قراءة في كتاب

قراءة في كتاب

31/08/2016

الذريعة إلى تصانيف الشيعة

 

 (الذريعة إلى تصانيف الشيعة( للمحقّق الطهراني

مرجعية موسوعية نادرة لكُتب الإمامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ قراءة: سلام ياسين ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب: (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) [25 مجلّداً]

المؤلّف: آغا بزرك الطهراني، الشيخ محمّد محسن بن علي (ت: 1970م)

الناشر: «دار الأضواء»، بيروت 1983م

 

(الذريعة إلى تصانيف الشيعة)، موسوعة تُعنى برصد مصنّفات علماء الشيعة، قام بتأليفها الشيخ محمّد محسن بن علي المعروف بـ «آغا بزرك الطهراني». وتُعدّ (الذريعة) أكبر دائرة معارف حول مؤلفات المسلمين الشيعة، حيث بلغ عدد صفحاتها بمجلداتها الخمسة والعشرين (11239) صفحة، وقد دُوّنت حسب الترتيب الهجائي، وعرّف المؤلّف فيها (53510) كتاباً؛ ما بين مؤلَّف ومصنَّف ومترجَم إلى اللغات الفارسية، والعربية، والتركية، والأوردية، في مواضيع عدّة.

واعتمد آغا بزرك في تأليف موسوعته القيّمة هذه على الفهارس الأوّلية للشيعة، واستَشهد بكلام مَن يثق بهم. وقد استغرق طبع ونشر هذه المجموعة في قمّ والنجف الأشرف أكثر من أربعين سنة، كما تمّ طبع بعض المجلدات بعد وفاة المؤلّف. وضُمّ إلى تلك المجلدات مجلّد واحد، يمكن اعتباره مستدرك (الذريعة) الأول، وقد ذكرت فيه كُتب لم يشر إليها صاحب (الذريعة).

ولا يُعدّ كتاب (الذريعة) دائرة معارف فحسب، بل يقوم آغا بزرك الطهراني في هذه المجموعة بكتابة بحوث علمية أحياناً، إضافة إلى جمع التراث الشيعي المكتوب.

المؤلّف

هو الشيخ محمّد محسن بن علي بن محمّد رضا بن محسن بن علي أكبر بن باقر الطهراني، المعروف بـ «آغا بزرك الطهراني»، فقيه ومؤرّخ إمامي، له مؤلّفات عدة أشهرها (الذريعة إلى تصانيف الشيعة)، موضوع هذه القراءة، و(طبقات أعلام الشيعة) موسوعة لشرح حياة ومؤلّفات علماء ورجال الشيعة، من القرن الرابع حتى الرابع عشر للهجرة.

توفّي آغا بزرك في النجف الأشرف، سنة 1970م عن أربعة وتسعين عاماً، ودُفن في مكتبته التي وُقفت للطلاب والعلماء، بناءً على وصيّته.

 

دوافع التأليف

كتب علي نقي المنزوي نجل الشيخ آغا بزرك، أنّ الرأي الذي أبداه جرجي زيدان في كتابه (آداب اللغة العربية)، في أنّ القرون الأولى للإسلام تخلو من فقهاء شيعة بارزين، دفع ثلاثة من علماء الشيعة، هم: السيد حسن الصدر، والشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، وآغا بزرك الطهراني إلى الردّ العملي والعلمي الشافي على هذا الافتراء. فألّف آغا بزرك (الذريعة) لأسباب عقائدية، وللتعريف بمؤلفات وإنجازات علماء الشيعة الواسعة والمتنوعة. وألف الشيخ كاشف الغطاء كتاب (أصل الشيعة وأصولها)، أما السيد الصدر فقد تصدّى لتأليف كتاب (تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام).

بالإضافة إلى ذلك، وكما يُعرف من مقدّمة المؤلِّف في الطبعة الأولى، أنّ أُنسه بمؤلفات علماء الشيعة، وإغفال كثير من تلك المؤلفات والكتب من قبل الآخرين، وسدّ النقص الذي اعترى أهمّ معجم متأخّر إسلامي للمؤلّفات (كشف الظنون، تأليف حاجي خليفة)، سيّما في ما يخصّ مؤلفات علماء الشيعة، كان الدافع وراء تأليف هذا الكتاب. وتجدر الإشارة إلى دور العلماء والمحقّقين، أمثال السيد حسن الصدر في الحثّ على تصنيف هذه الموسوعة.

مصادر الذريعة

استعان آغا بزرك في تأليف (الذريعة) بفهارس كتب الشيعة المتوفّرة يومئذٍ، ومنها ما يلي:

* (فهرست أبو جعفر الطوسي).

* (فهرست أبو العباس النجاشي).

* (فهرست العلماء) لابن شهرآشوب المازندراني السّروي.

* (أمل الآمل) للشيخ الحرّ العاملي.

* (خاتمة المستدرك) للشيخ ميرزا حسين النوري.

كذلك اعتمد المؤلّف الشيخ آغا بزرك في تأليف الكتاب على المكتبات المختلفة، وطالع مؤلّفات مطبوعة ومخطوطات، كما أنّه استند أحياناً إلى كلام مَن وثق بهم.

