير، وعلى مستويات مختلفة وكثيرة، حمل في طيّاته رسائل متعدّدة الاتجاهات، تتمحور كلّها حول حقيقة واحدة: لا شرعية إلا للشعب.

ليس هناك من حاجة إلى كثير من الكلام. وليس مفاجئاً ما سطّره الشعب اليمني في عاصمته العصيّة على الغزاة منذ الأزل، ومع ذلك، وجب قول الآتي:

أولاً: أضفى الطوفان البشري في العاصمة صنعاء شرعية شعبية تضاف للبرلمانية والحزبية فيما يخصّ المجلس السياسي الأعلى لإدارة البلد، وكذلك البرلمان وأيّ حكومة مقبلة تشكّل خلال الأيام المقبلة. صالح الصمّاد، رئيس المجلس السياسي الأعلى، بات مبسوط اليد في تشكيل الحكومة «لسدّ الفراغات السياسية مواجهةً للتحديات خلال هذه المرحلة التي يواجه فيها شعبنا عدواناً غاشماً»، كما أوضح في كلمته أمام الحشود المليونية.

ثانياً: إذا كانت السيطرة على الأرض هي أبرز عامل للتحكّم في مسار المشاورات، فإن الشرعية الشعبية هي أبرز عامل لرسم مستقبل اليمن. اليوم، باتت القوّة الميدانية تستند إلى شرعية شعبية قائمة منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، إلا أن أبرز أشكالها تجلّت بالأمس في «ميدان السبعين».

ثالثاً: أسقط التنوّع الشعبي والحزبي كافّة الإدعاءات السعودية التي تنشد المذهبية والطائفية، ممزوجةً ببعض الإدعاءات الكاذبة حول العلاقة بين من تصفهم بـ«الانقلابيين»؛ «المؤتمر الشعبي» و«أنصار الله». هذه القوى وبالتعاون مع مختلف التيارات الأخرى بدءاً من الحراك الجنوبي، مروراً بالتيارات الدينية والعلمانية، وصولاً إلى الإتحادات والنقابات، ومنظمات المجتمع المدنية والمرأة اليمنية أثبتت قدرتها على التعايش تحت سقف الوحدة الوطنية، ومن دون أيّ تدخّل خارجي.

رابعاً: إلى الإقليم والعالم، وجّه اليمنيون رسالة حزم من نوع جديد، لم تترك لهم سوى الصمت والرضوخ لمعادلة الميدان الشعبي. مجلس الأمن بات مجبراً على الرضوخ للشرعية الشعبية، بدل «شرعية» المال السعودي. في هذه النقطة تحديداً أتقن الرئيس الجديد للبلاد استخدامه للحنكة اليمنية معلناً أن «يدنا ممدودة للسلام وليس الاستسلام، ولكلّ دول العالم باستثناء الكيان الصهوني».

خامساً: لا شك في أن السعودية وحلفاءها في العدوان أبرز الخاسرين من «مليونية» الأمس، باعتبار أن الرئيس المستقيل وغير الشرعي بات من الماضي، لأن إسقاطه اليوم شعبياً يأتي بعد إسقاطه برلمانياً، وقبلها ميدانياً، وقبلها وطنياً. ما يزيد طينة السعودية بلّة أن الشرعية الجديدة جرّاء الاستفتاء الشعبي تزامنت مع خطوات أخرى تضعّف موقفها على الصعيد الدولي؛ سواءً لناحية إجلاء «منظمة أطباء بلا حدود» موظفيها من 6 مستشفيات في شمالي اليمن، إثر قيام طيران العدوان السعودي باستهداف إحدى مستشفياتها للمرّة الخامسة على التوالي، أو لناحية إعلان الجيش الأميركي سحب المستشارين العسكريين الذين كانوا يشاركون في تنسيق الغارات الجوية في العدوان على اليمن. بعبارة أخرى، كشف الشعب اليمني كذب السعودية وأباطيلها، وباتت اليوم دولياً في عنق الزجاجة، كما هو الحال في الميدان.

سادساً: أثبتت سياسة «الصبر الاستراتيجي» نجاحها من جديد حيث عرّت السعودية من حلفائها، فالانسحاب الأميركي سيسري على الحليف الإماراتي  حيث توقّع مركز «ستراتفور» الأميركي المتخصّص في الدراسات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية في تقرير له أن تنسحب الإمارات لتبقى الرياض وحيدةً في اليمن.

سقطت السعودية بالضربة القاضية ودخلت البلاد في عهد جديد ترك فيه رئيس المجلس السياسي الباب مورباً لجميع الذين يحترمون خيارات الشعب اليمني الذي امتطى صهوة المجد في ميدانه. وبصوت واحد لمواجهة العدوان وتحديد الخيارات كرّس اليمنيون بالأمس معادلة جديدة عنوانها: «في بلادنا الأمر لنا».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نقلاً عن الموقع الإلكتروني لقناة العالم

 

أُصيبت «إسرائيل» في روحها وأصل كيانها

حسن عبد الله*

«إسرائيل في حرب تمّوز أُصيبت في روحها وإرداتها وطموحها وفي أصل كيانها».

ليس هذا الكلام للسيد حسن نصر الله من قبيل رفع الخطاب إلى مستوى الأدب السياسي، بل هو يأتي في صُلب التصوّر الجديد للمعركة الوجودية مع الكيان الصهيوني. فبعد حرب تمّوز التي أخذت الصراع إلى مستوى حسّاس من التوازن، تغيّرت «إسرائيل» في مستوى التفكير والفعل. كانت القيادة «الإسرائيلية» قبل الحرب الأخيرة، ومن ورائها المجتمع، تتمتّع بروح الاستعلاء والكبرياء المبنيّين على قدرة غير محدودة للتحرّك عسكريّاً بعقليّة الذاهب إلى الانتصار.

ما جرى، على مستوى الأسلحة الإستراتيجية والميدان والنتائج التي أفضى إليها، عَصَفَ بالمؤسّستين العسكرية والسياسية وعرّاهما أمام الجمهور «الإسرائيلي» من جهة، ومن جهة ثانية جعلهما موضع تساؤل أمام مؤسّسات الرقابة والتحليل.

المعلوم أن المؤسّسة العسكرية «الإسرائيلية» تمثّل الجدار الأوّل والأخير للكيان الغاصب. هي ماضيه ومستقبله، وعلى قوّتها وقدرتها بُنيت النظرية الصهيونية بالتوسّع والسيطرة، ومن أجلها يعمل العلماء والاقتصاديون، وصولاً إلى الكيبوتزات والمستوطنات واللّوبيات في أنحاء العالم. في هذا المعنى فإنّ الجيش حين ينكسر وتهتزّ صورته فإنّ كامل المنظومة المرتبطة به ستلحق بها  التشقّقات، ما سينتج في الإجمال إصابة في عمق «إسرائيل» في كلّ مستوياتها النفسية والأخلاقية والثقافية، أي في روحها.

ليست الحرب قتالاً والتحاماً فقط. هذا ما أراد أمين عام حزب الله التنويه به والتشديد على أهميته. الدبابات تعوَّض، كما يمكن زجّ المزيد من المقاتلين في المعركة. لكن لا يوجد آلية أو إمكانية لرتق الجُرح في قاع النفس، أو على الأقل لا يُمكن الشفاء من جرح الروح بسهولة أو بزمن محدود. لذلك فإنه حين تستطيع ضرب العدوّ في بنيته الداخلية كمنظومة أفكار وأحاسيس ورؤى تكون قد أنزلت به هزيمة حقيقية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الميادين نت

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

31/08/2016

دوريات

نفحات