بسملة

بسملة

منذ يوم

لن تعفو الأمّة عن «آل سعود»


لن تعفو الأمّة عن «آل سعود»

بقلم: الشّيخ حسين كَوراني

من بركات هذا العصر الخمينيّ – الخامنئيّ، أنّ الأمّة زادت بصيرةً في «آل سعود» ودورهم التّآمريّ على «السّنّة» أوّلاً، وعلى «الشّيعة» ثانياً.

على «السُّنّة»: بادّعاء عقيدتهم، وحصريّة تمثيلها، ومصادرة موقع «الأزهر الشّريف» الرّياديّ في زعامة «أهل السّنة والجماعة»، و«العالم الإسلاميّ».

 وعلى «الشّيعة»: بإعلان حرب الإبادة عليهم – باسم السّنّة - بزعم أنّ الشّيعة ليسوا مسلمين.

المستور السّعوديّ من وجهَي الغدّة السّرطانيّة، على النّقيض – تماماً - ممّا يطفو على السّطح السّياسيّ من أنّ «الشّيعة» هم العدوّ الوحيد الذي يستهدفه «آل سعود» ودواعشهم.

لقد اعتمد التّآمر السّعوديّ على الأمّة، التّزييف عبر مسارَين: نظريٍّ عقائديّ، وعمليٍّ سياسيّ

شكّل التّزييف السّعوديّ في المسار العقائديّ، المنطلق إلى كلّ الجرائم العظمى التي ارتكبها آل سعود خلال قرنَين وما يقرب من ثلاثة أرباع القرن الثّالث. (272 سنة).

خلاصة القول في هذا التّزييف الأخطر للإسلام، أنّ الوهّابيّة خروجٌ على التّوحيد، يبرأ منها أهل السّنّة كما نبرأ منها نحن الشّيعة.

تقترب الأمّة اليوم من اكتمال دورة اليقين بهذه الحقيقة الصُّراح.

***

 في المسار العقائديّ: لم تَنْطَلِ حِيَلُ التّزييف على الأمّة طيلةَ ما عُرف بالدّولة السّعوديّة الأولى، والثّانية، وبدايات الثّالثة.

تكشف وثائق كتاب (صوَر المفاوضات الخطيّة المتبادلة بين وفد جمعيّة "خدّام الحرمين الشّريفين" الهنديّة، وبين "عبد العزيز آل سعود" خلال شهرَي كانون الثّاني وشباط لعام 1926»، أنّ «السّنّة» تنبّهوا مبكّراً، إلى هذا التّلبيس اليهوديّ السّعوديّ - البريطانيّ الخطير، ورأوا فيه تهديداً للأمّة بأسرها.

يؤكّد هذه اليقظة السُّنّيّة المبكّرة، فتاوى العلماء في الوهّابيّة، ومحمّد بن عبد الوهّاب.

وإذا لاحظنا أنّ مشروع «ابن عبد الوهّاب» ليس إلّا نسخة مكرّرة عن مشروع «ابن تيميّة»، الأمويّ، ولاحظنا مواقف كبار علماء «السُّنّة» من «ابن تيميّة» هذا، أدركنا أنّ وعي علماء الأمّة للخطر الوهّابيّ يرتكز إلى موقفٍ مبدئيٍّ وعريقٍ من التّزييفِ الأمويّ بجميع تفرّعاته.


***

في المسار السّياسيّ: تزامن انطلاق الدّولة السّعوديّة الثّالثة على يد «عبد العزيز»، مع حاجة بريطانيا إلى رفع منسوب الدّعم الماليّ والعسكريّ، والسّياسيّ لآل سعود، لتحقيق هدفَين مركزيَّين:

1) تظهير الوريث للخلافة العثمانيّة في البلاد العربيّة، بصبغة إسلاميّة يُمكن استثمارها في كافّة بلاد المسلمين.

مع بداية تسلّط «عبد العزيز» عام 1926م، على الحجاز ونجد، كانت قد مرّت سنتان فقط على إلغاء «كمال أتاتورك» الخلافة العثمانيّة عام 1924م.

2) مواصلة احتضان «إسرائيل»، وتأمين الغطاء اللّازم لها بين المسلمين.

كان قد مضى على وعد «بلفور» تسع سنوات. لم يكن بلفور ليُطْلق وعده لولا الحاضنة المحلّيّة - المغطّاة بالحرمَين والكوفيّة والعقال العربيّين - التي مثّلها آل سعود قبل عبد العزيز وشبّت معه، وتواصلت مع أبنائه، وصولاً إلى ما نشهده اليوم من أدلّة دامغة على التّماهي السّعوديّ - اليهوديّ، وآخرها نشْر «تسيبي ليفني» صورتها مع مدير المخابرات السّعوديّة السّابق «تركي الفيصل».

 

***

ترجمت العجوز الشّمطاء حاجتها الملحّة في المجالَين السّابقين، فبرز «عبد العزيز» في الإعلام الغربيّ خلال فترة قياسيّة بطلاً قوميّاً، ورائدَ تحرّرٍ عالميّاً، فأُطْلِقتْ عليه أسماء «بسمارك العرب» و«أوليفر كرومويل» الصّحراء، و«الملك سليمان الجديد»، وأُطلق عليه عام 1931م «جورج واشنطن الأمّة الجديدة»، كما أُطلق عليه بعد تأسيس «السّعوديّة» لقب «زعيم الجزيرة العربيّة».

 وعندما ورثت «أميركا» من «بريطانيا» حراسة وجهَي الخنجر المزروع في قلب الأمّة: السّعوديّ، واليهوديّ، قرّرت «أميركا» مواصلة هذا التّظهير السّعوديّ عبر «سعود بن عبد العزيز».