ويمكن القول إنّ مصادر آغا بزرك في تأليف (الذريعة) هي المكتبات العامّة والخاصّة، وكتب الرجال والتاريخ، وفهارس المكتبات وفهارس مكتوبة بواسطة أهل الخبرة وأهل العلم.

 

التسمية وأسلوب التأليف

اعتنى المؤلّف بعرض مؤلفات وكتب المسلمين الشيعة خلال أربعة عشر قرناً من تاريخ الإسلام. ويقول حول تسمية كتابه: «لمّا تمّ ترتيب أجزاء الكتاب، عرضته على السيّد حسن الصدر فأثنى عليه، واختار له عنوان (الذريعة إلى معرفة مصنفات الشيعة)». ويقول المؤلّف حول هذه التسمية أنها تطابق تاريخ بداية التأليف على حساب الجمّل.

رُتّب الكتاب على أساس ترتيب الحروف الهجائية، وقد جمع مؤلّفات وكتب الشيعة من القرن الأول حتّى سنة 1370 للهجرة [1950م]. عدد مجلدات هذه المجموعة في النسخة المخطوطة ستّة مجلّدات، وفي النسخة المطبوعة 30 مجلّداً، إلّا أنّ المجلدات الخمسة الأخيرة تعدّ مستدركات (الذريعة).

أهم مضامين المجلدات

 (الذريعة) موسوعة لمؤلفات المسلمين الشيعة - الإمامية وغير الإمامية - وعدد قليل من مؤلفات السنّة ذات الصّلة بالشيعة. وتشتمل هذه المجموعة على أكثر من خمسين ألف تأليف، وتصنيف، وترجمة إلى اللغات الفارسية والتركية والأردية والغوجاراتية.

نُشير في ما يلي بإيجاز إلى أهمّ المجلّدات وما تضمّنته:

* المجلّد الأول: يحتوي على ثلاث مقدّمات من المؤلّف، والشيخ محمّد علي الأردوبادي، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، وتقريظ السيد حسن الصدر، كما يشير المؤلف إلى ثمانمائة إجازة من إجازات علماء الشيعة وطبقات علماء الشيعة.

* المجلّد الثاني: يذكر فيه المؤلّف الأصول الأربعمائة الحديثية للشيعة.

* المجلّد الرابع: يتضمّن تاريخ تدوين المذكّرات التاريخية، وفهرساً بكُتب التفسير.

* المجلّد الخامس: ذكر فيه المؤلف كتب علم الكلام لعلماء الشيعة والتي تضمّ ردوداً على الشُّبهات.

* المجلّد السادس: عرض 763 كتاباً حديثياً، تذكرها المصادر الشيعية المهمّة. كما أنه في نهاية هذا المجلد، ونهاية اللذَين يليانه أورد فهارس المكتبات التي تردَّد عليها.

* المجلّد السابع: قِسما «الخمسة» و«الخطبة» لهما أهمية خاصة.

* المجلد الثامن: من الأقسام النافعة فيه؛ قسم تاريخ كتابة دائرة المعارف، وقسم تاريخ كتابة القصة، وقسم تاريخ كتابة الدعاء، والمذكرات التاريخية.

* المجلّد التاسع: يُعنى بالشعر الشيعي وشعراء الشيعة ورُتّب حسب اسم الشاعر. ذكر المؤلّف (8500) شاعراً شيعيّاً، وقام بفهرسة الشعراء حسب نسبهم. كما أنّه قسّم الشعراء إلى فئات حسب المدن والمهنة والأسرة. وفي فهرسٍ آخَر رتّب آثار الشعراء حسب ترتيب الحروف.

* المجلّد العاشر: يشير إلى المؤلّفات الكلامية، والكتب الرجالية.

* المجلّد الحادي عشر: يذكر كتيّبات لم يُعرف كاتبها وتُدعى رسالة.

* المجلّد الثاني عشر: فيه إشارة إلى «الزيج» في تاريخ علم النجوم ، و(ساقى نامه) في تاريخ الأدب في العهد الصفوي.

* المجلّد التاسع عشر: يتضمّن 1150 مثنوي (النظم المزدوج حيث يتّحد شطرا البيت الواحد، ويكون لكلّ بيت قافيته الخاصّة، وبذلك تتحرّر المنظومة من القافية الموحّدة).

* المجلّد العشرون: ذُكرت فيه نبذة موجزة عن حياة المؤلّف الشيخ آغا بزرك في 12 صفحة.

* المجلّد الرابع والعشرون: يتضمّن تاريخ علم النجوم في «قسم النجوم»، وفي «قسم النوادر» يذكر تاريخ المؤلفات الصغيرة في القرون الثلاثة الأولى.

قصارى الأمر، يُمكن القول إنّ كتاب (الذريعة) للمحقّق الطهراني، هو من أهمّ الأعمال الموسوعية التي تأخذ مكانتها المرجعية في عالم التحقيق العلمي لكتب المذهب الإمامي ومنجزات علمائه.

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

31/08/2016

دوريات

نفحات