موقف: معشرَ المُبتدعين

موقف: معشرَ المُبتدعين

03/07/2011

هذا يومُ غرّةُ شعبان الكريم

إعداد: «شعائر»

«إنّ مَن تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم [الأوّل من شعبان] فقد تعلّق بِغصنٍ من أغصان شجرة طوبى فهو مُؤدِّيه إلى الجنَّة، وإنَّ مَن تعاطى باباً من الشرِّ في هذا اليوم، فقد تعلّق بغصنٍ من أغصان شجرة الزقّوم فهو مؤدّيه إلى النار». الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
النصّ التالي من رواية طويلة جدّاً نقلاً عن «تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام»، تُشير إلى أهميّة التفرّغ إلى ما أُمرنا به، والإعراض عمّّا نُهينا عن الخوض فيه والإشتغال به.

مرّ أمير المؤمنين عليه السلام على قومٍ من المسلمين وهم قعود في بعض المساجد في أوّل يومٍ من شعبان، وهم يخوضون في أمر القَدَر وغيره، وقد ارتفعت أصواتهم واشتدَّ فيه محكمُهم وجِدالهم، فوقف عليهم وسلّم، فردّوا عليه وأَوْسعوا له وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم فلم يحفل بهم، ثمّ قال لهم وناداهم:

«يا معاشر المُتكلِّمين فيما لا يعنيهم ولا يَرِدُ عليهم، أَلَم تعلموا أنّ لله عباداً قد أسكتَتْهم خشيتُه من غير عَيٍّ ولا بَكَمٍ، وأنّهم هم الفصحاء البُلغاء الألبّاء [جمع لبيب]، العالمون بالله وأيّامه، ولكنّهم إذا ذكروا عَظَمة الله انكسرت ألسنتُهم، وانقطعت أفئدتُهم، وطاشت عقولُهم، وحامت حلومُهم إعزازاً لله وإعظاماً وإجلالاً، فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية، يَعُدُّون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وإنّهم بَراء من المُقصّرين ومن المُفرِّطين، إلّا أنّهم لا يَرضون لله بالقليل، ولا يَستكثرون لله الكثير، فهم يَدْأَبون له في الأعمال. فَهُم إذا رأيتهم، قائمون للعبادة مُروَّعون خائفون مُشفِقون وَجِلُون، فأين أنتم منهم يا معشرَ المُبتدعين؟ أما علمتم أنّ أعلم الناس بالقدر أَسْكَتُهم عنه، وأنّ أَجهلَهم به أَكثرُهم كلاماً فيه؟
يا مَعشر المُبتدعين، هذا يوم غرّة شعبان الكريم، سمّاه ربُّنا شعبان لِتَشَعُّب الخيرات فيه، قد فتح ربُّكم فيه أبواب جِنانه، وعَرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الأثمان وأسهل الأُمور فاشتروها، وعَرض لكم إبليسُ اللّعين شُعَب شروره وبلاياه، فأنتم دائباً تتيهون في الغيِّ والطغيان، تُمسكون بشُعَب إبليس وتَحيدون عن شُعَب الخير المفتوح لكم أبوابُه.
هذا غُرّة شعبان، وشُعَب خيراته الصلاة، والزكاة، والأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، وبِرُّ الوالدَين والقراباتِ والجيران، وإصلاحُ ذاتِ البَيْن، والصدقةُ على الفقراء والمساكين. تتكفَّلون ما قد وُضِع عنكم [أي أمر القَدَر]، وما قد نُهيتم عن الخوض فيه من كَشف سرائر الله التي مَن فتَّش عنها كان من الهالكين. أما إنَّكم لو وَقفتم على ما قد أعدّ ربُّنا عزَّ وجلَّ للمُطيعين من عباده في هذا اليوم، لقَصَّرتُم عمّا أنتم فيه، وشَرَعْتُم في ما أُمرتُم به
».

قالوا: يا أمير المؤمنين، وما الذي أعدَّه الله في هذا اليوم للمُطيعين له؟ فروى عليه السلام ما كان من أمر الجيش الذي بعثَه رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى الكفَّار"." فلمَّا رجعوا قصّوا على النبيّ صلّى الله عليه وآله أن نجاتهم كانت بأنوار كان مصدرها أربعة منهم. فقال صلّى الله عليه وآله: «إنّ هذه الأنوار قد كانت لِمَا عَمِلَه إخوانُكم هؤلاء من أعمال في غُرّة شعبان»، ثمّ حدّثهم بتلك الأعمال واحداً فواحداً، إلى أن قال صلّى الله عليه وآله: «إنّ إبليس إذا كان أوّل يوم من شعبان، يَبُثّ جنوده في أقطار الأَرض وآفاقها يقول لهم: إجتهدوا في ‌اجتذاب بعض عباد الله إليكم في هذا اليوم، وإنّ الله عزَّ وجلَّ يَبثُّ ملائكته في أقطار الأَرْض وآفاقها يقول لهم: سدِّدُوا عبادي وأَرْشِدُوهم، وكلُّهم يَسعد إلّا مَن أبى وطغى، فإنّه يَصير في حزب إبليس وجنوده. وإنّ الله عزَّ وجلَّ إذا كان أوّلَ يومٍ من شعبان، أَمَرَ بأبواب الجنَّة فتُفتح، ويَأمر شجرة طوبى فتُدني أغصانها من هذه الدُّنيا، ثمّ يُنادي مُنادي ربِّنا عزَّ وجلَّ: يا عبادَ الله، هذه أغصان شجرة طوبى فتعلّقوا بها لِتَرفَعَكم إلى الجنَّة، وهذه أغصان شجرة الزّقوم فإيّاكم وإيّاها لا تؤدِّيكُم إلى الجحيم. فوالّذي بَعثني بالحقِّ نبيّاً، إنّ مَن تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم، فقد تعلّق بِغصنٍ من أغصان شجرة طوبى فهو مُؤدِّيه إلى الجنَّة، وإنَّ مَن تعاطى باباً من الشرِّ في هذا اليوم، فقد تعلّق بغصنٍ من أغصان شجرة الزقّوم فهو مؤدّيه إلى النار...».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

03/07/2011

  كتب أجنبية

كتب أجنبية

03/07/2011

  كتب عربية

كتب عربية

03/07/2011

نفحات