كتب الرّئيس الأميركيّ الرّابع والثّلاثون «أيزنهاور» في مذكّراته المتوفّرة في مواقع الأنترنت، ما خلاصته: «لمواجهة "عبد النّاصر"، يجب إيجاد شخص لابدّ أن يكون من الحجاز، لمكانة مكّة والمدينة، ووفرة النّفط، والمرشّح الأول لذلك هو "سعود بن عبد العزيز" فإنْ لم يُمكن اعتماده، فلابدّ من إيجاد بديلٍ عنه، بشرط أن يكون من الحجاز».

***

لقد مكّن هذا الضّخّ السّياسيّ والإعلاميّ، البريطانيّ ثمّ الأميركيّ في كيان «آل سعود» - مع ما رافقه من تسليحٍ وتخطيطٍ وقيادة عملياتٍ لِحَسْم الغارات الوهّابيّة لصالح عبد العزيز ومشروعهم عبره - من طغيان المسار السّياسيّ السّعوديّ، ليُغطّي عجز «آل سعود» و«آل الشّيخ» في المسار العقائديّ.

ذهبت فتاوى العلماء ضدّ الوهّابيّة وحاملي رايتها أدراج الرّياح السّياسيّة الهُوج. تبخّرت ردّات الفعل في أرجاء العالم الإسلاميّ على هَدْم قِباب البقيع، وقبّة الحمزة عمّ الرّسول صلّى الله عليه وآله، وعلى مجازر آل سعود في الرّياض، والطّائف، ومكّة، والكويت، وقطر، وغيرها. لم يبقَ منها إلا وثائق مصوّرة أو مكتوبة. دخل العالم الإسلاميّ في غفلة مطبقة عن حقيقة «آل سعود» الأمويّة اليهوديّة.

زاد الطّين بِلّة، أنّ التّغطية السّياسيّة على حقيقة «آل سعود» المعادية للأمّة، تلازمت مع «باطنيّةٍ سياسيّة» سعوديّة، وهّابيّة، يهوديّة، وصهيونيّة، تجمع بين يهوديّة الهدف، و«إسلاميّة» الخطاب ووطنيّته، فإذا «الرّجعيّة العربيّة» تتبنّى في العلن الخطاب القوميّ العروبيّ، مغلّفاً بالخطاب الإسلاميّ.

وليست الغنوصيّة والإغراق في الباطنيّة شأناً خاصّاً بآل سعود، بل يعمّ جميع الوهّابيّين، فهم على ذمّة «إسحاق بن زيفي» أوّل رئيس دولة للكيان الصّهيونيّ في كتابه (القبائل المتناثرة)، يتظاهرون بالإسلام وهم في الواقع يهود. قال «زيفي»: «وهناك طائفةٌ هامّةٌ أخرى هي طائفة الوهّابيّة وهي مسلمة في الظّاهر، إلا أنها تُقيم سرّاً الشّعائر اليهوديّة».

تجدر الإشارة إلى أنّ كتاب (القبائل المتناثرة)، «يتحدّث عن القبائل اليهوديّة في الجزيرة العربيّة، كيف اختفوا بالرّغم من أنّهم لم يهاجروا».

***

هذا المكر الصّهيونيّ – السّعوديّ - البريطانيّ ثمّ الأميركيّ، ثنى لآل سعود الوسادة، وأدخل الأمّة في نفقٍ صادرتْ ظُلماتُه وعيَ الأكثرين.

ثلّةٌ من الإسلاميّين - وقليلٌ مّا هم - لم يلتبس عليهم أمر «آل سعود» وتآمرهم، للحظة.

كان الإمام الخمينيّ الرّائد الأبرز في نُدرة هذا الوَعي المسدّد.

أما آن لنا أن نصحو ونُبصر، ونعترف، ونعيد دراسة تاريخ هذه الحقبة السّعوديّة المظلمة من عمر الأمّة؟

هل يعيد أكثر الإسلاميّين حساباتهم، فيَستبرئون - بالمصطلح الفقهيّ - من كلّ خليّةِ لوثةِ قناعةٍ بإسلاميّة «آل سعود». وتحاملٍ على «عبد النّاصر».

هل نعترف بأخطائنا حين كنّا نفضّل آل سعود على أيّ حركة «يساريّة» رغم أنّ المسار السّياسيّ لليسار كان يصبّ في الأهداف التّحرريّة.

إنْ تمسّكتَ بفساد المعتقد والإلحاد، فالوهّابيّون مجسّمون ملحدون.

نعم، كان اليسار سبّاقاً إلى معرفة حقيقة آل سعود وتآمرهم. لن ينسى المهتمّون بالشّأن السّياسيّ والأدبيّ، صرخة الشّاعر العراقيّ «مظفّر النّوّاب»: «السّعوديّون إسرائيل مهما بدّلوا ألوانهم..»!!
***

إسلام آل سعود أمويّ - يهوديّ يتلطّى بالتّسَنُّن، والتَّسنُّن منه بريءٌ براءةَ الإسلام من التّجسيم وبُغْضِ أهل البيت عليهم السّلام.

طالما حذّر الإمام الخمينيّ من «الإسلام الأميركيّ»، «إسلام الملالي القذرين». مبكّراً قال - رحمه الله: «يبرأ أهل السُّنّة من الوهّابيّة والوهّابيّين».

من الرّعود الخمينيّة القاصفة: قد نعفو عن «صدّام»، لكنّنا لن نعفو عن «آل سعود».

لن تعفو الأمّة عن «آل سعود».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات