أحسن الحديث

أحسن الحديث

27/10/2016

سورةُ عبَس

 

موجز في التّفسير

سورةُ عبَس

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة الثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «النّجم»

* سُمّيت بـ «عبس» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿عبَسَ وتولّى﴾.

* آياتها اثنتان وأربعون، وهي مكيّة، مَنْ قرأها «جاءَ يَوْمَ القِيامَةِ وَوَجْهُهُ ضاحِكٌ مُسْتَبْشِرٌ»، كما في الحديث النبويّ الشريف.

* ما يلي موجز في التعريف بالسورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين) للشيخ عبد علي الحويزي رحمه الله، و(الميزان) للعلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي رحمه الله، و(الأمثل) للمرجع الدينيّ الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ.

«شعائر»

 

في روايات مدرسة أهل البيت عليهم السلام أنّ العابس المتولّي رجلٌ من بني أميّة كان عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فدخل عليه ابن أمّ مكتوم - وكان أعمى - فعبس الرجل وقبض وجهه، فنزلت الآيات.

أمّا في روايات العامّة فورد أنّ الآيات نزلت حين دخل ابن أمّ مكتوم على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنده قومٌ من صناديد قريش يناجيهم في أمر الاسلام، فعبس صلّى الله عليه وآله، فعاتبه الله تعالى بهذه الآيات!!

قال السيّد المرتضى في كتابه (تنزيه الأنبياء عليهم السلام): «ليس في ظاهر الآية ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾ دلالة على توجّهها إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله، بل هي خبرٌ محض، لم يصرّح به المخبَر عنه، وفيها ما يدلّ على أنّ المعنيّ بها غيره، لأنّ العبوس ليس من صفات النبيّ صلّى الله عليه وآله مع الأعداء المُتبائنين فضلاً عن المؤمنين المسترشدين، ثمّ وصْفه بأنّه يتصدّى للأغنياء ويتلهّى عن الفقراء ممّا لا يوصف به نبيّنا عليه السلام، وليس هذا مُشْبِهاً أخلاقه الواسعة وتحنّنه على قومه وتعطّفه... ونحن وإن شككنا في عينِ مَن نزلت فيه، فلا ينبغي أن نشكّ في أنّها لم يَعنِ بها النبيّ صلّى الله عليه وآله..».

محتوى السورة

تبحث هذه السورة، على قصَرها، مسائل مختلفة مهمّة تدور بشكل خاصّ حول محور المعاد، ويمكن إدراج محتويات السورة في خمسة مواضيع أساسية:

1) عتاب من يقدّم الأغنياء والمترفين على الضعفاء والمساكين من المؤمنين، فيرفع أهل الدنيا ويضع أهل الآخرة، الآيات (1 - 10).

2) أهمّية القرآن الكريم، الآيات (11 - 16).

3) كفران الإنسان للنِّعم والمواهب الإلهيّة، الآيات (17 - 23).

4) بيان جانب من النِّعم الإلهيّة في مجال تغذية الإنسان والحيوان لإثارة حسّ الشكر في الإنسان، الآيات (24 - 32).

5) الإشارة إلى نفخة الصور الثانية، وهي الصيحة الرهيبة التي تُعيد الحياة إلى الموجودات بعد موتها جميعًا ليبدأ منها يوم الحشر، ومصير المؤمنين والكفّار في ذلك اليوم العظيم، الآيات (33 – 42).


فضيلة السورة

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ (سورَةَ عَبَسَ)؛ جاءَ يَوْمَ القِيامَةِ وَوَجْهُهُ ضاحِكٌ مُسْتَبْشِرٌ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «مَنْ قَرَأَ (عَبَسَ وَتَوَلّى)، وَ(إِذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)؛ كانَ تَحْتَ جَناحِ اللهِ مِنَ الجِنانِ، وَفي ظِلِّ اللهِ وَكَرامَتِهِ وَفي جِنانه. وَلا يَعْظُمُ ذَلِكَ عَلى اللهِ إِنْ شاءَ اللهُ» .

 

تفسير آيات منها

قوله تعالى: ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ الآيتان:15 - 16.

الإمام الصادق عليه السلام: «الحافِظُ للقُرْآنِ، العالِمُ بِهِ، مَعَ السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ».

قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ﴾ الآية:21.

جاء في (علل الشرائع) عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: «.. فَإِنْ قيلَ لِمَ أُمِرَ بِدَفْنِهِ [الميّت]؟

قِيلَ: لِئَلّا يَظْهَرَ النّاسُ عَلى فَسادِ جَسَدِهِ وَقُبْحِ مَنْظَرِهِ وَتَغَيُّرِ ريحِهِ، وَلا تَتَأَذّى بِهِ الأَحْياءُ بريحِهِ وَﺑِﻤﺎ يَدْخُلُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻣِنَ الآفَةِ وَالدَّنَس وَالفَساد، وَلِيَكونَ مَسْتوراً عَنِ الأَوْلياءِ وَالأَعْداءِ، فَلا يَشْمَتُ عَدُوٌّ وَلا يَحْزَنُ صَديقٌ».

قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾ الآيات:34 - 36.

عن أميرَ المؤمنين عليه السلام في حديثٍ له عن أهل المحشر، قال: «.. ثُمَّ يَجْتَمِعونَ في مَواطِنَ أُخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ، فَيَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾..».

قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ الآيتان:38 - 39.

أمير المؤمنين عليه السلام: «مَنَ وَقَّرَ مَسْجِداً لَقِيَ اللهَ يَوْمَ يَلْقاهُ ضاحِكاً مُسْتَبْشِراً، وَأَعْطاهُ كِتابَهُ بِيَمينِهِ».


من خواصّ سورة عَبَس

* عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «مَنْ كَتَبَها في رَقِّ غَزالٍ وَتَعَلَّقَها، لَمْ يَرَ إلاّ خَيْراً أَيْنَما تَوَجَّهَ».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «مَنْ كَتَبَها في رَقِّ بَياضٍ، وَجَعَلَهُ مَعَهُ حَيْثُ يَتَوَّجُهُ، لَمْ يَرَ في طَريقِهِ إِلاّ خَيْراً، وَكُفِيَ غائِلَةَ الطَّريقِ بِقُدْرَةِ اللهِ تَعالى».

* وقال الشيخ الكفعميّ في (المصباح): «من حملها أصاب الخير في طريقه، وكُفي ما أهمّه، ومن قرأها على عينٍ قد نضبتْ، ثلاثةَ أيّام - كلّ يوم سبعاً، غزرتْ، ومَن قرأها على مدفونٍ ضلّ عنه، أرشده الله تعالى إليه».

* وعنه رحمه الله: «أنّها تُقرأ لردّ الضائع».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

28/10/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات