كلمة سواء

كلمة سواء

29/09/2016

التربة الحسينية المباركة

التربة الحسينية المباركة

آثارها وفضيلة السجود عليها

____ إعداد: «شعائر»* ____

للتربة الحسينية المباركة شرفٌ عظيم ومنزلة رفيعة كما أكّدت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، فهي:

1) شفاءٌ من كلّ داءٍ، وأمانٌ من كلّ خوفٍ:

فقد ثبت أن للتربة الحسينية أثراً في علاج الكثير من الأمراض التي تعسّر شفاؤها بواسطة العقاقير الطبّية، وقد جرّب ذلك الكثير من محبّي الإمام الحسين عليه السلام، ونالوا الشفاء ببركة صاحب التربة المقدّسة.

رُوي عن الصادق عليه السلام، أنّ الله تعالى خصّ الإمام الحسين عليه السلام بثلاث فضائل ينفرد بها عن غيره من جميع الخَلق، مع ما له من الفضائل الأخرى والتي يصعب عدّها. قال عليه السلام: «..أنْ جعلَ الإمَامةَ في ذرّيّته، والشِّفاءَ في تُربَتِه، وإجابةَ الدّعاء عندَ قبرِه..».

وقال عليه السلام: «فِي طينِ قبرِ الحُسين عليه السلام، شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ، وهُوَ الدّواءُ الأكْبَر».. علماً أنّ الأخبار تظافرت بحُرمة أكل الطين، إلّا [ما كان] من تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام، بآدابٍ مخصوصة وبمقدارٍ معيّن، وهو أن يكون أقل من حمّصة، وأن يكون أخْذها من القبر بكيفيّة خاصّة وأدعية معينة.

وروي أنّه لما ورد الإمام الصادق عليه السلام إلى العراق، اجتمع إليه الناس، فقالوا: يا مولانا، تُربةُ قبر مولانا الحُسين شفاءٌ من كُلِّ داءٍ، وهل هي أمانٌ مِن كلِّ خوفٍ؟

فقال عليه السلام: «نعم، إذا أرادَ أَحدُكُم أَنْ تَكونَ أمَاناً مِن كُلِّ خَوفٍ، فَليَأخُذِ السّبْحَةَ مِن تُربَتِه، ويَدعُو دُعاءَ ليلةِ المَبيت على الفراش، ثلاث مرّات...».

ودعاء ليلة المبيت مذكورٌ في كتب الأدعية، تجده في تعقيبات صلاة الفجر من (مفاتيح الجنان)، وأوله: «أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ المَنِيعِ..»، ومتى قرأتَه مساءً استبدلت «أصبحتُ» بـ «أمسيتُ».

تضيف الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: «ثمّ – أي بعد قراءة دعاء ليلة المبيت - يُقبِّل السّبحة ويَضَعُها على عينيه، ويقول: اللّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ بِحَقِّ هذِه التُّربة، وَبِحَقِّ صَاحِبِها، وبِحَقِّ جَدِّه وأبِيه، وبِحَقِّ أُمِّهِ وأخِيه، وبِحَقِّ وُلْدِهِ الطّاهِرينَ اجْعَلْها شِفاءً مِن كُلِّ داءٍ، وأمَاناً مِن كُلِّ خَوفٍ، وحِفْظاً مِن كُلِّ سُوءٍ، ثُمَّ يَضَعُها فِي جَيْبِه.

فإنْ فَعَلَ ذلكَ فَي الغُدوةِ فَلا يَزالُ في أمانٍ حَتّى العِشاءِ، وإنْ فَعَلَ ذلكَ فِي العشاءِ فَلا يزالُ في أمانِ الله حتّى الغُدوة» .

2) اتّخاذها مسبحة:

والملاحظ أنّ أهل البيت عليهم السلام، كانوا يُوصون شيعتهم بضرورة الاحتفاظ بمسبحة من طين قبر الإمام الحسين عليه السلام، واعتبارها أحد الأشياء الأربعة التي لا بدّ وأن ترافق المؤمن في حِلّه وترحاله؛ قال الإمام الصادق عليه السلام: «لا يَسْتَغْنِي شِيعَتُنا عَن أَربَعٍ: خُمْرةٌ يُصَلِّي عليها، وخاتَمٌ يَتَخَتَّمُ بِهِ، وَسِواكٌ يَستاكُ بِهِ، وسُبْحَةٌ مِنْ طِينِ قَبرِ الحُسين عليه السّلام». والخُمرة حصيرٌ صغير يُسجَد عليه.

وفي معرض بيان ثواب التسبيح بمسبحة مصنوعة من طين قبر الإمام الحسين عليه السلام، بالاستغفار والذّكر، ما لا ينبغي الاستغفال عنه لعظمة ما يترتّب عليه من فوائد وآثار، فقد رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: «مَنْ أَدارَ سُبْحَةً مِنْ تُرْبَةِ الحُسينِ عليهِ السّلام، مَرّةً واحدةً بالاستِغفارِ أَو غَيرِهِ، كَتَبَ اللهُ لهُ سَبعينَ مرّة..».

3) السجود عليها يخرق الحجب السبعة:

روي عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: «إنَّ السُّجودَ على تُرْبَةِ أبي عبد الله الحسين عليه السلام، يَخرُقُ الحُجُبَ السَّبعة».

وقد علّق الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء على هذا الحديث بقوله: «ولعلّ المراد بالحُجب السبعة هي الحاءات السبعة من الرذائل التي تحجب النفس على الاستضاءة بأنوار الحقّ، وهي: الحقد، الحسد، الحرص، الحدّة، الحماقة، الحيلة، الحقارة.

فالسجود على التربة من عظيم التواضع والتوسّل بأصفياء الحقّ يمزّقها، ويخرقها، ويبدّلها بالحاءات السبع من الفضائل، وهي: الحكمة، الحزم، الحلم، الحنان، الحصانة، الحياء، الحبّ».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مختصر عن كتاب: (السجود والتربة الحسينية)، إعداد «مركز الرسالة» في قمّ المقدّسة

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

29/09/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات