أحسن الحديث

أحسن الحديث

29/12/2016

موجز في التعريف بسورة «الانفطار»

  

موجز في التعريف بسورة «الانفطار»

ــــــ إعداد: سليمان بيضون ــــــ

* السورة الثانية والثمانون في ترتيب سوَر المُصحف الشريف، نزلت بعد سورة «النّازعات».

* سُمّيت بـ « الانفطار» لابتدائها بعد البسملة بقوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾.

* الانفطار، بمعنى الانشقاق، وقد ورد التعبيران في آياتٍ أُخَر؛ كالآية الأولى من سورة الانشقاق ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾، والآية الثامنة عشرة من سورة المزّمل ﴿السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ..﴾.

* آياتها تسع عشرة، وهي مكيّة، وفي الحديث النبويّ الشريف أنّ مَن قرأَها أصلح اللهُ له شأنَه يوم القيامة.

* ما يلي موجز في التعريف بهذه السورة المباركة اخترناه من تفاسير: (نور الثّقلين)، و(الميزان)، و(الأمثل).

 

 

قال العلامة السيد محمّد حسين الطباطبائي في (تفسير الميزان): «تحدّد السورة يومَ القيامة ببعض أشراطه الملازمة له المتّصلة به، وتصفه بما يقع فيه:

- ذِكرُ الإنسان ما قدّم وما أخّر من أعماله الحسنة والسيئة؛ على أنّها محفوظة عليه بواسطة حفَظة الملائكة الموكلين عليه.

- وجزاؤه بعمله؛ إن كان بَرّاً فبِنعيم، وإن كان فاجراً مكذّباً بيوم الدين فَبِجحيمٍ يصلاها مخلّداً فيها.

- ثمّ تستأنف السورة وصفَ يوم القيامة، بأنّه: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾..».


فضيلة قراءة سورة الانفطار

* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، أنه قال: «مَن قرأ هذه السورة - سورة الانفطار - أعاذَه اللهُ أن يفضحَه حين يَنشر صَحيفتَه، وسَترَ عَورتَه، وأصلَحَ له شأنَه يومَ القيامة».

* عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: «مَن قرأ هاتين السورتَين: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾ و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾، وجعلهما نُصب عينه في صلاةِ الفريضةِ والنافلةِ، لم يحجبْه من الله حجابٌ، ولم يَحجزه من الله حاجزٌ، ولم يَزل يَنظر إلى الله ويَنظر اللهُ إليه، حتّى يفرغ من حساب الناس».

وقد ورد في خواصّ هذه السورة المباركة، أنّ قراءتها على العين يقوّي نظرها، ويُزيل الرَّمَد والغشاوة، بقدرة الله تعالى.


تفسير آيات من السورة المباركة

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾. الآية:6

* روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله، لمّا تلا هذه الآية، قال: «غرّه جهلُه».

* وعن أمير المؤمنين عليه السلام، أنّه قال عند تلاوتها: «..يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا جَرَّأَكَ عَلَى ذَنْبِكَ، ومَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ، ومَا أَنَّسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ؟

أَمَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ أَمْ لَيْسَ مِنْ نَوْمِكَ يَقَظَةٌ؟ أَمَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَيْرِكَ؟

فَلَرُبَّمَا تَرَى الضَّاحِيَ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ، أَوْ تَرَى الْمُبْتَلَى بِأَلَمٍ يُمِضُّ جَسَدَهُ فَتَبْكِي رَحْمَةً لَهُ، فَمَا صَبَّرَكَ عَلَى دَائِكَ وجَلَّدَكَ عَلَى مُصَابِكَ وعَزَّاكَ عَنِ الْبُكَاءِ عَلَى نَفْسِكَ؛ وهِيَ أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَيْكَ؟!

وكَيْفَ لَا يُوقِظُكَ خَوْفُ بَيَاتِ نِقْمةٍ وقَدْ تَوَرَّطْتَ بِمَعَاصِيهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ، فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الفَتْرَةِ فِي قَلبِكَ بِعَزِيمَةٍ، ومِنْ كَرَى الْغَفْلَةِ فِي نَاظِرِكَ بِيَقَظَةٍ..».

قوله تعالى: ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾. الآية:8

عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، أنّه قال لرجل: «.. إنّ النّطفةَ إذا استَقَرّت في الرَّحِم أحضرَ اللهُ كلَّ نسَبٍ بينها وبين آدمَ عليه السلام، أمَا قرأتَ هذه الآية: ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾، أيْ فيما بَينكَ وبينَ آدم».

قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾. الآيات:10-12

* دخل رجلٌ على رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقال: أخبرني عن العبد كم معه من ملَك؟

فقال صلّى الله عليه وآله: «ملَكٌ على يمينِكَ على حسناتِكَ، وواحِدٌ على الشّمال، فإذا عملتَ حَسَنةً كَتبَ عشراً، وإذا عملتَ سيّئة قال الَّذي على الشّمال للَّذي على اليمين: أكتب؟

قال: لعلَّه يَستغفرُ اللهَ ويتوب.

فإذا قال ثلاثاً. قال: نعم، اكتُب أراحَنا اللهُ منه فبِئسَ القرين، وما أقلّ مراقبته للهِ عزّ وجلّ وأقلّ استحياءَه منّا! يقول اللهُ عزّ وجلّ: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾. (ق:18)

وملَكان بين يدَيك ومِن خلفِك.

وملَكٌ قابضٌ على ناصِيَتِك، فإذا تواضعتَ للهِ رفَعك، وإذا تَجبّرتَ فَضَحَك.

وملكان على شفتَيكَ ليس يحفظان عليكَ إلَّا الصّلاة على محمّدٍ وآلِه.

وملَكٌ قائمٌ على فِيكَ لا يَدَعُ أن تدبّ الحيّة في فِيك.

وملكان على عينَيك.

فهذه عشرةُ أملاكٍ على كلّ آدميّ..».

* عن الإمام الصادق عليه السلام: «إنَّ العبدَ إذا أذنبَ ذنباً أُجِّل من غَدْوةٍ إلى اللّيل، فإنِ استَغفرَ اللهَ لم يُكتَب عليه».

قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾. الآيتان:13-14

* عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، قال: «كلُّ ما في كتابِ الله عزَّ وجلَّ من قوله: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ﴾؛ فوَاللهِ ما أرادَ به إلّا عليّ بن أبي طالب، وفاطمة، وأنا، والحسين، لأنّا نحنُ أبرارٌ بآبائنا وأمّهاتنا، وقلوبُنا علَت بالطاعاتِ والبِرّ، وتبرَّأت من الدُّنيا وحُبّها، وأطَعنا اللهَ في جميعِ فرائضِه، وآمنّا بوحدانيّتِه، وصدّقنا بِرسولِه».

* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «جاء رجلٌ إلى أبي ذرّ، فقال له: يا أبا ذرّ، كيف ترى حالَنا عند الله؟

قال: اعرضوا أعمالَكم على الكتاب، إنّ الله يقول: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾.

فقال الرجل: فأين رحمة الله؟

قال: ﴿..إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾».  (الأعراف:56)


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

29/12/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات